مجلة الخيمة حوار الخيمة دليل المواقع نخبة المواقع Muslim Tents
التسكين المجاني التسكين المدفوع سجلات الزوار بطاقات الخيمة للإعلان في الخيمة
الأسئلة الشائعة قائمة الأعضاء التقويم البحث مواضيع اليوم جعل جميع المنتديات مقروءة

العودة   أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية > القسم الثقافي > خيمة الثقافة والأدب
اسم المستخدم
كلمة المرور

المشاركة في الموضوع
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
  #1  
قديم 01-11-2001, 10:14 AM
بوفاتح بوفاتح غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Oct 2001
المشاركات: 46
Post شقراء القطار

شقراء القطار
تأمل الفتاة الشقراء الجالسة في المقعد المقابل ثم فتح صفحة المنوعات ، مفاجأة سارة هذا الأسبوع لا تضع ثقتك في الجميع ، نجاح عملي وعاطفي ، وعندما وصل لهذه الكلمة نظر للفتاة من جديد ، توقف القطار هنيهة ثم واصل مشواره ، وضع الجريدة جانبا وأخد يفكر ،المحطة التالية هي الأخيرة بالنسبة لي ، بعد هذه الرحلة الشاقة أظن بأنني أستحق مفاجأة سارة كما ورد في الأبراج .
كان القطار يسير ببطء والغبار يدخل عبر النوافذ ويخيل للمرء بأن الهنود الحمر سيظهرون بين الفينة والأخرى ، الشقراء لم ترفع بصرها عن النافذة ، غريبة هذه الفتاة نفس المظهر ونفس السلوك ، لم تتغير منذ أن تعودت على ركوب هذا القطار الذي يربطني بمقر عملي لم يصدر عنها أي شيء يثير الإنتباه ولم تصلني منها أي إشارة إنسانية محفزة ، إنها كاللوحة الخالدة ، عندما ينتهي منها الفنان لن يكون بوسعها عمل أي شيء فهي حبيسة الإطار الذي حدده لها .
ليس لديه أي شعور نحوها بل هي الرغبة في معرفة سر هذه الفارسة الغامضة ، دخل بائع حلويات العربة وما أن إقترب حتى نادته الفتاة وإبتاعت منه ما تريد ، في هذه اللحظة توهم صالح بأنها ستعطيه نصيبه، أخيرا تحركت فهي لم تقم بهذه المبادرة عبثا ، فالنساء يملكن تقنيات مذهلة لجذب الرجال ، فهي تجس نبضي فقد إشترت أكثر مما تحتاج كل يوم تزداد قيمتها في نظري ، إنها مثال العفة والنبل ، أظن بأن حياتي قبل ركوب هذا القطار كانت سرابا .
دوى صفير القطارمعلنا الوصول الى المحطة القادمة ، يبدو أن الرحلة إنتهت والحلم الجميل لن يتحقق هذه المرة ، سألقي عليها آخرة نظرة وأنزل كالعادة ، كلا سأواصل الرحلة وأعرف ولوشيئا عن هذه المخلوقة التي غزت عالمي ، توقع أن تبدي الفتاة إستحسانا لمكوثه ولكنه لم يلحظ أي إبتسامة أو حركة ما زال التمثال في سكونه الدائم ، لا أتصور بأنها لا تعرفني ، على الأقل فإن ملامحي مألوفة لها ، فانا مسافر مواظب على الركوب معها ، كل يوم تثبت لي بأنها جديرة بالإهتمام .
واصل القطار رحلته، في حين كانت العربة قد إستقبلت مسافرين جدد، في المحطة القادمة سيتحدد مصيري ، سأتكلم معها مهما كان الثمن ، سأطلب رأيها في الرحلةأو أقترح عليها مرافقتها فالشمس قد مالت الى المغيب، لن أحدد موضوع حديثي معها، سأترك القدر يحدد ما يريد ، عندي إحساس بأن المفاجأة السارة ستحدث قريبا .
توقف القطار معلنا الوصول الى المحطة الموعودة ، خرج صالح من دوامته الفكرية ، سأهبط قبلها حتى يبدو كل شيء عادي ، عندما تخطت باب المحطة كان يسمع خطواته وخطواتها وراءه ، بعد لحظات ستتحدالخطوات وتتحدد الروئ .
- ماما ، ماما
رفع بصره فإذا به يرى طفلة صغيرة تركض نحوه ، إلتفت نصف دورة فأدرك بأنها لا تجري نحوه بل نحوها وما كادت تقترب منه حتى سقطت فأسرع بالإمساك بها ن في هذه اللحظة كانت الفتاة الشقراء تضم الطفلة بين ذراعيها وتغمرها بالحنان ثم إستدارت نحو صاحبنا وعلى وجهها نصف إبتسامة .
بقي صالح مسمرا في مكانه يراقب إبتعادها عنه وتراىء له عن بعد شبح رجل يبتسم ،غادر
المكان ولم يكن في ذهنه إلا شيئا واحدا وهوالوصول الى أقرب محطة سيارات أج
__________________
ليست العظمة في أن لا تسقط ، ولكن العظمة في أن تسقط وتنهض من جديد.
الرد مع إقتباس
  #2  
قديم 01-11-2001, 02:07 PM
جمال حمدان جمال حمدان غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2000
المشاركات: 2,268
Post

الاخ الكريم بوفاتح
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

اهلا ومرحبا بكم وبيراعكم وفكركم المتميز فكل قطعة تاتينا بها هي اقرب الى قصيدة نثر احيانا او لوحة زيتية تتمازج بها الافكار تمازج الالوان لتخرج كالقشيبة الموشاة بدر يعكس بريقها شعاعا يتغلل في نفس القارئ لكم وما اكثر ما تخفي بين السطور.
اخي بوفاتح
لست ناقدا ولكني اتذوق كل شئ جميل فلله درك كم هي ممتعة الرحلة معكم وبين كلماتكم وما هذه الفتاة التي تعود صالح على رؤيتها وظن للحظة بانه اصبح وجها مالوفا لها الا كالدنيا التي تلازمنا طيلة حياتنا من المهد للحد ونبقى نتهم عقولنا بالتقصير عن فهمها او نتهمها احايين كثيرة بعدم فهمها لنا ومع هذا كل ما بزغ فجر جديد يحدونا الامل .

تحية لكم مرة اخرى والى الامام

اخوكم: جمال حمدان
__________________
يا قدسُ حبُّكِ في الفؤادِ وفي الـدّمَِ
.............. يا قدسُ ما لكِ في المدائن مِنْ سمي
يا مَن لـها تهـفو القلوبُ وباسـمها
................ تشــدُو المـلائكُ في العُـلا بتـرنّمِ
الرد مع إقتباس
  #3  
قديم 01-11-2001, 07:09 PM
محمد ب محمد ب غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Oct 2001
المشاركات: 1,169
Post

أخي بو فاتح
كنت لاحظت وجود كوكبة من الشعراء المجيدين هنا قل اجتماع مثلهم في مكان واحد
وكنت أقول: ينقص الخيمة الآن قصاص جيد!
أقول هذا في حدود معرفتي بالخيمة وقد يكون هناك قصاص موجود فلم أقرأ قبل نصوصك إلا شعراً هنا
لهذا يا سيدي أتمنى لك أن تواصل سيرك القصصي
وأما في هذه القصة فالعبرة أن هذا المسكين أما كان أجدى عليه لو قرأ في كتاب ولم يضيع وقته بالنظر إلى غيره
الرد مع إقتباس
  #4  
قديم 01-11-2001, 08:29 PM
عمر مطر عمر مطر غير متصل
خرج ولم يعد
 
تاريخ التّسجيل: Feb 2000
المشاركات: 2,620
Post

لله درك أخي بوفاتح، كنت أحسب معشر الشعراء هم يتفردون بحسن الأخيلة والتشابيه، وإذ بك تفوق كل شاعر عندما تقول:

إنها كاللوحة الخالدة ، عندما ينتهي منها الفنان لن يكون بوسعها عمل أي شيء فهي حبيسة الإطار الذي حدده لها.

هذا التشبيه يدل على تمكنك في صنعتك، وعن مستوى فوق ما اعتدناه في أسلوب القصة.

شكرا لك على هذه الرحلةالممتعة.
الرد مع إقتباس
المشاركة في الموضوع


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع
بحث في هذا الموضوع:

بحث متقدم
طريقة العرض

قوانين المشاركة
لا بإمكانك إضافة موضوع جديد
لا بإمكانك إضافة مشاركات جديدة
لا بإمكانك إضافة مرفقات
لا بإمكانك تعديل مشاركاتك

كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

حوار الخيمة العربية 2005 م