مُتَــــــفَرِّقُــون فــي زمن التَكــــتُل...!!!
الإسلام روح تجري، ونفحة تسري، وحقيقة ليس بين العــــــــــقول وبين قبولها
إلا مواجهتها لها، وليس بين النفوس وبين الإذعـــــان لها إلا إشراقها عليــها
من مجاليها الأولى..
لذلك نراه في جميع مراحل التاريخ يقطع الفيافي بلا دليل، ويقطــــــــــع البحار
بلا هادٍ، يقتحم الأذهان دونما إستئذان، مكن له ذلك كله طبيعته ويسره ولطافته
في الدخول الى النفوس، وملاءمته للفطر والأذواق والعقول...
ولو بقي الإسلام على روحانيته القوية، ونورانيته المشرقة، ولو لم يفسده أهله
بما أدخلوا عليه من بدع، وشانوه به من ضلال، لطبق الخافقين، ولجمع أبناءه
على القوة والعزة والسيادة حتى يملكوا به الكون كله...ولكنهم أفسدوه واختلفوا
فيه، وفرقوه شيعاً ومذاهب، فضعف تأثرهم به، فضعف تأثيره فيهم............
ولو كنا مسلمين حقاً لعرفنا أنفسنا، ولو عرفنا أنفسنا لعرفنا إخوتنا، ولو عرفنا
إخوتنا لكنّا أقوياء بهم بعد الله..
إنك لترى المسلمين في كل قطرٍ، وتسمع عنهم نبأ في كل ناحية، ولكنهم متفرقون
في زمن أصبح التكتل شرطاً للحياة، ومتباعدون في وقت أصـــــــبح فيه التقارب
أساساً للقوة، ومتناكرون في عصرٍ أصبح فيه التعارف أقوى وسائل التـــــــعاون
ومنصرفون عن الجامعة الإسلامية الواسعة الى جوامع أخرى ضيقة الآفــــــــاق
من جنسية واقليمية وعربية وخليجية وافريقية وشامية...
واليوم العلماء المخلصون والمجاهدون الصادقون في كل مكان ...يدعونكم الى هذه
الجامعة الإسلامية...فضعوا لبناتها بأيديكم..وشاركوا في قيامها فيــكون لكم فــــــخر
المشاركة، وما عند الله خيرٌ وابقى..
|