http://195.138.228.147/alquds/articl.../11-01/a12.htm
----------------------------------------
أكد حقوقي أمريكي رفيع المستوي أن الولايات المتحدة تشن حملة عسكرية في أفغانستان مخالفة تماماً لمعاهدة الأمن الصادرة عن هيئة الأمم المتحدة.
وحسب فرانسيس بويل البروفسور في جامعة إيلينويس والمستشار لدي منظمة العفو الدولية فإن قوانين هيئة الأمم تلزم الإدارة الأمريكية بإجراء محادثات مع حكومة طالبان من أجل تسليم بن لادن حتي لو استطاعت سلطاتها الأمنية إثبات تورطه في تفجيرات أيلول (سبتمبر).
وأضاف بويل في حديث لأسبوعية دير شبيغل الألمانية بأن الهجمات الأمريكية علي أفغانستان تتناقض مع معاهدة مونتريال لعام 1971 التي صادقت عليها (150) دولة من بينها الولايات المتحدة وأفغانستان.
ونفي بويل تسمية تفجيرات الحادي عشر من أيلول (سبتمبر) بـ عمل حربي كما وصفها الرئيس الأمريكي جورج بوش، مؤكداً أن تصنيفها كعمل حربي أو الحديث عن نوع جديد من الإرهاب عار من الصحة، إذ أن العالم يعاني منذ بداية الستينات من ضربات إرهابية، وأن الفرق بين تفجيرات نيويورك وواشنطن والعمليات الإرهابية الأخري يكمن في عدد الضحايا فقط.
واستدرك قائلاً بأن الرئيس جورج بوش سمي التفجيرات في المؤتمر الصحافي الأول الذي عقده فور وقوعها بـ العمل الإرهابي . وهكذا صنف الاعتداء الذي قام به تيميثي ميك في اوكلاهوما عام 1995، ولم تخرج تفجيرات السفارتين الأمريكيتين في كينيا وتنزانيا عن هذه القاعة، ولكن بوش عدل عن رأيه بعد مشاورات أجراها مع وزير الخارجية كولن باول ومن ثم أطلق عليها اسم عمل حربي Act of War.
وحول موافقة الكونغرس علي هذه التسمية قال بويل: نعم، للأسف وافق الكونغرس بالإجماع علي تسميتها بـ العمل الحربي ، ولكن بعد أن قارنها الرئيس بوش بالاعتداء الياباني عام 1948 علي بيرل هاربور Pearl Harbor. مضيفاً أن إعطاء الرئيس بوش حرية التصرف من قبل الكونغرس أخطر بكثير من قرار الرئيس جونسون عام 1964 ببدء الحرب في فيتنام.
وأكد بويل بأن جورج بوش الابن حاول الحصول علي موافقة مجلس الأمن لاستخدام القوة كما فعل والده في حرب الخليج، ولكنه فشل في ذلك مرتين، المرة الأولي عقب وقوع الاعتداءات والمرة الثانية في الثامن والعشرين من ايلول (سبتمبر).
وفي السابع من تشرين الاول (أكتوبر) بعث بوش برسالة إلي السفير الأمريكي جون نيغروبونته لدي الأمم المتحدة أبلغه فيها أن الولايات المتحدة ستستخدم حقها في الدفاع عن النفس.
وأكد أنه لا توجد أي أدلة تثبت تورط حكومة طالبان أو أسامة بن لادن في التفجيرات، مشيراً إلي أن هذه الحرب ليست شرعية، إذ أن وزير الخارجية كولن باول وعد بتقديم ما أطلق عليه بـ الورقة البيضاء التي تحتوي علي أدلة تدين بن لادن وطالبان. ولكن بوش منعه من ذلك. وفي حديث للصحيفة الأمريكية نيويورك تايمز قال باول بأنه لا توجد هناك حتي قرائن تدين بن لادن.
وأضاف أنه حسب الدبلوماسيين الغربيين الذين اجتمع إليهم مبعوث الحكومة الأمريكية تايلور لا توجد أي أدلة تثبت تورط بن لادن في الضربات أو معرفة حكومة طالبان بها، ولكن الأدلة ليست مهمة، المهم هو أن الرئيس بوش قرر شن الحرب.
واستطرد قائلاً بأن واشنطن أجرت محادثات مع طالبان قبل الحادي عشر من أيلول (سبتمبر)، فالرئيس الأمريكي السابق بيل كلينتون أوفد مبعوثاً إلي كابول في عام 1996 للتشاور حول الاعتراف بحكومة طالبان. ولكنني أعتقد أن الإدارة الأمريكية قررت قبل التفجيرات البدء بشن حرب في أفغانستان. إذ أن أهمية آسيا الوسطي تكمن في مخزونها الضخم من الغاز والنفط، وبعد انحلال الاتحاد السوفييتي حاولت واشنطن مراراً تحسين علاقاتها مع دول آسيا الوسطي.
وأضاف أن وزير الدفاع الأمريكي الأسبق كاسبار واينبرغر قال مراراً بأن حقول البترول في آسيا الوسطي تعتبر من أهم مصالح الولايات المتحدة، كما أن واشنطن تعارض مرور أنابيب البترول عبر روسيا أو إيران، إذ أن أرخص وأسهل خطوط هذه الأنابيب يمكن مدها عبر أفغانستان، كما أن أفغانستان تملك كمية لا بأس بها من احتياطي النفط.
إن النفط والغاز هما هدفا الإدارة الأمريكية في أفغانستان وليس أسامة بن لادن.
[ 02-11-2001: المشاركة عدلت بواسطة: ابو طارق ]