يا همسة البحر العميقِ
يا نسمة السحر الرقيق
يا بهجة الروض الأنيق
أقبلت في يوم من الأيام
تعترضي طريقي
لما رايتكِ مشعلا
في صهوة الحرف الطليق
وبديتِ فيما تكتبين
حقيقة الحلم المشوق
تنساب في أفق الخيالْ
ببديع آيات الجمالْ
كسحابة بين الجبالْ
نسجت خيوط الشمس
من ألوانها سحر الشروق
صليتُ في محراب حبي
وبه استخرتُ الله ربي
فتعاظمت أشواق حبي
فيكِ حتى طار لُبي
فإذا بأشعاري تجلجلُ
كالرعود وكالبروق
جعلتْ هواكِ لها سبيلا
صدحتْ به لحنا جميلا
وجرتْ بحبكِ سلسبيلا
حتى استجاب فؤادكِ العاني
وامطرها هميلا
بالحب رفرف روحك الغاني
وبادلها هديلا
فتقابلت أشواقنا
وتعانقت أرواحنا
في يوم مولدنا الحقيقي
في تاسع الشهر المباركْ
كلٌّ لِمَا ولّى تداركْ
وبدا اخضراري واخضراركْ
لمّا جمعنا الشمل
في أحلى وفي أبهى بريقِِِِِِِ
وعلى هدي آي الكتابِ
عشنا هوانا والتصابي
والطيبات من الرغابِ
حتى ارتوينا من رحيقِ
فتبددت الأم كانتْ
وتحققت أحلام طالتْ
وتمازجت أرواح طارتْ
في العاليات من السحابِ
واليوم من بعد السنينْ
أشواق قلبي والحنينْ
فوارة لا تستكينْ
في لجة العشق العشيقِ
تمضي السنون وأنت أنتِ
فيما عرفتُ وما عرفتِ
بل أنت عما كنتِ زدتِ
يا سكرة لا تستفيقي
يا نغمة في غربتي
دوما تبدد كربتي
بلحونها
وتفك ضيقي
تمضي السنون وأنت عطري
في زفيري أو شهيقي
تمضي السنون وأنت في
دربي رفيقي في طريقي
وعلى مدى عمري وعمرك
أنت في الدنيا صديقي **********