مقديشو/ أفاد شهود عيان من سكان مقديشو، أن ميليشيا إسلامية ومقاتلين تابعين لتحالف "لمكافحة الإرهاب" يضم أمراء حرب، اقتتلوا لليوم الثاني على التوالي يوم أمس في العاصمة الصومالية التي تسودها الفوضى، ليصل عدد القتلى إلى 19 على الأقل.
فيما نزح الكثيرون عن ديارهم خوفا من تجدد القتال مرة أخرى، بين الفصيلين المتناحرين مع استقبال المستشفيات ضحايا جدد، وتردد أصداء دوي الأعيرة النارية، في شوارع منطقة سيسي الفقيرة.
وقتل نحو 90 شخصا في معارك في فبراير ومارس. ويعتقد كثيرون أن الولايات المتحدة مولت أمراء الحرب المعارضين للميلشيا الموالية للمحاكم الشرعية.
وذكرت مصادر في مستشفى وسكان في مقديشو، أن ثمانية أشخاص آخرين بينهم ثلاثة مدنيين لقوا حتفهم في القتال الذي جرى يوم الاثنين. وكان 11 شخصا قد قتلوا يوم السبت. وأضافوا أن قرابة 30 شخصا أصيبوا أيضا.
وقال حسين جوتال راجي وهو متحدث باسم ائتلاف مكافحة الإرهاب، إن القتال بدأ مجددا يوم الاثنين.
وأضاف "سنستمر في القتال حتى يتوقفوا (أفراد الميليشيا الإسلامية)، عن إطلاق النار علينا" مضيفا أن معظم الضحايا كانوا من المدنيين.
ومن جانبهم قال قادة إسلاميون في مقديشو إن واشنطن تمد الائتلاف بالأموال في إطار استراتيجيتها لمكافحة الإرهاب، وهو اعتقاد يؤيده الكثيرون داخل وخارج البلد الواقع في القرن الإفريقي ويسكنه عشرة ملايين نسمة.
وذكر الرئيس الصومالي المؤقت عبد الله يوسف الأسبوع الماضي، أن واشنطن تدعم أمراء الحرب.
وتنظر الولايات المتحدة منذ أمد طويل إلى الصومال الذي يغلب على سكانه المسلمون، باعتباره ملاذا محتملا للمتشددين الإسلاميين منذ الإطاحة بحكومته المركزية عام 1991. لكن جوتال نفى ذلك.
وأوضح قائلا "يتعين على عبد الله يوسف أن يتوقف عن التصرف مثل أي هاو. إذا كان لديه أي دليل على أن الولايات المتحدة تدعمنا فعليه طرحه على المائدة، وتقديم الإيصالات التي وقعناها مقابل المدفوعات."
يذكر أن يوسف يرأس حكومة تشكلت في دولة كينيا المجاورة في 2004، في إطار المحاولة الرابعة عشرة لإعادة إرساء الحكم المركزي في البلاد، منذ الإطاحة بالديكتاتور محمد سياد بري عام 1991. لكن الحكومة الجديدة التي تفتقر للخبرة اضطرت للتمركز في بلدة بيدوا وهي لا تملك إلا سلطات محدودة.
ودعا وزير الإعلام الصومالي محمد عبدي حاير، إلى إحلال السلام في مقديشو. وقال "نريد أن نحث جميع الأطراف المتحاربة، على التوقف عن القتال فورا ووقف سفك دماء الصوماليين الأبرياء."
وأضاف حاير بأن حكومة يوسف لا تملك "دليلا ماديا"، على أن الولايات المتحدة تمد أمراء الحرب بالأموال. وقال تعقيبا على تصريحات يوسف الأسبوع الماضي "الرئيس كان يرد على اعتقاد متنام في أوساط الرأي العام كما أشارت إلى ذلك صحف محلية ودولية."
وأفاد قيادي من الميليشيا الإسلامية الموالية للمحاكم الشرعية، أن الميليشيا ستستمر في القتال حتى تسيطر على منطقة سيسي.
ولم تبدي واشنطن من جانبها أي تعليق على الأحداث حتى الآن .
http://news.naseej.com/Detail.asp?InNewsItemID=186708