هذر الظلال الملونة
هذر الظلال الملونة :
كل جسم حقيقي له ظل ، وحسب حالة الضوء الساقط على الجسم الحقيقي فان الظل يطول أو يقصر .. و أحيانا ممكن لمن يرى الظل أن يخدع و يتراءى له أن هذا الظل قد أصبح جسما حقيقيا ، لبعد الجسم الحقيقي الذي أوجد هذا الظل أو أن يكون الظل ملونا !
دأب الرسامون أن يضعوا في لوحاتهم لونا رماديا أو أسودا عندما يرسموا الظلال .. أما أن يكون هناك ظلالا ملونة و مكسوة بالأجواخ والملابس الفاخرة فان هذا ما لم يتدرب عليه الرسامون ..
عندما تكون الشمس في وسط السماء ، أي عمودية فان ظلها يكون بأصغر ما يمكن ، وفي حالات الغروب ، فان الظل يطول حتى يتحول الى ظلام !
الظلال تتلون و تكتسي و أحيانا تأخذ أسماء .. لقد رأينا في الفترة الماضية ظلالا لها أسماء كالرئيس الدوري لمجلس الحكم ، فكأن من يسلط الضوء ليحدث ظلالا يقوم بتجربة فيزيائية عن قرص نيوتن ، فيحركها بسرعة لتصدر ظلالا متعاقبة ، كتعاقب وتناوب أعضاء مجلس الحكم ..
ونحن اذ نتكلم عن ظلال ملونة و مكسوة ولها أسماء ، فانها لإكمال الحبكة المصنعية لتقنيتها ، يجعلونها تتكلم .. و تعقد مؤتمرات صحفية ، وتتحدث ، وتبتسم ، وتهز رأسها .. ممثلة دور الحكمة و القوة .. لكن هذا كله هذر ، هذر لا طائل منه ..
وأحيانا يحمل الظل اسما أكثر أهمية ، كأمين جامعة الدول العربية ، أو رئيس وملك الدولة الفلانية .. انها لعبة الظلال الجديدة القديمة ، التي تمارسها أمريكا الآخذة بالغروب ، وان الظل مهما تماطى و تطاول فانه لن يرقى الى أن يكون جسما حقيقيا ..
ان تلك الظلال ستتبدد من نور الفكر القادم ، بعد تحرير العراق ، هذا اذا لم يبددها وهج نيران المقاومة !!
__________________
ابن حوران
|