مجلة الخيمة حوار الخيمة دليل المواقع نخبة المواقع Muslim Tents
التسكين المجاني التسكين المدفوع سجلات الزوار بطاقات الخيمة للإعلان في الخيمة
الأسئلة الشائعة قائمة الأعضاء التقويم البحث مواضيع اليوم جعل جميع المنتديات مقروءة

العودة   أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية > القسم الإسلامي > الخيمة الإسلامية
اسم المستخدم
كلمة المرور

 
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
  #1  
قديم 22-02-2006, 04:22 PM
أبو إيهاب أبو إيهاب غير متصل
مشرف
 
تاريخ التّسجيل: Mar 2004
المشاركات: 1,234
إفتراضي صراع من أجل التسليم للإيمان..جفرى لانج ( 7 ) .. يتبع

[b]
( 7 )


صراع من أجل التسليم للإيمان
Struggling to Surrender Dedication
بقلم جفرى لانج
الفصل الثانى
القرآن الكريم
القرآن الكريم ، فى أذهان كثير من المسلمين قد سمى وارتفع على التحديات الغربية ، وهو القوة الدافعة للصحوة الإسلامية . هو بالنسبة لأكثر من مليار مسلم يشكل "الهداية والرحمة الخاتمة والنعمة الموحاة من الله سبحانه وتعالى ، إلى البشرية ، الحكمة والجمال فى التعبير النهائى لهم ، بالإختصار (كلمة الله)" .
ولكن ، ماذا عن المهتدين الجدد من الغرب ؟؟؟ أولئكم الذين هم بعيدون عن الثقافة والعادات واللغة ، الذى يشكلها هذا الكتاب المقدس ويعلمها لأتباعه ... ما تأثير وأهمية هذا القرآن لهم ؟؟؟
هذا السؤال ليس ضروريا لأنه ليس كل معتنق لدين جديد يكون على معرفة بكتاب هذا الدين المقدس . ومن المحتمل إلا يسأل عنه ، كالبوذية والهندوسية والنصرانية ، مثلا .
أما فى الغرب ، فكل متحول أو متحولة للإسلام ، يتكلم عما تركه القرآن فى حياته .
فى الحقيقة ، فعامة المؤمنين بالإسلام ، فالقرآن بناء أساسى فى دينهم ، فتلاوته يوميا فى الصلاة فرض عليهم . ولهذا فكل من دخل الإسلام حديثا ، لابد أن يحفظ بعضا من سوره مع ترجمتها ليتفهمها ، وهذا يحدث بسرعة كبيرة . هذا الإتصال اليومى بالقرآن الكريم ، يؤدى إلى مزيد من دراسته ، ويقول عدد كبير من المتحولين للإسلام ، بأنهم يقرأون أجزاء من ترجمة معانيه يوميا ، بالإضافة إلى ترتيل آيات منه فى صلاتهم . والكثير يتحمسون لدراسة اللغة العربية ، وهى التى بالنسبة للأمريكان شاذة جدا ، وقليل منهم أنتجوا تفاسير جديدة وتفاسير سابقة للمفسرين القدامى ومترجمى معانى القرآن .
لهذا ، فالقرآن جزء لا يتجزأ من حياة المسلم ، لهذا فالقرآن يعيش معك ويجيب على أسئلتك فى التو واللحظة ، يتفاعل معك .
وبالرغم من أن الإسلام ينتشر بسرعة فائقة فى الغرب ، إلا أنه مازال حديثا فيه . ومازال الذين ألفوا فى الإسلام من الغربيين قليلون ، كأمثال ، محمد أسد ، مارمادوك بكتول ، مارتن لينجز ، مريم جميلة و حامد ألجار . اليوم نحن نرى كثيرا من الأوروبيون يكتبون عن الإسلام ، وآخرون متعاطفون معه . وفى كتاباتهم ، قد نرى بعض التكرار . وهدفى فى هذا الفصل ، أن ألقى بعض الضوء على ما كتبوا ، كما سأضيف لها تجاربى الخاصة ، ومناقشاتى مع الآخرين لتتكامل كلها لتضئ الطريق لقبول القرآن الكريم . وبكلمات أخرى ، سأحاول تقديم نموذج للتحول إلى الإسلام .
أنزل هذا الوحى فى مواطنى القرن السابع الميلادى من العرب . وحينما سمعوه يتلى عليهم بلسانهم ، وجدوا فيه أسلوبا رفيعا ، ولغة قوية جدا ، وكما يقرر القرآن الكريم فقد قالوا على الرسول الكريم بأنه ساحر ، كما ورد فى هاتين الآيتين ::
( 1 ) أَكَانَ لِلنَّاسِ عَجَباً أَنْ أَوْحَيْنَا إِلَى رَجُلٍ مِّنْهُمْ أَنْ أَنذِرِ النَّاسَ وَبَشِّرِ الَّذِينَ آمَنُواْ أَنَّ لَهُمْ قَدَمَ صِدْقٍ عِندَ رَبِّهِمْ قَالَ الْكَافِرُونَ إِنَّ هَـذَا لَسَاحِرٌ مُّبِينٌ {2} سورة يونس
( 2 ) وَعَجِبُوا أَن جَاءهُم مُّنذِرٌ مِّنْهُمْ وَقَالَ الْكَافِرُونَ هَذَا سَاحِرٌ كَذَّابٌ {4} سورة ص
وما كان العرب فى هذا العصر أن يجدوا صعوبة فى فهم وتصور ما يسمعوه ، ويعرفوا الأفكار التى يرمى إليها ، وذلك لأنه بلغتهم وواضح ومبين .
وحينما يعلمنا القرآن بأن نسأل الله "اهدنا الصراط المستقيم" ( 6 ) سورة الفاتحة ، فالقارئ الغربى قد يفهم أن المقصود من "الصراط" ، ذلك الفرق الحساس والغامض بين عبادة الله سبحانه وتعالى وشخص آخر ، أو معنى آخر . أو أنك تسأل الهداية للإتزان الهش بين المادية والروحانية . فالمسافر فى الصحراء ، فى القرن السابع ، قد يحدث له مثل هذا الفهم ، لأن الفهم يتأثر بالحالة النفسية ، فهذا المسافر يرى فى السؤال الطلب بأن يهديه الله إلى الطريق الآمن والذى قد ينجيه من الموت أو من قطاع الطرق مثلا . "مداخلة : لا أتفق مع هذا الشرح ، لأن الطريق المستقيم فى السورة معرف بوضوح ، فهو طريق المنعم عليهم ، لا المغضوب عليهم ولا الضالين !!!"إشارات القرآن للكتب السابقة ، وللميزان ، ولشراء الله للأنفس ، وللجزاء يوم القيامة ، ولإقراض الله ، وأن جزاء كل هذا أضعاف أضعاف ما قدم ، وصور كل ذلك على أنه بيع وشراء بين العبد وربه ، فقد كان العرب فى هذا الزمان ، تجار يعيشون على التجارة . وحينما يقارن القرآن حالة الكفار بحالة من يموت من العطش فى الصحراء ، أو يقارن بين البعث يوم القيامة وإحياء الأرض الموات بعد المطر ، أو حينما يصف الجنة بأمور جد حيوية ومثيرة ، فلنا أن نتصور وقع هذه الصور على الذين يستمعون إليها لأول مرة من فم رسول الله صلى الله عليه وسلم .
لم يكن العرب فى عهد الرسالة الإسلامية ، ملحدون أو لا أدريون ، ولكنهم لم يكونوا متدينين بعمق . كانوا بنفس الصورة التى عليها كثير من البشر الآن ، تطلعاتهم للدين عابرة ، الإيمان بالدين مجرد جزء من التقاليد ، ملحق بالثقافة ، ويمارس فى مكان ووقت محدود ، ويلجأ إليه عند اللزوم . وبمعنى آخر ، كانوا عباد أصنام ، يعتقدون فى عدة آلهة ، ويظنون أن لها تأثيرا على حياتهم الشخصية . مشكلة القرآن مع العرب ، ليست فى أنهم لا يعتقدون فى وجود الله ، بل فى اعتقاداتهم الخاطئة فى الله سبحانه وتعالى ، والتى أدت إلى تعزيز الفسوق .
جاء القرآن للإصلاح والتعديل ، لا للبداية من الصفر ، وقبول ما كان صحيحا والبناء عليه وتعديله إن كان فى حاجة لتعديل . جاء ليفكر العرب فى الدين بطريقة جديدة ، ويغرس فيهم مفاهيم جديدة ، وأطرا يرجعون إليها ، لتنقلهم من نظرة عالمية محدودة كانوا يعيشونها لنظرة عالمية أخرى ، أرقى وأعلى . هذه العملية التحويلية ، أخذتهم من تقليد الآباء ، إلى المسئولية الفردية ، من الفوضى إلى النظام ، من الجهل إلى العلم ، من الحدس إلى السببية ، وفى النهاية ، توافق كل هذه الأمور .
وفى المجتمع الأوربى المعاصر ، فالوضع هو تقريبا ، عكس ما جاء به القرآن . نظريات الإنتقاء الطبيعى ، أو التطور بالصدفة ، مما جعل الدين لا يوضح حقيقة الوجود .
ونجح علم النفس الحديث ، فى شرح أن القيم ، والميول الروحية ، والفضائل ، والمبادئ الأخلاقية ، التى يعيشها الغرب ، هى نتاج تطورات اجتماعية ديناميكية ، ولهذا فهى ليست "حقيقية" أو "مطلقة" ، ولكنها فقط شئ "نسبى" ، نتيجة لتصوراتنا واسعة الإنتشار . فوجود الله عند الغربيين لا ضرورة له ، ويحل محله العلم والمنطق . نتيجة لهذا ، فالذين يتحولون للإسلام منهم يختلفون عن كفار الجزيرة العربية الذين تحولوا من الشرك إلى الإسلام منذ أربعة عشرة قرن . النهاية واحدة ، ولكن الجذور السابقة مختلفة . المتحولين الآن للإسلام ، ينتقلون من الفردية فى الحكم على الأشياء إلى قبول تشريع علوى ، من المادية البحتة إلى المادية والروحانية معا ، من المحسوس إلى الغيب ، وبالأحرى ، تناغم كل ذلك معا .

ملاحظات أولية

ملحوظة : هذه الفقرة سأضطر لترجمتها بالمعنى ، وذلك لأنها فلسفية بعض الشئ وتحتاج للتبسيط حتى يمكننا فهم ما يقصده الكاتب .

تحديات للتدبر ( A Challenge to Reason) :

بالنسبة للأمريكان ، فمجرد الإيمان هو اللب ، وهو المطلوب، والمقصود من التدين "مداخلة : وبالنسبة للمسلم (الإيمان ما وقر فى القلب وصدقه العمل)" .
وبالنسبة لى .. أثناء بحثى عن الله ... فقد كان لقائى مع الطالب القائد ، وبعد مداولات وشرحه لى ، ماذا يعنى الإسلام له ، فقد كانت هذه المناقشة نقطة حاسمة فى تحولى للإسلام . وفى هذا الكتاب ، أطرح محاولاتى حتى أصبحت مسلما .
هذا التصور ، لا يعنى ان الإعتقاد فى وجود الله سبحانه وتعالى ، يجب أن يكون لا عقلانى ، وبالأحرى ، يجب التأكيد على المشاعر والروحانيات . فالسؤال "ماذا يعكس ذلك الإيمان لك وعليك ؟" ، هو سؤال مشروع . ومع ذلك فهو ليس السؤال الوحيد ، فالإيمان يجب أن يكون أكثر من إعمال للفكر أو لقاء مع الروح . والتركيز على جانب واحد فقط من هذين العنصرين ، يؤدى إلى إهمال للعنصر الآخر والإنسان خلق من مادة وروح .
فالحماسة التى تعترى المسلم وهو يتحاور فى الأديان ، ترجع لسببين أولهما : لأنه لا يفصل بين الدين والدنيا ، كل حياته بشقيها مقدسة . "مداخلة : "قُلْ إِنَّ صَلاَتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ {162} سورة الأنعام" وهو يرى فى الحقيقة أن كل حياته مرتبطة بأسماء الله الحسنى ، وهو يستمر فى الدعاء له ، فى كل حدث يحدث له . فكل حياته هى ممارسة للإيمان . وإذا كان غير المسلم يرى فى هذا التصرف شكلية ، فإن المسلم يراه ملائما وطبيعيا ، وكيف لا يكون ذلك ؟ والله سبحانه وتعالى متصرف فى كل صغيرة وكبيرة من حياتنا . ولذلك فحينما تطلب من المسلم أن يحدد أماكن ممارسة إيمانه ، أن تطبق الدين هنا ، ولا تطبقه هناك ، لا يفهم ما تطلبه منه ، فهذا خارج عن مفاهيم الإسلام .
السبب الثانى : المسلم يرى أن الإسلام لا يناقض الفطرة ، بل هو دين الفطرة ، والحكمة والعقلانية وراء كل مَسلَْمَة من عناصره . وبالرغم من الإعتراف بمحدودية العقل عند الإنسان ، إلا أن الإسلام يعلى شأن العقل والتعقل فى محكم كتابه ، ويحث على التفكير والتدبر فى آياته ، فهذا شئ حيوى للإيمان بالخالق العظيم ، وبكتابه الموحى به .
ويركز القرآن الكريم على مفهوم العقل والتعقل للوصول إلى الإيمان . وهذا ما أقر به كثير من المستشرقين ، وكمثال ، فيقول رودنسون "Rodinson" "يشير القرآن كثيرا إلى الأدلة العقلية على قدرة الله المطلقة وعجائب الخلقة ، فيتكلم عن التناسل الحيوانى ، وحركة الأجرام السماوية ، والظواهر الجوية ، والتنوع فى الخلقة ، وتسخير ما خلقه الله للإنسان (إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلاَفِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لآيَاتٍ لِّأُوْلِي الألْبَابِ {190} سورة آل عمران) .ويستطرد بعد قليل ، ليقول :
"ذكرت كلمة يعقلون ومشتقاتها فى القرآن الكريم أكثر من خمسون مرة ، منها حوالى ثلاث عشرة مرة بصورة الإستفهام الإستنكارى (أفلا تعقلون ؟) . ثم يذكر الآيات التى وصفت من لا يُعملون عقولهم بأنهم كالأنعام بل هم أضل ، وهؤلاء الذين يقلدون ما كان عليه آباءهم ، دون التفكر فيما إذا كانوا على حق أم فى ضلالة ...... وهكذا .

آخر تعديل بواسطة أبو إيهاب ، 25-02-2006 الساعة 07:45 PM.
  #2  
قديم 22-02-2006, 04:23 PM
أبو إيهاب أبو إيهاب غير متصل
مشرف
 
تاريخ التّسجيل: Mar 2004
المشاركات: 1,234
إفتراضي

ولهذا أول ما أنزل للبشر ، من خلال رسول الله عليه السلام ، "إقرأ" ، والقراءة والقلم هما من أجل نعم الله سبحانه وتعالى على البشرية ، وكما قال "محمد أسد" الذى اعتنق الإسلام ، أن القلم يشير إلى الكتابة ، والكتابة تشير إلى العلم ، فالكتابة هى التى تربط بين أفكار الأفراد بعضهم ببعض ، وهى الصلة بين الثقافات ، وبين الأجيال جيلا بعد جيل ، فهى التى تحفظ التراث فلا يذهب هباء ، بل يتراكم على مر العصور ، فالحمد لله الذى علم الإنسان ما لم يعلم ، وأعطانا القدرة لكى يشارك بعضنا البعض ، وهو الذى علمه البيان ، وبالرغم من ذلك ، فهذا الإنسان الذى خلق من نطفة ، حينما يظن أنه قد استغنى فإذا به يطغى فى الأرض ، وينسى أنه راجع إلى ربه فملاقيه . هذا الجحود هو سمة هذا العصر ، فالرجل العصرى ، يظن أن ما توصل إليه من علم يجعله فى غنى عن خالقه الذى وهبه كل إمكانياته التى تكرمه عن كثير ممن خلق .
وهكذا فى سورة العلق فهناك تأكيدان ، الأول أن الله خالقك ، والثانى انه هو الذى علمك وأعطاك القدرة والرغبة فى التحصيل ، والآيات "كَلَّا إِنَّ الْإِنسَانَ لَيَطْغَى {6} أَن رَّآهُ اسْتَغْنَى {7} إِنَّ إِلَى رَبِّكَ الرُّجْعَى {8}" . تشخص حال الإنسان المعاصر الذى تخطى كل الحدود ، وأنكر نعم خالقه عليه .
فهذا التحدى المزدوج ، الخلق والعلم ، يجعلانك تتحسس موقعك من الحياة ، ونسبتهما إلى الله سبحانه وتعالى ، هما فى الحقيقة مدخل كثير ممن اعتنقوا الإسلام حديثا .
وقبل أن نستمر فى هذا الموضوع ، أحب أن أتكلم عن أسلوب ترجمات القرآن الكريم .



يتبع

آخر تعديل بواسطة أبو إيهاب ، 27-08-2007 الساعة 08:36 PM.
  #3  
قديم 28-02-2006, 08:45 PM
أبو إيهاب أبو إيهاب غير متصل
مشرف
 
تاريخ التّسجيل: Mar 2004
المشاركات: 1,234
إفتراضي

^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^
  #4  
قديم 02-03-2006, 05:08 AM
muslima04 muslima04 غير متصل
عضو مشارك
 
تاريخ التّسجيل: Dec 2003
المشاركات: 872
إفتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته،

استوقفني هذا الكلام..فهو فعلا كلام منطقي وعميق جدا..

إقتباس:
إشارات القرآن للكتب السابقة ، وللميزان ، ولشراء الله للأنفس ، وللجزاء يوم القيامة ، ولإقراض الله ، وأن جزاء كل هذا أضعاف أضعاف ما قدم ، وصور كل ذلك على أنه بيع وشراء بين العبد وربه ، فقد كان العرب فى هذا الزمان ، تجار يعيشون على التجارة . وحينما يقارن القرآن حالة الكفار بحالة من يموت من العطش فى الصحراء ، أو يقارن بين البعث يوم القيامة وإحياء الأرض الموات بعد المطر ، أو حينما يصف الجنة بأمور جد حيوية ومثيرة ، فلنا أن نتصور وقع هذه الصور على الذين يستمعون إليها لأول مرة من فم رسول الله صلى الله عليه وسلم .

لم يكن العرب فى عهد الرسالة الإسلامية ، ملحدون أو لا أدريون ، ولكنهم لم يكونوا متدينين بعمق . كانوا بنفس الصورة التى عليها كثير من البشر الآن ، تطلعاتهم للدين عابرة ، الإيمان بالدين مجرد جزء من التقاليد ، ملحق بالثقافة ، ويمارس فى مكان ووقت محدود ، ويلجأ إليه عند اللزوم . وبمعنى آخر ، كانوا عباد أصنام ، يعتقدون فى عدة آلهة ، ويظنون أن لها تأثيرا على حياتهم الشخصية . مشكلة القرآن مع العرب ، ليست فى أنهم لا يعتقدون فى وجود الله ، بل فى اعتقاداتهم الخاطئة فى الله سبحانه وتعالى ، والتى أدت إلى تعزيز الفسوق .
جاء القرآن للإصلاح والتعديل ، لا للبداية من الصفر ، وقبول ما كان صحيحا والبناء عليه وتعديله إن كان فى حاجة لتعديل . جاء ليفكر العرب فى الدين بطريقة جديدة ، ويغرس فيهم مفاهيم جديدة ، وأطرا يرجعون إليها ، لتنقلهم من نظرة عالمية محدودة كانوا يعيشونها لنظرة عالمية أخرى ، أرقى وأعلى . هذه العملية التحويلية ، أخذتهم من تقليد الآباء ، إلى المسئولية الفردية ، من الفوضى إلى النظام ، من الجهل إلى العلم ، من الحدس إلى السببية ، وفى النهاية ، توافق كل هذه الأمور .
وفى المجتمع الأوربى المعاصر ، فالوضع هو تقريبا ، عكس ما جاء به القرآن . نظريات الإنتقاء الطبيعى ، أو التطور بالصدفة ، مما جعل الدين لا يوضح حقيقة الوجود .
ونجح علم النفس الحديث ، فى شرح أن القيم ، والميول الروحية ، والفضائل ، والمبادئ الأخلاقية ، التى يعيشها الغرب ، هى نتاج تطورات اجتماعية ديناميكية ، ولهذا فهى ليست "حقيقية" أو "مطلقة" ، ولكنها فقط شئ "نسبى" ، نتيجة لتصوراتنا واسعة الإنتشار . فوجود الله عند الغربيين لا ضرورة له ، ويحل محله العلم والمنطق . نتيجة لهذا ، فالذين يتحولون للإسلام منهم يختلفون عن كفار الجزيرة العربية الذين تحولوا من الشرك إلى الإسلام منذ أربعة عشرة قرن . النهاية واحدة ، ولكن الجذور السابقة مختلفة . المتحولين الآن للإسلام ، ينتقلون من الفردية فى الحكم على الأشياء إلى قبول تشريع علوى ، من المادية البحتة إلى المادية والروحانية معا ، من المحسوس إلى الغيب ، وبالأحرى ، تناغم كل ذلك معا .

جزاك الله خيرا جدنا الفاضل.
  #5  
قديم 02-03-2006, 09:35 AM
أبو إيهاب أبو إيهاب غير متصل
مشرف
 
تاريخ التّسجيل: Mar 2004
المشاركات: 1,234
إفتراضي

ابنتنا / muslima04

قارئة ممتازة ... أكثر الله من أمثالك .
  #6  
قديم 02-03-2006, 06:05 PM
أبو إيهاب أبو إيهاب غير متصل
مشرف
 
تاريخ التّسجيل: Mar 2004
المشاركات: 1,234
إفتراضي

^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^
 


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع
بحث في هذا الموضوع:

بحث متقدم
طريقة العرض

قوانين المشاركة
لا بإمكانك إضافة موضوع جديد
لا بإمكانك إضافة مشاركات جديدة
لا بإمكانك إضافة مرفقات
لا بإمكانك تعديل مشاركاتك

كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

حوار الخيمة العربية 2005 م