أخي مجدي، لمن هذا البيت؟
هل اتخطى ادوار الأساتذة، ليسمحوا لي مرة أن أحاول.
يبدو هذا البيت كانعكاس الصورة في المرآه، فالغرق القاتل في الماء
جميل في الحب، والمسعف المرحب به من غرقى الماء، مكروه من
غرقى الحب، وهو العذول، وهي مقابلة جميلة. ما رأي أساتذتي؟؟
مجدي ... أؤيد ما ذهب إليه سلاف ، ولكن أحب أن أضيف شيئاً استوقفني في البيت ، يبدو أن الشاعر كتب بيته هذا بعد ندمه على هذا الحب ، ربما اكتشف زيفه !
فالعذول عادة بغيض ومرفوض في أعراف الهوى ، وإن كان بعض الشعراء يحبونه ؛ لأنه يذكرهم بالحبيب ، ولكن الشاعر هنا يقول ( المسعفينا ) أي أنه يراهم منقذين له مما وقع فيه ! أشعر أنه آسف على هذا الحب ، وكان يتمنى أن ينتشله منه مسعف ! رغم أن الصورة تبدو واضحة جداًّ للوهلة الأولى ، إلا أن تأملها يفتح آفاقاً ، قد لا تخطر على بال قائلها !
هو كما قال سلاف اللبـيـب
وغرقنا ولم نرد من أحد إسعافا ولا إنقاذا فعجلنا بالغرق قبل أن يرانا أحد
ما شاء الله يا سلاف
هذا بيت من قصيدة جديدة كتبتها لكن أحبـبت أن أتبـين من وضوح المراد في البـيت
الأخ العزيز مجدي لقد قرأت ردك ورد الأخ سلاف والأخت ميموزا
وكل قد نظر للمعني كما أوحى به البيت له ..أما فقولك فهو
القول الفصل كبان لهذا البيت وكما يقولون ( ويبقى المعنى في بطن الشاعر) ولكن إسمح لي أن أنظر للبيت وكأني لم أسمع رأي الشاعر به فأقول كأن الشاعر أراد بالبيت التالي :
أنه كان وحبيبته يسترقون اللقاء بينهم خلسة دون علم (الناصحينا) وعادة ما يقصد بالناصحين الأهل والمقربين وأهل الثقة لدى المحبين ولكن يبقى عزيزي شئ مهم لكي نعطي البيت حقه من التفسير والمعني ألا وهو السياق العام للقصيدة فلو إفترضنا بأن النهاية كانت تراجيدية وغير موفقه فإن مدلول هذا البيت سيكون بمثابة التأسي والأسف على عدم الإستشارة والأخذ بنصيحة ذوي الخبرة أو الثقة .. أما لو كانت النهاية سعيدة فبالقطع سيعني البيت ما عنيته أنتم ( أخ مجدي) كشاعر وكبان للبيت ..
وهنا السؤال ...... لماذا المسعفينا؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
والجواب هو نيتكم بشد نظر القارئ وجعله يتوقع شيئا مغايرا لما قصدته عندما تنتهي القصيدة فكلمتي غرق وإسعاف هما كسالب وموجب ونقول بأن القارئ سيظل يسأل نفسه هذا السؤال
ماذا أراد الشاعر بإستعماله ( المسعفينا) طالما لم يحدث (من خلال سياق الأبيات) أي شي يستوجب الإسعاف أو حتى علم المسعفين بقصة الحب ..
وربما أذكر بيت شعر تضاربت به الآراء لدى المفسرين فماذا تقول ببيت أبي النواس حين يقول
إسقني الخمر وقل لي إنها الخمر ..
فقد قيل بأن هذا البيت هو من أشعر الأبيات التي قيلت من بعد شعراء الجاهلية وصدر الإسلام ........وقد قيل بأن هذا البيت قيل في لحظة مجون وهرطقة من الشاعر ولا يذهب معناه أبعد من منطوق البيت ....... فلكل وجهة نظره في التفسير ...
فالذين قالوا بجودة البيت فمندوحتهم أن أبا النواس أراد بقول (وقل لي إنها الخمر) أي أنه أراد أن يشرك حاسته الخامسة بالإستمتاع ألا وهو سماعها لإسم الخمرة حيث إحتساء الخمر ( عند محتسيها) تمكنه من التذوق والشم واللمس ومتعة النظر لها وتتبقى حاسة السمع لذلك نرى هذا الشاعر يقول لنديمة ( وقل لي أنها الخمر) ....... فهل علم الذي أخذ هذا المنحى للبيت بأن ذلك بالفعل كان ما قصده أبو النواس ؟؟؟؟؟؟ ربما لا !!!!!!!
ولكن البيت يحتمل هذا الوجه من التفسير وبإعتقادي بأن هذا التفسير يدل على ذكاء خارق لمفسره .
أما الذين قالوا مجرد مجون وهرطقة فمندوحتهم هي الاخذ بالكلمات بدون الغوص بأعماقها .......وربما علمهم بمجون أبي الناس منعهم لإستقراء البعد الثالث لما عناه ........
من هنا نستنتج للقول بأنه ربما كان بإمكان من يفسر البيت الوصول لما أراد به الشاعر وأحيانا يستوجب عليه النظرة الكلية للقصيدة وكما يقولون النتائج بتمام الأعمال .......
أما وقولكم غرقنا ومسعفينا فهو تضاد يعكس عمقا وجمالا للمعنى الذي قصدته أنتم ولكن يبقى لي إشتفسار بل ( قفلة مخ عندي) سمها كما شئت ......لقد نظرت للبيت مليا ولم أرى الربط بين الكلمتين يخدم المفسر ليستوضح الصورة إلأ وأقول (إلا ) لو ذهب للبيت إلذي يليه ليكتمل المشهد .. وربما أقول لو أن قصدك في البيت كناظم له كما بينتم لكان من المنطقي أن تقول (العاذلينا ) أو ( المغرضينا) أو أي كلمة تندرج تحت هذا المفهوم ....... ولازال في البيت نظر !!!!!!!!!
أخي مجدي
سألتك لمن البيت فلم تجب، وليتك أجبت
هذا البيت رائع ومورط فيا ولما معه من أبيات بحد ذاته، لأنه حدد مستوى لقياسها عليه، وقد يكون سواه جيدا في مقام آخر فيزري به هذا البيت إن جاء معه، فكيف بعد تعليق أستاذيّ عليه، وجمال لم يكتف إلا بربطه بسواه صراحة، (أ.ي.) بحق. ليس معنى هذا عدم ثقتي بقدرتك ولكن القمة قمة.
أنشره بيتا قصيدةً إن أعضلك الأمر.