حواء (2)!
*
أ وا عجبي منكَ يا شاعري !
أ تهزمُ من طعنةِ الغادر ِِ ؟
و ترمي بقلبك بين البقايا
يداس من السائر العابر ِ؟
أتسحركَ الأعينُ الناعسـاتُ
و أنت بعيدٌ عن الخاطر ِ؟
أتقتلك الأعين الداعجاتُ
و هن على ملةِ الفاجر ِ؟
***
تمهل تمهل أ يا شاعري
على قلبكَ المتعب ِ الشاغر ِ
فحواءُ لغز ُ عويصُ الخفاء ِ
و حواء كالزَّهَـر ِ الباهر ِ
فخذهن لهوًا كقطفِ الزهور ِ
تمتع من الزَّهَـر ِ الناضر ِ !
و بادر إلى زهرة ٍ غير ِها
على ملةِ الزمن ِ الداعر ِ !
رويدًا رويدًا أيا شاعري
و لا تبتئسْ من هوىً غابر ِ
ترفق بقلبكَ إنّ الحياة
تمورُ من الأمل العامر ِ
و إنْ ساءكَ الدهر في الفائتات ِ
تأمل بشوق ٍ إلى باكر ِ
فإني كمثلك عشت الظلامَ
و عانيتُ من حظيَ العاثر ِ
و لكن حلفتُ بأن أتصدى
بقلب ٍ من الصامد ِ الصابر
حلفت سأبقى على قمةٍ
من السعد و الفرح الغامر ِ
فكنهُ السعادة في داخلي
بما في ضميري و في ظاهري
*
__________________
*
يعيرني أني لقوميَ أنتمي
فقلت لهُ: إني بذاك فخورُ
سلاسل أنساب ٍ لنا عربية ٌ
و قومٌ كريمٌ كلهمْ و جسورُ
و ( أنتَ ) إذا صحَّ انتسابك للذرىَ
فلا شكَّ فرعٌ يابسٌ و صغيرُ!
*
|