كان ياماكان ..
كانت في عيلة كل أفرادها سمعهم تقيل .. الأم والأبو والبنت وجدتها والجارية ..
واحد يوم نزل الأبو السوق وفتح دكانه وبعد شوية عدَّى عليه صاحب الدكان وقاله : صباح الأنوار
قال الأبو وهو في غاية الغضب : أعوذ بالله .. إنت كل ماتعدي بدل ماتقولي صباح الخير .. ماعندك هرجة غير الفلوس ؟ هيا .. بطلَّت لك الدكان .
وقفل الدكان وطلع البيت زعلان ويبربر ويعيد في الكلام : صاحب الدكان هلكني .. ماله سيرة إلا الإيجار.. هو مهموم ويرمي همومة علينا .
سمعته مراته وهلَّلت وقالت : المدينة ؟
راح نروح المدينة ؟ ألف صلاة عليك يانبي .. أخيرا دعانا رسول الله .. وصارت تمشي في البيت تغطرف وتهلَّل وتقول : الحمد لله على هادا النهار .. خليني أحضِّر ملابسي .. بركة .. حتى الدنيا باردة ورطوبة .
سمعتها بنتها وقالت : خطوبة ؟
( مسكينة ) بالله ياأمي اتخطبت ؟ ألف مبروك علينا .. أخيرا جاني عريس ..
وجريت على جدتها وهي بتغطرف وتضحك وتقول : شفتي ياستي الهنا اللي ربي وعدني بيه ؟ أنا راح أتجوز وراح يصير لي بيت وعيال
رفعت الجدة راسها وهي منزعجة وقالت : ريال ؟
تحسديني على الريال اللي لابسته في صدري ؟ وي يابنت ولدي !
إنت عندك زيه إتنين وأنا طول عمري لابسته .. دحين عينك ضاقت منه ! ياحسرة ! قال أعز من الوِلد إلا وِلد الوِلد ..
نطت الجارية من مكانها من كتر الفرحة وقالت : العبـــد ؟ صحيح راح تجوزوني العبد ؟ الحمد لله .. هادا يوم السعد .. هادا صحيح يوم السعد
منقول بتصرف من كتاب التبات والنبات" حكايات شعبية من مدينة جدة " للدكتورة لمياء باعشن " ماعدا اللي باللون الأحمر
علما بأن الموضوع مكتوب باللهجة الحجازية