مجلة الخيمة حوار الخيمة دليل المواقع نخبة المواقع Muslim Tents
التسكين المجاني التسكين المدفوع سجلات الزوار بطاقات الخيمة للإعلان في الخيمة
الأسئلة الشائعة قائمة الأعضاء التقويم البحث مواضيع اليوم جعل جميع المنتديات مقروءة

العودة   أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية > القسم الإسلامي > الخيمة الإسلامية
اسم المستخدم
كلمة المرور

 
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
  #1  
قديم 10-02-2003, 12:32 AM
يتيم الشعر يتيم الشعر غير متصل
من كبار الكتّاب
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2001
الإقامة: وأينما ذُكر اسم الله في بلدٍ عدَدْتُ أرجاءه من لُبِّ أوطاني
المشاركات: 5,873
إرسال رسالة عبر MSN إلى يتيم الشعر إرسال رسالة عبر بريد الياهو إلى يتيم الشعر
Post يحكى أن ..

من برنامج يحكى أن في قناة الجزيرة ..




قصةالنفقالذيأنقذمسلميالبوسنةمنالموت

أسعد طه: يحكى أن مدينة صغيرة لم يسلم من حبها من مر بها، في حضن الجبل كانت تختبئ، ومن أنهاره كانت ترتوي، عاشت في الغرب فأخذت منه لون البشرة وشكل العين وارتسام الأنف وتعرَّفت على الشرق، فأخذت منه دفء الروح وطيبة الناس وسحر المشهد،س ثمانون مئذنة لها أو ما يزيد، كل يوم تشهد لله بالوحدانية وكنائس بها ومعابد، وكأنها تقول للعالم: إن اختلاف المعتقد لا يستدعي استحضار البندقية.



يوماً حكمها أصحاب الياقات الحمراء فعرفت قلة الحيلة وهوان الشرفاء، وعجز الحكماء، غير أن الزمان دار دورته فانكشف السحر وسقط العرش وعادت لسراييفو حريتها، فخلعت عن نفسها رداء الانكسار وذل التبعية، كانت العاصمة البوسنية حينها تكاد تطير فرحاً في السماء، تكاد تلامس أطراف الشمس قبل أن تطبق على أنفاسها غربان الموت، قبل أن يلف عنقها حبل الفزع والهلاك، والحكاية تبدأ من هنا.س

ثمانية أعوام قبل نهاية القرن العشرين، ويومان بعد بداية الشهر الخامس وقالوا لسراييفو "كُفِّي عن الياسمين وقوس القزح، من الآن ليس لك من الأزهار إلا الشوك ومن الألوان إلا الأحمر القاني، من الآن أنت تحت حصار سيطول ألفاً وأربعمائة يوم وهو ما يكفي لأن نقتل من صغارك ما يزيد عن ألفين ومن كبارك ما يقل عن عشرة آلاف وأما الجرحى والمعاقون، وأما الفارون والمشردون فهم كثر، كثر كمن أحبك وكمن خانك" قال الصرب المحاصِرون.

بداية فكرة النفق ومرحلة التنفيذ


لقطة داخل نفق سراييفو
برانكوفيتش نجاد (مهندس النفق): لقد أخذتنا الحرب على حين غرة ولم نكن مستعدين، وكنا نتوقع من القوات الجوية للناتو أن تأتي لنا بالسلام من السماء، وأن تطرد الصرب، لكن الوقت كان يمر وكان علينا أن نبحث بأنفسنا على الحلول التي تضمن لنا الاستمرار على قيد الحياة، وهذا الشعور كان هو السبب في ميلاد هذه الفكرة بين عامة الناس.

الجنرال راشد (صاحب فكرة النفق): سأشرح لكم ببساطة، فعندنا مدرج المطار وعلى طرفيه (بوتمير) و(دوبرينيا)، والعدو موجود على الجانبين بجنوده ونيرانه والمرور عبر مدرج المطار كان مستحيلاً، لقد كان المرور صعباً جداً جداً، وقد احتجت مرة إلى خمسة ليالي، وفي الليلة السادسة استطعت النفاذ إلى المدينة وفي إحدى هذه الليالي، وعندما كنت منبطحاً بجانب أحد البيوت هنا، خطرت ببالي فكرة: لماذا لا نفعل شيئاً تحت مدرج المطار لكي نستطيع الدخول لمدينة سراييفو؟ وبالنسبة لي فقد كان ذلك هو ميلاد فكرة لعمل شيء ما.

أسعد طه: شيء ما يخترق طوق الحصار يكون كبيراً بالقدر الذي يسمح بمرور المحاصرين، صغيراً بالقدر الذي لا يسمح بأن يراه المحاصرون، طويلاً بما يكفي لأن يخترق صفوفهم، وقصيراً بما يحول دون أن يمسكوا به، شيء ما يكون قلبه هواء، وجسده من الحديد والحجارة هكذا كما النفق أو هو كذلك.

الجنرال راشد: بدأت البحث في المدينة عن مهندسين معماريين، شابين وشديدي العزم ويمكن الثقة بهما لإنجاز ممر تحت مدرج المطار وقد شرحت لأحد المهندسين (برانكوفيتش نجاد) فكرتي وأكدت عليه أن هذا الأمر غاية في السرية.

برانكوفيتش نجاد: لقد التقيت الجنرال راشد في أواخر عام اثنان وتسعون، وقد سألني: نجاد من هو أفضل مهندس معماري في سراييفو؟

فأجبته: إني أفضل مهندس في سراييفو فبعد أن مررنا بكل تلك الأحداث، ما كان بوسع المرء أن يفكر بما يمكن ومالا يمكن فعله لقد كنت حينها مستعداً لعمل المستحيل، ولكنه قال لي إنه تحدث إلى عدد من المهندسين في سراييفو، وأخبروه عن عدم إمكانية نجاح المشروع، وعندئذ قررنا تشكيل فريق يقوم بمهمة الفحص الميداني، وتحديد مسار النفق.

[فاصل إعلاني]

الجنرال راشد: بعد عدة اجتماعات ومشاورات وبتاريخ الثاني والعشرين من ديسمبر عام اثنان وتسعون، وقعت على أمر بتنفيذ المشروع، لقد كانت بدايته صعبة جداً، ببساطة لأنه لم تكن هناك ثقة بإمكانية إنجاز مثل هذا المشروع، وهو أمر مفهوم، وإذا ما نظرنا إلى كل العقبات التي كانت في مواجهة عمليات التفيذ مثلاً، سرية العمل، سلامة الناس، ونقص مواد البناء، وعدم إمكانية فحص الأرض، والقصف المستمر من قبل التشتنيك، ومراقبة القوات الدولية لنا.

برانكوفيتش نجاد: المهم أن نذكر كيف تم تحديد مسار النفق، فأقصر طريق يربط المناطق الحرة داخل سراييفو مع الخارج أي منطقة بوتيمير يقع هنا، وهي منطقة مدرج المطار، فالعدو كان يسيطر على منطقتي (فويكوفيتش) و(لوكافيتسا) وكان قريباً من هنا، فيما قوات الأمم المتحدة تسيطر على المدرج والصرب يسيطرون على (اليجا)، وبقى لنا هذا الممر الضيق الذي يدافع عنه جنودنا في (بوتيمير) ومع صعوبة الحصول على خرائط مطار سراييفو، قمت بتحديد المناطق التي يمكن أن تربط طرفي النفق، وقد حددنا منزلاً في دوبرينيا وهذا المنزل هنا، برغم من عدم تواجدي من قبل هنا، لكن الخط المنطقي على الخريطة يربط هذا المنزل بالمنزل الآخر في دوبرينيا.

أسعد طه: رويداً رويداً راح العمل في النفق يسير وقبل الفأس كان القلم وخطوط مستقيمة وأخرى منحنية وأرقام وحسابات تحدد نقطة البداية ونقطة النهاية، وما بينهما يحتاج إلى الرجال الذين هم رجال.

برانكوفيتش نجاد: بما أنه كان من الصعب تحديد مستوى المياه الجوفية في هذه الظروف وجدنا حلاً آخر، كان في المنطقة الكثير من الآبار الارتوازية والتي تعمل بالمضخات اليدوية، قمنا بتحديد مستوى المياه الجوفية من خلال إدخال الحبل في ماسورة إحدى المضخات من أجل تحديد المستوى الذي سنبدأ منه حفر النفق.

مواطن بوسنوي 1: كان هذا البيت يشكل كل شيء خلال الحرب أعني أنه كان يشكل خلاصاً لشعب سراييفو المحاصر، وتأسيس جيش البوسنة والهرسك وصمود دولتنا.

أسعد طه: انقضت الليالي الطويلة وانتهت الحسابات الدقيقة والرسومات المستفيضة، وبات حلم النفق جاهزاً للتنفيذ، حاضراً لأن يكون المنفذ والمتنفس.

برانكوفيتش نجاد: عندما أنجزنا عمل المخطط، قدمناه لقيادة الفيلق الأول، الذي قام قائده المرحوم مصطفى خيرولاهوفيتش بإصدار أوامره للفرقتين الرابعة والخامسة لإمدادنا بكل ما يلزم لكي نباشر أنا ورفاقي ببناء النفق.

الأمر العسكري كان على الورق، ولكن الأصعب كان العمل ميدانياً اتفقنا على تشكيل مجموعتين للعمل، الأولى تبدأ من دوبرينيا وكنت أنا على رأسها والثانية من الجهة الأخرى، تحت إدارة المهندس (فضل شيرو) من منطقة بوتيمير عندما وصل المهندس (شيرو) إلى المنطقة بوتيمير اتصل بقيادة الفرقة الرابعة وطلب منهم تأمين مكان العمل وتوفير الأدوات والأيدي العاملة اللازمة، وبما أن ذلك كان عام ثلاث وتسعون وكانت الحرب على أشدها، كان من الصعب على أي قائد عسكري أن يتخلى عن اثنين من جنوده، كان البعض يعتبر أنه من المهين للجندي المقاتل أن يقوم بعملية حفر نفق، خصوصاً وأن الجميع كان يعتقد أنه سيتم القيام بعملية عسكرية لفك الحصار عن سراييفو.

أسعد طه: المهندسون والعمال والجنود، ثلاث ينازعهم ثلاث، الأمل والثقة واليأس، الأمل في أوروبا أن تحرك –ولو ساكناً- والثقة في النفس أن تكسر ولو حلقة من الحصار، واليأس في الظروف القائمة أن تسمح بحفر النفق.

برانكوفيتش نجاد: إلى أن علم الرئيس (عزت بيغوفتيش) بالمشروع، طلب منا الحضور لنعرض احتياجاتنا عليه، والأمر الذي أقدره كثيراً أن الرئيس في ذلك الوقت في خضم المشاكل التي كان يواجهها من الوضع العسكري والمشكلة الإنسانية أصدر أوامره للقوات العسكرية بأن تؤمن لنا كل ما يلزمنا، وعندئذ فقط شكلنا وحدة عسكرية من مئة وستين شخصاً موزعين في المنطقتين، وبدأنا بالعمل الجدي.

مواطن بوسنوي 2: كنا نعاني نقصاً حاداً في المعدات إذ لم نكن نملك منها شيئاً، وحتى البسيطة مثل: الفؤوس وعربات اليد، وعندما حصلنا على عدد منها جندنا قوات الدفاع المدني التي كانت تتألف من رجال مسنين، والذين حفروا خندقاً مؤدياً إلى داخل النفق، لقد بدأنا العمل بالفعل في السابع عشر من شهر ديسمبر عام ثلاثة وتسعون، حينها كان البرد قارساً، والحفر صعباً جداً.

برانكوفيتش نجاد: ربما من المهم ذكره حول اتجاه النفق أننا وضعنا نقطتين الأولى هنا على هذا المنزل، والأخرى في دوبرينيا، وبما أنه تم اكتشاف هذا الاتجاه قمنا وبسرعة بحفر نفق آخر يصلنا بالنفق الأصلي من الجنب بزاوية مقدارها مئة وثلاثين درجة وذلك لأن قوات الأمم المتحدة التي كانت موجودة على المدرج كانت تحاول اكتشافنا وقطع الطريق علينا بما تملكه من معدات، لأننا قمنا بتغيير الاتجاه الأصلي للنفق، ولأن شخصين فقط كانا يعرفان الاتجاه للنفق فإن قوات الأمم المتحدة لم تتمكن من العثور علينا.

مواطن بوسنوي 2: مدخل النفق كان يحتاج إلى الكثير من المواد لبنائه، ولم تكن المواد موجودة في سراييفو، اضطررنا أن نحصل عليها بطرق عديدة، منها أننا لجأنا إلى استخدام المواد الحديدية بدلاً من الخشبية التي تستعمل عادة في هذه المشاريع، والسبب النقص الشديد في الألواح الخشبية اضطررنا لاستخدام أبواب المنازل، وخزانات الملابس لكي يسير العمل قدماً.

أسعد طه: سجَّل أيها التاريخ: نحن لا ننحني، نحن لا ننهزم، معداتنا خاوية، حلوقنا تشتاق للماء الممنوع، أجسادنا يحاصرها البرد، فكرنا مشغول بالأحبة الغائبين، الأب والابن والزوجة المحاصرين بين الحديد والنار، لكننا نحفر الأرض، وتحت الأرض ونسويها سرداباً طويلاً نتعلم ونعلم الآخرين فن الممكن من المستحيل.

.
__________________
معين بن محمد
 


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع
بحث في هذا الموضوع:

بحث متقدم
طريقة العرض

قوانين المشاركة
لا بإمكانك إضافة موضوع جديد
لا بإمكانك إضافة مشاركات جديدة
لا بإمكانك إضافة مرفقات
لا بإمكانك تعديل مشاركاتك

كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

حوار الخيمة العربية 2005 م