مجلة الخيمة حوار الخيمة دليل المواقع نخبة المواقع Muslim Tents
التسكين المجاني التسكين المدفوع سجلات الزوار بطاقات الخيمة للإعلان في الخيمة
الأسئلة الشائعة قائمة الأعضاء التقويم البحث مواضيع اليوم جعل جميع المنتديات مقروءة

العودة   أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية > القسم الإسلامي > الخيمة الإسلامية
اسم المستخدم
كلمة المرور

 
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
  #1  
قديم 03-04-2006, 05:18 AM
يتيم الشعر يتيم الشعر غير متصل
من كبار الكتّاب
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2001
الإقامة: وأينما ذُكر اسم الله في بلدٍ عدَدْتُ أرجاءه من لُبِّ أوطاني
المشاركات: 5,873
إرسال رسالة عبر MSN إلى يتيم الشعر إرسال رسالة عبر بريد الياهو إلى يتيم الشعر
Exclamation الصولتية



تأسست المدرسة الصولتيّة بمكة المكرمة قبل مائة وستة وثلاثين عاما في مكة المكرمة بمال وقفته امرأة من أهل الخير، وبهمّة رجل من علماء المسلمين. فكانت أول مدرسة نظاميّة بجزيرة العرب في العصر الحديث. وكان لتأسيسها قصة مفادها أنّ الله تعالى إذا أراد أمرا هيّأ له الأسباب.

تبدأ قصة المدرسة الصولتية بالشيخ محمد رحمت الله (بالتاء المفتوحة) بن خليل الرحمن الكيرانوي. الذي ولد في قرية كيرانه من توابع دلهي عاصمة الهند سنة 1233هـ في أسرة انتسبت إلى أمير المؤمنين وثالث الخلفاء الراشدين عثمان بن عفان رضي الله عنه، وجمعت بين الوجاهة والطبّ والعلم.

ولما ظهر نبوغه وتفوقه في العلوم الشرعية تصدر مجالس الدرس والإفتاء، وأسس مدرسة شرعية في قريته كيرانه،

ثم جرت بينه وبين القسيس "فيندر" مناظرة شهيرة في "أكبر أباد" انتهت بهروب القسيس من الهند. وتفاقمت على إثر ذلك الأحداث؛ فقامت ثورة الهند الكبرى ضد الاستعمار الإنجليزيّ. إلا أنّ الثورة فشلت فاضطر الشيخ رحمت الله إلى الاختفاء فالهجرة إلى مكة المكرمة فوصلها سنة 1278 هـ

بزغ نجم الشيخ رحمت الله في مكة إثر نقاش علميّ جرى بينه وبين الشيخ أحمد زيني دحلان أحد أبرز العلماء، فصار الشيخ رحمت الله مدرّسا بالمسجد الحرام.

وكانت أنباء المناظرة التي جرت بين الشيخ رحمت الله والقسيس "فيندر" قد بلغت السلطان العثماني عبد العزيز خان في "استانبول" بصورة مغايرة مفادها أنّ القسيس ناظر علماء المسلمين في الهند فهزمهم جميعا؛ وأنّ الهنود قد بدأوا يتحولون إلى النصرانيّة. ويبدو أنّ القسيس "فيندر" نفسه ـ الذي انتقل إلى استانبول ـ كان مصدر هذه المعلومات. فأصيب السلطان بغم شديد لسماعه ادّعاءات "فندر" وكتب رسالة عاجلة إلى مكة للاستفسار من الحجاج الهنود عن حقيقة الأمر وإعلام الباب العالي بما وقع. ونتيجة للمعلومات التي استجدّت طلب السلطان بتوجّه الشيخ رحمت الله إلى الأستانة فوصلها في رجب سنة 1280هـ الموافق ديسمبر لعام 1863م وشرح للسلطان حقيقة ما جرى. ولمّا سمع القسيس "فيندر" بوصول الشيخ رحمت الله إلى الأستانة توارى عن الأنظار ولم يعثر له على أثر. ثم طلب السلطان من الشيخ تأليف كتاب عن المناظرة فألف كتابه الذائع الصيت " إظهار الحق".

في شهر رجب سنة 1285 هـ أسّس الشيخ رحمت الله مدرسة في مكة على نفقته الخاصة. و كانت في محيط المسجد الحرام بباب الزيادة ثمّ نقلها إلى دار أحد أثرياء الهند المهاجرين، وهي المعروفة بدار السقيفة عند سفح جبل قَينُقاع الذي يطلق عليه "جبل هندي" بمحلة الشامية، وعرفت بمدرسة الشيخ رحمت الله أو المدرسة الهندية. إلّ أنّ ذلك كان دون طموح الشيخ وحُلُمه.

في سنة 1289 هـ قدمت إلى مكة امرأة تدعى "صولت النساء بيغم" من "كلكتا" بالهند. وكانت قد ترمّلت وحصلت من تركة زوجها على ميراث جيّد، فعزمت على الإنفاق من ذلك الميراث على أداء فريضة الحج وإنشاء رباط (سكن خيري) في مكة المكرمة ثوقفه على سكنى حجاج بيت الله الحرام. وكان زوج ابنتها من بين طلبة الشيخ رحمت الله، فتمكنت بواسطته من الاتّصال بالشيخ لاستشارته فيما عزمت عليه. ولكن الشّيخ تمكّن من صرفها عمّا عزمت عليه، وأشار بأن يكون وقفها مدرسة بدلا من الرباط؛ نظرا لحاجة أبناء مكة إلى مدرسة. فانشرح صدرها لذلك. وعادت "صولت النّساء" إلى بلادها بعد أن قضت نسكها وفوضت الشيخ للقيام بالمهمّة. ويروى أنّها أنشأت في بلادها مدرسة بعد ذلك.

اشترى الشيخ رحمت الله أرضا وبوشر في البناء بعد أن وضع بيده حجر الأساس لأول مدرسة نظامية في الجزيرة العربيّة بجوار البيت العتيق صباح يوم الأربعاء 15 شعبان سنة 1290 هـ

في الرابع عشر من محرم سنة 1291 هـ افتتحت المدرسة وانتقل إليها الطلاب والمدرسين في احتفال مهيب حضره علماء مكة وأعيانها. وسمّاها المدرسة الصولتية تكريما للمحسنة الفاضلة.

تعمّد مؤسس الصولتيّة ـ لبيان الهدف الأسمى من تأسيسها ـ أن يبدأ اليوم الدراسيّ الأوّل فيها بدرس في القرآن الكريم وقام به الشيخ إبراهيم سعد المصري. ودرس في الحديث من صحيح البخاري وقام به الشيخ رحمت الله. وكان هذان الدرسان من سمات الصولتية لسنوات طويلة ويحضرهما جميع المدرّسين والطلاّب.

وضع الشيخ للمدرسة خطة تتلخص في وجوب ابتعاد الطلاب والمدرسين عن الأمور السياسية والخلافات المذهبية والعصبيات القومية ، وكان لهذه الخطة أثرا فعالا في استقطاب طلاب العلم وفي صرفهم عن كل ما يشغلهم عن العلم، مما ساعد على دوامها واستمرارها إلى اليوم.

وفي سنة 1293 هـ أنشئ في الصولتية مبنى آخر وقفه على المدرسة أحد الهنود وهو الحاج مير واجد حسين؛ وكان بمثابة القسم الداخلي وأطلق عليه مسمّى "دار الإقامة"

يوفر للطلاب الفقراء والغرباء المسكن والمأكل مجانا.



وفي سنة 1302 هـ بنى الشيخ رحمت الله مسجد الصولتية من حجارة مبنى دار الكتب المجاورة لبئر زمزم بالمسجد الحرام، وكان الشيخ قد طلب الحجارة من والي مكة عثمان نوري باشا ، ولما

وافق باع الشيخُ داره لإتمام بناء المسجد والقسم الداخلي ،

وكانت مكتبة الشّيخ رحمت الله نواة لمكتبة كبرى وقِفت على طلاب الصولتيّة ويأتونها في غير أوقات الدرس، وتقدم لهم الكتب العلمية للقراءة فيها بموجب نظامها الخاص.

توفي الشيخ رحمت الله ليلة الجمعة 22 من شهر رمضان المبارك عام 1308 هـ عن عمر يقارب خمسا وسبعين سنة. رحمه الله تعالى .

إن للصولتيّة أثرا كبيرا على الحركة العلمية؛ فما أن تخرج الفوج الأول من طلابها حتى زادت حلقات العلم في المسجد الحرام، كما زاد عدد القراء والعلماء الذين تخرجوا منها ورجعوا إلى أوطانهم يؤسسون المدارس الدينية ودور القرآن الكريم في إندونيسيا والهند وماليزيا وأماكن أخرى من العالم الإسلامي؛ ويبلغ عدد الذين تخرّجوا فيها بالآلاف منذ تأسيسها قبل مائة وخمس وثلاثين سنة. فقد غدت مفخرة من المفاخر؛ حتى أنّ الملك عبد العزيز آل سعود ( رحمه الله ) قال عنها: "إن الصولتية هي أزهر بلادي" وذلك عندما زارها وتفقد فصولها وأقسامها وبناياتها وأثنى على القائمين عليها وكان ذلك في 28 جمادي الآخرة سنة 1344هـ قبل أكثر من ثمانين سنة.

__________________
معين بن محمد
 


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع
بحث في هذا الموضوع:

بحث متقدم
طريقة العرض

قوانين المشاركة
لا بإمكانك إضافة موضوع جديد
لا بإمكانك إضافة مشاركات جديدة
لا بإمكانك إضافة مرفقات
لا بإمكانك تعديل مشاركاتك

كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

حوار الخيمة العربية 2005 م