تعالوا نطبّق هذه السنة المهجورة بين صفوفنا ؟!
عن أبي مدينة الدّارمي ـ رضي الله عنه ـ قال :
( كان الرجلان من أصحاب النبيّ ـ صلى الله عليه وسلم ـ إذا التقيا لم يفترقا
حتى يقرأَ أحدهما على الآخر :
** والعصر . إنّ الإنسان لفي خسر ** ( 1 ) ،
ثمّ يسلّم أحدهما على الآخر ) .
قال محدّث العصر الإمام الألباني ـ رحمه الله ـ عقب تخريجه لهذا الحديث
في سلسلة الأحاديث الصحيحة برقم ( 2648 ) ما نصّه :
وفي هذا الحديث ( فائدة ) مما جرى عليه عمل سلفنا ـ رضي الله عنهم ـ جميعا :
( وهي ) التزام الصحابة ( لقراءة سورة ) ( العصر ) ، لأننا نعتقد أنهم أبعد الناس
عن أن يُحدثوا في الدّين عبادة يتقرّبون بها إلى الله ، إلا أن يكون ذلك بتوقيف
من رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ قولا ، أو فعلا ، أو تقريراً ، ولمَ لا ،
وقد أثنى الله ـ تبارك وتعالى ـ عليهم أحسن الثناء ، فقال :
{ والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم ( 2 ) بإحسان
رضي الله عنهم ورضوا عنه وأعدَّ لهم جنات تجري تحتها الأنهار خالدين فيها
أبدا ذلك الفوز العظيم} . ( 3 )
وقال ابن مسعود والحسن البصري :
"من كان منكم متأسيا فليتأسَّ بأصحاب محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ فإنهم
كانوا أبرَّ هذه الأمة قلوبا وأعمقهم علما وأقلها تكلفا وأقومها هديا وأحسنها
حالا، قوماً اختارهم الله لصحبة نبيه ـ صلى الله عليه وسلم ـ فاعرفوا لهم فضلهم
واتّبعوهم في آثارهم فإنهم كانوا على الهدي المستقيم" ( 4 ) .
@@@@@@@@@@
1- العصر ( 1ـ2 ) .
2- انظر ( إعلام الموقعين ) لابن القيم ( 4/159 ) لتتبيّن معنى الاتّباع ،
وأنّه واجب .
3- التوبة ( 100 ) .
4-أخرجه ابن عبد البر في ( جامع بيان العلم 2/97 ) بإسنادين عنه ،
وعزاه ابن القيم ـ رحمه الله ـ ( 4/179 ) للإمام أحمد ـ ولعله يعني
في ( الزهد ) عن ابن مسعود . وانظر ( المشكاة ) ( 193 ) .
آخر تعديل بواسطة أسير الدليل ، 20-06-2004 الساعة 03:41 AM.
|