مجلة الخيمة حوار الخيمة دليل المواقع نخبة المواقع Muslim Tents
التسكين المجاني التسكين المدفوع سجلات الزوار بطاقات الخيمة للإعلان في الخيمة
الأسئلة الشائعة قائمة الأعضاء التقويم البحث مواضيع اليوم جعل جميع المنتديات مقروءة

العودة   أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية > القسم العام > الخيمة السياسية
اسم المستخدم
كلمة المرور

 
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
  #1  
قديم 10-04-2006, 07:01 PM
لظاهر بيبرس لظاهر بيبرس غير متصل
Banned
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2006
المشاركات: 285
إفتراضي (اعادة سلطان الامة :واجب حتمي على كل مسلم في الارض اليوم )








سلاطين ال عثمان 1299-1908





الخلافة العثمانية في اوج مجدها وقمة اتساعها




لوحة تصور الاسطول العثماني سيد البحار الثلاثة الاسود والابيض والاحمر لقروون عديدة !



1876 - 1909
فترة حكم السلطان المجاهد عبد الحميد رحمه الله



راية السلطان عبد الحميد رحمه الله


******

ماهي الامة ؟



يقول تعالى في كتابه العزيز

{ملة أبيكم إبراهيم هو سماكم المسلمين من قبل} [الحج:78]

تعريف الامة : هي مجموعة من الناس تجمعها عقيدة واحدة ينبثق عنها نظامها .
والامة المسلمة : تجمعها العقيدة الاسلامية , والعقيدة الاسلامية تنبثق عنها الاحكام الشرعية فالمسلمون امة واحدة .والرابطة التي تربط المسلمين مع بعض هي العقيدة الاسلامية وبهذه العقيدة تحصل الاخوة الاسلامية قال تعالى " إنما المؤمنون اخوة " وقال صلى الله عليه وسلم (المسلم اخو المسلم ) فبلايمان بالاسلام صاروا اخوة .

اما الرابطة التي تربط الرعية في الدولة : فهي التابعية وليس العقيدة الاسلامية فمن يحمل التابعية يملك جميع الحقوق التي يستحقها والواجبات التي تجب عليه ولو كان غير مسلم , ومن لايحمل التابعية فليس له ما للمسلمين وليس عليه ما عليهم , لان الذمي قد ضمن له الشرع ذلك . لقوله صلى الله عليه وسلم : (اطعموا الجائع وعودوا المريض وفكوا العاني )
والتابعية هنا هي حمل الولاء للدولة والنظام واتخاذ دار الاسلام تحت ظل سلطان الاسلام دار اقامة دائمية.

واما كون السلطان يكمن في الامة او في الفئة الاقوى منها ولكنه يظهر ويتمثل في شخص واحد منها هو الامير . وما لم يوجد امير (كايامنا هذه ) فلايوجد سلطان فعلي للامة ..

وبما ان السلطان : هو رعاية شؤون الناس وادارة مصالحهم ولاغنى للناس عن رعاية مصالحهم لذلك لايصح ان تخلو الامة من امير ...

فوجود الامير هنا واجب حتمي تحتمه طبيعة حياة الامة وخلو الامة من امير لايصح باي حال من الاحوال وقد جاء الشرع بوجوب نصب الامير واجمع الصحابة الكرام على عدم جواز خلو الامة من امير فوق ثلاثة ايام . ولذلك تداعو لسقيفة بني ساعدة حتى اجمتعوا على مبايعة ابي بكر رضوان الله عليه بعد وفاة النبي صلوات الله عليه ليلتين وثلاثة ايام . وهذه هي الفترة الشرعية لبقاء الامة بلا امير . . وهكذا فعلوا بعد وفاة ابي بكر و بعد طعن سيدنا عمر حيث عهد رضي الله عنه الى اهل الشورى وهم ستة و حدد لهم ثلاث ايام يجمعوا بعدها على امير ثم اوصى خمسين رجلا من المسلمين انه اذا لم يتفق على الخليفة ان يقتل المخالف بعد الايام الثلاثة . مع انهم اي هؤلاء الستة (رضوان الله عليهم اجمعين ) من اهل الشورى و كبار الصحابة !

اما السلطان فهو للامة : ولكل واحد من ابنائها حق ان يتقدم لاخذ السلطان منها ما دام جامعا لشروط الخلافة . فاذاخلا منصب الامير كان على أهل الحل والعقد ان يحصروا المرشحين للامارة ثم تختار الامة من تراه من هؤلاء أهلا لها.

كما ان الدولة هنا هي :كيان تنفيذي لمجموعة المقاييس والمفاهيم والقناعات التي تقبلها الامة : اي للاحكام الشرعية . والدولة هي التي تقود الامة في معترك الحياة فوق رقعة محدودة من الارض , وكيان الامة وكيان الدولة يشكلان في هذه البقعة كيانا واحدا تحتل الدولة فيه مركز القيادة حتى يظل كيان الدولة كيانا صالحا يرعى شؤون الناس حسب مجموعة المقاييس والمفاهيم والقناعات ,وحتى تضمن الامة الطمأنينة والاستقرار .قال تعالى وما اتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا ) وقوله تعالى ( وان احكم بينهم بما انزل الله ) .

والسلطان غير القوة ويقوم نظام الحكم في الدولة على اربع قواعد هي :



1- السيادة للشرع لا للشعب
2_ السلطان للامة .
3_ نصب خليفة واحد فرض على المسلمين.
4_ للخليفة وحده حق تبني الاحكام الشرعية .


هذا هو تعريف الامة ثم الدولة والسلطان في الاسلام وشروطها وواقعها ....

ولان ما يجمع الامة هي الثوابت التي بنيت عليها والاسس التي قامت عليها سابقا ويجب ان تقوم على اساسها الامة اليوم وغدا باذن الله .

اما اليوم و ...(وقد تداعت الامم على قصعتنا ) فالواقع يقول لنا انه : يوجد مسلمون نعم ولكن لاتوجد : " امة " (هذه الامة المقصودة بالاية الكريمة ) ولا حتى شبه امة . بالمعنى الاسلامي !!!! بل ما نراه في الواقع هو وجود شعوب متفرقة !!!!

بل ان ما اوجدته الصهيو ـ صليبية بعد القضاء على الخلافة العثمانية رسميا على يد يهودي الدونمة الماسوني اتاتورك في 1924..... هو : مجموعات مفرقة متناحرة من الشعوب لايربطها رابط وصلت اليوم الى رقم 57 وفي ازدياد حسب ما تمليه نظرة خبراء الاستراتيجية الدولية ومن المتوقع ان ترتفع اعلام الشعوب التي تفتت الامة العثمانية الى ما يزيد عن 75 علما في نهاية العقد الحالي !
لقد فتتوا الامة الى شعوب متفرقة لايجمعها جامع وهذه الجريمة الاخيرة في دارفور مثلا وترونها جميعا وندعوكم لملاحظة خيانة النواطير وادوارهم في اخراجها و ابرازها و جعلهاضربة لازب و نموذجا حيا جديد عن تفتيت السودان ..... ولقد اعلنت البي بي سي اليوم بفخر انهم انجزوا ايضا احرف اللغة الخاصة ب(جمهورية دارفور العظمى ) ولغتها الجديدة بالرسم اللاتيني الخاص ! (بعد ان وجدت الصليبية غناها بالثروات الطبيعية ) (رغم ان غالبية سكانها بل انهم كلهم مسلمون ويجتمعون مع اشقائهم في الجوار اجمع بنفس الروابط والصفات .ويريدونها ان تكون مدخلا لتقسيم السودان هنا.... كما يقسمون الان بالمذهبية العراق وكما يخططون لتفتيت الشام والحجاز ومصر في المرحلة القادمة....ان نحجت مساعيهم وبقيت الامة غارقة في تخدير المجرؤمين من نواطيرها العملاء...

***
ان الشعب غير الامة وهو نظريا هو مجموعة من الناس انحدروا من ارومة واحدة ويتكلمون لغة واحدة , العرب شعب والاكراد شعب والارمن شعب والاتراك شعب ...والالمان شعب ....لكن الامريكيين ليسوا شعب والاستراليين ايضا ليسوا شعب !!!

والامة في الحقيقة هي مجموعة من الناس اعتنقوا عقيدة واحدة انبثق عنها نظام واحد . فالمسلمون امة (وهو الذي سماكم المسلمون من قبل ) والشيوعيون (سابقا ) كانوا امة (بقيام الدولة البلشفية ) و( الراسمالييون الديمقراطييون )اليوم (امة )(الامبراطورية الامريكية تشكل عصبها ) ....




السلطان الاخير عبد المجيد الثاني وهدم اخر رموز الخلافة في 3 أذار 1924 على يد يهودي الدونمة الماسوني / كمال اتاتورك


والدولة اي دولة تحكم دائما شعوبا متعددة , فاذا اعتنقت هذه الشعوب عقيدة واحدة انبثق عنها نظام واحد كانت امة واحدة (الامة المسلمة في عهد العثمانيين ) مثلا ... وللطرافة هنانذكر انه كان يطلق في موانئ فرنسا وايطاليا ونيويورك وغيرها على نصارى الشرق المهاجرين للعالم الجديد بالعثماني! او التركي في الفترة الاخيرة رغم انه عربي اللسان مسيحي الدين لانه كان يحمل الجواز العثماني !!!!

***

ومنذ نهاية 1915 بعد سيطرة الماسونية التركية (الاتحاد والترقي )و ( الماسونية العربية وازلامهم ) واشتراكهم في مخططات سايكس بيكو )انتهت الامة وتفككت بالقضاء على الكيان الجامع لها وهو النظام الازلى الذي اصطلح عليه بعد وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم بالخلافة . حيث لايجوز للمسلمين شرعا المبيت ثلاث ليال بدون امير .

ووواقع الامة اليوم للاسف وللالم في الحقيقة هو ان المسلمون قد مزقوا منذ 81 عاما بلؤم وغدر شر ممزق الى شعوب وعصبيات و عصابات واحزاب وجماعات وحركات ..... (هذا لمن دعا وادعى العمل لاقامة : ( الدولة الاسلامية : دولة الخلافة ) رابط الامة المسلمة وكينونتها الشرعية والفكرية و العملية ) حيث لانتعبر غير هؤلاء من الحكومات والانظمة والاحزاب التي تبنت فكرة العلمانية : فصل الدين عن الدولة (الماسونية الفرنسية الاصل ) سوى عدو داخلي وهم من يتحكمون في مفاصل القرار داخل كل شوارع الامة ! بتوكيلات خارجية واضحة وهؤلاء بمجموعهم اشد واخطر الاعداء وهؤلاء هم من يسهر على دمار الامة وعقيدتها وابناءها والعبث بمصيرها وجعلها مرتعا لكل الناهبين والمجرمين والمستعمرين (الصهيو ـ صليبيين ) .

ونعتبر ان القضاء على هذه المؤسسات التي تبنت تفرقة المسلمين وفسخ عقيدتهم ( كالجامعة العربية , الجامعة الطورانية, منظمة المؤتمر الاسلامي التي اصبحت منذ شهر منظمة الدول الاسلامية! ....وغيرهم ثم عدم جواز اشتراك المسلمين بعصبة الامم وعضويةالامم المتحدة بعد ذلك وضرورة انسحابهم الكامل والفوري منها ومن مواثيقها ) و التي فرضت على الامة من قبل المحتل الصليبي و العمل على اقصاء هؤلاء الخونة العملاء والقضاء عليهم قضاء مبرما بشكل فكري ومادي وباقصى سرعة ممكنة هو الحل الوحيد الذي لامندوحة عنه لمن يهمه شان المسلمين وطاعة رب العالمين والامر بالمعروف والنهي عن المنكر ملبيا امر العزيز القدير عباده المخلصين : ( ولتكن منكم امة يدعون الى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر والئك هم المفلحون)

واما كثرة ترديد الالسنة عن جهل او نقص وعي او ادراك لنصف الاية الكريمة هنا : إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم !!!

فهي لاتختلف مطلقا في هذه الحال عن من يستخدم نصف الاية ايضا : ويقول : و " لاتقربوا الصلاة " !.... ويسكت !

لانها وحسب ما يستخدمها البسطاء اليوم وقد فشت و شاعت على السنتهم كذلك و كما لايراد من معناها ولا مبناها ويستخدمها في هذه الصيغة علماء السلاطين لتنويم الناس وتخديرهم بها بحجة تغيير النفوس بينما التغيير واقامة الاحكام امرا اخر يختلف تماما عن معنى الاية الكريمة وهوعكس ما ينادي به هؤلاء الشياطين الخرس : الذين يكتمون ما انزال الله من البينات لياكلوا اموال الناس بالباطل بما يدلون به الى الحكام ...من فتات ما يرمونه اليهم ونعتبر ان علماء السلاطين الخونة الذين وكلوا انفسهم بحراسة غدرهم بالامة ومصيرها وكتمنان ما علمهم الله من الحق وما امرهم ليبننه للناس حكاما ومحكومين ) هم: العقبة الكبرى في العمل على اقامة الخلافة ثانية في الارض !

***

آخر تعديل بواسطة لظاهر بيبرس ، 10-04-2006 الساعة 07:18 PM.
  #2  
قديم 10-04-2006, 07:04 PM
لظاهر بيبرس لظاهر بيبرس غير متصل
Banned
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2006
المشاركات: 285
إفتراضي

***
وعلى الرغم من ذلك ينبغي شرح معاني الايات ومنطوقها وتطبيقها على الواقع بما تحمل وما ينبغي ان تدفع اليه من امر وقول وعمل والاية هنا ان تقرن وتقرا كاملة وبحسب المعنى الكامل لها واسباب نزولها هكذا :



{ إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم وإذا أراد الله بقوم سوءا فلا مرد له وما لهم من دونه من وال } [ الرعد : من الآية 11]

وقد وردت الاية الكريمة في صيغ مختلفة ايضا و تنص جميعها على ان هذه المعاصي التي انتشرت والمنكرات التي فشت لا عاقبة لها إلا زوال النعمة و الهزيمة ؟ ولاتفشوا المنكرات الا حين يغيب الامر بالمعروف والنهي عن المنكر (اي يغيب الحارس الشرعي للامة ) كما هو حال المسلمين في القرن الماضي .وبالتالي تصبح الامة رهنا لعواصف الشيطان ومكره وجنوده الذين يعيثون فسادا بلا رادع ولا مقاوم ولا مجابهة ولا جهاد ... وهو واقعنا اليوم اجمع نحن (المسلمون ) !

قال الطبري في تفسير ( ج: 13 ص: 121) وقوله إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم يقول تعالى ذكره إن الله لا يغير ما بقوم من عافية ونعمة فيزيل ذلك عنهم ويهلكهم حتى يغيروا ما بأنفسهم من ذلك بظلم بعضهم بعضا واعتداء بعضهم على بعض فتحل بهم حينئذ عقوبته وتغييره .

فالمعاصي تضعف العبد أمام عدوه بل وأمام نفسه ، و من الدروس الغالية التي خرج بها أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم من غزوة أحد : وهي أن المعصية من أكبر عوامل الهزيمة ،قال ابن القيم رحمه الله ( زاد الميعاد جـ 3 ص:196) فصل في ذكر بعض الحكم والغايات المحمودة التي كانت في وقعة أحد :ـ فمنها : تعريفهم سوء عاقبة المعصية ، والفشل ، والتنازع ، وأن الذي أصابهم إنما هو بشؤم ذلك ، كما قال تعالى : { ولقد صدقكم الله وعده إذ تحسونهم بإذنه حتى إذا فشلتم وتنازعتم في الأمر وعصيتم من بعد ما أراكم ما تحبون منكم من يريد الدنيا ومنكم من يريد الآخرة ثم صرفكم عنهم ليبتليكم ولقد عفا عنكم والله ذو فضل على المؤمنين } [ آل عمران : 152]

فلما ذاقوا عاقبة معصيتهم للرسول ، وتنازعهم ، وفشلهم ، كانوا بعد ذلك أشد حذرا ويقظة ، وتحرزا من أسباب الخذلان..
إن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر سمة تميز بها المسلمون عن غيرهم من البشر والأقوام، والمتتبع لأيات القرآن الحكيم وسنة المصطفى يجد أن هذه يجب أن تكون سجية من سجايا الأمة الإسلامية لا تتركها بحال ولا تتخلى عنها مهما كثرت النوازل وضاق الحال . ويجب أن تكون سجية وصفة تلازم كل مسلم على أي حال .

ولقد ضرب لنا السلف الصالح أروع الأمثلة في الثبات على الحق والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر مهما كلفهم ذلك ومهما كانت النتيجة وهم كثر . ولعل العلماء هم أبرز من جسد المثال وحق لهم وهم ورثة الأنبياء . ومن هؤلاء العلماء الذين تمسكوا بالحق وثبتوا عليه أمام حكام زمانهم وفي أحلك الأوقات أمثال سعيد بن جبير والحجاج الثقفي، بين حطيط والحجاج، بين سعيد بن المسيّب وهشام بن اسماعيل، بين أبي حازم وسليمان بن عبد الملك، بين مكحول ويزيد بن عبد الملك، بين الحسن البصري والحجاج الثقفي، بين الأوزاعي وعبد الله بن علي وغيرهم الكثير .


فقد جيىء بالعالم حطيط الزيات إلى الحجاج, فلما دخل عليه..
قال: أنت حطيط.
قال: نعم.
قال حطيط: سل عمّا بدا لك, فاني عاهدت الله عند المقام على ثلاث خصال: ان سئلت لأصدقن, وان ابتليت لأصبرن, وان عوفيت لأشكرن.
قال الحجاج: فما تقول فيّ؟.
قال: أقول فيك أنك من أعداء الله في الأرض تنتهك المحارم وتقتل بالظنة.
قال: فما تقول في أمير المؤمنين عبد الملك بن مروان؟
قال: أقول أنه أعظم جرما منك, وانما أنت خطيئة من خطاياه.
فأمر الحجاج أن يضعوا عليه العذاب, فانته به العذاب الى أن شقق له القصب, ثم جعلوه على لحمه وشدوه بالحبال ثم جعلوا يمدون قصبة قصبة, حتى انتحلوا لحمه, فما سمعوه يقول شيئا, فقيل للحجاج أنه في آخر رمق.
فقال: أخرجوه فارموا به في السوق.
قال جعفر (وهو الراوي): فأتيته أنا وصاحب له, فقلنا له: يا حطيط ألك حاجة؟.
قال: شربة ماء.
فأتوه بشربة ثم استشهد, وكان عمره ثماني عشرة سنة رحمه الله.
(الحياء الجزء الخامس ص 54).

وهذا موقف لمكحول يرينا كيف كان قلبه مطمئن بتقوى الله ولا يخشى الحكام في الله. فقد جلس التابعي الجليل مكحول عالم أهل الشام في مجلسه يلقي درسه كعادته وحوله طلاب العلم يأخذون عنه, اذ أقبل الخليفة الأموي يزيد بن عبد الملك في زينته وتبختره وجاء الى حلقة مكحول, فأراد الطلاب أن يوسعوا له.
فقال مكحول: دعوه يتعلم التواضع.

(سير أعلام النبلاء 5\150).

والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فرض كفاية وهو من المعلوم من الدين بالضرورة لكثرة أدلته واستفاضتها. وهو مراتب وأعلاها أمر الحاكم ونهيه .

والأحاديث في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر كثيرة جداً، ولنذكر منها ما يناسب هذا المقام. عن حذيفة ابن اليمان أن النبي قال: " والذي نفسي بيده لتأمرن بالمعروف ولتنهن عن المنكر أو ليوشكن اللّه أن يبعث عليكم عقاباً من عنده ثم لتدعنه فلا يستجيب لكم" (رواه أحمد والترمذي).

وعن عائشة قالت: سمعت رسول اللّه يقول: "مروا بالمعروف وانهوا عن المنكر قبل أن تدعوا فلا يستجاب لكم" (رواه ابن ماجة).

وفي الصحيح عن أبي سعيد الخدري قال، قال رسول اللّه : "من رأى منكم منكراً فليغيره بيده فإن لم يستطع فبلسانه فإن لم يستطع فبقلبه، وذلك أضعف الإيمان"، رواه مسلم.

وعن النبي قال: "إذا عملت الخطيئة في الأرض كان من شهدها فكرهها، كان كمن غاب عنها، ومن غاب عنها فرضيها، كان كمن شهدها" (رواه أبو داود).

وعن أبي سعيد الخدري أن رسول اللّه قام خطيباً فكان فيما قال: "ألا لا يمنعن رجلاً هيبة الناس أن يقول الحق إذا علمه"، فبكى أبو سعيد، وقال: قد واللّه رأينا أشياء فهبنا.

وفي الحديث قال رسول اللّه : "افضل الجهاد كلمة حق عند سلطان جائر" (رواه أبو داود والترمذي وابن ماجة).

وعن أنس بن مالك قال: قيل: يا رسول اللّه متى يترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر؟ قال: "إذا ظهر فيكم ما ظهر في الأمم قبلكم" قلنا يا رسول اللّه وما ظهر في الأمم قبلنا؟ قال: "الملك في صغاركم، والفاحشة في كباركم، والعلم في رذالكم" قال زيد: تفسير معنى قول النبي والعلم في رذالكم: إذا كان العلم في الفساق (رواه ابن ماجة) .

حدثنا رافع بن أشرس المروزي، حدثنا حفيد الصفار، عن إبراهيم الصايغ، عن عطاء، عن جابر -رضي الله تعالى عنه-، عن النبي قال"سيد الشهداء حمزة بن عبد المطلب، ورجل قال إلى إمام جائر، فأمره، ونهاه، فقتله".

والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر قاعدة من القواعد التي بها يصان المجتمع وهي من ضمانات تطبيق الإسلام .
ففي صحيح البخاري والترمذي عن النعمان بن بشير عن النبي قال: "مثل القائم على حدود الله والواقع فيها كمثل قوم استهموا على سفينة فأصاب بعضهم أعلاها وبعضهم أسفلها فكان الذين في أسفلها إذا استقوا من الماء مروا على من فوقهم فقالوا لو أنا خرقنا في نصيبنا خرقا ولم نؤذ من فوقنا فإن يتركوهم وما أرادوا هلكوا جميعا وإن أخذوا على أيديهم نجوا ونجوا جميعا". ففي هذا الحديث تعذيب العامة بذنوب الخاصة. وفيه استحقاق العقوبة بترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.

وقال : "إن اللّه لا يعذب العامة بعمل الخاصة حتى يروا المنكر بين ظهرانيهم وهم قادرون على أن ينكروه، فلا ينكرونه، فإذا فعلوا ذلك عذب اللّه الخاصة والعامة" (رواه أحمد).

وعن رسول الله أنه قال: "كلا والله لتأمرن بالمعروف ولتنهون عن المنكر ولتأخذن على يدي الظالم ولتأطرنه على الحق ولتقصرنه على الحق قصرا أو ليضربن الله بقلوب بعضكم على بعض وليلعننكم كما لعنهم" وخرجه الترمذي أيضا.

وأخرج عبد بن حميد وأبو الشيخ والطبراني وابن مردويه عن ابن مسعود قال: قال رسول الله "ان بني اسرئيل لما عملوا الخطيئة نهاهم علماؤهم تعزيرا، ثم جالسوهم وآكلوهم وشاربوهم كأن لم يعملوا بالامس خطيئة، فلما رأى الله ذلك منهم ضرب بقلوب بعضهم على بعض، ولعنهم على لسان نبي من الانبياء، ثم قرأ رسول الله : والله لتأمرن بالمعروف، ولتنهن عن المنكر، ولتأطرنهم على الحق أطرا، أو ليضربن الله بقلوب بعضكم على بعض، وليلعننكم كما لعنهم".

ولقد وصف الله الأمة الإسلامية بأنها خير أمة أخرحت للناس لأنها تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر وتؤمن بالله . :﴿ كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَلَوْ آمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْرًا لَّهُم مِّنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمُ الْفَاسِقُونَ ﴾. آل عمران (111).
وهي صفة أرادها الله لعباده المؤمنين وطلب منهم ان تكون عملهم الدائم . : ﴿ يُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَأُوْلَـئِكَ مِنَ الصَّالِحِينَ ﴾ آل عمران (114) وقال : ﴿ وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللّهَ وَرَسُولَهُ أُوْلَـئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللّهُ إِنَّ اللّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ ﴾. التوبة (71)

وأوجب عليهم أن يقيموا أحزابا تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر ، :﴿ وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ﴾.آل عمران (104).






آخر تعديل بواسطة لظاهر بيبرس ، 10-04-2006 الساعة 07:10 PM.
  #3  
قديم 10-04-2006, 07:05 PM
لظاهر بيبرس لظاهر بيبرس غير متصل
Banned
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2006
المشاركات: 285
إفتراضي

ولكنه لما تخلينا عن هذه الصفة وابتعدنا عنها خوفا من الحكام وبطشهم أصابنا ما نحن فيه من ذل وهوان . ولذلك ليس غريبا أن ندعوا الله فلا يستجيب لنا .

فإن أردنا أن نعود خير أمة أخرجت للناس بل وهو ما يجب علينا حتميا : العمل له ولاجله .... وجب علينا أن نرجع إلى هذه القاعدة ونتصف بهذه الصفة فلا نخاف في الله لومة لائم ولا بطش باطش . فنقف للحكام ونحاسبهم ولا نسكت عن غيهم وظلمهم، هذا إن كان الحكام هم حكام شرعيون أصلا ولكنهم ظلموا وجاروا ، إما إن كان الحال كحال حكامنا اليوم فإننا يجب أن نضيف إلى محاسبتهم على ما يقومون به من جرائم يومية بحق المسلمون يجب ان نضيف إلى ذلك العمل على إزالتهم من مكانهم وخلعهم من جذروهم وقلب عروشهم لأنهم باجمعهم لا شرعية لهم أصلا .

ولم يبق لأحد منا عذرا في القعود اليوم عن العمل لإزالة حكام الضرار هؤلاء .النواطير الخونة المتسلطين بقوة اسيادهم واولياء امورهم في مراكز صناعة القرار الصهو-صليبي في العالم اجمع !

ولا سبيل اليوم لبعث نهضة الامة غير هذا السبيل ولا طريق سواه ولا مندوحة غيره وخلافة المسلمين هي ام الفرائض وتاجها وهي ما يجعلنا امة وسطا شهداء على الناس ... وبها وبسلطانها وباهلها يرفع الله الحق ويزهق الباطل ....والحال هو ان تفيئ النفوس العزيزة المؤمنة الى امر الله وتعمل يدا بيد وبكل قوة وطاقة منحها الحق تبارك وتعالى لنيل رضاه وثوابه المعجل والمؤجل ولتنال العزة وخير الدارين ان شاء الله ... في ادراك عقلي ثابت واضح راسخ ...لم يعد خافيا على احد اليوم من المسلمين ...كما ورد حقيقة على لسان سيدنا عمر : نحن قوم اعزنا الله بالاسلام . ومهما ابتغينا العزة بغيره اذلنا الله . ولايصلح اخر هذه الامة الا بما صلح عليه اولها . ولله الامر من قبل ومن بعد .




اللهم اجعلنا من العاملين لاقامة الخلافة الراشدة الثانية في الارض وجنودها وارزقنا العيش في أكنافها ونورها وفيئها وعدلها ورسالتها الازلية للبشرية اجمع يا رب العالمين


_________

ابو نعيم

حركة المستضعفين في الارض
المانية الموحدة
4/4/2006








 


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع
بحث في هذا الموضوع:

بحث متقدم
طريقة العرض

قوانين المشاركة
لا بإمكانك إضافة موضوع جديد
لا بإمكانك إضافة مشاركات جديدة
لا بإمكانك إضافة مرفقات
لا بإمكانك تعديل مشاركاتك

كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

حوار الخيمة العربية 2005 م