مجلة الخيمة حوار الخيمة دليل المواقع نخبة المواقع Muslim Tents
التسكين المجاني التسكين المدفوع سجلات الزوار بطاقات الخيمة للإعلان في الخيمة
الأسئلة الشائعة قائمة الأعضاء التقويم البحث مواضيع اليوم جعل جميع المنتديات مقروءة

العودة   أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية > القسم العام > الخيمة السياسية
اسم المستخدم
كلمة المرور

 
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
  #1  
قديم 01-04-2007, 01:29 AM
جهراوي جهراوي غير متصل
عضو فعّال
 
تاريخ التّسجيل: May 2006
المشاركات: 309
إفتراضي الطريق إلى غوانتنامو

ويرقص المجاهدون الكويتيون في الأندلس من جديد..!



في يوم الأحد قبل الفائت, وبعد أن انقضت صلاة العِشاء, توجهت جموعٌ غفيرةٌ من شباب الصحوة الإسلامية إلى صالة الهيفي للأفراح في منطقة الأندلس ليهنئوا إخوانهم الأبطال المجاهدين الذين رجعوا مؤخراً من أبشع سجن في العالم وأكثرها انحطاطا إنه سجن دولة العدالة وحقوق الإنسان والديمقراطية المزعومة أميركا إنه سجن غوانتنامو...

لا داعي لأن أعلم الناس وأخبرهم عن فضائح أميركا في هذا السجن فلقد أخبر جموع الذين أُفرج عنهم العالم بما تقشعر منه جلود الأسوياء , وآخر من تحدث عن فضيحة أميركا وجنودها هناك كُل من الإخوة الفضلاء عادل الزامل وسعد ماضي وعبدالله العجمي حيث كان لقاؤهم في جريدة الراي في الأسابيع الماضية وعلى مدى أيام متواصلة أكبر فضيحة لأميركا التي تدعي حقوق الإنسان وتتبجح باحترامها للأديان وخصوصاً الدين الإسلامي حيث جعل جنودها قاتلهم الله وأخزاهم كتاب الله العظيم والقرآن الكريم تحت أقدامهم وفي المراحيض, وذلك بشهادة جميع من كانوا هناك, ونسأل الله تعالى أن يشفي صدورنا في هؤلاء ويفعل فيهم جميعاً كما فعل بقوم عاد وثمود عاجلاً غير آجل آمين يا رب العالمين.

في تلك الأمسية الرائعة كان شباب الصحوة الإسلامية يحتفلون بعودة أخويهم المجاهدين عمر أمين و عبدالله كامل من سجن غوانتناموا حيث امضيا فيه ما يقارب أربع سنوات لقيا خلالها من صنوف العذاب ما الله به عليم..ونسأل الله أن ينتقم لهما ويشفي غليلهما من أعدائهما ولقد عادا بفضل الله أكثر إيماناً وديناً وصبراً وثباتاً نحسبهما كذلك ولا نزكيهما على الله..

من فرحة الشباب بعودة إخوانهم قاموا بعمل ( عرضة ) كبيرة في الصالة وكان أجمل ما في العرضة عندما ارتدى الأخ الفاضل عبد الله العجمي عمامة بيضاء ثم ربط حول نفسه حزاماً في وسطه خنجر كبير, وأخذ يرقص رقصة مليئة بالمراجل والعزة وهو يلوح بالخنجر , ولقد ازدانت العرضة بكلمات جميلة والتي كان ينشد فيها الشباب بصوت واحد ويقولون :
نحمدالله على فضله وانعامـه .. أنجز الوعد وابر اليميـن

طارت الطايره فوق الغمامه .. وانصدم برجهم في ضربتين

ضربة صحّت النّاس النياما .. وضربةٍ قسمتهم فرقتــيــــن

فرقةٍ بوش وقادات الظلاما . . وفرقة الشيخ مرفوع الجبين

ثارت الحرب يا وين النشاما . . ثار سوق الجِنان الخالديـن

وين من باع عمره والحطاما .. يشتريبـه نعيم وحور عيــــن..


كان من بين الحضور الرجل الشمعة, الرجل الذي صار حقاً على كل مجاهد أفرجت عنه أميركا أن يقبل رأسه, إنه الأخ الكبير والرجل الفاضل خالد العودة والد الأسير فوزي.. والذي كان مسروراً ومحتفياً بعودتهما كما لو أن ابنه فوزي هو الذي رجع, ولقد جسد بفرحته بهم أطيب صور التآخي والبنيان المرصوص الذي يشد بعضه بعضاً, فلله دره من رجل فاضل نحسبه كذلك ولا نزكي على الله أحداً..وليخسأ شانئوه وليخسأ ذلك المريض الذي يكره المجاهدين وكل داعية على الأرض ونعني به فؤاد الهاشم وهو الذي ما فتئ يقدس الفنانات وكل ساقطة ولاقط الذي لا يجد إلا شتم الدعاة والبحث عن مثالبهم والتشهير بهم وغمزهم ولمزهم, وصدق الله تعالى باشباهه ( إِنَّ الَّذِينَ أَجْرَمُوا كَانُواْ مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا يَضْحَكُونَ , وَإِذَا مَرُّواْ بِهِمْ يَتَغَامَزُونَ , وَإِذَا انقَلَبُواْ إِلَى أَهْلِهِمُ انقَلَبُواْ فَكِهِينَ , وَإِذَا رَأَوْهُمْ قَالُوا إِنَّ هَؤُلاء لَضَالُّونَ ) نعم هكذا يسميهم فتارة يطلق عليهم إرهابين وتارة أخرى مجانين وضالين ومرضى نفسيين , ولكن إن لم يتب قبل موته فستنقلب الآية عليه يوم القيامة..وعلى قلمه الساخر وسوف يكون الحال يوم القيامة بإذن الله ( فَالْيَوْمَ الَّذِينَ آمَنُواْ مِنَ الْكُفَّارِ يَضْحَكُونَ، عَلَى الأَرَائِكِ يَنظُرُونَ ، هَلْ ثُوِّبَ الْكُفَّارُ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ ) نعم هل أخذ ذلك الكاتب الساخر جزاءه بما كان يكتب عنهم ؟! قطعاً سيجازى وقطعاً سيحشر مع رفاقه الأمريكان..وعندها سيصبح حال هؤلاء المجاهدين أنهم على ذلك المجرم وأشباهه يضحكون..

معاشــــر الســــــــادة النبــــلاء

برغم تلكم الفرحة الغامرة برجوع اثنين من إخواننا المجاهدين إلا أن فرحتنا ما زالت ناقصة , فإلى لحظة كتابة هذه السطور وإخواننا في الأسر هناك يقاسون سوء العذاب على يد المجرمين في غوانتنامو فما زال متبقياً عند هؤلاء المجرمين الذين لا يرغبون في مؤمن إلا ولا ذمة , كلاً من المجاهدين فوزي خالد العودة وفؤاد الربيعة وفايز أحمد الكندري وخالد مشعل المطيري , ونسأل الله أن يقر عيوننا بهم جميعاً عاجلاً غير آجل وأن يرجعهم إلينا سالمين غانمين غير خزايا ولا محرومين وأن يكبت عدوهم.. قولوا معي جميعاً آمين آمين يا رب العالمين..
أبوعمر ..!
  #2  
قديم 01-04-2007, 01:46 AM
جهراوي جهراوي غير متصل
عضو فعّال
 
تاريخ التّسجيل: May 2006
المشاركات: 309
إفتراضي

الطريق إلى غوانتانامو / (1)

تحقيق أجراه: سالم الشطي: الطريق من الكويت إلى غوانتانامو ومن غوانتانامو إلى الكويت لا تقاس بالمسافات.
هي طريق ملأى بمصاعب التجربة وصعوبة الذكرى.هذه اللقاءات التي نرويها على لسان أصحابها الكويتيين العائدين من غوانتانامو عادل زامل عبد المحسن الزامل مواليد 1963، متزوج من زوجتين ولديه 9 أبناء وعبد الله صالح علي العجمي مواليد 1978، متزوج وسعد ماضي سعد العازمي مواليد 1979،متزوج، سوف تغطي فترة الاعتقال وحتى الفرج والعودة إلى أرض الوطن وهي تروى بألسنة هؤلاء، وهم مستعدون للتعقيب والرد على أي استفسار قد يرد من القراء.
تفاصيل ذهابهم الى باكستان ثم الى افغانستان والعيش في ظل حكومة طالبان ثم الغزو الاميركي لافغانستان والقبض عليهم في باكستان مرورا ترحيلهم الى قندهار واستقرارهم بـ «غوانتانامو» وانتهاء بالافراج عنهم ورجوعهم الى الكويت. تنشرها «الراي» على حلقات يرى القارئ فيها ذلك المعتقل... من الداخل.
وإليكم التفاصيل:


ثلاثة عائدين إلى الحرية وحضن الوطن يروون مأساتهم: حقوق الإنسان واحترام الأديان عند الأميركان وهم كبير!
• لماذا ذهبتم الى أفغانستان قبل القبض عليكم؟
- الزامل: ذهابي الى أفغانستان لإنشاء منظمة خيرية، وهي منظمة وفا للأعمال الإنسانية، وكنت مؤسسها ومديرها في كابل.
وطبيعة عملها أعمال إغاثية مثل جمعيتي إحياء التراث والإصلاح، ومن أعمالنا: حفر الآبار وإفطار الصائم، وزكاة الفطر، وذبح الأضاحي، وبناء المساجد وترميمها، وغيرها من الأعمال الخيرية.
- العجمي:لم أذهب إلى أفغانستان من الأصل، بل ذهبت إلى باكستان لحفظ القرآن الكريم، وقدر الله أن قبضت علي المخابرات الباكستانية، بهدف جمع المال عندما سمعوا أن الأميركيين يشترون العرب بـ خمسة آلاف دولار.
- العازمي: وأنا كذلك لم أذهب إلى أفغانستان، بل ذهبت إلى باكستان لاستيراد العسل إلى الكويت والتجارة به.
• بودنا لو تحدثنا بمزيد من الصراحة، نريد إجابة مقنعة للقارئ، فكل من تم القبض عليهم لم يذكر أحدا أنه جاء للقتال ومناصرة إخوانه، فأين ذهب المقاتلون العرب؟ مع ملاحظة أن الرأي العام العالمي والمؤسسات الدولية صنفتكم كمقاتلين؟
- الزامل: أصبح اليوم تنظيم القاعدة مثل مسمار جحا، كلما أرادوا حبس إنسان ألصقوا به اتهام الانتماء إلى تنظيم القاعدة، ولو كان في العراق أو في الصومال أو في أي دولة من دول العالم، وهذا جزء من نهج السياسة الأميركية. وهناك أناس عليهم أصلا قضايا واعترفوا بأنفسهم لأنهم لا يستطيعون الإنكار، أمثال خالد الشيخ، وابن الشيخ الليبي وغيرهما، كانوا يقولون انهم كانوا في أفغانستان لمقاتلة الأميركيين وانهم يتبعون تنظيم القاعدة، ولم ينكروا بحسب ما سمعت من الأميركيين أنفسهم. أتباع تنظيم القاعدة لم يكونوا معنا في غوانتانامو أصلا ولا أحد منهم، خالد الشيخ المتهم بأنه من زعماء القاعدة وأنه يسمى المخ وغيرها من الاتهامات، لم يكن معنا في غوانتانامو ولا ابن الشيخ كذلك، وأبو زبيدة وأبوياسر الجزائري، وكثير من الناس الذين تذكر أسماؤهم أنهم من أتباع القاعدة ويتحدث عنهم الأميركان كانوا يقولون أسماءهم لنا أحيانا لم يكونوا معنا في غوانتانامو. فإن كنا نحن من تنظيم القاعدة لكنا معهم في مكان واحد، سواء في غوانتانامو أو خارجها.
وهناك أناس أبرياء كثر تم القبض عليهم والزج بهم في غوانتانامو، منهم رجل يمني يسمى كرامة خلفان، فهذا كان ذاهبا لشراء مخدرات، وهذا أكبر حجة على الأميركان، وأخرجته السلطات اليمنية براءة لأن قضية جلب ثلاثة أطنان من المخدرات إلى اليمن، وخرج براءة لأنه لم يأت حتى بطن، فقد كان مجرد رهينة، وكان أميا لا يعرف القراءة والكتابة، وأكبر شاهد على حديثي الإعلام نشر عنه قبل حوالي ثمانية أشهر، وليس له أي علاقة بقتال أو انتماء لتنظيم القاعدة.
ومثال آخر: أتى الأميركان بأناس جزائريين من البوسنة لا دخل لهم بالحرب لا من قريب ولا من بعيد، وهم بوسنويو الجنسية، كان أحدهم مساعد مدرب المنتخب البوسنوي للكاراتيه، وأتى الأميركان بأناس من السودان كذلك هم في الأصل بريطانيين من أصول عراقية وأحدهم من أصل فلسطيني، ذهبوا إلى السودان، يريدون إنشاء مصنع للفول السوداني.
وهناك رجل يمني معروف اسمه عبدالسلام الحيلة من أسرة ثرية وهو ثري جدا ويرأس قبيلة في اليمن، ذهب إلى مصر يريد فتح مصنع هناك، فتم إلقاء القبض عليه، ورُحِّل إلى غوانتانامو، مع عدم علاقته بالقاعدة ولا بأفغانستان أصلا.
فالأميركان جمعوا من جميع دول العالم في غوانتانامو، وليس كل المقبوض عليهم كانوا في أفغانستان أو باكستان.
فحجة الانتماء إلى القاعدة جعلها الأميركان ملصقا يضعونه على ظهر أي شخص يريدون القبض عليه.
وثمة أمر كذلك، إذا كان كل المعتقلين يتبعون تنظيم القاعدة، فما دخل جمعية إحياء التراث بهذا التنظيم؟ فالعاملون في مكاتب الجمعية في بيشاور جمعوهم كلهم معنا في غوانتانامو، وتعرف الجمعية بكل تأكيد العاملين في مكاتبها، منهم أبو محمد الجزائري، واثنين من الصومال أحدهم يكنى بأبي دجانة، ولا أعرف أسماءهم الحقيقية، ولا دخل لهم في تنظيم القاعدة. باختصار فإن أي مسلم يريدونه ألصقوا به تهمة الانتماء إلى القاعدة.
- العجمي: أنا أنتمي إلى جماعة التبليغ والدعوة، وخرجت لباكستان لحفظ القرآن الكريم، والجهاد في سبيل الله أمره عظيم ولكن لم يحصل لي الشرف أن أشارك به، فذهابي كان لحفظ القرآن الكريم، ولا أخاف إلا من الله تعالى، فلو كنت ذاهب إلى للجهاد لقلت اني ذهبت للجهاد في سبيل الله لدفع العدو الصائل في بلاد المسلمين، قبض علي في باكستان.
- العازمي: حتى يقتنع القارئ بهذا الكلام، نقول نعم بعضنا كان تاجر عسل، وبعضنا ذهب لحفظ القرآن وغيره، ولكننا في نفس الوقت نحمل عقيدة المسلمين، أن أي عدو أو كافر سواء الأميركان أو غيرهم يداهم الدول الإسلامية ويسفك من دماء المسلمين، فإننا بإذن الله سنقاتل هذا العدو الذي داهم بلادنا، ونسأل الله أن يستخدمنا في الدفاع عن المسلمين.
• حسنا، ولماذا لم تقاتل إذاً العدو الذي داهم أفغانستان المسلمة؟
- العازمي: لم يدركني الوقت، ولم أحضر واقعة الحرب، فقد اعتقلت قبل حادثة الحرب.
• متى كان تاريخ اعتقالك؟
- العازمي: قبل فترة من الحرب، لا أذكر التاريخ بالضبط لأنها كانت قبل سنوات، وغوانتانامو أنستنا أمورا كثيرة.
• كيف تم القبض عليكم؟
- العجمي: قبض علي عندما كنت أشتري هدايا لأهلي من السوق وانا عائد للكويت، فقبض علي هناك، ولم أعلم إلا وأنا في السيارة مغمى العين من قبل المخابرات الباكستانية بلباس مدني، ووجدت نفسي تحت الأرض في السجون الباكستانية، وأظنها كانت في بداية 2002، والله أعلم.
- العازمي: تم القبض علي في منطقة بيشاور، وسبب الاعتقال كان لمخالفتي للفيزا، فكانت تسمح لي لمدة شهر، وكنت جلست أكثر من شهر، وهذه طريقتهم دائما، ينقلونك لقسم التحقيق، فتدفع قيمة المخالفة ثم تخرج، وبسبب اضطراب الوضع الأمني، تم تحويلي إلى الاستخبارات في كراتشي، وهناك بالسجن التقينا مع عرب وجمعونا مع بعضنا البعض، وكان اعتقالي عبر الاستخبارات الباكستانية، فكنت موجودا في أحد بيوت بيشاور قبل القبض علي، ووجودي هناك رسمي عبر جواز وإقامة.
- الزامل: تم القبض علي بعد أحداث 11 سبتمبر، فبعد القصف الجوي الأميركي على أفغانستان، أغلقنا المنظمة، وخرجنا إلى باكستان، ولم أتمكن من الخروج منها بعدما علمنا أن أي عربي يرونه يلقى القبض عليه مقابل خمسة آلاف دولار يدفعها الأميركان، فتم القبض علي في كراتشي، في 1 فبراير 2002، من قبل السلطات الباكستانية.
• كيف قبضوا عليك؟
- الزامل: كنت موجودا في منزل، وأتت الاستخبارات الباكستانية إلى هذا المنزل وقبضت علي، ثم أودعوني في سجن الاستخبارات لمدة 20 إلى 25 يوما، ثم سلموني إلى الأميركان بعد ذلك.
• هل كان وجودك في باكستان رسميا؟
- الزامل: نعم كان وجودي رسميا.
• من خلال عمليات القبض على العرب، هل تذكرون بعض الأحداث التي حصلت معكم أو مع غيركم؟
- العجمي: أذكر قصة أخ أردني اسمه أبو جعفر خرج من غوانتانامو، كان يعمل في منظمة خيرية في باكستان، قبض عليه ظلما في شقة مع أخيه من قبل الاستخبارات الباكستانية وكان لديهم أجهزة كمبيوتر، فقيدوهم وغطوا على أعينهم، ثم أتى شخص من الاستخبارات الأميركية يحمل حقيبة مليئة بالدولارات، فأعطوا الضابط الباكستاني، الذي فتح على أخينا وقال له باستهزاء: ستذهب إلى أميركا، فقال له أبو حمزة: لقد بعت أخيك المسلم لكافر وهذا لا يجوز، فجلس الباكستاني يضحك، وغطى وجه أخينا.
- العازمي: أذكر عندما نقلوني إلى كراتشي في مركز الاستخبارات الرئيسية في كراتشي، بقيادة أحد الجنرالات الباكستانية، فجمعوا العرب هناك، وحدثني أحد المعتقلين معنا يكنى بأي إبراهيم، وهو من جزيرة بروناي، فيقول: بعثتني دولتي رسميا إلى باكستان لأتعلم هناك العلوم الشرعية واللغة العربية، وبعد أحداث نيويورك وواشنطن، وبينما كنت نائما دهمت السلطات الباكستانية منزلي واقتحمت المكان. فضربوه هو وزوجته فسفروا زوجته، وأخذوه هو إلى المعتقل وباعوه إلى الأميركان، كما كانوا يفعلون هؤلاء المجرمين.
• في الفترة منذ القبض عليكم إلى وقت ترحيلكم إلى كوبا، كنتم في السجون الباكستانية، تحت سيطرة القوات الباكستانية أم الأميركان؟
- الزامل: أول ما قبضوا علي وضعوني في سجن الاستخبارات الباكستانية في كراتشي، وحقق معي من أول يوم ثلاثة أميركان، مع مدير الاستخبارات الباكستانية الذي كان جالسا ولم يتحدث بشيء، كان اثنان من الأميركان لا يتحدثون العربية، والأميركي الثالث كان يتحدث عربي بلهجة كويتية وكان واضح من شكله أنه أميركي. كان ينسب التهم بأننا من تنظيم القاعدة وكنت أنفي تماما، فلا دخل لي بهذا التنظيم، ولا أعرف أحدا من أعضائه، بعدها بـ 25 يوما نقلوني إلى قندهار بالطائرة، وكانوا يعذبوننا في الطريق، ثم نقلوني إلى مطار قندهار الذي بالأصل معسكر للأميركان جلست فيه أربعة أيام، ومن ثم نقلوني إلى باغرام وهي قاعدة أميركية في كابول، فجسلت هناك شهرا ونصف الشهر، ثم أعادوني إلى قندهار حيث جلست فيها شهرا كاملا، وبعد هذه الأشهر الثلاثة نقلوني إلى غوانتانامو.
• أبو زامل، بحسب تصريحاتكم أنت الوحيد الذي عشت في أفغانستان، كيف وجدت حكومة طالبان، وتزمتها في تطبيق الشريعة واضطهادها للمرأة، وقبول الشعب الأفغاني لها من عدمه؟ وانتشار المخدرات هناك في عهدهم؟
- الزامل: انتشار المخدرات في عهد طالبان كلام باطل وبهتان يراد منه تشويه سمعة الطالبان فقط، لقد عشت في أفغانستان، ولا تهمني إن كان يباع بها مخدرات أو لا، فهي ليست بلدي أصلا، ولكن الإنسان ينصف سواء كان مع العدو أو الصديق، فحكومة طالبان كانت على أيامها عادلة منصفة، وأداؤها جعل الشعب الأفغاني يتمنى رجوعها مرة أخرى حتى هذه الساعة لما رأوه من عدل وإنصاف، وحكم شرع الله تعالى، ولا أتحدث هنا دفاعا عنها لأنها تحكم بما انزل الله، وليست بلدي حتى تهمني، ولكن الظاهر الذي رأيته هناك أنها كانت حكومة شرعية عادلة يقوم فيها القصاص، وكانوا يحرقون مزارع المخدرات بالنار، ورأيت أمام عيني أكثر من مزرعة بمئات الامتار محروقة كلها، ومنعت بيع المخدرات، فهذا الكلام الذي نسمعه بالإعلام كله كلام باطل، يراد منه تشويه صورة طالبان.
  #3  
قديم 01-04-2007, 01:46 AM
جهراوي جهراوي غير متصل
عضو فعّال
 
تاريخ التّسجيل: May 2006
المشاركات: 309
إفتراضي

• وما صحة اضطهاد المرأة في عهد الطالبان، وعدم السماح لها بالتعليم أو الدراسة أو التوظيف في أي مهنة؟
- الزامل: هذا كلام باطل عارٍ عن الصحة كذلك، فالمرأة في ظل حكومة طالبان كانت تعمل في المجال النسائي فقط، أما بالنسبة للمدارس فكانت كثيرة، وكنت – عبر مؤسسة وفا – أشرف على بعضها منها المخصص للأولاد ومنها للبنات، ولكن لم تكن نظامية كمدارسنا، بل كانت لتعليم القرآن والحديث والعلوم الشرعية فقط.
• هل منعوا المرأة من التعلم في المدارس النظامية؟
- الزامل: لم تكن هناك مدارس نظامية، وفي آخر الأيام كانت منظمة وفا ستستلم المدارس في أفغانستان، وكانت أربعا، واحدة في قندهار، وأخرى في هيرات، وثالثة في كابول، والرابعة في مزار شريف، وهذه المدارس كانت كبيرة ومعروفة تحت مسمى «أفغان ترك»، وحولنا اسمها في الآونة الأخيرة إلى « أفغان وفاء»، ولكن جاءت الحرب ولم تتم الدراسة، وإلا فقط كانت مناهجها إسلامية متخذة من المملكة العربية السعودية.
ولا أعرف إن كانت هناك جامعات أو مؤسسات تعليمية كبرى، ولكن ثمة عيادات خاصة بالنساء تعمل بها طبيبات أفغانيات كنت أخذت لهن زوجتي، وبها عيادات للحوامل وللأطفال غيره، وبها نساء كثيرات وكل ذلك في ظل الطالبان.
وكلامي هذا ليس مجاملة لأحد بل هو الحقيقة، فكنت أذهب بزوجتي لأكثر من عيادة خاصة للنساء، وهناك عيادات رجال يدخل عليهم النساء عند الضرورة، وأكبر دليل وجود المستشفى الايطالي في كابول، وهو كبير جدا يدار من قبل الإيطاليين، وكان فيه أطباء إيطاليون، وعراقيون، وطبيبات أفغانيات في نفس هذا المستشفى.
• كيف كان الوضع داخل أفغانستان مع بداية دخول قوات التحالف، وبداية المعارك؟
- الزامل: كان الوضع طبيعيا جدا بعد أحداث 11 سبتمبر، وبعدها بشهر تقريبا بدأ القصف الجوي، فكنا نظن أنه سينتهي بعد 15 يوما إلى شهر تقريبا، لكن بعد القصف الجوي دخلت قوات التحالف، وأثناء الحرب لا تعرف عدوك من صديقك.
• وماذا حل بالعرب الموجودين داخل أفغانستان؟
- الزامل: أغلب العرب أخذوا عوائلهم وخرجوا إلى باكستان، وبعضهم خرجوا عن طريق إيران، إذا كانت الأقرب له. لحماية أنفسهم وحماية أسرهم.
• هل تذكر بعض الحوادث الذي حصلت أثناء ذلك؟
- الزامل: كانت القوات الأميركية تقصف المواقع الحيوية للطالبان، مخازن السلاح والذخيرة وأماكن محددة لا أعرف ماهيتها، وإلا فهي دولة فقيرة لا تملك مواقع حيوية كما تسمى اليوم، كالإعلام أو الاتصالات وغيرها، ثم أصبحت الحرب فوضى بين المدنيين فلا تعرف صاحبك من عدوك.
• معنى كلامك أن قصف الأميركان كان محددا وليس كما أشيع أنها كانت تقصف قرى بالكامل وتبيد أناسا أبرياء؟
- الزامل: بلى كان موجودا، ورأيت بعيني قرى مدمرة بالكامل، يدعون أن أسامة بن لادن كان موجودا بها، وهذا قمة الهراء، فإلى هذه الساعة كلما أرادوا ضرب مكان معين سواء في العراق أو في أفغانستان زعموا أنه مقر لتنظيم القاعدة وضربوه.
حتى أصبح تنظيم القاعدة ملصقا يوضع على ظهر كل من أرادوا قتله أو اعتقاله.


غداً...
كيف تعامل الباكستانيون مع المعتقلين؟
وتفاصيل أخرى
  #4  
قديم 01-04-2007, 04:51 PM
قلب الأسد1425 قلب الأسد1425 غير متصل
عضو جديد
 
تاريخ التّسجيل: Aug 2004
المشاركات: 115
إفتراضي

عودا حميدا أخي الكريم جهراوي ونسأل الله الكريم أن يمن علي باقي أسري الأمه الاسلاميه الموجودون في سجون الكفر في كل مكان في العالم بالحريه.
  #5  
قديم 02-04-2007, 02:30 AM
جهراوي جهراوي غير متصل
عضو فعّال
 
تاريخ التّسجيل: May 2006
المشاركات: 309
إفتراضي

الطريق إلى غوانتانامو / (2)

تحقيق أجراه: سالم الشطي: الطريق من الكويت إلى غوانتانامو ومن غوانتانامو إلى الكويت لا تقاس بالمسافات.
هي طريق ملأى بمصاعب التجربة وصعوبة الذكرى.هذه اللقاءات التي نرويها على لسان أصحابها الكويتيين العائدين من غوانتانامو عادل زامل عبد المحسن الزامل مواليد 1963، متزوج من زوجتين ولديه 9 أبناء وعبد الله صالح علي العجمي مواليد 1978، متزوج وسعد ماضي سعد العازمي مواليد 1979،متزوج، سوف تغطي فترة الاعتقال وحتى الفرج والعودة إلى أرض الوطن وهي تروى بألسنة هؤلاء، وهم مستعدون للتعقيب والرد على أي استفسار قد يرد من القراء.
تفاصيل ذهابهم الى باكستان ثم الى افغانستان والعيش في ظل حكومة طالبان ثم الغزو الاميركي لافغانستان والقبض عليهم في باكستان مرورا ترحيلهم الى قندهار واستقرارهم بـ «غوانتانامو» وانتهاء بالافراج عنهم ورجوعهم الى الكويت. تنشرها «الراي» على حلقات يرى القارئ فيها ذلك المعتقل... من الداخل.
وإليكم التفاصيل:


هذه قصة نقلنا من كراتشي إلى باغرام عبر قندهار فمعسكر جزيرة كوبا الذي أنسانا العذاب بآخر أشد لم نسمع به أو نتصوره
• السلطات الباكستانية هي من قبضت عليكم أنتم الثلاثة، كيف كان التعامل معكم فترة سجنكم قبل نقلكم إلى غوانتانامو؟ والطعام والشراب ونقلكم من سجن إلى آخر في باكستان أو أفغانستان؟
- الزامل: لم يكن للباكستانيين أي دخل في التحقيق نهائيا، ولم يسألونا حتى عن أسمائنا، فسجننا كان تحت قيادة القوات الأميركية، فالتحقيق كان كله مع الأميركيين الذين كانوا يحققون معنا في باكستان بشدة وغلظة مع ضربنا، وحتى عند انتقالنا عند المطار كانوا يلقون بنا بقوة إلى الأرض ويلبسوننا «خيشة» سوداء تغطي الرأس، ويربطون أيدينا بـ «كلبشات» خلف الظهر مع بطوننا وأرجلنا، والنقل بالطائرات من باكستان إلى قندهار كان سيئا للغاية، فكانوا يضعوننا في طائرة نقل البضائع، وكانوا يشدون على أرجلنا من تحت بثلاثة أحبال، وعلى الوسط - بين اليدين والصدر والبطن - يشدون بأحبال البضائع، الذي يبدأ يضغط ويضغط حتى نشعر بأننا نتقطع ونحن جلوس، ولا يرد علينا أحد لو كنا نشعر بألم أو لا، حتى المصابين والمرضى لم يرحموهم، وكلمة «سيئة» قليلة على معاملة الأميركان لنا بالطائرة، وكانت الموسيقا صاخبة ومرتفعة جدا، نسمعها على الرغم من وضعهم سماعات الأذن على آذاننا حتى لا نسمع شيئا!!
كانوا يرفسوننا بأقدامهم، وعندما ينزلوننا يرموننا بقوة من السيارات أو من الطائرة، والمعاملة اللطيفة الإنسانية أبعد ما تكون عنهم، وادعاؤهم لحقوق الإنسان باطل وكذب، وهو غير موجود عند الأميركان، وعاملوا المساجين أسوأ من معاملة الحيوانات.
كما قال النبي - صـلى الله عليه وسلم -: «ليس المعاينة كالخبر»، ومهما أصف لك لن أصل بك إلى الصورة الحقيقية التي عشناها هناك، فالذي يحترق ليس كالذي يتفرج، فكانت المعاملة سيئة جدا، وعندما نقلونا إلى باغرام – وكانت باردة ومثلجة ودرجة حرارتها تحت الصفر– وضعونا في سجن بارد، وطعامنا في اليوم كسرة خبز يابسة بحجم كف اليد مع برتقالة صغيرة نصفها متعفن، وبعضنا يحصل زيادة على ماسبق «بسكوتة» واحدة يرمونها عليه من فوق الشبك، وننام بالعراء في هذا البرد من دون بطانيات، وكشافات قوية جدا مثل تلك الخاصة بالأفراح مسلطة بقوة على وجوهنا ورؤوسنا، وأصلا النوم ممنوع، فنقف على أرجلنا بالساعات من دون نوم.
وقد تم توقيفي على رجلي في باغرام وفي قندهار من المغرب إلى صباح اليوم التالي من دون نوم، وعلى رأسي الرشاش، وكلما تعبت وحاولت النوم أو الجلوس على الأقل قال لي الجندي الأميركي: hey.. gear up، وكان النقل من باغرام إلى قندهار بنفس الطريقة السيئة، ومن قندهار إلى غوانتانامو كانوا يحملوننا مثل الغنم، ويحذفوننا حذفا إلى الشاحنة على بعضنا البعض على الرغم من أننا مقيدي الأرجل والأيدي، فيرموننا على وجوههنا، وأي واحد منا إذا تحرك أي حركة يضرب على رأسه وكتفه وظهره بأخمس البندقية، ويرفسوه بأقدامهم حتى يتوقف عن الحركة. ولو كانت بسيطة.
• هل حاول المسجونون المقاومة؟
- الزامل: المقاومة مستحيلة، لأن السجين مقيد اليدين مع البطن مع الرجلين، إذا أراد الوقوف فإنه يقف شبه منحني كحالة الركوع في الصلاة، بالإضافة إلى ربطهم لنا بالسلاسل لمدة شهر كامل دون فتحها حتى لو أردت الذهاب إلى الخلاء أو الرجوع منه تكون بالسلاسل ولا تنفك عنك أبدا، وحتى لو ذهبنا إلى الخلاء فإنهم يمنعوننا من ستر أنفسنا فإما أن يقضي أحدنا حاجته أمام الناس أو يتحمل مسؤوليته، وهذه صورة من المعاملة السيئة.
- العازمي: ادعاء الأميركان بأنهم حاملو راية العدالة والحرية وحقوق الإنسان وتسليط الإعلام الضوء على أنها قائدة حقوق الإنسان في العالم، كله ادعاء كاذب، وغر هذا الإعلام وخدع كثير من السذج وسفهاء الناس الذين يصدقونه. فعلى العكس من ذلك وجدنا الأميركان يحملون من الحقد والمكر وهتك حقوق الإنسان ما الله به عليم، ورأيناهم بأم أعيننا، فلم يترك الأميركان شيئا لم يفعلوه من التعذيب والتنكيل، وإهانة القرآن الكريم، وهم يزعمون أنهم يحترمون حرية الأديان وان قانونهم ينص على ذلك، ولكن هذا كله كذب، فكانوا يمنعوننا من الصلاة أحيانا كثيرة، ويهينون القرآن أمامنا ودنسوه ورموه في القاذورات، وهذا حصل في باغرام وقندهار وغوانتانامو.
لا يصدق الأميركان أو يمدحهم بعد الذي رأيناه منهم إلا رجل مغفل أحمق، وأكبر دليل الشعب الأميركي الذي تجره حكومته إلى المجزرة في العراق، فأرسلوا جنودا إضافية حتى يسفكوا دماء بعض في العراق.
• سعد كيف تم نقلك والتعامل معك في السجون قبل نقلك إلى غوانتانامو؟
- العازمي: من كراتشي جاءت الطائرة الأميركية المخصصة للبضائع، فحملوا مجموعة من العرب، وقدر الله أن أكون أنا مع عادل الزامل في نفس الطائرة، ونقلونا إلى قندهار، وكان النقل كما وصفه عادل مقيدين من كل مكان، والقيود الحديدية محكمة الإغلاق على أيدينا حتى حبست الدم وانتفخت الأيدي، وكنا من غير ملابس، نتعرض للضرب، وكانوا وهم يضربوننا يصوروننا وهم يضحكون ويرموننا بكلمات وقحة وقذرة يعف اللسان عن ذكرها، ونقلونا إلى قندهار، حيث استقبلونا هناك بالضرب والتعذيب والضرب بالأسلاك والعصي والكلاب، أجلكم الله، في نهش بعض الأجساد ومسك الأرجل، ومن قندهار نقلونا إلى باغرام، ومن باغرام بدأت التحقيقات المكثفة جدا، والتعذيب أكثر في جو مثلج، ثم أرجعونا مرة أخرى إلى قندهار، ومنها إلى غوانتانامو التي أنستنا ما حدث لنا في قندهار وباغرام من تعذيب وإهانة القرآن وغيرها لأنها كانت أشد.
• دعنا من غوانتانامو، سنعود لها لاحقا، ولكن في هذه اللحظة وأنتم بين سجون باكستان وأفغانستان هل تعلمون ماذا يجري في الخارج؟
- العازمي: إطلاقا، فكان يحيطنا تكتم إعلامي لا نعرف ماذا يدور حولنا بتاتا، حتى لما خرجنا بعد أربع سنوات، رأينا كل الدنيا متغيرة من حولنا.
• وماذا عنك يا عبدالله؟
• العجمي: عندما قبضت علي المخابرات الباكستانية عليهم من الله ما يستحقون، وضعوني في السجون يطلقون علينا السجون السياسية تحت الأرض، وكنت مقيدا ومغمى العين ولا أرى شيئا تقريبا، فكانوا يدخلون علينا يضربوننا، ورأينا من الباكستانيين من السفالة والنذالة أنهم كانوا يسبوننا، ونسوا جميل الكويت عليهم ببناء المساجد والمدارس وحفر الآبار في باكستان.
• ضربك الباكستانيون؟
- العجمي: ضربنا الجيش الباكستاني ضربا شديدا ويسبوننا، بوجود الأميركان، وكانوا يضربون بعض الأخوة بالقرب مني وأسمعهم يقولون لهم اقرأ على المكان الذي فيه الألم حتى يطيب، ما يدل على أن من الباكستانيين الذين كانوا يضربوننا ضباطا وجنودا متدينين مع الأسف، ورأينا منهم الويل، ولكن الحمد لله الذي ثبتنا. وكلها أوامر من الجيش الأميركي، ومكثت شهرا أو شهرين لا أذكر جيدا، مع الضرب والأكل القليل والمعاملة السيئة، وكانوا يأخذوننا للتحقيق ويحقق معي ضابط أميركي، وآخر مدني من المخابرات الأميركية مع مترجمين عرب لهجة بعضهم مصرية وبعضهم لبنانية ومعهم من يتحدث باللهجة الخليجية. وأحدهم كأنه من الاستخبارات الإماراتية والله أعلم.
فعذبونا مدة شهر كامل تقريبا، وأنا مغمى العين، يأخذوننا الخلاء لمدة ثلاث ثوان ثم يسحبنا سواء انتهينا أم لم ننته، وكان بعض المسجونين يقضون حاجتهم على أنفسهم.
ثم أخذونا في طائرة شحن، بطريقة أشد من طريقة عادل وسعد، وكانوا يضربوننا بالأخمس على رؤوسنا، ويسبون الله ورسوله صـلى الله عليه وسلم، ومن كلامهم والعياذ بالله: نفعل الفاحشة بإلهكم، تعالى الله عما يقولون علوا كبيرا، بالإضافة إلى الحركات الساقطة، وكلها أسمعها بأذني ورأيتها بعيني، ثم أخذونا بالطائرة وأنزلونا في قندهار التي عانينا فيها معاملة سيئة جدا، فحتى وقت الصلاة لا يدعونا نكمل صلاتنا فيقطعونها علينا ويضربوننا ونحن نصلي، وكانوا ينادوننا بالأرقام ومن لا يستجب يدخلون عليه الكلاب البوليسية ويضربونه وإن كان في صلاة. فإما أن يقطع صلاته أو يضربونه ويضعونه على الأرض ويحملونه حملا إلى التحقيق.
ومرة من المرات أخذوا مصحفا من أحد الإخوة ورموه في الخلاء أمام أعين الشباب في قندهار، وقتلوا أفغانيا عاميا – لا دخل له على الإطلاق – في معتقل معسكر قندهار عندما أراد الهروب ثم علقوه وهو ميت ثلاثة أيام حتى يكون عبرة، وكلما مر عليه أحدهم لكمه بيده، ثم زعموا أن سكتة قلبية أصابته.
فالمعاملة كانت سيئة حتى في قندهار، وهذا بأيدي الأميركان، الذين كانوا يحققون معنا ويعذبوننا حتى بالكهرباء، وهتكوا أعراض إخوة عرب اعترفوا لنا بأنفسهم، فعلوا فيهم الفاحشة.
قالوا انها حرب صليبية ثم نفوا، ولكننا رأينا بأم أعيننا أنها حرب صليبية رغم نفي رئيسهم بوش، فكانوا يستهزئون بالصلاة وأركان العبادة الظاهرة، يعتدون على الله ورسوله، وسب للمسلمين، فلو اكتفوا بتعذيبنا وتقطيع جلودنا ويأخذون من دمنا لكان أهون بكثير، أما أن ما فعلوه فلا يمكن لنا احتماله. حسبنا الله ونعم الوكيل. ولكن المسلمين سيسألون أمام الله عز وجل، فالنبي صـلى الله عليه وسلم يقول «من فك العاني فأنا ذلك العاني» وفي حديث آخر يقول «فكّوا العاني» فسنسأل يوم القيامة عن الإخوة الذين مازالوا موجودين في غوانتانامو، بعضهم يغتصب وتنتهك أعراضهم.
• أبوزامل، كانت لك مشاركة مع أفراد المقاومة الكويتية أيام الغزو العراقي الغاشم على الكويت، ورأيت وسمعت ماذا فعل العراقيون بالأسرى الكويتيين، نريد منك مقارنة بين هذا مع ما فعله الأميركان بأسرى غوانتانامو؟
- الزامل: لا أرى فرقا كبيرا بين تعذيب العراقيين والأميركان، وإن كان تعذيب العراقيين كبيرا جدا وشيئا مهولا، فتعذيب الأميركان نفس المستوى، بل أكثر من العراقيين، ولعل البعض يظن كلامي مبالغة، ولكن لو رأيتم إهانة الأميركان لشعائر الدين، واستهزاءهم بالقرآن ويرمونه على الأرض، وفي الانترنت الآن صورة لعسكري أميركي يتبول على المصحف الشريف، وآخر يضع فوقه الصليب، وثالث يمزقه ويرميه بالمسدس، ويقول هذا قرآنكم فأين ربكم والعياذ بالله، ولا حول ولا قوة إلا بالله.
  #6  
قديم 02-04-2007, 02:30 AM
جهراوي جهراوي غير متصل
عضو فعّال
 
تاريخ التّسجيل: May 2006
المشاركات: 309
إفتراضي

وإذا كان القراء لم يشاهدوا صور التعذيب في غوانتانامو فأغلبهم شاهد صور تعذيب الأميركان للمسلمين في سجن أبوغريب، يعرّون المسلمين ويضعونهم فوق بعضهم البعض، وهتك الأعراض، وربط الرجال من (..) ويجرونه من وراء ظهرهم، وهذا كله منشور في الانترنت، وكيف يهدمون المساجد بالدبابات، وهذه بعض الفضائح التي خرجت، وهي أقل مما يخرج من انتهاكات الأميركان والبريطانيين الذين أعدهم جنسا واحدا لأنهم متعاونون.
وقصة الجندي الأميركي الذي يدعى «لي» أكبر شاهد على انتهاكاتهم ضد المسلمين، عندما كان يخاطب والدته عن الظلم الذي يرتكبه الجيش الأميركي وانتهاكاتهم لأعراض النساء واغتصابهم، وأن المقاتلين لهم حق في الدفاع عن أنفسهم في مقابل ما نفعله نحن لهم من قتل وظلم وغيره. وكذلك FBI عندما خرجوا من غوانتانامو وكان بعضهم شرفاء فتكلم عبر وسائل الإعلام عن انتهاكات لحقوق الإنسان وظلم ووحشية.
فكانت معاملتهم وحشية جدا وبعيدة كل البعد عن حقوق الإنسان.


الكويت فتحت أذرعها لضم أبنائها العائدين من غوانتانامو
أكد الكويتيون العائدون من غوانتانامو ان السلطات الكويتية عاملتهم معاملة راقية جداً بدءاً من صعودهم طائرة العودة الى الحرية من غوانتانامو مروراً بحسن المعاملة في المستشفى العسكري وانتهاء بالسجن المركزي، لافتين الى ان «المحاكمات كانت عادلة حيث تم توجيه التهم وسمحوا لنا بتوكيل محام للترافع عنا».
وأوضحوا ان «الحكم الابتدائي كان البراءة، ثم الاستئناف كان البراءة ولله الحمد ونحن بانتظار التمييز»، مشيرين الى ان «السلطات الكويتية لم تعذبهم اثناء سجنهم الى حين خروجهم».
وثمنوا للحكومة الكويتية «التحرك الدولي من أجل اطلاق أسرانا، والسماح لنا بمشاهدة اهلنا منذ اللحظة الأولى لوصولنا إلى بلدنا الحبيب»، مطالبين الكويت «بمزيد من التحرك لإطلاق اخواننا الذين ما زالوا في غوانتانامو يعانون الأمرّين، نسأل الله ان يفرج عنهم».

غداً...
جواسيس بين المعتقلين
وسجون أميركية في بلاد عربية!!
  #7  
قديم 03-04-2007, 01:27 AM
جهراوي جهراوي غير متصل
عضو فعّال
 
تاريخ التّسجيل: May 2006
المشاركات: 309
إفتراضي

الطريق إلى غوانتانامو / (3)

تحقيق أجراه: سالم الشطي: الطريق من الكويت إلى غوانتانامو ومن غوانتانامو إلى الكويت لا تقاس بالمسافات.
هي طريق ملأى بمصاعب التجربة وصعوبة الذكرى.هذه اللقاءات التي نرويها على لسان أصحابها الكويتيين العائدين من غوانتانامو عادل زامل عبد المحسن الزامل مواليد 1963، متزوج من زوجتين ولديه 9 أبناء وعبد الله صالح علي العجمي مواليد 1978، متزوج وسعد ماضي سعد العازمي مواليد 1979،متزوج، سوف تغطي فترة الاعتقال وحتى الفرج والعودة إلى أرض الوطن وهي تروى بألسنة هؤلاء، وهم مستعدون للتعقيب والرد على أي استفسار قد يرد من القراء.
تفاصيل ذهابهم الى باكستان ثم الى افغانستان والعيش في ظل حكومة طالبان ثم الغزو الاميركي لافغانستان والقبض عليهم في باكستان مرورا ترحيلهم الى قندهار واستقرارهم بـ «غوانتانامو» وانتهاء بالافراج عنهم ورجوعهم الى الكويت. تنشرها «الراي» على حلقات يرى القارئ فيها ذلك المعتقل... من الداخل.
وإليكم التفاصيل:


عذبونا بكل شيء من فرشاة الأسنان وحتى الطعام... كان (بايت) ومعفن وفيه ديدان والبدلة من البوليستر القاسي الذي كان يتسبب في تشقق الجلد
• هل تم ترحيل جميع الذين تم القبض عليهم في باكستان وأفغانستان إلى غوانتانامو أم احتفظوا بالبعض؟
- الزامل: الذي أعرفه أن جميع المعتقلين تم ترحيلهم إلى غوانتانامو، إلا بعضهم يتأخر فترة لأسباب التحقيق أو أسباب أخرى، والذين قبضوا عليهم معي كلهم أتوا إلى غوانتانامو، وبين فترة وأخرى يأتينا المزيد، حتى وصل العدد أيام وجودنا هناك أتوقع ألف شخص.
- العجمي: أرجو ألا يظن أحد أن السجن فقط في غوانتانامو، فهناك سجون تتبع أميركا في أكثر من بلد في أنحاء العالم، فبعض الأخوة تم ترحيلهم إلى سجن الأردن الذي يعد أشد من غوانتانامو وهو أكبر سجن مخابرات، بالإضافة إلى سجون ألمانيا ومصر وغيرها، أحد الأخوة اليمنيين جاء إلى غوانتانامو من الأردن فقال ان التعذيب هناك أشد والمعاملة أشد سوءا، وكان الأميركان يهددون من لا يتعاون معهم بنقله إلى سجن الأردن، فإذا عذبوا الأخ تعذيبا شديدا قالوا سنذهب بك إلى الأردن حتى ترى التعذيب على حقيقته!!
- الزامل: أخونا جمال محمد مرعي يمني، من منطقة ذمار في اليمن، أُخِذ من باكستان وكان يعمل معي في منظمة وفاء للأعمال الإنسانية، تم أخذه من مدينة كلكتل في كراتشي، بعد أحداث 11 سبتمبر بيوم واحد ألقي القبض عليه، ثم حولوه إلى الأردن مباشرة، حيث مكث في سجون الأردن 4 أشهر كانت تحقق معه هناك السلطات الأردنية، فما وجدوا عليه أو على المنظمة أي تهمة، حتى أنه ما أوذي أبدا ولم يضرب بالأردن، ثم أرجعوه مرة أخرى إلى باكستان، ومن باكستان تم تحويله إلى غوانتانامو.
• أثناء وجودكم في معتقلات باكستان أو أفغانستان أو غوانتانامو، هل لاحظتم وجود جواسيس بينكم أو مدسوسين ينقلون لهم الأخبار وهم مسجونون معكم؟ أو أجهزة تنصت بالسجون؟
- الزامل: لدينا في غوانتانامو انتشرت مسألة الجواسيس، فكانت بين أوساط الشباب أناس وضعتهم السلطات الأميركية مختصين بالتجسس على المعتقلين ومحاولة لقط الأخبار منهم، ناهيك عن أجهزة التنصت الكثيرة جدا في المعتقل، بل حتى الكراسي التي نجلس عليها كان تحتها أجهزة تنصت، وفي الأماكن الأخرى تجد السماعة وهي في حقيقتها جهاز تنصت لاقط، وبثوا بين أوساط الشباب عدة جواسيس أغلبهم يحملون الجنسيات العربية، حتى أن الأسير أصابه الرعب وأصبح يشك في الجميع، ويخاف أن يتحدث مع أخيه الذي من نفس بلده، وهذا من التعذيب النفسي الذي كنا نعاني منه هناك.
• كيف تعرفتم عليهم؟
- الزامل: الجواسيس الذين كانوا معنا في غوانتانامو كانوا معروفين لأنهم أصلا في السابق كانوا جواسيس في أفغانستان، وألقي القبض عليهم من قبل تنظيم القاعدة في أفغانستان قبل أحداث 11 سبتمبر، وسجنوا في أفغانستان، بعضهم خمس سنوات وبعضهم أربع سنوات وبعضهم سنتين، بحسب ما سمعت والله أعلم، وعند دخول القوات الأميركية لأفغانستان، أخذوهم معنا إلى غوانتانامو، وهم أناس معروفون.
• ما جنسيات هؤلاء الجواسيس؟
- الزامل: أعرف خمسة عراقيين، وواحدا سوريا، وواحدا إيرانيا.. وهم بأنفسهم يعترفون أنهم كانوا جواسيس للأميركان في السابق داخل أفغانستان، لكشف تنظيم القاعدة وإدارته.
• يقال ان ثمة مشاجرات حصلت بين الأسرى وبين الجواسيس أدت إلى قتل أحدهم؟
- الزامل: لم يحصل قتل في غوانتانامو أبدا، أما المشاجرة بين معتقل مع جاسوس ربما يكون ذلك وقد سمعت شيئا من ذلك، ولكن لا أعلم في أي معتقل بالضبط، فالمعتقلات في غوانتانامو كبيرة جدا أكثر من 2 كيلو.
• قبل ترحيلكم إلى غوانتانامو كنتم معتقلين في أفغانستان، فكيف علمتم بترحيلكم إلى كوبا؟ وما الذي جرى تحديدا؟
- الزامل: كنا نعرف أننا سننتقل من سجن إلى سجن ولكن أين بالضبط لم نكن نعلم، فكانوا يغطون أعيننا بنظارات سوداء ويغطون آذاننا ويلبسوننا قطعة على الرأس، و«يكلبشون» اليد مع البطن والرجل، ويقولون لك: move ولا نعلم إلى أين نتحرك، وعندما صعدنا الطائرة أعطونا بعض الحقن وبعض الحبوب المنومة التي لم أشعر شخصيا بشيء إلا وأنا في غوانتانامو، حتى لما وصلنا هناك لم نكن نعرف أين نحن تحديدا، فكل واحد منا كان يتوقع أننا في بلد ما، ولم نعرف إلا بعد فترة من الزمن عندما أخبرونا المحققين علمنا أننا في غوانتانامو.
- العجمي: في قندهار كانوا يأخذوننا على دفعات كل دفعة عددها 25 أخا، فأخذونا وأدخلونا في غرفة وكان الأسرى عراة، فكانوا يحلقون اللحى، وتأتي عاهرة تفعل بعض الإغراءات الجنسية لبعض الأخوة دون الزنى من أجل إغاظتهم أسأل الله أن يرفع عنهم ويستر عليهم في الدنيا والآخرة، والأخ مقيد ومغطى على عينه ولكنه عار ليس عليه شيء، لأنهم يعلمون أن هذه الأمور تغيظ المسلم، وكانت الكلاب البوليسية على استعداد للانقضاض متى ما تحرك الأخ، بل بعضهم كان يترك الكلب يهجم على رأس الأخ، ويمسكونه متى ما أحسوا أنه سيقضي على رأسه، فكان بعض الأسرى يصيحون ويغمى عليهم، فقيدونا ووضعونا إلى الأرض، ثم أدخلونا إلى طائرة صغيرة نفاثة سريعة مثل الطائرات الخاصة، أذكرها جيدا، لأنني كنت أرى بعين واحدة لم تكن مغطاة جيدا لوجود ثقب في الغطاء، وقبل إدخالنا الطائرة كانوا يفتشوننا تفتيشا خبيثا بعد أن ألبسونا وأخذوا بصماتنا. ثم حملونا إلى الطائرة النفاثة وكنا على الأرض، فطاروا بنا إلى مكان قريب لمدة ساعتين أو ثلاثة ساعات، وكانت المعاملة سيئة إذا تحرك الأخ أي حركة يضربونه قوات المارينز.
ثم مشوا بنا إلى مكان معين لمسافة تقريبا 50 مترا ثم أخذونا إلى طائرة كبيرة لها أربع مراوح، وأظنها قاعدة معينة، والكلاب كانت تحيط بنا وهي على استعداد للانقضاض، وكنا 25 واحدا أنا كنت آخر واحد فيهم.
- العازمي: قبل دخولنا الطائرة، كنا كما وصفوا لك الاخوة، وكانوا يحلقون شعورنا ولحانا، وتأتي امرأة تحاول إغراء بعضنا جنسيا وتلمس أجزاء من جسده لتفسد عليه دينه، وسط ضحكات الأميركان الذين يعدون هذه الأمور عادية لأنهم ساقطون وكالبهائم أجلكم الله، ويستهزئون بنا فيسألوننا هل تعلمون إلى أين ستذهبون؟ سنأخذكم إلى جهنم، لا لا سنأخذكم إلى الجنة، لا سنأخذكم إلى القطب الشمالي، ثم نقلونا في الطائرة من قندهار إلى غوانتانامو في رحلة تعيسة جدا وسط الأصفاد والقيود بلا طعام ولا شراب.
• كيف كانت طريقة وضعكم داخل الطائرة؟
- الزامل: كنا مكلبشيا اليد مع البطن مع الرجل التي كانت مثبتة إلى الأرض، ومغطيا الأعين والآذان والرأس تماما، ويعطوننا حبوبا بين فترة وأخرى أظن أنها كانت منومة، ويطعموننا بايديهم تفاحة، لأن الرحلة كانت طويلة جدا، وعن نفسي لم آكل شيئا، لأنني لم أكن أشعر بنفسي أصلا حتى وصلت.
- العجمي: لما صعدنا الطائرة الكبيرة العسكرية طارت بنا، وكان بعض الأخوة يصيح من الألم، وكانوا يعطوننا أبراً وحبوبا، وأنا أعطوني حبوبا بالقوة لأنني كنت أصيح عليهم أن يدي تؤلمني لأنها كادت تنخلع من مكانها بسبب قوة الرباط، فكلما نتحرك كلما اشتد القيد علينا، فطاروا بنا وكنت أرى فوقنا جنديا معه عصا سوداء مثل العصا الكهربائية، لأن الخوف والرعب يملؤهم مع أننا مقيدون، وطاروا بنا أكثر من 24 ساعة تقريبا.
- العازمي: كان يستهزئون بنا طوال الطريق مع التعذيب، فمن يريد ماء يسكبونه على رأسه وهم يضحكون. ومن يتأوى من الألم يضربونه، ومن يرونه صاحيا يطعمونه حبوبا مخدرة رغما عنه، حتى وصلنا إلى غوانتانامو.
• هل استطعتم النوم في الطائرة؟
- العجمي: غفونا غفوة التعب، ومن أثر الحبوب، ولم يكن نوم الراحة، فكنا نصحو وننام، وبعض الأخوة أعطوهم إبراً عن يميني وعن شمالي وكنت أراهم، فكان عن يميني بالطائرة الأخ جمعة الدوسري البحريني، وعن شمالي عبدالهادي الشارخ من السعودية، وأسمع صوتهم وهم يتألمون وكانوا معي في نفس العنبر في قندهار وفي الطائرة كذلك.
• أفهم أن طريقة التعذيب فيها أخف من طريقة نقلكم من باكستان إلى أفغانستان؟
- الزامل: نعم أخف، لأنهم لو وضعونا في هذه الطائرة كما وضعونا في الطائرة التي أقلتنا من باكستان لمتنا ولا أظن أحدا منا سيعيش، فبذاك النقل لا يتحمل الإنسان أكثر من ساعتين.
- العازمي: الوضع كان أخف ولكنه ليس خفيفا ففيها آلام وشدة، وكانت الدماء تسيل من أيدينا وأرجلنا بسبب القيود التي كانت محكمة علينا.
• هل كانوا يعطونكم طعاما؟
- العجمي: نعم، ولكن مع الاستهزاء بالأخ فيعاملوننا كالحيوانات، وكنتم أراهم بعيني، فإذا احتاج الأخ إلى طعام يقدمونه له، وإذا بدأ في الأكل يسحبونه منه وهم يضحكون، وسط معاملة سيئة جدا، وكانوا ما يعطوننا من الماء إلا القليل.
• وكيف تمكنتم من الصبر بلا طعام لأكثر من 24 ساعة؟
- العازمي: الإنسان يمكنه التحمل لأكثر من يوم بلا شراب ولا طعام، فالأميركان كانوا يجوعوننا على أيام، وفي هذه الطائرة كان يتعمد الأميركان عدم تقديم الطعام أو الشراب لنا.
• وكيف يقضي المعتقل حاجته؟
- العجمي: إذا أراد أحدنا قضاء حاجته، فكان بجانبه أكياس خاصة، وبعض الأخوة إذا ألح بطلب دورة المياة فإنه يحملونه باستهزاء ويضعونه في الحمام وعليه أربعة من العسكر وهم الذين يخلعون ملابسه عنه، ورأيت ذلك بعيني، فيعدون إلى الثلاثة ثم يسحبونه مرة أخرى.
• ما صحة أن بعض الأسرى تم تكديسهم في حاويات وقت النقل؟
- الزامل: نعم هذا صحيح، فبعضنا تم وضعه في الحاويات كما تحدث بذلك بعض الأخوة.
• واضح من خلال حديثكم أن بعضكم كان يسمع كلام الأميركان في الطائرة، فما فائدة تغطية آذانكم؟
- العازمي: الأميركان إذا أرادوا مضايقة شخص أو إعطاءه طعاما فإنهم يرفعون إحدى السماعات، ثم يعيدونها إلى مكانها.
• كيف كان استقبالكم في أول وصولكم إلى سجن غوانتانامو؟
- الزامل: كان استقبالنا سيئا للغاية فكانوا ينزلوننا من الطائرة وهم يرفسوننا، ونحن مقيدو اليدين والقدمين والبطن، ومغطون الأعين والآذان، وأمسكوني جنديان وأنا مقيد ركضوا بي بقوة ثم رموني حتى أن رجليّ نزفت الدم، ثم رمونا في شاحنة بالحذف، ثم ركبت هذه الشاحنة في سفينة سارت لمدة 30 إلى 45 دقيقة في البحر حتى وصلنا إلى غوانتانامو، ورمونا من الشاحنة إلى الأرض لما وصلنا بمعاملة لا تليق أصلا بالحيوان، فبعضنا سقط على رأسه وبعضنا على يده وهكذا، وبمجرد سقوطنا يأخذوننا إلى العيادة مباشرة، فيضعوننا في مكان يمكننا من الاستحمام ثم يعالجون أيدينا وأرجلنا وأعيننا من آثار القيود والأغطية، حتى أن جميع الأسرى كان فيهم أثر الدم بسبب الفترة الطويلة التي استمرت لأكثر من 24 ساعة، فبدأوا العلاج.
  #8  
قديم 03-04-2007, 01:27 AM
جهراوي جهراوي غير متصل
عضو فعّال
 
تاريخ التّسجيل: May 2006
المشاركات: 309
إفتراضي

- العجمي: استقبلونا بصورة سيئة جدا، فعندما أنزلونا من الطائرة كنت أرى - كما أخبرتك سابقا - فاستقبلنا جيش المارينز (وأسميهم المايونيز) الأميركي وكانوا يلبسون لباس الشغب، فاستقبلونا بالضرب، وكنت عنيفا معهم قليلا لأنني أحب أن أمشي أو أجلس بالطريقة التي أرتاح لها فكانوا يضربونني لأي حركة أعملها، وأدخلوني في باص الأتوبيس الأصفر، من دون كراسي، وحشروا 25 أخا في زاوية واحدة، وأي واحد يتحرك يضربونه، إلى أن وصلنا المعسكر، ومعهم مترجم كلما صاح الجندي الأميركي ترجم له حديثه، ونزلنا إلى المعسكر فوضعونا على الأرض لساعات عديدة، حتى أن بعض الأخوة كان يصيح من شدة الألم والتعب، وكان بعض الأخوة يسقط فيجلسونه الأميركان، وكانوا يضغطون على رأس الأخ وظهره حتى يكاد ينكسر، وكنت أرى هذا الأمر، تخيل أنك مقيد أكثر من 24 ساعة، وطبيعة هذا القيد أنك كلما تحركت كان أحكم في الإغلاق.
تركونا على الأرض لثلاث ساعات ثم أخذوني بعد أن كان شبه مغمى علي، لم أكن أعلم إن كنت في علم أو في حلم، ووضعوني داخل ممر في مخيم عاريا، وأعطونا أوراقا لنبصم عليها بالقوة فيها إقرار باسمي وأنني أسمح لهم في حال تحركي أو محاولة فراري أن يقتلوني، وعندما رفضنا التوقيع عليها وأن هذا مخالف للقانون قال لنا المــــــــترجم أن القانون في البحر ولا قانون هنا!! فالقوي يأكل الضعيف، فأدخلوني الزنزانة ووضعوني هناك لمدة أسبوعين كاملين، منعنا فيها من الحديث مع أي أحد كان، فقط يأتوننا بالطعام ونأكل، وأي واحد يتحدث أو يتحرك يدخلون عليه قوات الشغب ويضربونه ضربا مبرحا يسيلون الدم منه ثم يضعون عليه الضماد ويتركونه.
- العازمي: وصلنا غوانتانامو تقريبا في وقت المغرب، وبدأ التحقيق مباشرة فور وصولي، وأنا أتحدث عن نفسي لا أعلم عن الباقين، يصاحبه الضرب، وتم تجريدي من الملابس بتقطيعها، وضربوني وغيروا القيود، زادوا القيود، فبعد أن كنت مقيدا بالحديد والبلاستيك، أزالوها عني ووضعوا بدلا عنها قيدا أكبر منه، عبارة عن سلسلة تربط اليدين وتمسك البطن حتى تثبت اليدين على البطن ويصعب تحريكها، وممدودة سلسلة ثالثة إلى الأرجل لتربطهما فأصبحت كلها قطعة واحدة، وبعد تقييدنا مشوا بنا على أرجلنا مسافات طويلة، من أول يوم، إلى مقر التحقيق ثم يرجعك تمشي وهكذا مع الضرب، حتى دخلت واستقررت بالزنزانة الساعة 2 فجرا، ونحن على جوع وعطش شديدين، وكنا من دون أي غطاء حتى الساعة الرابعة فجرا أتوني ببطانية واحدة، واستمرت التحقيقات من التاسعة من صباح اليوم التالي، ولم نتمكن من النوم طوال الليل.
• وهل سلموكم عهدة، مثل اللبس أو لحاف أو غيره؟
- الزامل: أعطونا اللبس البرتقالي، وهو لباس من الجنز حار جدا، وغوانتانامو بطبيعتها حارة أغلب العام، ومكتوب عليه أنه مصنوع من مادة البوليستر مئة في المئة، وإذا أردت تحريك نفسك كأن تلعب رياضة أو أي شي فلا بد أن يتشقق جلدك، بسبب الحر الشديد والبوليستر، وأعطونا الفانيلا والسروال الطويل والشورت، وفرشاة الأسنان الصغيرة التي توضع بالأصبع، وهذه لوحدها عذاب نفسي لصغرها وكثرة سقوطها، ولم يعطونا أي شي آخر. وعذابهم معنا في كل شيء حتى الطعام الذي يعطوننا إياه بايت ومعفن وبه ديدان، وحتى لو أخبرتهم بذلك لغض الطرف عنه.
• طبيعة السجن انفرادي أم الجميع مع بعضهم البعض؟
- العجمي: أول سجن هو سجن «اكس ري»، استمررنا به لمدة أسبوعين، وهو عبارة عن شباك متقاربة، انفرادي ولكن يمكن للأسير رؤية إخوانه الأسرى المجاورين له، كالأقفاص، وهو مكشوف لا يمنع المطر، بل مليء بالعناكب السامة التي قرصت أكثر من أخ ما اضطر الأميركان أن يقطعوا من لحمه، لأنها سامة جدا وكبيرة، إذا قرصت الإنسان تأكل من جسمه كله، وأي واحد يتكلم أو يرفع صوته يضربونه، وكان الأسرى يتبولون ويتغوطون في السطول فلا توجد حمامات، ويمنع أن تغطي رأسك بالبطانية، هذا إضافة إلى أننا مقيدون أصلا.
وأذكر مرة أحد الإخوة السعوديين تكلم مع الضباط بخصوص قفصه الذي كان تحت الشمس مباشرة طوال الوقت، فرد عليه الضابط: اسكت وإلا أتيتك بقوة الشغب، أنا من الجيش الأميركي، ويشير إلى شارته، يريد التباهي بانتمائه. وأتوا فعلا بالشغب وضربوا السعودي ضربا حتى سال الدم منه، ولم نتمالك أنفسنا فبكينا عندما رأينا هذا الموقف، ولكن لا حول ولا قوة لنا إلا بالله، وكان الحال هكذا لمدة أسبوعين حتى فرج الله عنا وسمحوا لنا بالكلام.
• في الأسبوعين الأولين كانت أيديكم مغلولة وأعينكم مغطاة؟
- العجمي: الأيدي كانت مغلولة ولكن الأعين منزوعة الغطاء، والتحقيق كان مستمرا 24 ساعة، وممنوعين من الحديث مع الإخوة، لظن الأميركان أن الأسرى سيتحدثون مع بعضهم البعض ويتفقون على أمر معين، فكانوا يخافون من ذلك، وشعارهم دائما « فرّق تسُد»، ولكن بفضل الله لم يتمكنوا من التفريق بين الأخوة.
• كيف كان الطعام والشراب؟
- العازمي: كان طعاما سيئا للغاية، ولك وقت محدد للأكل والشرب، فمثلا يعطوننا الطعام ثم يقولون لنا ابدأوا الآن، ويعدون لنا ثم يسحبونه منا، كأننا في مسابقة، ولم نكن نعلم الوقت أو التاريخ، والطعام أصلا كان قليلا تأكله في ثوان معدودة. ولكنهم يفعلون ذلك لمجرد اللعب في نفسية المساجين. ولو كان السجين مريضا يريد الانتظار على الطعام قليلا فإنه يعاقب ويسحب منه الطعام، ويدخلون عليه فرقة الشغب فيضربوه، ويرشون عليه مادة معيّنة، والمواد الموجودة في غوانتانامو وكان يستخدمها الأميركان معنا مواد كثيرة، منها مادة مسيلة للدموع، وأخرى تخنق السجين، والثالثة الأخطر منها وقد جربتها أكثر من مرة، وجربها أخونا عبدالله العجمي كذلك رأيتهم يرشونها عليه أمامي، وهي مادة تحرق الجسم من دون ظهور آثار الحرق على الجلد، ولكنه نفس ألم الحرق تماما يستمر يلهب في جسدنا لمدة يومين تقريبا كأنه نار يحترق بها، وهذه المادة يرشونها إذا لم أسلم لهم الطعام في المدة المحددة.
• هذه العقوبات تستمر معكم وأنتم في سجون انفرادية، وأياديكم وأرجلكم مغلولة؟
- العازمي: استمرت معنا الأغلال لفترة معينة ثم نزعوها عنا وجعلوا ثمة عقوبات لكل من لا ينصاع للأوامر بالمعسكر، فبمجرد أن يسأل عن الرقم ولا يجيبه المسجون، أو يغطي المسجون وجهه بالبطانية يحمي نفسه من البرد وهو نائم، فيأتونه فوراً بالكلاب البوليسية، ويرشونه بالمواد التي ذكرتها لك مع العصي والقوات الخاصة، كأنه جيش يريد الهجوم على دولة ما!! ويتحدثون معك بالمايكرفون ويصورون بالكاميرا ويصيحون: سلم بطانيتك وانزع ملابسك أنت الآن أمام القوات الأميركية وإلا سنداهمك، كأنه فيلم، وهذا يدل على شدة تأثرهم بالأفلام. ثم يداهمون السجن ويعرون السجين تماما، لمدة شهر يبقى عريانا «رب كما خلقتني»!! وطريقة زنازين التعذيب عبارة عن كونتينر مقسم على ثماني زنازين وكل واحد في زنزانة، وقد يبقى أحدنا مدة أربع سنوات في هذا الكونتينر بحسب العنبر.
وعندما يرمون السجين عاريا يقاسي في وقت البرد من البرودة القارصة وفي وقت الحر من الحرارة اللاهبة، بعض الشباب نفذ عقوبة شهرين متواصلين عريانا وهو عبدالله العجمي بسبب موضوع ديني عندما رفض استهزاءهم بالقرآن الكريم، فدخلوا عليه العسكر وضربوه أمام عيني وجردوه من جميع ملابسه، وجلس شهرين!! فأين حقوق الإنسان عن زاعمي حقوق الإنسان.
• كيف تم توزيع المسجونين على العنابر والسجون المختلفة؟ على أساس الدولة؟ أو الخطورة ؟ أو العمر؟ أو ماذا؟
- الزامــــــــــل: لم يكــــــــــن التوزيع علــــــــى حسب البلـــــــــــــدان، فكان بيننا أفغـــــــــان، وسعــــــــوديون ومن جميع الدول، فـــــــــقد كنا من 48 دولة، وبين فترة وأخرى ينقلون السجين من مكـان إلى آخــــــــر، فكـــــــــانت هناك عنابر كثيرة، مثل المعســـــــــكر الأول والثاني والثالث والرابع، كمثال، وكل معسكر كانوا يرتبون المساجين فيه بحسب الأحرف الأبجدية، والمكان الواحد فيه تقريبا 48 زنزانة انفرادية، 24 على اليمين و24 على العكس منهم، وبداية كان مكتبا على الباب حرف A يعني ألفا، وبجانبه F يعني فوكتور، وH يعني هوتيل، G يعني غولف، فكانوا يسمونهم بالأسماء الأبجدية بتوزيع خاص بهم لا نعلم ماهيته، ولا يشترط أن يكون هنا أناس خطرون وهناك أقل خطورة. وكانت السجون بمستوى واحد لا سجن أفضل من سجن، وبعد عامين من فترة السجن بغوانتـــــــانامو بنوا سجنا رابعا، يزعمون أنه أفضــــــــل من السجون الأول والثاني والثالث، وربما يكون هكذا عالميا كشكل، ولكن من الداخل بالتأثير على نفسية السجين والله إنه أقبح من الثلاثة الأخرى، فهذا مغلق يضعون فيه كل عشر مساجين على حدة في غرفة واحدة، والجميع يعرف لهيب غوانتانامو بلا تكييف أو تهوية، بينما غرف التحقيق كلها مكيفة بوحدات التكييف وبعضها نظام السنترال، بينما السجون الأخرى مفتوحة يأتيها الهواء من كل مكان.
بعض المساجين عندما يأتون غرفة التحقيق يتمنون عدم الخروج لفرحتهم بالهواء البارد، فكانت حربا نفسية، تجعل السجين بنفسه يتمنى المكوث أكثر في غرفة التحقيق.


غداً...
أسماء مشايخ كويتيين سألوا عنهم الاميركان في غوانتانامو!
وتفاصيل أخرى
  #9  
قديم 10-04-2007, 10:16 AM
جهراوي جهراوي غير متصل
عضو فعّال
 
تاريخ التّسجيل: May 2006
المشاركات: 309
إفتراضي

الطريق إلى غوانتانامو / (4)


تحقيق أجراه: سالم الشطي: الطريق من الكويت إلى غوانتانامو ومن غوانتانامو إلى الكويت لا تقاس بالمسافات.
هي طريق ملأى بمصاعب التجربة وصعوبة الذكرى.هذه اللقاءات التي نرويها على لسان أصحابها الكويتيين العائدين من غوانتانامو عادل زامل عبد المحسن الزامل مواليد 1963، متزوج من زوجتين ولديه 9 أبناء وعبد الله صالح علي العجمي مواليد 1978، متزوج وسعد ماضي سعد العازمي مواليد 1979،متزوج، سوف تغطي فترة الاعتقال وحتى الفرج والعودة إلى أرض الوطن وهي تروى بألسنة هؤلاء، وهم مستعدون للتعقيب والرد على أي استفسار قد يرد من القراء.
تفاصيل ذهابهم الى باكستان ثم الى افغانستان والعيش في ظل حكومة طالبان ثم الغزو الاميركي لافغانستان والقبض عليهم في باكستان مرورا ترحيلهم الى قندهار واستقرارهم بـ «غوانتانامو» وانتهاء بالافراج عنهم ورجوعهم الى الكويت. تنشرها «الراي» على حلقات يرى القارئ فيها ذلك المعتقل... من الداخل.
وإليكم التفاصيل:


الأميركيون سألوا عن محمد ونبيل العوضي وأحمد القطان وصلاح الراشد وعبدالله النفيسي وخالد الحربي وحامد العلي والحصم وآخرين كثيرين
يستكمل اسرى غوانتانامو المحررين قص المعاناة التي عاشوها في المعتقل.
• بعض المسؤولين الأميركان كانوا يزعمون أن سجن غوانتانامو عبارة عن فندق خمس نجوم؟!
- الزامل: هذا كلام باطل وليس فيه أي صحة، وأنا أتحدى أي واحد يصرح أن سجن غوانتانامو عبارة عن فندق خمس نجوم، سواء كانوا في الخارجية الأميركية أو غيرها، أتحداهم أن يسمحوا لمنظمات حقوق الإنسان أو الصحافة العالمية أو الصحافة المحلية بالدخول إلى المعتقل والتحدث مع المعتقلين وجها لوجه، لماذا يجعلون بين المعتقلين والصحافة التي تأتي أحيانا مسافة أكثر من 300 متر، وكنا نراهم من بعيد ويمنعوننا من الخروج، ويسمحون لهم بالتقاط الصور من بعيد، لينشروا في صحفهم أن هذه غوانتانامو، ويأتون ببعض المساكين كالأفغان المسجونين ويقولون لهم إذا أردتم العودة إلى بلدكم فعليكم السير بهدوء خارج الزنزانة حتى تصورهم الصحافة، حتى يخدعوا العالم أن معتقلي غوانتانامو يمشون ويلعبون ويتمتعون في المعتقل، وهذا كله عبارة عن مسرحيات.
- العجمي: تصور أنهم لم يكونوا يعطوننا فرصة لقراءة القرآن! كان الجنود الأميركان متوزعين على ثلاثة مجموعات، الأولى تتسلم في الصباح، والثانية تتسلم بعد الظهر، والثالثة تتسلم الليل كله، فكان على الأسير يأتيه من ثلاث مجموعات لمدة أربع أو خمس سنوات! فمن أول ما يأتي يضرب المصحف فيسقط على الأرض وتبدأ المشاكل بينهم وبين المعتقلين منذ الصباح الباكر، شبه يوميا على هذه الحال، وحتى لو لم يكن لدى الأخ مصحف فإنهم يخرجونه خارج المعتقل ويهينونه ويظهرون عورته، بخلاف الضرب والإزعاج فكنا حتى القرآن لا نتمكن من قراءته أحيانا، ولكن مع هذه الظروف القاسية استطاع بعض الأخوة حفظ القرآن الكريم كاملا.
وجلست أكثر من سنة في سجن انفرادي خارجي، في صندوق من حديد فيه شبك من جهة واحدة، قياسه متران في متر، فكانت المعاملة معي سيئة جدا وتعاملهم تعسفي جدا، والمكان شبه منسي، حيث يمنع أي واحد موجود به من الحديث مع الآخر.
• بين فينة وأخرى كان الأميركان يأخذونكم للتحقيق معكم، فما طبيعة التحقيق وما الأسئلة التي كانوا يسألونكم إياها؟
- العجمي: كان يسألونني في أول تحقيق معي عن المعسكرات، وأنا لا علاقة لي بذلك، لأنني كما ذكرت لك ذهبت لحفظ القرآن الكريم، ولكن كل السبب يرجع إلى الاستخبارات الباكستانية الذين يبيعون أي عربي هناك للأميركان على أساس أنه من طالبان أو القاعدة فيأخذون 5 آلاف دولار ويذهبون، فالأميركان أغبياء، ولا يعرفون أن يفرقوا وكانوا يسألوننا عن الطالبان والقاعدة والجيش، وكنا مستضعفين هناك، وأسئلة أخرى لا علاقة لها بالموضوع، وكوني عسكريا سابقا في الجيش فكانوا يشكون أنني ذهبت إلى أفغانستان للجهاد.
• هل سألوكم في التحقيق عن أسماء مشايخ في الكويت؟
- العجمي: ذكروا كثيرا من المشايخ بعضهم لا دخل له بالجهاد، وحتى بعض المشايخ الذين يقولون بعدم قتال الأميركان المستأمنين، ولا أريد أن أذكر أسماءهم، ويأتون بأشرطة وDVD للشيخ سعد البريك وغيره، يقولون أن هؤلاء خوارج ومن هذا الكلام، ولا دخل لي بتاتا بالموضوع، فكما ذكرت لك أنني من جماعة الدعوة والتبليغ ولا دخل لي بالجهاد مع أننا نحبه، ولكن كل واحد له وجهة نظر وطريق، وانا طريقي الدعوة إلى الله تعالى.
- العازمي: لم يترك الأميركان شيئا إلا وسألونا عنه، عن البيوت والعوائل وعن الجماعات وشيوخ العلم، وقلنا لهم أن الديوانيات عبارة عن ملتقى اجتماعي نلتقي فيها بعضنا البعض، وذكروا لي أسماء بعض المشايخ لا أعرفهم ولا أذكر أسماءهم، وأسئلة كثيرة بعيدة عن أحداث نيويورك وواشنطن.
- الزامل: بالنسبة لي ذكروا لي أسماء كثيرا من المشايخ إن كنت أعرف عنهم شيئا، مثل الشيخ خالد الحربي، وعن جمعيات النفع العام كجمعية الإصلاح وإحياء التراث، وركزوا عليهما كثيرا في التحقيق، وعن مشايخ الجمعيتين مثل طارق العيسى وعبدالله المطوع رحمه الله، أتوني بصور كثير من المشايخ كذلك، وسألوني عن محمد العوضي ونبيل العوضي، وسألوني عن شخص أذكره كان دائما يقدم لأحمد القطان، دائما يكحل عينيه، وسألوني عن صلاح الراشد، وسألوني عن عبدالله النفيسي وحامد العلي، وعن الحصم، وأناس كثير جدا بالكويت..
• السؤال عن معرفتك بهم من عدمها، أم هناك أسئلة أخرى؟
• الزامل: جوابي لهم عدم المعرفة بأغلبهم، ولو قلت لهم أعرفه فسيقولون ماذا تعرف عنه، وبعضهم أقول أعرفه، فيسألوني ماذا تعرف عنه أقول لهم شيخ مشهور مثل أحمد القطان وعبدالرحمن عبدالخالق، وأذكر جيدا عندما سألوني عن محمد العوضي أكثر من مرة، فأقول أعرفهم كمسؤولين في جمعيات النفع العام ومشايخ مشهورين وعبر الإعلام ولكنهم لا يعرفونني.
• هل وتيرة التحقيق كانت واحدة منذ بداية اعتقالكم حتى نهايته؟ أم أنها مختلفة؟
- الزامل: في أول 10 أيام من الاعتقال كان التحقيق شديدا جدا، ولم يذكروا لي نهائيا أي سؤال يتعلق بأحداث 11 سبتمبر، ولم يسألوني إن كنت أعرف من في الطائرات أم لا! سألوني عن أسامة بن لادن وتنظيم القاعدة وعما إن كنت منتميا لهم فنفيت هذا كله، فأسامة بن لادن يقع في قندهار وأنا أسكن في كابل، والمسافة بينهما في السيارة من الفجر إلى المغرب، شبه يوم كامل بطريق وعرة، وكانت معي زوجتي وابنتي ولدى منظمة، فلا أستطيع أن أترك المنظمة أصلا وأذهب إلى هناك.
باقي أيام التحقيق كانت عن تعدد الزوجات، ولماذا الرجال يتزوجون أربعا، بينما المرأة لا تتزوج أربعة، ما هي الديوانيات وماذا تفعلون في الديوانيات، وما علاقة كل مطيري بمطيري، وعجمي بعجمي، وعنزي بعنزي وكندري بكندري، وهل يقرب الكنادرة لبعضهم البعض، وسألوني عن بعض أمور السياسة داخل الكويت ولا تخصني أبدا.
-العجمي: قبل الإجابة عن هذا السؤال، لدي مداخلة مهمة جدا، وجدت في أوراق خاصة بمجلس القضاء العسكري هناك، قرأتها بنفسي ما نصه «ووضع المعتقلون في غوانتانامو حتى لا تأتي الضربات للأميركان»، ما يعني أننا رهائن، وهم اعترفوا بذلك وقالوا وضعكم هنا حتى لا يضربونا القاعدة ولا الطالبان، فأكدنا عدم علاقتنا بهم، ولكنها حرب صليبية، أخذوا مجموعة من المسلمين كرهائن.
أما وتيرة التحقيق، فكانت شديدة معي دائما، يدعوني واقفا ومسلسلا ومقيدا بالأرض، وأحيانا أكون جالسا على الكرسي بطريقة تعذيبية، ويزودون على برودة التكييف، حتى أصبحت الغرفة كالصقيع.
-العازمي: أغلب تحقيقاتي كانت مع الساقطة «ميغن» فكان على أكثر من وتيرة ونوع، وأحيانا يحقق معي شخص اسمه «ديفيد» وهو أسود وكان يمارس معي الضرب بشدة و«ميغن» للإغراءات الجنسية، وأحيانا يأتي ثالث اسمه «سام» وهذا يجردني من جميع ملابسي مع العسكر، فأسلوبهم مختلف، وأحيانا يأتي رابع ليهين القرآن أمامي مع «ميغن».
• ما هو برنامج الأسير في المعتقل وجدوله من الفجر إلى فجر اليوم التالي؟
- الزامل: نصلي الفجر جماعة مع أن سجوننا انفرادية، فهي بالطول 24 زنزانة انفرادية ويقابلها نفس العدد، فأول واحد يكون إماما ويصلي الباقي ونصلي خلف بعضنا بعضا بإمامة الأول ونكبر بتكبيراته، طبعا هذا إذا كان بالانفرادي الذي نرى بعضنا من خلاله، وإلا فالانفرادي الآخر الذي ذكرناه لك قبل قليل حيث يوضع المسجون في صندوق حديد فلا يمكننا لأننا لا نرى بعضنا بعضا.
- العجمي: عندما كنا نصلي الفجر جماعة كانوا يرفضون ذلك ويضربون حديد الشباك ويحاولون تعطيلها علينا، وبعد صلاة الفجر نفطر، ثم نقرأ القرآن ونحفظه كل يسمّع للآخر عبر الشباك حتى نعين بعضنا على الحفظ، وأحيانا نتذاكر بالأحاديث النبوية أو الفوائد العلمية، وبعضنا ينشغل مع نفسه بالقراءة إلى شروق الشمس ثم نصلي الشروق، وبعض الأخوة يكون لديه أذكار خاصة من تسبيحات أو استغفار ولكن الأميركان كانوا يعكرون علينا هذا الجو الإيماني حينما يضربون الأبواب بالسلاسل ويأمروننا بالخروج ليجروا تفتيشهم الخبيث، وينزعون عن المسجونين ملابسهم ويفتشون حتى العورة أجلكم الله، وهذا لمجرد الإيذاء وحتى نتوقف عن ذكر الله، ويفعلون ذلك يوميا للحرب النفسية.
• زودوكم بالمصاحف؟
- العجمي: أتوا بالمصاحف إعلاميا حتى يقولوا للمسلمين ان لديهم حقوق إنسان وحرية واحترام الأديان، ولكن في واقع الأمر أنهم أتوا بها لمزيد من الضغط علينا، فلم يكد يسلم مصحف من المصاحف التي أتوا بها من إهانة منهم أو تمزيق أو رمي في القاذورات، وكانوا يدربون الجنود الجدد عبر المصاحف، فيدخلون ويرمون المصحف أمام الإخوة حتى يثيروهم ثم يدخلون الجنود الجدد عليهم ليتربوا بهم ويكسروا حاجز الخوف عن جنودهم عبر إهانتهم لكتاب الله عز وجل.
- العازمي: كثير من الناس يمتدح الأميركان لجلبهم المصاحف للمعتقلين في غوانتانامو، ولكنهم في حقيقة الأمر فعلوا ذلك حتى يضربوا عصفورين بحجر واحد، فأولا: حتى يبينوا للناس أنهم جاؤوا بأحسن طبعة للمصحف، وهي طبعة الملك فهد، لمعتقلين يعدونهم أعداء، وثانيا: ليستخدموه تعذيبا لنا، فأكثر من مرة يأتون بالمصحف إلى العنبر، ويضربونه بأرجلهم مثل الكرة حتى يوصلوه إلى آخر العنبر، وأكثر من مرة جاؤوا بالمصحف في التحقيق ووضعوا عليه علم إسرائيل أو الصليب، وأحيانا يطفون فيه السيجارة، وأكثر من جندي أميركي بال على المصحف، عليهم من الله ما يستحقون. فحقيقة الإتيان بالمصحف لغوانتانامو لإهانته واستفزاز الأسرى.
  #10  
قديم 11-04-2007, 01:48 AM
جهراوي جهراوي غير متصل
عضو فعّال
 
تاريخ التّسجيل: May 2006
المشاركات: 309
إفتراضي

• طيب نرجع إلى الجدول، ماذا تفعلون فترة الضحى؟
- العجمي: فترة الضحى يأخذوننا بالقوة إلى المغاسل، حتى يستحم السجين، وهذا بطبيعة الحال ليس حبا في السجين أو حفاظا على صحته، ولكنه خوف على أنفسهم حتى لا يصابوا منا بمايكروبات أو بكتيريا! فجنودهم لا يعلمون أين قبض على الأسير، فربما يكون أحدنا مصابا بمرض فيعديه، وكانوا يعتقدون أننا جميعا قبض علينا في أرض المعركة.
بعد «الترويشه» نرجع نصلي الظهر ونتغدى، وكان بعض الأخوة يحاول أن يغفو للقيلولة، ناهيك عن أخذهم لنا للتحقيق على مدار الساعة وخصوصا في فترة راحتنا، وبعد صلاة العصر نحاول عمل بعض التمارين الرياضية «بالخفاء» داخل الزنزانة حتى نحافظ على أجسادنا.
• ألا توجد فترة رياضة أصلا في المعتقل؟
- العجمي: لا توجد، بل هم لا يسمحون لنا أصلا بالتمارين الرياضية، ولكننا نعملها في الخفاء، وهذه مهمة لنا للمحافظة على أجسادنا لأن المكان بارد في الشتاء، فلا بد أن ندفي أنفسنا بالرياضة، وحتى نحافظ على صحتنا، فالحمد لله رب العالمين نجد أن تلاوة القرآن ثم الرياضة هي التي حافظت على صحتنا.
• وفي المغرب؟
- العجمي: نصلي المغرب ثم نتناول الطعام ثم نخلد إلى النوم لأن هذا الوقت يكون تبديل الشفت لديهم وقد نتمكن من استغلال دقائق تبديلهم لنرتاح بها، ثم نصلي العشاء.
ومع ذلك كان الإيذاء منهم على أشده، فكانوا يأتون بمادة «التنر» المعروفة فترة الليل ويسكبونه في «السيب» فنستنشق رائحته، وأصيب أكثر الأخوة الآن بمرض « التنك» وهو ضيق التنفس، وأصيب بعضهم بالقرحة، بسبب هذه المواد، والمواد الكيماوية التي يضعونها في الطعام، وحسبنا الله ونعم الوكيل.
• لماذا يضعون المواد الكيماوية في الطعام؟
- العجمي: يقال أنها مواد تسبب العقم، واعترف بعضهم.
- الزامل: لديهم طرق بحيث يضعون مواد في الطعام تجعل الأسير بعد أن يفرغ من أكله بخمس دقائق يشعر بالجوع مرة أخرى ولا كأنه قد أكل أصلا! جعلونا حقل تجارب لهم ولموادهم الكيماوية.
• هل تم تزويدكم بكتب معينة بخلاف المصحف الشريف؟
- العجمي: جاءونا بكتب خلاعية وغزل وصور ومجلات، وأخرى تتحدث عن الحب والغرام، فلم نكن نقبلها، يريدون فتنة الشباب، ونزع الغيرة من قلوبهم، وحتى تصبح مثل هذه الأمور عادية بالنسبة للأسير.
• عبدالله تم عقابك لمدة شهرين على ما أظن، فما حكاية العقوبة وأسبابها؟
- العجمي: أهانوا مصحفا أمام عيني، وسبوا الله والرسول صـلى الله عليه وسلم.
• كيف؟
- العجمي: في عيد الرب عندهم – تعالى الله عما يقولون علوا كبيرا – دخل الجنود في المعسكر وكانوا يقولوا «جيسز» يعني عيسى، وبدا واضحا أنهم دخلوا بحمية دينية، فتنادى الأسرى أن اتقوا شرهم ولا تتحدثوا معهم، فضايق أحدهم أحد الأسرى فقال له لقد تركناكم في عيدكم ولم نضايقكم بأي شيء فلم تؤذونني، فسب الأميركي الله والرسول صـلى الله عليه وسلم ومسك المصحف أمامنا ورماه على الأرض، ثم أمسكه مرة أخرى وجلس يلعب به كما يلعب بورقة منديل الكلينكس باستهزاء، فصاح الأخوة وكبرنا، وكنت أحد المكبرين وقلت اننا لا بد أن نعمل أي شي، ولو نكلم المسؤولين عما يجري من استهزاء بالدين، فاتهموني بالتحريض، فأتوا لي بقوة الشغب، وأخذوني إلى السجن الانفرادي المظلم «دلتا بلاك» ونزعوا مني الملابس، وهذا المكان يسمونه الطب النفسي، ووضعوني فيه ستة أشهر، فأمضيت أول شهرين بلا ملابس، وكانوا يأتونني بحبوب أجهلها فيقولون لي أنت مجنون ومريض نفسيا لابد أن تأخذ هذه الحبوب، وإذا رفضتها يدخلون قوة الشغب لدي ويعطوني إياها بالقوة، وجلست هناك شهرين كاملين والله لا أعلم شيئا عن نفسي، أشعر أنني في غيبوبة وفي عالم ثان، لا أستطيع الحركة، وكل جسمي مخدر من الإبر، وكل يوم يضربون علي زنزانتي الانفرادية لآخذ العلاج، بحسب زعمهم، وهذه العلاجات عبارة عن مخدرات جديدة يجربونها فينا، جعلونا حقل تجارب، وكانوا يستخدمون السحر والتعامل مع الجن. وكل الذين يزعمون أنهم أطباء نفسانيين هم سحرة.
• سحر وجن في غوانتانامو! كيف ذلك؟
- العجمي: أغلب الأخوة الموجودين معي في «دلتا بلاك» كانوا قراء ومن حفظة القرآن الكريم، أصبح الكثير منهم مسحورا ولم يعد يعرف نفسه، حتى أنه أول ما يتكلم يتكلم عن عيسى، فتعرف أن فيه مارد من الجن نصراني. ويستخدمون السحر الأسود، ومعلوم أن السحر عند النصارى مثل شرب الماء، ولن يصدق البعض أنهم يستخدمون الجن حتى في التحقيق.
- الزامل: الجن كان يأتي من الفاتيكان، ولم يكن يتحدث الشباب لأيام.
• هل أفهم يا عبدالله أنك تأثرت أو أدمنت على هذه الحبوب؟
- كنت أرفضها بقوة، ولكنهم يدخلون قوة الشغب علي فيرغموني عليها بالقوة مع أنني كنت أقاومهم ولكن لا حول لي ولا قوة، وعندما آخذ هذه الحبوب أو الإبر أشعر بأن جسمي ثقيل ولا أستطيع الحراك، ومخدر، فقط أقوم لآكل ثم أنام، حتى الصلاة – نسأل الله أن يغفر لنا – بالكاد كنت أتمكن من أدائها، ولديهم إبر يعطون الأسير بالقوة فيجلس لمدة شهر كامل بلا حراك طبيعي كأنه رجل آلي، بالكاد تتحرك، واستخدموا هذه الإبر مع كثير من الأخوة.
أحد الأخوة كان سليما ليس به بأس قبل أن يدخل معي في العنبر، أصبح مجنونا لا يعرف نفسه، يتغوط ويتبول على نفسه، ولكنني كنت أتعامل معهم بالسياسة، مع أنني كنت مخدرا، ولكن لم أحدث معهم المشاكل حتى أتقي شرهم، وكل العقوبات التي تمت لي كانت بسبب القرآن والصلاة ومن أجل إخواني الأسرى، فمكثت تقريبا ستة أشهر في هذا العنبر ثم خرجت بفضل الله تعالى من دلتا إلى الكويت.
وكان الأميركان يكرهون الأخ عندما يرون فيه حمية وغيرة على الدين وتمسك بالصلاة والسنن، ورفض إهانة أي شعيرة من شعائره.
• هل يلتقي الكويتيون المسجونون هناك مع بعضهم البعض؟
- الزامل: ليس على كل حال، فمثلا لم أر عبدالله العجمي خلال الأربع سنوات إلا مرة واحدة، عمر أمين رأيته مرة واحدة، وبعضهم لم أره نهائيا مثل فوزي العودة، وعبدالعزيز الشمري رأيته أكثر من مرة، فبعضهم نلتقي فيه أحيانا بحسب التنقل من عنبر إلى آخر، من كامب إلى كامب، من معسكر إلى معسكر، ولكن ليس على كل حال.
• وكيف كنتم تؤدون صلاة الجمعة؟
- لا تقام صلاة الجمعة في غوانتانامو.
• يقال أن القوات الأميركية كلفت مسلما أميركيا يؤم المسجونين ويصلي بهم الجمعة!
- الزامل: هذا ليس صحيحا، لم أر أو أسمع بذلك أبدا، ربما رآه غيري، فكما تعرف أن المعسكرات كثيرة، تقدر المسافة من أولها إلى آخرها بكيلومترين تقريبا، ولم أصل الجمعة أبدا خلال الأربع سنوات.
• وسائل التعذيب الأميركية اقتصرت على الضرب أم تعدت ذلك؟
- الزامل: لاقينا أنواع التعذيب المختلفة في غوانتانامو منها النفسي والمعنوي والجسدي، وحدث بذلك ولا حرج، والمرء منا يتحرج من الحديث عن ذلك وسياسيا يخاف يفصح، مع أنهم يزعمون أن هناك حرية رأي وحقوق إنسان، ولو كانت هناك فعلا حرية رأي لتحدثنا، ونعلم أننا ربما نُسأل بعد نشر هذا الكلام، وما حديثنا هنا إلا دفاعا عن إخواننا الذين مازالوا مسجونين هناك نسأل الله أن يفرج عنهم، ولعل كشف الحقائق هنا يكون سببا في الضغط على الحكومة الأميركية من أجل إطلاق سراح إخواننا.
أما التعذيب النفسي والجسدي فكله موجود، من أنواع التعذيب الجسدي وأذكرها هنا على سبيل المثال لا الحصر: ضربت بالقيود الحديدية «الكلبشات» على رأسي ومازالت ثمة فتحة في رأسي إلى اليوم، ونزف مني الدم لمدة شهر كامل أطلب العلاج من دون أن يحركوا ساكنا من أجلي، حتى شعرت أن قمة رأسي ستطير من الألم، وكان بجانبي الأخ الأسير فؤاد الربيعة الذي كان يتحدث الانكليزية بطلاقة، فقلت له يا أبوعبدالله أخبرهم عن رأسي فلم أعد أطيق الألم ولا أتمكن من النوم، ولما أضع يدي على الجرح أشتم رائحة العفن، وأنا أعرف أنهم يحاولون تعذيبنا نفسيا، وإلا فبإمكانهم علاجي من ثاني يوم، وبعد شهر يسر الله لي ممرضا عالجني وأعطاني مرهما أدهن به رأسي حتى شفيت تقريبا بحمد الله.
وكانوا إذا أخذونا للتحقيق يضربون رؤوسنا بالجدار وبالحديد عند الذهاب وعند الإياب، ويكون رأسنا مغطى ومقيد مع اليد والبطن والرجل، فنسير كأننا ركوع، بخلاف الضرب بالأقدام والعصي، وإذا تحدثت بكلمة ظنوا أنها خاطئة ذهبوا بك إلى أشخاص طولهم مترين يرفعونك بالهواء، وانا أتحدث عن نفسي فقد حصل معي ذلك، وهناك بعض الأسرى مثل أخينا حمزة المغربي ضربوه بثلاجة ارتفاعها مترا موجودة في غرفة التحقيق، ضربوه على رأسه ووضعوه بما يسمى بغرفة الإنعاش بغوانتانامو، وهذا مشهور يشهد به الأسرى وحتى الضباط ولا أحد يستطيع إنكاره.
وحادثة أخرى لأخ اسمه عبدالحكيم من أهل الرياض، ضربوه مرة وشجوا رأسه ما اضطره إلى إجراء عملية وسبع غرز سدوا بها الشج، وكثير من الشباب هناك تم تعذيبهم، والتعذيب يتفاوت من شخص إلى آخر.
كان الأميركان يعذبوننا بربط أيدينا لمدة من 15 يوما إلى شهر، معلق نصف وقفة، فلا هو بالجالس ولا هو بالواقف، في مكان مظلم مع موسيقى عالية يسمونها موسيقى الشياطين، لا يتركون الأسير إلا عند التحقيق أو عند الذهاب إلى الحمام.
بخلاف الكلاب البوليسية التي يحرضونها على الأسير فتنهش منه، ولكنهم لا يدعونها تقتله، فهم لا يريدون لنا الموت بل المزيد من العذاب، وأحيانا نكون مغمى الأعين ولكن نشعر بلعاب الكلب البوليسي على أجسادنا وهو قريب منا، فنتوقع هجومه الآن أو بعد قليل، ونحن لا نراه، برعب نفسي يكاد يقتلنا.
وعندما كنا نسير في مجموعات كانوا يربطون يدي الأسير مع بعضهما، ثم يربطونها بيد الأسير الآخر الذي أمامه، ومن يد ليد، بحيث لو تأخر أي واحد منهم فإن الرباط سيشتد على الجميع، وحتى نصل إلى المكان الذي يريدون أخذنا له نشعر أن أيدينا ستنقطع من أجسادنا، ولا أحد يجيب صراخنا وتأوهات الألم، بل من يتأوه من الألم فإنهم يضربونه على رأسه.
أما التعذيب النفسي كثير جدا، مثل التهديدات المتكررة، فمرة أتاني شخصيا محقق أردني اسمه نبيل، ويتحدث باللهجة البدوية الأردنية وقال لي: عادل خلك جاهز بكره سآخذك معي الأردن، وهناك ستعرف كيف تتحدث وتدلي بالمعلومات، وبعد الأردن سنأخذك إلى مصر. والأميركان مشهورون بين الشباب دائما يبثون مثل هذا الأمر، ليلقوا في قلوب الشباب الرعب، أن من لا يتحدث هنا ينقل إلى المغرب أو مصر أو الأردن، وهذا يزرع الخوف في نفوسنا لأن تعذيب الدول العربية الكل يعرف ماهيته! وإذا قارنا بين تعذيب غوانتانامو وتعذيب الدول العربية بإيعاز الأميركان فإن الأخير سيكون عذابا غير طبيعي أبدا.
من وسائل تعذيب الأميركان أنهم يضعون المعتقل في غرفة ويسلطون عليه الكشافات القوية التي يشعر من خلالها بحرارتها بالإضافة إلى أن غوانتانامو أصلا حارة جدا، وتبقى الكشافات ليلا نهارا، وجميع المعتقلين في خلال الأربع سنوات لم تمر ليلة نمنا فيها من غير كشافات، حتى أنني أول ما رجعت الكويت ودخلت المستشفى العسكري وأغلقنا الضوء أحسست كأننا في حلم لأنني أنام من دون ضوء لأربع سنوات، حتى أن عيوننا تعبت، وعندما يغطي بعض الشباب أعينهم يأتيهم الأميركان من فورهم ليأمروه أن يزيلها من على عينيه أو يأتوه بفرقة الشغب، ولم نكن نستطيع الخلود إلى النوم من قوة الإضاءة وحرارتها.
 


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع
بحث في هذا الموضوع:

بحث متقدم
طريقة العرض

قوانين المشاركة
لا بإمكانك إضافة موضوع جديد
لا بإمكانك إضافة مشاركات جديدة
لا بإمكانك إضافة مرفقات
لا بإمكانك تعديل مشاركاتك

كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

حوار الخيمة العربية 2005 م