نورة والوردة الحمراء
بقلم الدكتورة رقية بنت محمد المحارب
فاجأت نورة صديقتها صباح أحد الأيام بوردة حمراء وضعتها على صدرها ، حيث بادرتها بابتسامة
أتبعتها بمسائلتها : ما المناسبة ؟
أجابت : ألا تعلمين أن اليوم هو يوم الحب وأن الناس يحتفلون به ويتبادلون التهاني .. إنه احتفال
بالحب ، بالرومانسية ، بالصدق ، إنه يوم فالنتين !!
ومضت في فخر تحدثهن عما رأت في تلك القناة الفضائية .
لكن أمل - وكانت تستمع باهتمام- سألت نورة متعجبة : ما معنى فالنتين ؟
قالت : إن معناه الحب باللاتينية ..
ضحكت أمل التي تميزت بالثقافة والاطلاع من هذا الجواب وقالت : تحتفلين بشيء لا تعرفين معناه ؟!؟
إن فالنتين هذا قسيس نصراني عاش في القرن الثالث الميلادي ، ومضت تقول لهن ما حدث لهذا القسيس وأن عيد الحب ما هو إلا احتفال ديني خاص تخليداً لذكرى إحدى الشخصيات النصرانية ..
وتأسفت أمل على حال بعض بناتنا اللاتي يتلقين ما يقال لهن ويعملن به دون أي تفكير كما
قال رسول الله عليه الصلاة والسلام : (لتتبعن سنن من كان قبلكم ... حذو القذة القذة .. شبراً بشبر .. وذراعاً بذراع .. حتى لو دخلوا جحر ضب لدخلتموه) رواه مسلم.
" قصة عيد الحب"
قالت أمل لصديقتها : إن الموسوعة الكاثوليكية ذكرت ثلاث روايات حول فالنتين ولكن أشهرها هو ما ذكرته بعض الكتب أن القسيس فالنتين كان يعيش في أواخر القرن الثالث الميلادي تحت حكم الإمبراطور الروماني كلاوديس الثاني.
وفي 14 فبراير (27 ميلادي) قام هذا الإمبراطور بإعدام هذا القسيس الذي عارض بعض أوامرالإمبراطور الروماني .. ولكن ما هو هذا الأمر الذي عارضه القسيس ؟!؟
قالت أمل : لقد لاحظ الإمبراطور أن هذا القسيس يدعو إلى النصرانية فأمر باعتقاله ، وتزيد رواية اخرى أن الإمبراطور لاحظ أن العزاب أشد صبراً في الحرب من المتزوجين الذين يرفضون الذهاب لجبهة المعركة ابتداء .. فأصدر أمراً بمنع عقد أي قران ، غير أن القسيس فالنتين عارض هذا الأمر واستمر يعقد الزيجات في كنيسته سراً حتى اكتشف أمره وأمر به فسجن.
وفي السجن تعرف على ابنة لأحد حراس السجن وكانت مصابة بمرض فطلب منه أبوها أن يشفيها فشفيت - حسب ما تقوله الرواية وهذا من الدجل عندهم - ووقع في غرامها ، وقبل أن يعدم أرسل لها بطاقة مكتوباً عليها : (من المخلص فالنتين) وذلك بعد أن تنصرت مع ستة وأربعين من أقاربها.
وتذكر رواية ثالثة ان المسيحية لما انتشرت في أوربا لفت نظر بعض القساوسة قس روماني في إحدى القرى الأوربية يتمثل في أن شباب القرية يجتمعون منتصف فبراير من كل عام ويكتبون أسماء ينات القرية ويجعلونها في صندوق ثم يسحب كل شاب من هذا الصندوق والتي يخرج اسمها تكون عشيقته طوال السنة حيث يرسل لها على الفور بطاقة مكتوب عليها (بسم الآلهة الأم أرسل لك هذه البطاقة) وتستمر العلاقة بينهما بعد مرور سنة !!
وجد القساوسة أن هذا الأمر يرسخ العقيدة الرومانية ووجدوا أن من الصعب إلغاء الطقس فقرروا بدلاً من ذلك أن يغيروا العبارة التي يستخدمها الشباب من (باسم الآلهة الأم) إلى (باسم القسيس فالنتين) وذلك كونه رمزاً نصرانياً ومن خلاله يتم ربط هؤلاء بالنصرانية.
وتقول رواية اخرى : (أن فالنتين هذا سئل عن آلهة الرومان عطارد الذي هو إله التجارة والفصاحة والمكر واللصوصية وجوبتر الذي هو كبير آلهة الرومان فأجاب أن هذه الآلهة من صنع الناس وأن الإله الحق هو المسيح عيسى).
قالت أمل : تعالى الله عما يقول الظالمون علواً كبيرا.
وتابعت أمل : يقول أحد القساوسة : إن آبائنا وأمهاتنا يستغربون ما وصل إليه هذا العيد الديني حيث أصبحت بعض البطاقات تحتوي على صورة طفل بجناحين يدور حول قلب وقد وجه نحوه سهماً .
سألت أمل صديقتها : أتدرون إلى ماذا يعني هذا الرمز ؟
إن هذا الرمز يعتبر إله الحب عند الرومانيين !!
وفي القرآن الكريم جاء قول الله تعالى قال سبحانه : (لا تجد قوما يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادون من حاد الله ورسوله ... ) المجادلة 22 ،
ومن مساوئ مشابهتهم نشر شعائرهم وجعلها هي الغالبة، وبهذا تندثر السنة وتختلط بغيرها وما من بدعة أحييت إلا وأميتت سنة . ومنها أن في مشابهتهم تكفير لسوادهم ونصرة لدينهم واتباع لهم والمسلم يقرأ في كل ركعة (اهدنا الصراط المستقيم صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين) الفاتحة 6و7 فكيف يسأل الله أن يهديه صراط المؤمنين ويجنبه صراط المغضوب عليهم ولا الضالين ثم يسلك سبيله مختارا راضيا .
وقد تقول أختي الحبيبة أنها لا تشاركهم في معتقدهم إنما يبث هذا اليوم في أصحابه معاني الحب والبهجة خصوصا ، وهي غفلة وسطحية وقد تكلمت أمل عن أصل هذا العيد ، وكيف أصبح مناسبة حتى للشاذين والشاذات لتبادل الورود في الغرب ، فكيف ترضى المسلمة العفيفة الطاهرة أن تتساوى مع حثالة البشر ؟!!
تحياتي لكم