عن مفكرة الإسلام
لم يحقق مؤتمر بون بين الفصائل الأفغانية المتخالفة حتى الآن أي إنجازات تذكر في ظل تنافر شديد بين مصالح الفصائل المجتمعة ، و كل ماتم تحقيقه الأن رغم ضآلته تظهره وسائل الإعلام على أنه" إنجاز طيب في الإتجاه المنشود " ، و هذا فقط لأنه لا يمكن تحمل عبء فشل المؤتمر سياسيا ، فالمؤتمر لابد أن ينجح و لو إعلاميا فقط ، أما على أرض الواقع فما فعلته اتفاقات المؤتمر للآن تضع الفصائل على عتبة صراع طويل الأمد ، فالحكومات و المجالس المؤقتة التي يعقبها انتخابات ، هي نفس الإجراءات التي اتخذت من قبل و لم تفلح في رأب الصدع بين تلك الفصائل ، و نقول حقيقة أن ما يصلح مع الطبيعة الأفغانية القبلية المتصارعة دوما إنما هو ما فعلته حركة طالبان من قبل ، لأنه هو الشكل الوحيد الذي يمكن أن بلملم أطراف بلد مثل أفغانستان ، فهي تمثل الأغلبية البشتونية من جهة ، و تعتمد على خلفيتها الإسلامية و شعار الشريعة ، و تفرض سطوتها على من يخالفها ، أم الحديث عن خزعبلات مؤقتة فالأيام الماضية تثبت أن ذلك لا ينفع في الأيام القادمة – و الله اعلم - ...
و يكفي أن نتابع إفرازات المؤتمر التي يتم الإعلان عنها لنتبين صدق ذلك ، فقد حذر نائب الموفد الخاص للامم المتحدة في افغانستان فرنسيسك فندريل من ان التوصل الي اتفاق تام حول حكومة انتقالية واعادة الأمن الي افغانستان قد لا يتم في مؤتمر الفصائل الافغانية المنعقد في بون.
واستند فندريل الي المناقشات الجارية حول نشر قوة متعددة الجنسيات في افغانستان كما تدعو الي ذلك الامم المتحدة ويرفضه بشدة تحالف الشمال الذي استعاد كابول في الثالث عشر من تشرين الاول (اكتوبر) بعد ان طرد منها قبل خمس سنوات بيد طالبان.
واعلن فندريل لا يمكن ان نتوقع التوصل في غضون ثلاثة او خمسة ايام الي حل كل شيء في اشارة الي المهلة التي حددها المندوبون الافغان لانفسهم لدي افتتاح المؤتمر صباح الثلاثاء، وقال قد يتعين علينا ان نلتقي من جديد .
وقال ان هذه المشكلة مهمة جدا ولكن لم يكفنا الوقت لاجراء مناقشات معمقة في هذا الصدد مع كل الوفود ، مضيفا بصراحة لا تتوقعوا ان نتوصل الي اتفاق حول هذه النقطة علي الفور .
وشدد المسؤول علي ان الهدف الذي نسعي الي تحقيقه هنا هو تطبيق برنامج حتي يتم اجراء انتخابات ، مضيفا اننا نتحدث هنا عن سلطة انتقالية وليس عن حكومة انتقالية ، يعني حتى الحكومة تعد إنجازا صعب المنال في اللحظة الراهنة ...!
قال مسؤولون أفغان إن التحالف الشمالي الذي يسيطر على أغلب أراضي أفغانستان وافق على الخطوط العامة لآلية لتقاسم السلطة مع ممثلي الملك السابق. وسيكون الاتفاق المقترح أول خطوة ملموسة نحو اتفاق أوسع بشأن حكومة ذات قاعدة عريضة في مباحثات ترعاها الأمم المتحدة في بون.
وقال يونس قانوني رئيس وفد التحالف الشمالي في محادثات بون التي ترعاها الأمم المتحدة إن الفصائل الأفغانية اتفقت على إقامة مجلس مؤقت ولكن آلية إقامته ستناقش في وقت لاحق اليوم. وأضاف "ما سيناقش هو كم عدد الأشخاص الذين يتعين مشاركتهم فيه".
وسيكون المجلس سلطة تشريعية معينة لها صلاحية تعيين حكومة مؤقتة لتسيير شؤون البلاد لعدة شهور. ويأمل الدبلوماسيون أن تمهد مثل هذه الحكومة الطريق أمام إجراء انتخابات في غضون عامين تقريبا.
وقال مسؤولون من وفد التحالف الشمالي إنهم والمجموعة التي تساند الملك السابق على وشك الاتفاق على تعيين لجنة ستقوم بتعيين ممثلين لمجلس مؤقت يشبه البرلمان ويتألف من 150 إلى 200 عضو.
وقال رئيس جماعة بيشاور ومقرها باكستان وهي أحد الوفدين الصغيرين في محادثات بون أن جماعته سوف يجرون مناقشات مع وفد التحالف الشمالي صباح الخميس لبحث تفاصيل الاتفاق.
وقال سيد حامد جيلاني "إذا حدث ذلك فإن كل المشاركين الأربعة سيعرضون أسماء". والفئة الأفغانية الرابعة التي تشارك في مباحثات بون هي جماعة قبرص المدعومة من إيران.
وقال التحالف إن الملكيين المعروفين باسم جماعة روما مستعدون لتعيين مندوبيهم. لكن قانوني قال إنه يتعين عليه أن يتشاور مع المسؤولين في أفغانستان خلال الليل قبل أن يستطيع وفده الكشف عن قائمة مماثلة...
=================================
عن مفكرة الإسلام
انشقاق بين رباني و قادة التحالف الشمالي على تقاسم السلطة
قال أعضاء من الوفود المشاركة في مؤتمر بون للفصائل الأفغانية أن خلافا بين وفد تحالف الشمال في بون وزعيمه الرئيس برهان الدين رباني في كابل أدى إلى تعثر المحادثات حول تشكيل حكومة انتقالية مؤقتة في كابل.
وأضاف الأعضاء أن وفد تحالف الشمال الذي يقوده يونس قانوني وزير داخلية تحالف الشمال قد اقترح قائمة أسماء لتعيين حكومة عريضة لكن رباني أرجأ إعطاء موافقته. وقالت المصادر إن أعضاء في وفد التحالف يريدون حلا سريعا وقد يتجاوزون رباني بمناشدة قادة الأقاليم في أفغانستان مباشرة لتقديم لوائح للإدارة المؤقتة التي يريد الوفد الموافقة عليها مع ثلاث مجموعات أفغانية في المنفى.
وأوضح أحد مستشاري تحالف الشمال أن رباني والزعيم السياسي البشتوني عبد الرسول سياف يتثاقلان في موقفهما فقد كان من المفترض أن يرسلا اللوائح لكنهما لم يفعلا. وأضاف أن غالبية الوفود تريد حلا سريعا وتقول إنها قد تتوجه إلى قادة الأقاليم الأفغانية مباشرة لتجهيز اللوائح إذا ما رفض رباني وسياف.
وبشأن طلب وفد التحالف بإعطائه مهلة عشرة أيام للتشاور مع قادة التحالف في كابل بشأن لائحة أعضاء الحكومة الانتقالية، أوضحت مصادر أفغانية أن الأمم المتحدة والفصائل الأخرى رفضت الطلب. جاء ذلك في وقت توقعت فيه الأمم المتحدة إبرام اتفاق بين تلك الفصائل بحلول يوم غد.
ووصف باتشا خان دزادران ممثل ملك أفغانستان السابق تحالف الشمال بأنه العقبة الرئيسية أمام التوصل إلى اتفاق كامل مشيرا إلى أن التحالف طالب في أكثر من مرة بإعطائهم المزيد من الوقت لكن الفصائل الأخرى رفضت.
وأكد مسؤول مطلع في الأمم المتحدة رفض الكشف عن اسمه بأن المنظمة الدولية رفضت أيضا طلب تأجيل المحادثات مؤكدة أن الأمور يجب أن تحل في بون لا في كابل.
وقال موفد الجزيرة إلى بون إن الوفود وافقت على لوائح أسماء الوزراء والنواب للمرحلة الانتقالية وإن تحالف الشمال فقط يضم أحزابا وجماعات لا تتفق دائما، مشيرا إلى أن هناك اجتماعا مصغرا لرؤساء الوفود لاجتياز هذه العقبة التي ظهرت مؤخرا.
وأشار الموفد إلى أن هناك ورقة للأمم المتحدة وافق عليها وفد قبرص ووفد بيشاور المقرب من باكستان ووفد الملك وتبقى موافقة تحالف الشمال الذي ينتظر موافقة رباني في كابل