كيف تربح مليون ؟؟؟

[ناصر القرآن]

الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين ، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .
إخوة الإيمان والعقيدة ... شاع في الأونة الأخيرة في المجتمعات المسلمة عبر القنوات الفضائية وكثرت في شهر رمضان عبر الجرائد والمجلات ظاهرة تسويقية سمَّها أحد الكتَّاب بـ ( اقتصاد اليانصيب ) كانت بدايتها من خلال تقديم شركة أو شركتين جوائز للمتسوقين ، وسرعان ما تدرج الأمر وتطَّور وانتشرت هذه الظاهرة ، وأصبحت تُشكِّل حالة من الهوس عند الناس خاصة بعد أن استغلتها مهرجانات التسوق وبعض المؤسسات الاقتصادي وبعض الشركات التجارية للترويج .
تحولت هذه الظاهرة مع مرور الأيام إلى نوع خطير من التلاعب بالعقول والدين والأعراف والتقاليد ، يلعبها المروجون وفق سياسة الانفتاح والعولمة على أنها نوع من أساليب الاقتصاد الجديد .. مدرسة الكسب السريع ، والتي جعلت الناس يفقدون عقولهم من كثرة التكرار ، ويتهافتون سريعًا دون وعي كبارًا وصغارًا رجالاً ونساءً إلى الأسواق والسيارات والسعادة والبهجة والحلم المفقود والوعد المنشود بالفوز الكبير الذي يُعلن عنه في كل يوم في وسائل الإعلام .
وفي هذا الشهر الفضيل كثر من مثل هذا النوع عبر الجرائد والمجلات .. مسابقات كيف تربح المليون .. وبعضها نصف مليون ، وبعضها ربع مليون .. حتى تهافت الناس كالمجانين لشراء عدد كثير من هذه الجرائد دون قراءتها المهم المشاركة في هذه المسابقة ..
وبعض القنوات الفضائية تبث مثل هذه المسابقات وهي مسابقات عبر الهاتف ، يتصل المشاهد بمقدم البرنامج ، ويتلقى الأسئلة .. على جوائز مالية ، أو وزن المشاهد ذهبًا ونحو ذلك .
وقد فُتِن الكثيرون ، وتابعوا حلقاتها ، وشاركوا في محاولة الاتصال ، وصارت هذه المسابقات مرتعًا ومكسبًا خياليًا لشركات خدمة الاتصال الدولية والقنوات الفضائية .. وحقيقتها كما قال تعالى عن فرعون وقومه  فاستخف قومه فأطاعوه  حتى شارك فيها الفقراء والبسطاء ممن يريد الثراء الفاحش دون فعل الأسباب .
وللأسف انتقلت مثل هذه المسابقات إلى المجتمعات الإسلامية وكثرت .. متى !! في شهر رمضان ، عبر الجرائد المحلية والقنوات الفضائية العربية .. تقدم سبع ملايين .. برنامج مرحبًا رمضان .. مائة ألف كل يوم ، مليون كل يوم خميس .. للمشاركة اتصل على رقم (..) تكلفة المشاركة سبع ريالات في دقيقة .
يُطلب من المشاهدين والقراء والمستمعين الاتصال برقم التليفون للإجابة على الأسئلة والفائز يكسب مائة ألف أو مليون ريال .
هل تريد أن تكون من أصحاب الملايين أو أن تربح سيارة وآلاف الدولارات ما عليك إلا أن تتصل بالرقم (..) هل تريد أن تصبح بين يوم وليلة من أصحاب النعيم ، ويطلق عليك اسم ( زعيم الفائزين ) وتكون فجأة من الأغنياء المحظوظين ؟؟ ما عليك إلا أن تتصل على رقم (..) وتجيب على ثلاثة أسئلة .
هذه الكلمات البراقة أصبحت تتكرر على مسامعنا ليلنهار ، مئات المرات ، داخل البيت والعمل ، وعبر وسائل الإعلام .. حتى وصل الأمر إلى مرحلة الإدمان .
ولك أن تتخيل هذه الإحصائية من إحدى الشركات المنظمة لمثل هذه المسابقات : عشرين مليون مكالمة ، وقد كسبت من هذه المكالمات ستمائة مليون درهم كلها من جيوب الـ 99% من الشعب البسطاء .
وقد ذكرت إحدى المجلات المحلية تقول : أكَّد كثيرون أن فاتورة الهواتف الخاصة بهم قد تخطت الـ 200 ألف دولار في شهر واحد ، نتيجة الحرص على الفوز بهذه الجوائز .
وهناك صور ومآسي على أرض الواقع .. أرأيت ذاك الرجل الوقور الذي كان يصل إلى المسجد قبل وقت الأذان .. أصبح اليوم يقف منتظرًا في طابور الأحلام فقط يدير قرص الهاتف أو يضغظ علأى أرقام الهاتف .. ولا يترك أمام التلفاز حتى يعرف إذا كان هو أحد المحظوظين أم لا .. وفجأة انتهت الصلاة .
وذاك الرجل الذي وجد في مثل هذه المسابقات فرصة لأن يكون أحد المحظوظين لكسب بمليون أو مليونين أو سيارة أو سيارتين .. أو على الأقل وزنه ذهبًا .. وإذا هو يجد نفسه غارقًا في الديون .
وتلك المرأة التي أدمنت الاتصال لعلها تفوز بالجوائز كالفائزين .. وفجأة يكتشف الزوج قيمة فاتورة الهاتف .. ويبدأ الشجار وينتهي الأمر إلى الطلاق .. وتكون نهاية الأطفال من نعيم إلى جحيم .
وهذا شاب ترك بلده وتغرب عن أهله وصبر على مشقة العمل في بلاد بعيدة براتب ضئيل بسيط .. ولكن مع تكرار الاتصالات على هذه المسابقات .. أكلت فاتورة هاتفه ما جمعه في شهور .
أيها المسلمون .. إن المتأمل لواقع ( المسابقات الهاتفية ) التي تبناها عدد من شركات الاتصالات ، لا تخلو من محاذير شرعية تُعكر متعتها ، وتُحرم جوائزها .
إن هذه المسابقات الهاتفية نوعًا جديدًا من القمار والميسر المحرم شرعًا بنص القرآن الكريم ، قال تعالى  يا أيها الذين آمنوا إنما الخمر والميسر والأنصاب والأزلام رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه لعلكم تفلحون * إنما يريد الشيطان أن يوقع بينكم والعداوة والبغضاء في الخمر والميسر ويصدكم عن ذكر الله وعن الصلاة فهل أنتم منتهون  . نعم هذه المسابقات الهاتفية نوع من الميسر المحرم .. لأنه يشترط فيه دفع مال للحصول على هذه الجوائز التي قد تحل لهم وقد لا تحصل لهم .. فهم بين غرم وغنم - أي بين رابح وخاسر - وما كان كذلك فإنه يكون من الميسر المحرم .
وأما المشاركة في مسابقات الجرائد والمجلات ما حكمها !! إن اشترى هذه الجرائد بقصد المشاركة في المسابقة فقط فهذا نوع من القمار .
وإن كان هو يشتري هذه الجرائد من قبل للقراءة والاطلاع الأخبار ، فشارك في المسابقة فارجو أن لا يكون فيه بأس .
وإن حصل على جريدة دون شراء كأن يحصل عليها في بيته أو في عمله ، فشارك في هذه المسابقات .. فارجو أن لا يكون فيه بأس إن شاء الله . هذه خلاصة الحكم في الاشتراك في المسابقات .

[قمشطيط]

السلام عليكم .
جزاك الله خيرا اخي الكريم ..
فعلا اخي فهذه المسابقات كلها حرام فهي قمار ...
بل هي نوع متطور من القمار اللذي تفنن الشيطان في تصميمه ..
واعانوه عليه من لا يعرفون الله ولا يخافونه .
شكرا على هذا التنبيه ..راجيا من العلى القدير ان يثبت قلوبنا على الايمان .

[كوكتيل]

((((( ليت قومي يعلمون )))))

بارك اله فيك .. أخونا