أخي محمد ب.
تحية لك وشكرا لاهتمامك.
ما رأيك فيما يلي:
الأول :أقول بأن هذا من إيحاء الإصرار على فصل البحرين، فورود أشطر كاملة من الكامل بثلاث من تفعيلة متْفاعلن=34 كثير جدا، وفيه ورد في الهامش التعليق على كلام الشيخ المتقدم:"يغتفر من ذلك الشطر الواحد من الرجز إذا ورد في الكامل وكان مما يمكن قراءته بما لا يبعد عن الكامل ولحنه، إذ تختلف قراءة الرجز عن قراءة الكامل." وفي التعليق اختلاف مع قول الشيخ المتقدم "بوحدة الجرس والحالة". وفي قول الشيخ الذي تسأل عنه وفي التعليق الذي يسمح بتفعيلة زيادة عما يراه الشيخ، فيهما مخالفة للواقع الشعري الذي يغري تشددهما في دحضة على اتخاذه حجة لتعميم تطابق الرجز والكامل وأنهما بحر واحد،. وإليك الأمثلة التالية التي يرد فيها البحران –إن صح التعبير، وما أراه كذلك- في بيتين متجاورين
لعنترة من معلقته
وكأنَّ رُبًّا أو كُحيلاً مُعْقداً .....حشّ الوقودَ جوانب قمقمِ
ينباعُ من ذفرى غضوبٍ جسْرةٍ زيّـافَةٍ مثل الفنيقِ المُكْدمِ
للمتنبي :
من مبلغ الأعْراب أني بعدها .....شاهدت رسطاليس والإسكندرا
322/322/322=مستفعلن مستفعلن مستفعلن(متْفاعلن)
نسقوا لنا نسق الحساب مقدَّما.........وأتى فـذلك إذْ أتيت مؤخرا
331/331/331=متَفاعلن متَفاعلن متَفاعلن
ولأبي تمام:
عرضت لنا يوم الحمى في خرَّدٍ.......كالسرب حُوِّ لثىً ولعْسِ شفاهِ
لم يـجتمع أمثالها في موطنٍ ........لولا صفاتٌ فـي كتاب الباهِ
وله:
ما زالت الأيام تخبر سائلا ........أنْ سوف تفجع جاهلا أو عاقلا
نجمان شاء الله أن لا يطلعا ............إلا ارتداد الطرف حتى يـأفلا
ج- ولأحمد شوقي:
لما جمعت الشام من أطرافه ............وافى يعزّي الشام فيك المشرق
يبكي لواءٌ من شباب أميةٍ .............يحمي حمى الحق المبين ويخفق
د-ولأبي العلاء المعري:
وهجيرةٍ كالهجر موجُ سرابها..........كالبحر ليس لمائها من طحلبِ
أوفى بها الحرباء عودَيْ منبرٍ...........للظـهر إلا أنّـه لم يـخطب
الثاني: أتفق أن ما ذكرت يستحق أن يدرس بتمعن ولكن مع تذكر قول ع.إبراهيم أنيس (14-ص344):"…ولذلك اقتصرت زحافات العروض وعلله على تسكين الحرف ولم تشر إلى تحريك الساكن أبدا، هذا إذا لم يكن الزحاف أو العلة عبارة عن حذف حرف من حروف التفعيلة، أي أن حذف الحرف جائز أو ممكن، أما تحريكه بعد أن كان ساكنا فغير ممكن في موسيقى الشعر العربي."
الأول: أرى أن قول ع أنيس صحيح فيما يخص السبب الواقع بين وتدين (323)، المتبوع بسبب بعدهما وتد في (322) أو في آخر الشطر ، ولنتفق أن استعمال الأرقام يسهل دراسة مواضيع العروض. وأن ما يصلح من ذلك في الذوق (في غير الكامل والوافر) نسميه شبيه البحر أو الموزون.
---
http://www.werith.com/vb/forumdisplay.php?forumid=20
وأضيف هنا:
وفي الترجرج بين الكامل والرجز من جهة والهزج ومجزوء الوافر من جهة أخرى ما لا يخفى عليك، حتى أنهم قالوا إن كانت قصيدة بكاملها من مستفعلن = متْفاعلن المضمرة، أو مفاعيلن = مفاعلْـتُنْ المعصوبة ووردت تفعيلة واحدة في أي منهما غير مضمرة ولا معصوبة عدت الأولى من الكامل والثانية من الرجز وإلا كانتا على التوالي من الرجز والهزج، وزحافات الرجز في هذه القصيدة كلها وإن ثقلت لها في الكامل نظير، الخبن = الوقص، والطي = الخزل.
ولرأيك في هذا المقام السبق ومنكم نستفيد.