لاشك ان الوحدة هي مطلب كل فرد وكل مجتمع ... فهي تمثل الأمان للأفراد والمجتمعات ... والوحدة رغم سهولة نطقها إلا ان تنفيذها اصبح شبه مستحيل في ايامنا هذه ... حيث لكل همومه واهدافه واطماعه .
فما بين داع للوحدة الوطنية ومطالب بالوحدة القومية و ساع للوحدة الدينية ... ضاعت وتشتت آمال المسلمين والعرب بالوحدة .. حيث ان الوحدة الوطنية لايمكن ان تتم وخصوصا في الدول التي تختلف فيها الديانات والطوائف والقبائل وغيرها من الاحزاب والتكتلات وكذلك الحال بالنسبة للوحدة القومية التي لاتختلف همومها عن هموم الوحدة الوطنية اما بالنسبة للوحدة الإسلامية فقد اصبح من الصعب تطبيقها في ظل الوضع المأساوي الذي تعيشه من ذل وهوان وانشاقاقات وتجمعات وتكتلات واحزاب يفتك بعضها ببعض .
ولو تأملنا في تاريخ البشرية منذ نشأة الخلق الى يومنا هذا لوجدنا ان الوحدة لم تتحق على الوجه الأكمل والأصح والأفضل الا في العصور التي سادها الاسلام الصحيح حيث جمع الاسلام بين جميع البشر على اختلاف لغاتهم وجنسياتهم وألوانهم ... وقد أصبحوا قوة لاتقهر بفضل الوحدة التي جمعها بهم الدين الاسلامي الحنيف ... قال تعالى (واذكروا نعمت الله عليكم إذ كنتم اعداءا فألف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته إخوانا ) آل عمران - 103 - .
فهل هناك أمل بعودة ذلك العصر الذهبي لوحدة بني البشر .
