مجلة الخيمة حوار الخيمة دليل المواقع نخبة المواقع Muslim Tents
التسكين المجاني التسكين المدفوع سجلات الزوار بطاقات الخيمة للإعلان في الخيمة
الأسئلة الشائعة قائمة الأعضاء التقويم البحث مواضيع اليوم جعل جميع المنتديات مقروءة

العودة   أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية > القسم الثقافي > خيمة الثقافة والأدب
اسم المستخدم
كلمة المرور

المشاركة في الموضوع
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
  #1  
قديم 10-04-2002, 01:33 PM
بوفاتح بوفاتح غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Oct 2001
المشاركات: 46
إفتراضي قصة قصيرة- الرقص مع الكلاب-

الرقص مع الكلاب
- لسنا بحاجة الى عمال خلال هذه الفترة
- ومتى أعود إليكم؟
- سننشر إعلانا في الجرائد
لقد تعود على هذه المواقف المتكررة وأحيانا يخيل له بأن نفس الشخص يستقبله في كل الأماكن ويعطيه نفس الإجابة ، هل البطالة قدرة المحتوم ؟ ومتى تأتي فرصة العمر؟
عاد الى حديقة الثورة التي يدل كل شيء فيها على الإستسلام ، المقاعد عرجاء والأزهاربدون روائح والأشجار مكسوة بالغبار وإزدادت إنحناءا وكأنها ترغب في تقديم إستقالتها لهذه الطبيعة الجاحدة ، النافورة أضحت مياه راكدة يغطي سطحها الأوراق اليابسة وأعقاب السجائر حتى الحمامات التي بقيت تعد على الأصابع ولفرط سكونها يخيل للمرء بأنها تماثيل صغيرة ،
ليست لهذا المكان من ميزة سوى توسطه المدينة ، هنا يلتقي البطالين والمتقاعدين والمشردين ،
الكل ينتهي الى اللاشيء من عملوا طوال حياتهم ومن لم يعملوا يوما واحدا ، الجميع يحدقون في السماء وينتظرون الغيث
- محمود ، محمود
إنتبه الى مصدر الصوت ، وإذ به يلمح صديقه سمير
- أهلا ، أين أنت ؟
- بخير بحثت عنك في الحي ولم أجدك وسرعان ما تذكرت بأنك تدمن الجلوس في هذه الحديقة
- مرحبا هل من جديد؟
- نعم ، هناك الجديد ، لديك فرصة عمل في التليفزيون .
- يبدو أنها هذه هي فرصة العمر .
- هيا ، لا تضيع وقتي ، إصعد معي ، وسأخدك الى المكلف بالتوظيف .
قفز محمود في السيارة وهو لا يصدق ما يحدث له إنه منعطف تاريخي كبير بحياته وكل المعطيات تبشر بخير وفير .
جلس في قاعة الإنتظار ، وبعد لحظات دخلت فتاة شبه عارية تمشي بطريقة إستعراضية .
- هل أنت معني بالتوظيفات الجديدة ؟ سألته الفتاة
- لا أدري ، ربما سأكون محظوظ اليوم .
تأمل محمود الفتاة مليا، تبدو وكأنها خرجت لتوها من الفضائية اللبنانية ، فكل شيء فيها إصطناعي وتساءل عن حظوظه في التوظيف مع هذه الحسناء التي لن تصمد أمامها أي لجنة توظيف ، وحتى وإن كانت هناك وظائف شاغرة فلا مجال للمقارنة بين إمكانياتها البارزة ومؤهلاته العلمية
بعد دقائق خرج المكلف بالتوظيف من مكتبه ، في حين كانت القاعة تضم كوكبة من المترشحين والمترشحات.
- لقد وصل الجميع يا سيدي . قالت السكرتيرة
- هذه المجموعة تدخل في إطار توظيف خاص وإستعجالي ، خديهم الى الطابق الثالث وبالضبط الى مكتب العمليات الخاصة .
- تفضلوا معي ، من هنا أيتها السيدات و أيهاالسادة .
طقوس الإستقبال متميزة والأمر يوحي بجدية التوظيف ومدى حساسيةالمرحلة وربما للأمر علاقة بالخطاب الأخير للرئيس والذي أكد فيه علىضرورة تسليم المشعل للشباب
أروقة المبنى تعج بالصحافيين والتقنيين وكل المظاهر تدل على النشاط والحيوية ، لو كلف كل واحد بحصة لفاض التليفزيون وغرق فيه المشاهدين ، ولكن يبدو أن هناك أيادي سحرية تتعمد تكريس الرداءة وإلا بماذا يفسر نجاح كل من عملوا في القنوات الأجنبية ؟
كل هذه التساؤلات دارت في ذهنه وهو ينتقل من طابق لآخر ، بعد لحظات وجدت المجموعة نفسها أمام مكتب فخم يطل منه رجل أصلع قصير ، لقد إجتمعت كل الصفات التي تجعل المرء يقتنع بأنه أقحم إقحاما في هذا المنصب
نهض ناقص الأوصاف من مكانه وتوسط المرشحين .
- أيتها السيدات والسادة ، نشكركم على حضوركم ، نظرا لمتطلبات العمل التليفزيوني والأهمية القصوى التي توليها إدارة الإنتاج للحصص الفنية و وفاءا لتراثنا الكبير قررنا إنشاء فرقة رقص شعبي تؤدي كافة الطبوع وعليه أنتم ستكونون النواة الأولى لهذه الفرقة وحقيقة لا أشك في قدرتكم على الرقص وتشريف الوطن.
الإستغراب ظهر على كافة الوجوه ولكن سرعان ما إبتسمت الفتيات وساد نوع من العبوس وجوه الرجال ، تأثر محمود كثيرا بهذا العرض وكاد يغرق في البكاء والضحك في آن واحد
أيعقل أن تكون هذه فرصة العمر ؟ بعد سنوات من البطالة يتحول الى راقص طبوع شعبية
سيكون مفخرة العائلة والحي وهو يرقص ويتمايل وراء كل من هب ودب ، يا لها من مهزلة ؟
- أيتها السيدات ، أيها السادة ، لا تستغربوا الرقص ليس عيب إنه فن راقي يعبر عن أصالة المجتمع ، هناك لجنة فنية خاصة متكونة من خيرة راقصي وراقصات هذا الوطن ، سوف تدرس إمكانيات كل مترشح وتحدد القائمة النهائية وأعلمكم مسبقا بأن الفائزون سوف يستفيدون من دورة تدريبية خاصة في مصر برعاية الراقصة العالمية الفنانة نجوى فؤاد ، التي بالرغم من برنامجها المكثف إلا أنها أصرت على المساهمة وهذا من أجل ترقية الأخوة والتعاون العربي وحتى وإن إعتذرت في آخر لحظة سيتم تعويضها بالفنانة فيفي عبده ، أقولها وأكررها
إنها فرصة العمر وأتمنى أن لا تضيع منكم
إنتفض محمود عندما نفذ صبره
- الأمر معقول ربما للفتيات ولكن ماذا عن الرجال؟
- وما المانع ، الفن لا يعرف حدود ، نحن في عصر العولمة وأنت ما زلت تفرق بين الجنسين ، لا تنسى بأنك بطال
- أنا أستغني على هذه الوظيفة الملعونة ، أنتم ترقصون على جراحنا ومآسينا ، أنت نموذج للرداءة الشاملة .
- نعم هو على صواب ، أنتم لا تعرفون معنى الرجولة ولا تعرفون معنى الشرف تستغلون مأساتنا، تبا لكم أنتم وباء مسلط على هذه البلاد ، وهل إيجاد هوية للتليفزيون مرتبط بالضرروة بهز البطن؟
خرج أغلبية المترشحين ولم يبق سوى شبه رجل وأربع فتيات ، وقف ناقص الأوصاف بمحاذاة صورة الرئيس وإبتسم قائلا :
- لقد أحسنتم الإختيار ، بإنسحاب هؤلاء الأوباش سوف تزداد حظوظكم ، إن هذه الذهنيات المتخلفة هي سبب الأزمة التي نعيشها ، إنهم يقفون كحاجز منيع أمام تطوير العلاقات الأورومتوسطية والحوار مع المجموعة الأوربية
- ومتى يبدأ الرقص سيدي ، سألت إحداهن بطريقة إغرائية .
تأملها بأعين الذئاب من شعرها الى أخمص قدميها .
- إجلسي هنا أيها الموهبة الشقراء ، وأنتم إنتظروا في الخارج .
إقترب الأصلع من الشقراء
- والآن سيبدأ الحوار الثنائي
عاد محمود الى حديقته المفضلة ، قطف زهرة ذابلة وأخد يداعب حمامة مهملة ، مر بالقرب منه موكب عرس حيث إختلط الغناء بالرقص ، أراد أن يخبرهم بوجود فرص عمل جديدة ولكنه فضل البقاء في مكانه ، فهو مقتنع بأن الراقصون الحقيقيون لن يجدوا صعوبة في إيجاد البديل
__________________
ليست العظمة في أن لا تسقط ، ولكن العظمة في أن تسقط وتنهض من جديد.
الرد مع إقتباس
المشاركة في الموضوع


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع
بحث في هذا الموضوع:

بحث متقدم
طريقة العرض

قوانين المشاركة
لا بإمكانك إضافة موضوع جديد
لا بإمكانك إضافة مشاركات جديدة
لا بإمكانك إضافة مرفقات
لا بإمكانك تعديل مشاركاتك

كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

حوار الخيمة العربية 2005 م