مجلة الخيمة حوار الخيمة دليل المواقع نخبة المواقع Muslim Tents
التسكين المجاني التسكين المدفوع سجلات الزوار بطاقات الخيمة للإعلان في الخيمة
الأسئلة الشائعة قائمة الأعضاء التقويم البحث مواضيع اليوم جعل جميع المنتديات مقروءة

العودة   أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية > القسم الإسلامي > الخيمة الإسلامية
اسم المستخدم
كلمة المرور

 
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
  #1  
قديم 01-10-2002, 10:47 PM
rmadi41 rmadi41 غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Sep 2002
المشاركات: 161
إرسال رسالة عبر بريد الياهو إلى rmadi41
إفتراضي مقال الدكتور علي التواتي (من جريدة عكاظ يوم الخميس)

شومسكي ولويس

نعوم شومسكي عالم أمريكي في اللغويات ومفكر حر ذو رؤيا خاصة متفردة لرسالة بلاده الحضارية ودورها السياسي على مسرح السياسة العالمية، وبرنارد لويس مؤرخ أمريكي ومستشرق يشكل مع عدد كبير من المفكرين الغربيين جلهم من طلابه ومن زملائه مدرسة فكرية ذات طبيعة خاصة، وبعبارة أخرى يمكن القول أن شومسكي هو نسيج وحده ويمثل نفسه فقط في حين أن لويس يمثل تياراً إمبريالياً قديماً متطرفاً يهدأ حيناً ويندفع بقوة عاتية أحياناً، ولا توجد صفة مشتركة بين الرجلين سوى أنهما يعودان في جذورهما الأسرية إلى عائلات يهودية، ويشتركان في استخدام نفس الأدوات وأساليب التحليل التاريخية لأن علوم اللغويات ذات الطبيعة التاريخية تستلزم استخدام تقنيات وأساليب التحليل التاريخية في مناهجها، وفيما عدا ذلك فإن كافة نقاط المقارنة الأخرى بين المفكرين هي في الحقيقة نقاط اختلاف.
ولقد كانت المرة الأولى والأخيرة التي قابلت فيها شومسكي سنة 1981م عندما دعته جامعة سيراكيوز/ نيويورك ليحاضر عن قوى الرفض العربية والإسرائيلية التي كانت تلعب فيما بينها لعبة القط والفأر بإيعاز من قطبي الحرب الباردة المهيمنين في ذلك الوقت وذلك برفض كل طرف منهما للطروحات السلمية التي يبادر بها الطرف الآخر أو غيرهما من الأطراف ذات العلاقة، وأذكر أن الضجيج في تلك المحاضرة أخذ يتعالى حتى تحولت القاعة إلى ما يشبه سوق الحراج أو جلسة من جلسات مجلس العموم البريطاني، وذلك بسبب تواجد مجموعة من الأشخاص الذين توزعوا في أرجاء القاعة وكانوا يتبادلون الأحاديث والمناقشات فيما بينهم ويعلقون على المحاضر أثناء حديثه بصوت عال وقهقهات تفتقر إلى أدنى درجات اللياقة والتهذيب، واستمر موقف تلك المجموعة العدائي من المحاضر حتى خلال فترة المناقشة عقب انتهاء المحاضرة حيث استولوا على الوقت المخصص لها ولم يسمحوا لأحد من الحاضرين بالمشاركة مما أضطر منسق المحاضرة لإيقاف تلك المهزلة ليغادر المحاضر القاعة تحت الحراسة مثلما أتى وتلك المجموعة تشيعه بعبارات الاستفزاز والإهانة والاتهامات بالخيانة واستجداء نقود العرب لأنه كان يحمل القوى الأمريكية والإسرائيلية المسؤولية الكبرى في إجهاض مبادرات السلام العربية والفلسطينية الواحدة تلو الأخرى، ورغم ذلك لم أتعاطف مع الرجل ذلك اليوم من منطلق أنه يهودي والمجموعة التي كانت تشوش عليه كانت من اليهود أيضاً فبدا لي الأمر كأنما هو تقاسم متفق عليه للأدوار، ولكن ذلك لم يمنعني من الإطلاع على مقالاته إن وجدتها أمامي دون عناء حتى وقع أحد كتبه في يدي منذ عدة سنوات كنت أثناءها أنجز عملاً في العاصمة السويدية ستوكهولم وكان كتاب The Chomsky Reader الذي صدر في لندن سنة 1988م وأعيدت طباعته سنة 1992م وسنة 1995م وكان عبارة عن مجموعة من المقالات المجمعة في أربعة أجزاء الأول منها مقابلة معه والثاني جمع فيه رؤاه عن مسؤوليات المثقف وموضوعية طروحاته الفكرية أما الجزء الثالث فقد تضمن رؤاه للعالم وفهمه للغة وعلاقتها بالحرية والعلاقة بين علم النفس والأيديولوجية والمساواة بين البشر من خلال تطور اللغة والذكاء الإنساني وبناء المؤسسات الاجتماعية، وتضمن الجزء الرابع دور ومسؤوليات الولايات المتحدة على المستوى العالمي من خلال تدخلها في فيتنام وأفغانستان أيام الاحتلال السوفييتي وقدم تفسيراً للتدخل الأمريكي في لاوس وكمبوديا وتفسيراً للصمت الأمريكي على اجتياح سوهارتو لتيمور الشرقية وللتدخل الأمريكي في السلفادور ونيكاراجوا وجواتيمالا وكذلك للرفض الإسرائيلي لمشروعات السلام العربية والفلسطينية وهي المحاضرة التي لم أتمكن من سماعها بسبب الضجيج سنة 1981م.
ولقد كان شومسكي منصفاً وواضحاً في فهمه للأحداث بل أنه عرى الدور المشئوم الذي كان يلعبه مخططو البنتاجون أو من اسماهم أولاد الغرفة الخلفية Backroom Boys في تصعيد الحرب الفيتنامية وإرهاب المدنيين بالقصف الذي كان يحصد من الشعب الفيتنامي ألف قتيل مدني كل أسبوع، وتوسيع نطاق الحرب إلى دول أخرى بهدف جمع أوراق مساومة قوية بأي ثمن في سبيل توفير الظروف المناسبة لفرض الهيمنة الأمريكية الكاملة على مقدرات العالم والتحكم الكامل بمصائر الشعوب.
لقد تعلمت من كتاب شومسكي الذي لم يتمكن من نشر طبعته الأولى في بلاده أن التعامل مع المفكرين يجب أن يبنى على أسس متينة من الموضوعية في الفهم والتحليل مع انفتاح فكري كامل دون التقيد بمواقف مسبقة أو التمسك بمسلمات جدلية غير قابلة للمراجعة والتعديل.
لقد كنت أشعر بخجل شديد وأنا أقلب صفحات كتاب شومسكي لأنني كنت مشبعاً حين رأيته لأول مرة سنة 1981م بفكر المؤامرة الذي كنت محشواً به في تلك السن المبكرة مثل كثيرين غيري من أبناء جيلي حشواً حجب عنا نعمة الانفتاح على المفكرين الأحرار بغض النظر عن جذورهم العقائدية أو مواقعهم الإقليمية أو سلالاتهم العرقية وبغض النظر أيضاً عن نقاط الالتقاء والاختلاف معهم في القناعات والثقافة وطريقة التفكير.
وها نحن اليوم في قاع ضعفنا نتلفت يميناً وشمالاً علّنا نجد من يمد لنا يده بالمساعدة أو بكلمة حق على الأقل تخفف عنا وطأة الهجمة المضادة الشرسة على فعل طائفة منا لم تحسب للعواقب حساباً ولم تعد للأمر عدته فلا نجد سوى عدد محدود من المفكرين والسياسيين الأحرار في مقدمتهم شومسكي الذي أصدر كتابه الشهير 9/11 وأتبعه ببيان البراءة من ممارسات الإدارة الأمريكية الحالية وليقول لقومه بكل قوة ووضوح هذا ما جنيتموه أنتم على أنفسكم بإلباسكم الحق بالباطل، تساندون احتلال بلادهم، وتقسموها، وتدمروها، وتستولوا على خيراتها، وتقتلوا أهلها، وتذلوهم، وتفشلون كافة مبادراتهم السلمية، بل وتصمّون آذانكم حتى عن سماع صرخات استغاثتهم وأنين جراحهم ولا تتوقعون بعد كل هذا أن ينتصفوا لأنفسهم.
ويخطئ من يتصور أن اتخاذ رجل في خريف العمر مثل شومسكي مواقف على هذا القدر من المصداقية والثبات من منطلق حرية الرأي والتعبير أمر سهل في الغرب هذه الأيام لأن التيار الجارف هو تيار تصعب مواجهته فهو يضم في صفوفه غالبية القوى السياسية والعسكرية والاجتماعية القائدة التي ترفع من الانتقام شعاراً وتدق للحرب طبولاً ولا تتورع عن أي فعل أو تبرير أي جريمة في سبيل استغلال الفرصة التاريخية السانحة في حسم معركتها الطويلة مع الإسلام والمسلمين أو مع الحضارة العربية بكل مسلماتها على وجه التحديد.
وهاهو المؤرخ والمستشرق الشهير برنارد لويس الذي يلقبه الغربيون بـ(عراب الحضارة الإسلامية) لكثرة ما كتب عنها يقود حملة الكراهية ضد العرب والمسلمين في كتابه (الرد) وفي مقابلاته التلفزيونية والصحفية ويتهمهم بالجهل والحقد على الغرب بسبب تفوقه عليهم حضارياً بل أنه يبرر احتلال إسرائيل للضفة والقطاع وينفي مسؤولية الإحتلال الإسرائيلي عن فرض التخلف على الفلسطينيين وتدمير مدنهم بل أنه لا يتورع عن تحميل الضحايا تلك المسؤولية بسبب مقاومتهم للاحتلال أو ما يسميه (الإرهاب)، ويزيد على ذلك بتحريض الإسرائيليين، من خلال حوار مطول له مع أحد محرري مجلة (الأسبوع اليهودي) على عدم مد يد السلام للفلسطينيين قبل سحقهم وهزيمتهم هزيمة كاملة، ويلوم الإسرائيليين على الانسحاب من جنوب لبنان ويلوم الأمريكيين على الانسحاب من الصومال ولبنان وغيرها من مواقع الاحتكاك، ويرى أن تلك الانسحابات جرأت الفلسطينيين وبن لادن والعراق على الإسرائيليين والأمريكيين، كما يحرض كافة القوى الغربية على المملكة العربية السعودية وعلى حقها في تملك حقولها النفطية، ويرى أن النفط العربي الذي وقع تحت أيدي قادتها هو أساس كل الشرور، لأنه مكن من أسماهم بالوهابيين المتطرفين من نشر نسختهم المعادية للحضارة الغربية من الإسلام من خلال شبكة من المدارس والمعاهد والجامعات في كافة أنحاء العالم، وزاد على ذلك بتشبيه من أسماهم بالوهابيين بجماعة (كو كس كلان) العنصرية المتطرفة في تكساس، وتساءل في معرض المقارنة عما كان سيحدث لو تمكنت تلك الجماعة الشاذة من الوصول إلى السلطة في تكساس والاستيلاء على عوائد النفط فيها، ولذلك يرى أنه لولا عوائد النفط لظلت الوهابية حركة هامشية في دولة هامشية، ولقد كان هذا التشبيه بمثابة الصدمة لمذيع شبكة سي بي سي التلفزيونية الذي كان يحاوره في مقابلة أشرت لها في مقالة الأسبوع الماضي فأكد عليه: هل تعتقد أن المقارنة هنا عادلة؟ فأصر على موقفه حتى يؤكد أنها لم تكن زلة لسان ..
وأثناء كتابتي لهذه المقالة أضاف الكاتب بلال الحسن إلى معلوماتي من خلال مقالة له في جريدة الشرق الأوسط نشرت يوم الاثنين الماضي تحت عنوان (حتى المؤرخ لويس يحرض على الحرب) أن لويس حضر اجتماع الرئيس جورج بوش مع كبار مستشاريه في كامب ديفد بعد مضي أربعة أيام على هجمات 11 أيلول لمناقشة الحرب القادمة وتساءل الكاتب عن الصفة التي حضر فيها لويس الاجتماع، وأضاف بأن لويس حضر اجتماعاً آخر في شهر 11/ 2001م أثناء سير معركة أفغانستان وأن علاقته الجديدة بالبيت الأبيض تمت من خلال صديقه نائب الرئيس ديك شيني ..
وقبل الختام لا بد من الاستدراك بأن هذا الاستعراض لبعض أفكار شومسكي ولويس اقتصر على موقفيهما من قضايانا بهدف التفريق بين المفكر الحر الذي يحاول تشكيل تيار إنساني يساعد في توجيه قوة بلاده نحو خير البشر والتخفيف من معاناتهم وبين العدو الحاقد المحرض الذي تمكن من التغلغل في عمق دهاليز صنع القرار الأمريكي لاستغلال الفرصة التاريخية السانحة لتدمير ما يمكن تدميره من مقدرات الشعوب المستضعفة لإشباع حاجات دنيئة في نفسه المريضة ..
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــ
د. علي بن حسن التواتي/ altawati@hotmail.com
__________________
ان حظي كدقيق فوق شوك نثروه
ثم قالوا لحفاة يوم ريح اجمعوه
صعب الأمر عليهم قال قوم اتركوه
ان من أشقاه ربي كيف أنتم تسعدوه
 


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع
بحث في هذا الموضوع:

بحث متقدم
طريقة العرض

قوانين المشاركة
لا بإمكانك إضافة موضوع جديد
لا بإمكانك إضافة مشاركات جديدة
لا بإمكانك إضافة مرفقات
لا بإمكانك تعديل مشاركاتك

كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

حوار الخيمة العربية 2005 م