مجلة الخيمة حوار الخيمة دليل المواقع نخبة المواقع Muslim Tents
التسكين المجاني التسكين المدفوع سجلات الزوار بطاقات الخيمة للإعلان في الخيمة
الأسئلة الشائعة قائمة الأعضاء التقويم البحث مواضيع اليوم جعل جميع المنتديات مقروءة

العودة   أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية > القسم الإسلامي > الخيمة الإسلامية
اسم المستخدم
كلمة المرور

 
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
  #1  
قديم 09-10-2002, 08:07 AM
جبير جبير غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Oct 2002
المشاركات: 5
إفتراضي أول ليلة في القبر(الجزء الاول)

أول ليلة في القبر
عائض بن عبد الله القرنـــي

الحمد لله رب العالمين.

( الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَجَعَلَ الظُّلُمَاتِ وَالنُّورَ ثُمَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ يَعْدِلُونَ).

( الْحَمْدُ لِلَّهِ فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ جَاعِلِ الْمَلائِكَةِ رُسُلاً أُولِي أَجْنِحَةٍ مَثْنَى وَثُلاثَ وَرُبَاعَ يَزِيدُ فِي الْخَلْقِ مَا يَشَاءُ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ).

أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، بعثه ربه هاديا ومبشرا ونذيرا، وداعيا إلى الله بأذنه وسراجا منيرا. بلغ الرسالة وأدى الأمانة ونصح الأمة وجاهد في الله حتى أتاه اليقين. صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا.

فارقت موضع مرقدي ........ يومـاً ففارقني السكون

القبــر أول لليـلـة ............ بالله قـل لـي ما يكون

ليلتان اثنتان، يجعلهما كل مسلم في مخيلته؛

ليلة وهو في بيته مع أطفاله، وأهله، منعماً سعيداً، في عيش رغيد، وفي عافية وصحة، يضاحك أطفاله ويضاحكونه.

والليلة التي تليها مباشرة، ليلة أتاه الموت، فوضع في القبر. أي ليلتين.

ليلة ثانية وضع في القبر لأول مرة وذلك الشاعر العربي يقول:

فارقت موضع مرقدي ......... يوماً ففارقني السكون

يقول: انتقلت من مكان إلى مكان، وذهبت من موضع نومي في بيتي على بيت آخر فما أتاني النوم.

فبالله كيف تكون الليل الأولى في القبر!!

يوم يوضع الإنسان فريدا وحيدا مملقا إلا من العمل، لا زوج، ولا أطفال، ولا أنيس.

( ثم رُدّوا إلى الله مولاهم الحق ألا له الحكم وهو أسرع الحاسبين).

أولُ ليلةٍ في القبر بكاء منها العلماء، وشكاء منها الحكماء، ورثاء إليها الشعراء، وصنفت فيها المصنفات. أولُ ليلةٍ في القبر.

أتي بأحد الصالحين وهو في سكرات الموت، لدغته حية، وكان في سفر، فنسي أن يودع أمه، وأباه، وأطفاله، وإخوانه، فقال قصيدة، يلفظها مع أنفاسه، هي أم المراثي العربية في الشعر العربي، يقول وهو يزحف إلى القبر:

فلله درّي يوم أترك طائعـا ً.............. بنيّ بأعلى الرقمتين وداريا

يقولون لا تبعد وهم يدفنوني ..... وأين مكان البعد إلا مكانيا

يقول: كيف أفارق أطفالي في هذه اللحظة، لماذا لا أستأذن أبوي؟ أهكذا تختلس الحياة؟ أهكذا تذهب؟ أهكذا أفقد كل ممتلكاتي ومقدراتي في لحظة؟

ويقول عن نفسه:

يقول أصحابي والذين يتولون دفني: لا تبعد، أي لا أبعدك الله.

وأين مكان البعد إلا هذا المكان ؟

وأين الوحشة إلا هذا المنقلب؟

وأين المكان المظلم إلا هذا المكان ؟

فهل تصور متصور ذلك؟

( حتى إذا جاء أحدهم الموت قال رب أرجعون * لعلي أعمل صالحاً فيما تركت كلا إنها كلمة هو قائلها ومن ورائهم برزخ إلى يوم يبعثون) .

كلا.. الآن تراجع حسابك، الآن تتوب، الآن تنتهي عن المعاصي:

يا مدبراً عن المساجد ما عرفت الصلاة.

يا معرضاً عن القرآن.

يا منتهكاً لحدود الله.

يا ناشئا في معاصي الله.

يا مقتحما لأسوار حرمها الله.

آلآن تتوب، أين أنت قبل ذلك؟!.

أول ليلة في القبر:

قال مؤرّخ الإسلام:

مات الحسن بن الحسن، من أولاد علي بن أبي طالب – رضي الله عنه وأرضاه – كانت عنده زوجة وأطفال، وكان في الشباب، والموت لا يستأذن شاباً، ولا غنياً، ولا فقيرا، ولا ملكاً، ولا وزيراً، ولا سلطاناً.

الموت يقسم الظهور، ويخرج الناس من الدور، وينزلهم من القصور، ويسكنهم القبور بلا استئذان.

الحسن بن الحسن مات فجأة، فنقلوه إلى المقبرة، فوجدت عليه امرأته، وحزنت حزناً لا يعلمه إلا الله، فأخذت أطفالها، وضربت خيمة حول القبر– وهذا ليس من عمل الإسلام، ولولا ان مؤرخ الإسلام ذكروه ما ذكرته.

ضربت خيمة حول القبر وأقسمت بالله لتبكين هي وأطفالها على زوجها سنة كاملة. هلع عظيم، وحزن بائس، وبقيت تبكي، فلما وفت سنة، أخذت أطناب الخيمة وحملتها، وأخذت أطفالها في الليل، فسمعت هاتفاً يقول: هل وجدوا ما فقدوا؟

فردّ عليه آخر قائلاً: لا بل يئسوا فانقلبوا.

ما وجدوا ما فقدوا، ما وجدوا ضيعتهم ولا وديعتهم.

كنزٌ بحلوان عند الله نطلبه....... خير الودائع من خير المؤدّين

(قال لا بل يئسوا فانقلبوا)

ما كلمهم من القبر، ولا خرج إليهم ولو في ليلة واحدة، ما قبّل أطفاله، ولا رأى فتاته، لا.

ولذلك هذه أول ليلة، ولكن هناك ليالٍ أخرى إذا أحسن العمل:

قال الله –جل الله-: (والذين آمنوا واتبعتهم ذريتهم بإيمان ألحقنا بهم ذريتهم وما ألتناهم من عملهم من شيء كل امرئ بما كسب رهين) .

لقد ودّعنا منذ شهر شابين، وقع لهما حادث انقلاب سيارة، وكان عزاؤنا أنهما من الشباب الصالح المستقيم على أمر الله تعالى؛ أما أحدهما فقد كان صاحباً للقرآن، وكان القرآن صاحبه، والرسول عليه الصلاة والسلام يقول: ((اقرؤوا القرآن فإنه يأتي يوم القيامة شفيعاً لأصحابه)).

هذا الشاب كان يختم القرآن كل سبعة أيام.

وقالت أمه وأبوه: إنه كان يقوم الليل لله رب العالمين.

ولذلك خفّت المصيبة، لأنه قدم على قبر هو روضة من رياض الجنة، - إن شاء الله تعالى -.

وأما الثاني: فقد كان مستقيماً على أمر الله، لا يعرف إلا السجود، والمصحف، والرفقة الصالحة :

(ثم ردوا إلى الله مولاهم الحق ألا له الحكم وهو أسرع الحاسبين).



أتى أبو العتاهية يقول لسلطان من السلاطين، غرته قصوره، وما تذكّر أول ليلة ينزل فيها القبر، ونحن نقول لكل عظيم، وكل متكبّر، وكل متجبّر: أما تذكرت أول ليلة!!

هذا السلطان بني قصوراً عظيمة في بغداد، فدخل عليه أبو العتاهية يهنئه على تلك القصور فقال له:

عش ما بدا لك سالماً ........ في ظل شاهقة القصور

عش ما بدا لك، ألف سنة، عش مليون سنة سالماً معافا مشافى.

يجري عليك بما أردت ....... مع الغـدو مع البكـور

ما تريد من طعام وما تريد من شراب هو عندك، أسمع ماذ يقول:

فإذا النفوس تغرغرت ........ بزفير حشرجة الصدور

فهنـاك تعلـم موقنـاً ......... ما كنت إلا فـي غرور

فبكى السلطان حتى أغمي عليه. (فهنالك تعلم موقنا ما كنت إلا في غرور).

****
 


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع
بحث في هذا الموضوع:

بحث متقدم
طريقة العرض

قوانين المشاركة
لا بإمكانك إضافة موضوع جديد
لا بإمكانك إضافة مشاركات جديدة
لا بإمكانك إضافة مرفقات
لا بإمكانك تعديل مشاركاتك

كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

حوار الخيمة العربية 2005 م