واعلنت اعتزالي عن اي جدال لا يحترم كاتبه
نعم ففي معاركنا اللأدبية(الشوارعية) نحن نجني على انفسنا قبل الأخرين ونجعل مننا اضحوكة من قبل الغير وعليه اوضح انسحابي من اي معركة مهما قيل فيّ من كلام فمن الأن لن ادخل في جدال وجزى الله خيرا ذلك العضوا الذي كان لنصيحته الأثر في تغيير منهجيتي حيال المشاركات...... وعليه اوضح ما يلي
[كل ابن آدم خطاء وخير الخطائين التوابون]، وقد خلقنا الله تبارك وتعالى ويعلم أننا نخطئ ولكن الله عز وجل أراد منا عند الخطيئة أن نتوب، وأن نرجع، وأن نستغفر، وهذا يحبه الله تبارك وتعالى، وهو يحب العذر من عباده، وعلى كل حال، فالناس أو الإنس والجن بحسب الخطيئة على أصناف.
الصنف الأول: هم أهل الإحسان، وهؤلاء الذين يقعون باللمم ولكنهم يذكرون الله تبارك وتعالى، ويستغفرون ويسرعون بالعودة إلى الله عز وجل كما قال سبحانه وتعالى: {خذ العفو وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين وإما ينزعنك من الشيطان نزغ فاستعذ بالله إنه سميع عليم إن الذين اتقوا إذا مسهم طائف من الشيطان تذكروا فإذا هم مبصرون} (الأعراف:199- 201).
الصنف الثاني: وهم المتمادون السادرون اللاهون، وهؤلاء مذمومون في كتاب الله تبارك وتعالى، كما قال جل وعلا: {إن الذين اتقوا إذا مسهم طائف من الشيطان تذكروا فإذا هم مبصرون} (الأعراف:201).
هؤلاء هم أهل الإحسان.
قال: {وإخوانهم يمدونهم في الغي ثم لا يقصرون} (الأعراف:202).
{وإخوانهم} إخوان الشياطين {يمدونهم} يعني يمدهم الشياطين {في الغي}، يسترسلون معهم، كلما دعاه الشيطان إلى فساد يطيعه ويسير معه {ثم لا يقصرون} يعني لا يقطعون خط المعصية، ويعودون إلى الله تبارك وتعالى، وإنما يتمادون وهؤلاء المتمادون هم على شفا هلكة، إن لم تدركهم رحمة الله تبارك وتعالى، بالتوبة قبل الموت، فقد هلكوا، وقد يصلون إلى الله تبارك وتعالى تقعدهم وتلزمهم النار أحقاباً وأحقاباً، فإن كانوا من أهل لا إله إلا الله خرجوا من النار، ونفعتهم لا إله إلا الله يوماً من عمرهم، وأما إن كانوا من غير ذلك، فهم مخلدون في النار عياذاً بالله، ولذلك قال سبحانه وتعالى: {إنما التوبة على الله للذين يعملون السوء بجهالة ثم يتوبون من قريب فأولئك يتوب الله عليهم وكان الله عليماً حكيماً} (النساء:17).
ولا شك أن كل فاعل للسوء جاهل، لأنه لو كان عالماً على الحقيقة لاستحى من الله ولخاف الله تبارك وتعالى {ثم يتوبون من قريب} قبل الموت، كل من تاب قبل الموت فقد تاب من قريب، كما قال صلى الله عليه وسلم: [إن الله تعالى يقبل توبة العبد ما لم يغرغر] (أخرجه أحمد (2/132) والترمذي (3537) وابن ماجة (2/1420) والحاكم (4/257) عن ابن عمر وقال الترمذي: حسن غريب وحسنه الألباني في صحيح الجامع).
ما لم تبلغ روحه الحلقوم. فالتوبة مفتوحة بابها موجود وباق، فالسادر الغافل عن طاعة الله تبارك وتعالى السائر في معاصيه يخشى عليه أن يفاجئه الموت، وهو على معصيته عياذاً بالله، ولا شك أن من مات على شيء بعث عليه، فمن مات حاجاً بعث ملبياً، ومن مات مجاهداً بعث على جهاده وفي دمه، ومن مات على سكره وفسقه وفجوره بعث على ذلك، بعث على ما مات عليه، فالحذر الحذر أن يفاجئك الموت وأنت على معصية الله تبارك وتعالى، ولذلك كان أهل البصيرة يتمسكون بالإسلام حتى يموتوا، لأنه لا يدري متى يفاجأه الموت وقد قال صلى الله عليه وسلم: [الجنة أقرب إلى أحدكم من شراك نعله، والنار مثل ذلك] (أخرجه أحمد (1/387،413) والبخاري (11/321 الفتح) عن ابن مسعود).
وذلك أن من مات على حاله بعث عليها عياذاً بالله، فمن مات وآخر كلامه لا إله إلا الله دخل الجنة، ومن مات على سكر أو زنا أو فاحشة كان كذلك أخذ بما مات عليه {كل نفس بما كسبت رهينة} (المدثر:38).
الصنف الثالث: فهو المتكبر العنيد الألد الخصم هذا يفعل المعصية، ولا يرعوي، وإذا ذكر بالله تبارك وتعالى اشمأزت نفسه، وشمخت أنفه بمعصيته، وهذا قد وصفه الله تبارك وتعالى بأخس الصفات في كتابه، ووصفه النبي بأخس الصفات كذلك.
يقول الله تبارك وتعالى: {ومن الناس من يعجبك قوله في الحياة الدنيا ويشهد الله على ما في قلبه وهو ألد الخصام وإذا تولى سعى في الأرض ليفسد فيها ويهلك الحرث والنسل والله لا يحب الفساد وإذا قيل له اتق الله أخذته العزة بالإثم فحسبه جهنم ولبئس المهاد} (البقرة:204- 206).
هذا صنف المتكبر المتعجرف الذي إذا ذكر بأنه على معصية لله تبارك وتعالى وقيل له اتق الله ودع ما أنت فيه من المعصية شمخت أنفه وأنف أن يذكر بالله تبارك وتعالى، وقد يقول للقائل له أنا أعلم بالله منك وأتقى لله منك، ومن أنت حتى تذكرني بالله، وتقول لي كذا وكذا، وقد يتكلم كلاماً طيباً في الدين ولكنه مجادل خصم لدود {ومن الناس من يعجبك قوله في الحياة الدنيا} قيل: قوله في الدنيا يعني قوله في الدين يعني يتكلم كلاماً طيباً في الدين كما هو وصف المنافقين، وصفهم الله تبارك وتعالى: {وإن يقولوا تسمع لقولهم كأنهم خشب مسندة} (المنافقون:4).
تسمع لقولهم لأنهم يقولون كلاماً حسناً كما قال تبارك وتعالى: {إذا جاءك المنافقون قالوا نشهد إنك لرسول الله} (المنافقون:1).
هذا كلام حسن شهادة حسنة، قال تبارك وتعالى: {والله يعلم إنك لرسوله والله يشهد أن المنافقين لكاذبون اتخذوا أيمانهم جنة فصدوا عن سبيل الله إنهم ساء ما كانوا يعملون} (المنافقون:1،2).
ثم وصفهم الله تبارك وتعالى: {وإن يقولوا تسمع لقولهم كأنهم خشب مسندة يحسبون كل صيحة عليهم هم العدو فاحذرهم قاتلهم الله أنى يؤفكون} (المنافقون:4).
فهذا الصنف المنافق الذي قد يتكلم في الدين بكلام حسن، ولكن قلبه مليء بالغيظ والحقد على المسلمين، ولذلك إذا ذكر بأفعاله في الفتنة وفي الكذب وفي البهتان وفي التمالؤ على أهل الإسلام، وفي التفريق بينهم إذا ذكر بهذا أخذته العزة بالإثم كما قال صلى الله عليه وسلم: [أبغض الرجال إلى الله الألد الخصم] (أخرجه أحمد (6/55،63،205) والبخاري (13/180 الفتح) ومسلم (2268) عن عائشة).
الألد: من اللدد وهي شدة الكراهية والخصومة.
الخصم: يعني كثير الخصومة وهذا كما وصف النبي المنافقين: [وإذا خاصم فجر] (مقطع من حديث أخرجه البخاري (1/89-5/107) ومسلم (58) عن عبدالله بن عمرو).
فإذا خاصمك فجر وكذب عليك وافترى عليك واستعان عليك بشهود الباطل، ولم يراع فيك إلا ولا ذمة ولم يراع أنه موقوف بين يدي الله تبارك وتعالى وسيسأله عن عمله فهذا الذي تأخذه العزة بالمعصية والإثم، وإذا ذكر بالله تبارك وتعالى لم يذكر، هو من شرار الخلق حتى وإن تكلم كلاماً حسناً لكنه عند الله تبارك وتعالى من شرار الخلق، لأنه الألد الخصم وهذه خصلة من خصال النفاق، كما قال صلى الله عليه وسلم: [أربع من كن فيه كان منافقاً خالصاً ومن كانت فيه خصلة منهن كانت فيه خصلة من النفاق حتى يدعها إذا أؤتمن خان وإذا حدث كذب وإذا عاهد غدر وإذا خاصم فجر] (المصدر السابق).
فالفاجر في خصومته، المتعدي في كل الحدود، الذي يفرح بإثمه، ويزيد فيه وإذا ذكر بالله لا يذكر، هذه خصلة من خصال النفاق، قد تكون في مؤمن، ولكنها خصلة سيئة، وقد يموت بإثمه ومعصيته، عياذاً بالله وقد يتوب من هذا.
على كل حال هذا صنف من الناس وهذا موقفهم إزاء المعصية.
الصنف الرابع: والأخير هو أخس هذه الأصناف كلها، وهو المستحل المتكبر أخو الشيطان، أخو إبليس الذي يستحل معصيته، ويرى أن ما يفعله هو الحق، وأن ما يؤمر به من الدين هو الباطل، فكم فاجر كافر ينسب إلى الإسلام، ويفعل المعاصي، فإذا ذكر بمعصيته استحلها، فيرى أنه ليس في الزنا شيء وليس في شرب الخمر شيء، وأن ترك الصلاة لا إثم فيه، فهو مستحل لما هو عليه، وأقول هذا هو أخو إبليس لأن إبليس أمر بالسجود، فلم يسجد، قال له عز وجل: {اسجد لآدم} ولكنه لم يسجد ثم لما ذكر {قال يا إبليس ما منعك أن تسجد لما خلقت بيدي أستكبرت أم كنت من العالين قال أنا خير منه} (ص:75،76).
فبرر عدم سجوده بأن السجود ينافي الحكمة، وينافي العقل، فاتهم الله تبارك وتعالى بأنه لم يأمر بمقتضى الحكمة، وأن مقتضى الحكمة ألا يسجد الفاضل للمفضول، فزعم نفسه أفضل من آدم، فكيف يسجد له ويكرمه، وهو أعلى منه وأشرف، ولم يعلم هذا المفتون، ومن على شاكلته أن أمر تبارك وتعالى هو مقتضى الحكمة لأن الله هو الحكيم سبحانه وتعالى، وأن أمر الله عز وجل يجب على الخلق أن يطيعوه سواء فهموا الحكمة منه، والمراد منه، أو لم يفهموا فلا شك أن الله تبارك وتعالى يعلم، وأنتم لا تعلمون، فكم من تابع لإبليس منسوب إلى أهل الإسلام يظن أنه من أهل الإسلام، ولكنه يأخذ الدين بعقله، فما وافق هواه فعله وما لم يوافق عقله وفهمه تركه بل قد يزدري هذا الأمر، ولا يظن هذا المأفون المغبون أنه بهذا قد رد كلام الله تبارك وتعالى ورد كلام النبي ولا شك أن الراد على الله، والراد على رسول الله كافر ولا شك هذا هو القسم الرابع وهو أسوأ هذه الأقسام.
الخلاصة مرة ثانية أقول كل ابن آدم خطاء كلنا نخطئ حتى الرسل هذا أبوهم آدم قال تبارك وتعالى: {وعصى آدم ربه فغوى ثم اجتباه ربه فتاب عليه وهدي} (طه:121،122).
ليعلمنا الله تبارك وتعالى أن أبانا الذي خلقه بيده، ولكنه أمر ألا يأكل من شجرة معينة في الجنة فأكل منها نسياناً كما قال جل وعلا: {ولقد عهدنا إلى آدم من قبل فنسي ولم نجد له عزماً} (طه:115).
لكن علمنا الله تبارك وتعالى أيضاً بالمقام الذي قامه آدم كيف نتوب ونرجع إلى الله تبارك وتعالى: {فتلقى آدم من ربه كلمات فتاب عليه إنه هو التواب الرحيم} (البقرة:37).
وهذه الكلمات هي ما نص الله عز وجل عليها أنه قال هو وزوجه: {ربنا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين} (الأعراف:23).
فلما قالا ربنا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين، تاب الله تبارك وتعالى عليهما وقبل دعائهما، وهكذا ينبغي أن يكون كل عبد إذا وقع فيما يسخط الله تبارك وتعالى، أو عصى الله تبارك وتعالى في أمر جهلاً أو نسياناً أو بغلبة هوى فإن عليه أن يسارع بالعودة وبالرجوع إلى الله تبارك وتعالى، وبالندم على فعله، وبالخروج من ذنبه، ثم بعد ذلك أن يصلح في بقية عمره، وأن يتذكر هذا الإثم أبداً قال تبارك وتعالى: {إن الحسنات يذهبن السيئات ذلك ذكرى للذاكرين} (هود:114).
وقال صلى الله عليه وسلم: [واتبع السيئة الحسنة تمحها وخالق الناس بخلق حسن] (حسن وهو قطعة من حديث يبدأ بلفظ [اتق الله حيثما كنت واتبع..] أخرجه أحمد والترمذي وغيرهما انظر صحيح الجامع).
فاتباع السيئة بالحسنة محو لها فعلينا بالتوبة وبالرجوع إلى الله تبارك وتعالى، فإذا أذنبت ذنباً فعليك بالتوبة والرجوع إلى الله والإنابة إليه، ثم بالطاعة، ومن أحسن الطاعة التي تغفر الذنب الصدقة كما قال النبي صلوات الله وسلامه عليه: [والصدقة تطفئ الخطيئة كما يطفئ الماء النار] (حسن وهو قطعة من حديث كعب بن عجرة أخرجه الترمذي (614) وحسنه، وصححه الألباني كما في صحيح سنن الترمذي (501)).
والصلاة ولا شك أنها من أعظم ما يقرب العبد إلى الله تبارك وتعالى، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: [أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد] (أخرجه أحمد (2/421) ومسلم (482) وأبو داود (875) والنسائي (572) عن أبي هريرة).
ولنحذر يا أخوة، التمادي لأنك لا تدري متى يأتيك الموت، ثم لنحذر الكبر، وأن تأخذنا العزة بالمعصية، وأننا إذا ذكرنا بالله تبارك وتعالى لم نذكر، وأنه إذا قيل لنا اتق الله تأخذنا الأنفة والكبرياء ممن يقول لنا اتق الله، ومن نحن لقد قال الله تبارك وتعالى لنبيه: {يا أيها النبي اتق الله ولا تطع الكافرين والمنافقين إن الله كان عليماً حكيماً} (الأحزاب:1).
فإذا كان النبي محمد صلوات الله وسلامه عليه يقال له اتق الله تبارك وتعالى فكيف بنا نحن، فإذا قال لك عبد من عباد الله: اتق الله قل آمنت بالله تبارك وتعالى وارجع إليه تبارك وتعالى أما المستحل المعصية فمن استحل معصية ولو كانت صغيرة فلا شك أنه كافر خارج من ملة الإسلام أسأل الله تبارك وتعالى أن يردنا إليه رداً جميلاً وأستغفر الله لي ولكم من كل ذنب فاستغفروه.
__________________
وَإِذَا سَمِعُوا مَا أُنْزِلَ إِلَى الرَّسُولِ تَرَى أَعْيُنَهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ مِمَّا عَرَفُوا مِنَ الْحَقِّ يَقُولُونَ رَبَّنَا آمَنَّا فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ) (المائدة:83)
|