هنا مناقشة نقاط الخلاف مع مثقفي امريكا
بعد اذن الاخ كيم كام الا انني اردت ان يكون حوارا شاملا لكل نقطة من نقاط الاختلاف وحين ننتهي من نقاشها نفتح موضوعا للنقطة الثانية وهكذا ..........................ولنبدأ بسم الله
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
نقطة الخلاف الأولى بيننا وبينكم هي في أنكم في رسالتكم لا تأتون إطلاقاً على ذكر دور مجتمعكم في احتضان العنف (الجهادي) (3) وفي حمايته ونشره, وهو العنف الذي يهدد العالم بأسره اليوم, بما فيه العالم الاسلامي.
فعلى سبيل المثال, عند الإشارة الى الضحايا الأبرياء الثلاثة آلاف الذين سقطوا في اعتداء الحادي عشر من ايلول (سبتمبر), لا تتحدثون عن (منفّذين) فحسب, بل عن (المنفذين المفتَرضين). وهذه العبارة تؤلمنا وتخيّب أملنا. كيف يسعنا أن نصدق أنكم لا تعلمون أن 15 من أصل 19 من المهاجمين هم من التابعية السعودية؟ وان زعيمهم اسامة بن لادن هو في الاصل سعودي؟ أو ان تنظيم القاعدة الذي أرسلهم قد حصل على مدى السنين على الدعم المالي المهم من البعض في بلادكم؟ أو أن نسبة مرتفعة من المقاتلين التابعين لـ(طالبان) ولـ(القاعدة), والذين قبضت عليهم الولايات المتحدة في أفغانستان, هم من السعوديين؟ أو أن انتشار العنف الذي تقدم عليه الجماعات الاسلامية في أنحاء العالم, من أفغانستان الى أندونيسيا والولايات المتحدة, يمكن تتبع أصوله, في بعضه على الأقل, الى الدعم المالي والسياسي والديني من مصادر في بلادكم؟
هذه الوقائع معروفة جيداً, وليس ثمة خلاف على حقيقتها الموضوعية. لكن رسالتكم توحي بأن هذه الوقائع ليست وقائع على الاطلاق, بل (افتراضات), وان المسألة برمتها, أي من هم الارهابيون ومن يدعمهم, خارجة عن موضوع الأزمة الحالية.
ونحن ندرك بعض الاسباب الممكنة التي تدفعكم الى تجنب النقاش في الموضوع. غير اننا لو كنا, مثلاً, قد كتبنا أن بلادنا في تاريخها قد شهدت تجربة الاسترقاق (المفترض), او أن سكان البلاد الأصليين (الهنود) قد تعرضوا لظلم (مفترض), لكنا توقعنا منكم ان تردوا, بحق, أن هذا الإنكار المبدئي للوقائع ينفي امكان الحوار الصادق. وقياساً, وفي سبيل متابعة الحوار في ما يتعدى هذه الرسالة, نطلب منكم باخلاص أن تقدموا إلينا رأيكم الصريح في ما يتعلق بالدور المهم للبعض في مجتمعكم في اعتداء 11 أيلول, كما في انتشار العنف الذي تقترفه الجماعات المتذرّعة بالاسلام في أرجاء العالم.
__________________
وَإِذَا سَمِعُوا مَا أُنْزِلَ إِلَى الرَّسُولِ تَرَى أَعْيُنَهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ مِمَّا عَرَفُوا مِنَ الْحَقِّ يَقُولُونَ رَبَّنَا آمَنَّا فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ) (المائدة:83)
|