جحا ....والاستــــثـــمار

[ahmednou]

جحا والاستثمار
يحكى أن جحا أتاه أحد جيرانه فقال له: إني مسافر وأريد أن أترك أموالي معك، فهذه عشرة دنانير احفظها لي حتى أرجع. فوافق جحا وأخذها.
وبعد مدة رجع الرجل وقال لجحا: أعطني مالي. فأعطاه جحا أحد عشر دينارا. فتعجب الرجل وقال إني قد أعطيتك عشرة فقط. فقال جحا: أما علمت أن دينارا قد أنجب دينارا آخر وهذا هو المولود الجديد.
فتسامع الناس في القرية أن الدنانير عند جحا تنجب دنانير أخرى. فهرع الناس إلى حجا يحفظون عنده أموالهم. مائة دينار، ألف دينار، عشرة آلاف دينار، حتى أصبح عند جحا عشرات الآلاف من الدنانير. وذات يوم وجد أهل القرية أن جحا قد جمع متاعه كله ووضعه في رحاله وأخذ في السير خارج القرية. فناداه الناس إلى أين يا جحا. فقال:إني أمرض كثيرا في هذه القرية وسوف أهاجر إلى قرية أخرى. فقالوا: رد لنا أموالنا أولا. فقال: ليس لكم عندي مال. فسألوه: أين الأموال؟. فرد عليهم: إنها قد مرضت وماتت جميعا. فقالوا: أوتمرض الدنانير وتموت؟. فرد: أما إنكم قد صدقتم أنها تنجب، فلماذا لا تصدقون أنها تموت. وأخذ جحا الأموال وهرب إلى قرية أخرى................................
.................................................. ...........................
في بداية عصر النهضة الأوروبية، كان اليهود يتعاملون بالربا، وكانت الكنيسة تحرم التعامل بالربا. فلجأ اليهود إلى بعض عملائهم ممن كانوا يسمون ب"المصلحين" الخارجين عن الكنيسة، فجعلوه يفتي للعالم النصراني بأن زيادة المال المستثمر ليس فيه ربا وهناك فرق بين المال غير المستثمر والمال المستثمر في المشروعات. فأقبل الأوروبيون على اليهود وأعطوهم أموالهم ليستثمروها ثم يعطونهم بالزيادة أو يقرضونهم بالفوائد. فكون اليهود أموالا طائلة حتى أنشئت بيوتات المال اليهودية والبنوك الربوية لأسر يهودية تشكل الصهيونية العالمية التي يذكرها المؤرخون والكتاب والأدباء، مثل أسرة روتشيلد وأوبنهايم وغيرها. وكانت الخطوة الثانية إقراض بيوت المال الصهيونية لحكومات الدول الأوروبية الكبرى بالزيادة أثناء الحروب بينها وبين بعض. ثم السيطرة على كبار رجال الدولة في إنجلترا وفرنسا عن طريق الديون. حتى وصلت ديون الدول الكبرى الأوروبية للبنوك الصهيونية ملايين الجنيهات. وبعد السيطرة الاقتصادية على العواصم الأوروبية الكبرى. قاموا بنفس اللعبة في البلاد الإسلامية حتى استطاعوا السيطرة على مصر في القرن التاسع عشر الميلادي، ثم احتلالها عن طريق عملائهم الإنجليز، ثم لم يكن بينهم وبين فلسطين إلا خطوة واحدة تمت بلعبة سياسية في الحرب العالمية الأولى.
ثم أُنشِئَت البنوك الربوية في العالم الإسلامي عن طريق أعضاء المحافل الماسونية التي يسيطر عليها الصهاينة وبيوت المال الكبرى. وفتحت البنوك الربوية أبوابها، وأقبل المسلمون والعرب يضعون أموالهم فيها لما عرف عنها أنها تحفظ الأموال وتردها بزيادة نسبة معينة.
ولما صاح علماء المسلمين الصالحون بحرمة هذا التعامل بالنص القرآني الذي لا يقبل التأويل، لجأ الماسونيون واليهود وعملاء الصهيونية في العالم الإسلامي إلى بعض المنتسبين لبعض الهيئات الدينية في العالم الإسلامي ويحضرون في المحافل الماسونية، وأصدروا فتوى من خلالهم بأن الربا المحرم والزيادة ممنوعة في غير الأموال المستثمرة، أما الأموال المستثمرة فلا ربا فيها ولا حرمة فيها، وفرقوا بين الأموال المستثمرة وغيرها. وتحت شعار "الاستثمار"، "الضرورة للحفاظ على اقتصاد الدولة" إلخ... أباح اليهود للمسلمين التعامل مع البنوك الربوية.
فأقبل المسلمون والعرب يضعون كل أموالهم في البنوك المحلية التي تصب في البنوك العالمية الكبرى، أو هي فرع من فروعها. أو يضعونها في البنوك العالمية في أوروبا وأمريكا.
ثم في مطلع القرن الواحد والعشرين الميلادي، ظهرت أول بادرة من نوعها، وهي مصادرة الأموال التي في البنوك من أجل أنها تستخدم في "الإرهاب"" التطرف""العنف" أو تحت أي تسمية أو بأي حجة. فضاعت مليارات من المسلمين والعرب في أيدي الصهيونية التي تستخدم الأموال في بناء دولة إسرائيل.

والسؤال الذي لا يجيب عنه إلا ما سوف يأتي من الزمان، هل تفعل البنوك الربوية مثل ما فعل جحا؟

[الغيورة]

الله اعلم


يمكن ايوه


الله يقطع اليهود

ومشكور
الغيورة