واجبات المسلمين تجاه أمتهم
.
- إن رب هذه الأسرة باراً بوالديه مقيم الصلاة مثال المسلم الحق يقتـدي بــه أهله لا يجدون عليه ثغرة بل انه قدوة حسنة لهم .
- إن رب هذه الأسرة علم أنه فرض عليه أن لا يدع أمواله في الخارج بل أقام المشاريع التي تقوي دول المسلمين ولو قلت المرابح أو حتى انعدمت , فيكفيه أنه قد حرم أعداء الإسلام الاستفادة من تشغيل أمواله وباعد بينه وبين دنس بنوك الصليبيين وعمل على تقوية اقتصاد دول يحيا بها أكثرية مسلمة , وعلم بنيه أن نعمة المال وكثرته في الدنيا تحتاج لحسن التصرف به على هدي الشرع الحنيف للبعد عن غضب الله تعالى والعمل ليوم الحساب الذي لابد آت .
- إن رب هذه الأسرة سار على درب النور فلن يخيب بل سيهتدي لما قصـــر بـــه , سيكون سعيه كله فلاح ونتيجةً مباركة بإذن الله , فرب الأسرة هذا تعب على تربيــة أسرته , لن يجد من بنيه من يعقه في مكبره انه يضــع طيــب الــرزق الذي جناه بالحلال والجهد والعمل في أجساد طيبة تنبت على النهج الطيب لا نــدم ولا فجـور, فلن ينبــت نبـاته إلا طيبـا .
فكم الفرق شاسع بين من أحسن التربية والوجهة ودقق ولاحـظ واجتهــد ولم يترك موقف يحتاج لتوجيه لأبنائه إلا أحسن استغلاله وكان بين الشدة واللين , وبين ذاك رب الأسرة الذي غرته حياة الدنيا فكان أولاده محرومين من تعليمه وتوجيهه لـــهم وتربـيتهم التربية الصالحة , فتكون النشأة على جهل وبعد عن الله تعالى وتعاليمه فيكون , كـل ما جنــــاه من مال وزرع وعمار ودور في هذه الدنيا الفانية وأرصدة في البنوك مهددة بالزوال على يدي أحد أفراد أسرته لغـلبة الشيـــطان على تسيير أمور أسرته , فتكون لحظة طيش أحد أبنـاءه في لعبـة قمار أو فقدان عقله بالخمر والمخدرات فيبيع الغالي بالرخيص ويكون من الخاسرين في الدنيا والآخرة .
فاتعظ وأعلم أن طريق النور أولى والهـــدى أكمـل وأتم , وأن العاقبة للمتقين وما تغني بهرجة الدنيا وزينتها وزهو قوة وتمكـن في الأرض مـــن الله شــيء , فالله سبحانه وتعالى خلق الإنسان ذكر وأنثى يعلم ما توسوس فيـه نفسه وما يدبر , يعلـم جل وعلا ما يناسب هذا المخلوق وما هو أفضل نهج وطريـق ليكــوـن بألف خيــر ,
فكانت سنة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم من قول وعمل وإشارة هي نهج الحياة الأمثل والأفضل لشخص المسلم على هـذه الأرض , وأمرنا أن نتبع هذا النهج لنكون على خير , من الناجين من نار جهنم إلى جنـــــات الخلــد برحمة الله وعفــوه .
فأجب الأمر وانضبط أيها الإنسان لأمر رب الكون خالقك , بالالتزام بما شـرع القرآن الكريم والانتهاء عما حرم ونهى و سنة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم هي الفيصل والمنجى .
كم من ولد جهل على والديه وجعل حياة والديه جحيــــم , كم من جريـــمة مخالفة لشرع الله اقترفت من جراء إهمال الوالدين بالأمانـة الموكلــة إليهما بتربية الأسرة تربية طيبة , حيث لم ينشأ النشأة الصالحة السوية , كم من عائلة قطعت أوصالهـا ودمرت وهوت لعدم تأسيسها على قواعد تربوية إسلامية صحيحة .
- لقد أصبح رب الأسرة الذي أحسن التربية بعد حين من الزمان تبعاً لأحـد قادتها الشبان الجدد , لقد شبت شجيراته التي غرسها منذ سنـــوات وسقاهــا بتوجيهـات وهدي سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم المبينة في كتــب الحديث والسنة النبـوية المطهرة ومن كتاب الله تعالى الذي يتلــــوه جــــوف الليل وبعد الفجر وكل حين يتسنى له متـــدبراً آياته داعياً الله تعالى بكل خير .
إن وجهه يتهلل فرحاً كلمـا رأى غراسه تطبق ما أنشأها عليـه , كلمـا أثمـرت ثمرة طيبة , فقد نجح وأفلح فمن أنشـأ فتيانه على التقى وشرع الله تعالى اتقوا الله به عند المشيب والمكبر ورفعوه إلى مكانــه دوماً علياً مطاع القول علمــاً لهــم ومرشــد .
فكيف مـــــن شب على التقى أن يضيع دينه ويجهل ؟
- رب الأسرة ما زال يقظاً حارساً على ما بنى في نفــوس أبناء عائلته لا يترك
فرصة تفوته إلا يرشد ويعلم ولا عطلة مدرسة إلا يضع من أبنائه تحت يد معلم
في صنعة يعلمه النجارة أو العمارة أو السباكة أو الخراطة فيسهــل عليهم ما
هو صعب حين المكبر ويجعلهم على علم بكل أمر من أمور الحياة تحـت إشرافه وعلمه, فاصنع لنفسك أخي المسلم أسرة قدوتها محمد صلى الله عليــه وسلم تكون الأسعــــد في الدنيا والآخرة برحمة الله تعالى .
- إن رب الأسرة علم أن لوالديه وبرهما واجب قبل بنيه , وصلـة أرحامــه وود أقاربه , أمر بهم الشرع الحنيف فوفى بهما على أحسن وجـه , وليــست صلة الرحم تقاس بكم من الهدايا أغدق الفرد , فقد انتشرت العــــادات والتأويـلات الغــريبة على مجتمعنا المسلم فأصبح الأرحام لا توصل إلا بعيد أو مناسبة فقــط , هذا ليس الصلاح والفلاح . كم من أبوين فقدا ولدهما لإهمال تربيته منذ الصغر على هدي سيدنا ونبينا محمد صلى الله عليه وسلم بـل كلمــا سنحــت الفرصة وباستمــــرارية لا تحددها شروط وحواجـــز .
الإصلاحات المحيطة للإنسان المسلم
إن المجتمع الذي يحيا به المسلم هو الجسم النابض للأمة الإسلامية , فإذا كان هـذا المسلم وعائلته كخلية رائحتها المسك , على التقوى تنشر الفكر والوعي الإسلامي لما حولها من الأسر قولاً وعملاً , تكون قدوةً حسنةً لما حولها من الأسـر المحيطة بها .
فأذكر وأنا طفل في الثامنة من العمــر , أن أختي الكبــرى كانت تدرس فــي مدرسة مدينتنا الثانوية للبنات , وفي ذلك الزمان اتفقت أختــي مع مـدرس التربية الإسلامية في المدرسة الثانويــة حينه على أن تفصـــل عند الخياطــة الــزي الشرعي الساتر لها ولمجموعة من زميلاتها حيث كان اللباس الدارج تلك الأيام هو القصير من اللباس , ما يسمى بالمنــي جـوب للفتيــات والشارلســتن للشبــاب والشعر الطويل والسوالف والحال كان حال جهــل وانجراف وراء تقليــد ألبسة الفجور والرجعية بكل معانيها بل البهيمية (أهل الغرب) , للصغار والكبار والشباب والشياب , و بالفعـل ارتــدت هـذه الفتيات اللباس الشرعي الساتر فكان جداً غريب بين النــاس فـي هــذه المدينـــة العربية وأصبح الأطفال بعض الأوقات يتبعوهن بالهتاف والحجـارة وصمـــدت الفتيات بوجه التحدي وكن قدوة حسنة لأهل البلاد بأسرها حتى أصبـحــت بعــد مرور السنــوات , أصبحـــت الفتاة التي لا تلبس هــذا اللبـاس المكتمل الشـرعي لا يتقدم أحد من الشباب لخطبتها, لقد قامت هذه الفتيات بإحياء أمـر مــن أوامـــر الله تعالى في كتابه العزيز وكذلك سنة حسنة مع الأسـتاذ الفاضــل الذي لا أذكر أسمه ولكن عمله يعلمه الله تعالى ومسجــل في صحائفه , والفتيــات الباســلات منهن الآن الداعيات ومديرات المدارس , قدوة حسنــة جــزاهـن الله خيــر جــزاء
- إن رب الأسرة المسلمة وزوجته الطاهرة تعاونــا بكل صدق وإيمان بــأن هـذا السبيل هو الحق لا غيره . اقتنعا بما يفعلان وتعاهــدا على ألا يتخاذلا عن ذلـك ولا يغيران نهجهما ليصلا بعون الله بقاربهما الذي يـبحر في بحـر مظـلم لجــــي عواصفه هوجاء ولو بعد صبر طويل ليوصلهـم إلى شاطــئ الأمـــان والنجـــاة والسؤدد , إلى الاهتداء بطريق النور التي رسمها لنــا القرآن الكـريم وسنـة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وآله وصحبه أجمعين.
- فإذا كان المسلم مثالاً للتقوى من صدق وأمانة وإخلاص ووفاء بالعهـد ودقـــة بالموعد , يكن عامل دعوة إلى دين الله تعالى دون أن يعلم, فالدين المعاملة والدين الصدق بالمعامـلــة والمسلـــم مـــن سلـــــم الناس مـــــن يـــده ولـســــــانـــــه .
- فـــــإذا كــان المسلم لطيــف المعاملـــة دمـــث الخلق كــان خيراً لنفسه وأمته,
- فقد كان لخلق التجار المسلمين الذين تعاملوا مع الحضارات الأخرى أكبر الأثر في دخول أمم بأكملها الإسلام دون أدنى عنـــاء ,
فما بال الكثير ممن هداهم الله تعالى لم يجتهدوا على كافــة أوامـــر الله تعالى ورسوله الأمين محمد صلى الله عليه وسلم من دعــــوة لمـــن يحتاجـها وأمــــر بالمعروف والنهي عن المنكر, ما بال مدنكــــم تملؤهـــا الحمــلات التبشيــــرية النصرانية , تنخر عظام وعقيدة شبابكم و فقرائكم وضعفائكم فاكتفيتم بالقعـــــود فتقاعستم عن تقديم جميـــل موعظـــة , من وعيد وتحذيــر من نار السعيـــــر وجهنم التي تنتظر المقصرين الهاجرين لعبــادة الله تعالى وبيـــن ترغيـــب بجنــــات النعيم وما فيها من خير وفير لا عيــــن رأت ولا أذن سمعـــت وحــور عيــــن كأمثال اللؤلؤ المكنون لقوله تعالى :
( سورة النحل الآية ( 125)
- ما بال نظام وتوجيه جماعتك أو حزبك أصـبح أولى وأبدى مـــن تطبــيق نص القرآن الكريم وهدي سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم النبي الذي هـــو وحي يوحــى ,
- لقد اصبح الكثير من أبناء وبنـات المسلمين يعملون لدى مصانع اليهـود أعداء الله ورســـولــــــه , يقتلون شبابنا ويهدمون مصانعنا وبيوتنا ويقصفون مدننا بالطائرات ويغتالون خيرة أبنائنا , ونعمل لديهم ونحتضن مصانعهم ومؤسساتهم ونسوق منتجاتهم ونؤجرهم أخصب أراضينا لعشرات السنين ونفتح لهم أبوابنا على مصراعيها لنكن فريسة سهلة لأطماعهم التي لا تنتهي عند حد , ألا يستطيع مجموعة من أهل مدينتكم , والأثرياء كثيرون لفتح مصانــع بديـلــة يعمل فيها أبناؤكم أيها المسلمون ؟ فتعاونوا على البر والتقوى .
العطار الخطاطبه
__________________
الحمد لله الذي جعلنا مسلمين , وندعو الله الثبات والهدى فكلما تقربنا أكثر من مركز قوتنا , خالقنا عز وجل بالعبادات المفروضة والنوافل ازددنا قوة ومن من الحق عز وجل أقوى الذي خاطبنا على لسان قائدنا الأبدي نبينا رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم ( ما زال عبدي يتقرب لي بالنوافل حتى أكن يده التي يبطش بها وعينه التي يرى بخه ---- ألخ )
فلنختار بين القوة بالله الواحد وبين الضعف المتمثل بلاستعانة بغيره من الوهم فأمة الكفر واحدة.
أخيكم بالله عبد الله : خليل محمد
|