مجلة الخيمة حوار الخيمة دليل المواقع نخبة المواقع Muslim Tents
التسكين المجاني التسكين المدفوع سجلات الزوار بطاقات الخيمة للإعلان في الخيمة
الأسئلة الشائعة قائمة الأعضاء التقويم البحث مواضيع اليوم جعل جميع المنتديات مقروءة

العودة   أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية > القسم الإسلامي > الخيمة الإسلامية
اسم المستخدم
كلمة المرور

 
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
  #1  
قديم 18-06-2003, 07:54 PM
المناصر المناصر غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2003
المشاركات: 396
إفتراضي د.الأهدل: الجهاد في سبيل الله (56) المرحلة المدنية..

الجهاد في سبيل الله حقيقته وغايته ( 56 )

الفرع الثاني: المرحلة المدنية

يتضح من سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم في المرحلة المكية أنها كلها كانت جهاد تربية وتزكية للرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه، على إخلاص العبادة لله وحده والطاعة الكاملة لأوامر الله سبحانه وتعالى، وترك كل أوضار الجاهلية وعاداتها..

والدعوة إلى وحدانية الله تعالى وتسفيه أحلام المشركين والصمود أمام الأذى والمحنة، والتضحية في سبيل الله تعالى بالنفس والمال والأهل والولد، والانضباط الكامل تحت قيادة الرسول صلى الله عليه وسلم..

فتحقق في أصحابه الركنان الأساسيان في دعوة الرُسل عليهم الصلاة والسلام، وهما التقوى والطاعة، إذ ما من نبي إلا دعا قومه إلى تحقيقهما: (( فاتقوا الله وأطيعون )) [الشعراء: 108].

فكوَّن بذلك صلى الله عليه وسلم القاعدة الصلبة التي أرسيت عليها دولة الإسلام العظيمة في كل أقطار الدنيا بعد ذلك.

وبعد أن أبلى المؤمنون في مكة بلاءً حسناً، وضُيِّق عليهم الخناق، وعلم الله تعالى أنهم ثبتوا على دينه الحق ثبوت الجبال الرواسي؛ قيض الله لهم نواة كتيبة الأنصار في السنة الحادية عشرة من البعثة المحمدية، إذ كان رسول الله صلى الله علليه وسلم يعرض نفسه على الناس في المواسم ليقبلوا دعوته ويحموه ليبلِّغ رسالة ربه، فوجد رهطاً من الخزرج فطلب منهم أن يجلسوا إليه ليسمعوا منه، فشرح لهم الإسلام ودعاهم إليه فأجابوه.

وقالوا له:
"إنا قد تركنا قومنا ولا قوم بينهم من العداوة والشر ما بينهم، فعسى أن يجمعهم الله بك، فسنقدم عليهم فندعوهم إلى أمرك ونعرض عليهم الذي أجبناك إليه في هذا الدين، فإن يجمعهم الله عليك فلا رجل أعزّ منك". [السيرة النبوية (1/429)، الطبعة الثانية-الحلبية].

ودعوا قومهم بعد رجوعهم فأجابهم كثير منهم، حتى فشا فيهم الإسلام، فلم تبقَ دار من دور الأنصار إلا وفيها ذكر من رسول الله صلى الله عليه وسلم.

وفي العام المقبل وفد اثنا عشر رجلاً من الأنصار، فلقيهم الرسول صلى الله عليه وسلم عند العقبة فبايعوه..

قال عبادة بن الصامت:
"فبايعناه على أن لا نشرك بالله شيئاً، ولا نسرق ولا نزني، ولا نقتل أولادنا، ولا نأتي ببهتان نفتريه بين أيدينا وأرجلنا، ولا نعصيه في معروف".

وقال لهم:
(فإن وفيتم فلكم الجنة، وإن غشيتم من ذلك شيئاً فأمركم إلى الله عزّ وجلّ، إن شاء عذّب وإن شاء غفر) [السيرة النبوية (1/433)].

وبعث صلى الله عليه وسلم مصعب بن عمير يقرؤهم القرآن ويصلي بهم، ويظهر من هذه البيعة تعميق معاني المرحلة المكية في نفوس المسلمين، وهي الإخلاص لله وحده، وتزكية النفوس وصقلها من الأخلاق السيئة التي اعتادها المشركون.

وفي العام المقبل وفدت كتيبة الله من أنصاره إلى مكة في موسم الحج، فواعدهم الرسول صلى الله عليه وسلم عند العقبة من أوسط أيام التشريق ليلاً، حيث تسللوا إليه بعد مضي ثلث الليل حتى اجتمعوا عند العقبة، وكان عددهم ثلاثة وسبعين رجلاً وامرأتين، فتكلم رسول الله صلى الله عليه وسلم ودعا إلى الله ورغَّب في الإسلام..

ثم قال:
(أُبايعكم على أن تمنعوني مما تمنعون منه نساءكم وأبناءكم) فبايعوه على ذلك، ودار بينهم حوار واستيثاق.

وكان مما قاله أبو الهيثم بن التيِّهان:
يا رسول الله، إن بيننا وبين الرجال حبالاً وإنا قاطعوها – يعني اليهود - فهل عسيت إن نحن فعلنا ذلك ثم أظهرك الله أن ترجع إلى قومك وتدعنا؟

فتبسم رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم قال:
(بل الدم بالدم، والهدم بالهدم، أنا منكم وأنتم مني، أحارب من حاربتم وأسالم من سالمتم) [نفس المصدر (1/442)]

وأمرهم الرسول صلى الله عليه وسلم أن يُخرِجوا منهم اثني عشر نقيباً، ففعلوا، وكان تسعة منهم من الخزرج وثلاثة من الأوس، وكانت شروط هذه البَيْعة تختلف عن شروط بيعة العقبة الأولى..

وهي كما قال عبادة بن الصامت رضي الله عنه:
"بايعنا رسول الله صلى الله عليه وسلم على السمع والطاعة في عُسرنا ويُسرنا، ومنشطنا ومكرهنا، وأثرة علينا، وألا ننازع الأمر أهله، وأن نقول بالحق أينما كنّا لا نخاف في الله لومة لائم". [السيرة النبوية (1/454)].

ويظهر في هذه البيعة العظيمة معانٍ جديدة تعتبر منطلقاً للمرحلة المدنية الجديدة:

( 1 ) فالرسول صلى الله عليه وسلم بايعهم على أن يمنعوه مما يمنعون منه نساءهم وأولادهم، ومعنى هذا أنه تارك مكة ومهاجر إلى المدينة، وقد فهم ذلك الأنصار.. "فهل عسيت إن نحن فعلنا ذلك ثم أظهرك الله أن ترجع إلى قومك وتدعنا؟".

( 2 ) كانت البيعة – أيضاً – على السمع والطاعة، في العسر واليسر والمنشط والمكره، والإيثار على أنفسهم، وعدم منازعة الأمر أهله، وقول الحق أينما كانوا، وألا يخافوا في الله لومة لائم.

( 3 ) كان فيها أيضاً توحيد الولاء لله ولرسوله وللمؤمنين، ومقاطعة أعداء الله: "إن بيننا وبين الرجال حبلاً وإنا لقاطعوها".

هذه المعاني مشبعة بالروح الجهادية والتحفز لبذل النفوس والأموال في سبيل نصرة الرسول صلى الله عليه وسلم، وإنها كذلك.

وظهرت فيها الدقة في التنظيم حيث جعل على كل طائفة منهم نقيباً يسمعون له ويطيعون، وجعل الموعد بينه وبينهم في ساعة غفلة عن أعين المشركين، تمكن فيها صلى الله عليه وسلم من تحقيق هدفه دون مضايقة أو أذى له أو لأنصاره المبايعين.

كما كان ترتيب لقائهم بالرسول صلى الله عليه وسلم دليلاً على الانضباط وكتم السر مع كثرة عددهم وإحاطة المشركين بهم.

ظهرت آثار ذلك كله عندما علمت قريش فأُسقط في أيديها وقد فات الأوان:
"فرجعنا إلى مضاجعنا فنمنا عليها حتى إذا أصبحنا غَدَت علينا جلّة من قريش فقالوا: يا معشر الخزرج، إنه قد بلغنا أنكم قد جئتم إلى صاحبنا تستخرجونه من بين أظهرنا وتبايعونه على حربنا، وإنه والله ما من حيّ من العرب أبغض إلينا أن تنشب بيننا وبينهم منكم، فانبعث مَنْ هناك من مشركي قومنا يحلفون بالله ما كان منا هذا الشيء وما عملناه، وقد صدقوا لم يعملوه، قال: وبعضنا ينظر إلى بعض". [السيرة النبوية (1/440-448)].
__________________
إرسال هذه الحلقات تم بتفويض من الدكتور عبد الله قادري الأهدل..
سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك..
 


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع
بحث في هذا الموضوع:

بحث متقدم
طريقة العرض

قوانين المشاركة
لا بإمكانك إضافة موضوع جديد
لا بإمكانك إضافة مشاركات جديدة
لا بإمكانك إضافة مرفقات
لا بإمكانك تعديل مشاركاتك

كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

حوار الخيمة العربية 2005 م