# الـكـــتـــــــاب .
الكتاب هو الجليس الذي لا يطريك ، والصديق الذي لا يغريك والرفيق الذي لا يملك ، والمستميح الذي لا يسترثيك ، والجاد الذي لا يستبطيك ، والصاحب الذي لا يريد استخراج ما عندك باالملق ، ولا يعاملك باالمكر ، ولا يخدعك باالنفاق ، ولا يحتال لك باالكذب .
والكتاب هو الذي إذا أطلت فيه طال إمتاعك ، وشحذ طباعك ، وبسط لسانك ، وجدد بنانك ، وفخم ألفاظك وبحبح نفسك وعمر صدرك ، ومنحك تعظيم العوام ، وصداقة الملوك ، وعرفت به في شهر ما لا تعرفه من أفواه الرجال في دهــر .
والكتاب هو الذي يطيعك باالليل كطاعته باالنهار ، ويطيعك في السفر كطاعته في الحضر ، لا يعتل بنوم ولا يعتليه كلل وسهر ، وهو المعلم الذي إن افتقرت له لم يخفرك ، وإن قطعت عنه المادة لم يقطع عنك الفائدة وهو إن عزلته لم يدع طاعتك ، وإن هبت ريح أعاديك لم ينقلب عليك ، ولم تضرك معك وحشة الوحدة إلى جليس السـوء .
قال أبو عبيدة بن المهلب لبنيه في وصيته: " لا تقوموا في الأسواق إلا على زرّاد أو ورّاق " .
وقيل ذهبت المكارم إلا من الكتب وسمع الحسن اللؤلؤي بقول: " غبرت أربعين عاماً ما قلت ولا بت ولا اتكأت إلا والكتاب موضوع على صدري " .
وفوائد القراءة والمطالعة هــي:
• طرد الوسواس والهم والحزن .
• اجتناب الخوض في الباطل .
• الإشتغال عن البطالين وأهل العطالة .
• التدريب على الكلام ، والتحلي باالبلاغة والفصاحة .
• تنمية العقل وتصفية الخاطر .
• غـزارة العلم .
• الإستفادة من تجارب الناس وحكم الحكماء واستنباط العلماء .
• المطالعة على الثقافات الواعية لدورها في الحياة .
• زيادة الإيمان خاصة في قراءة كتب أهل الإسلام .
والكتاب من أعظم الوعاظ ، وأجل الزاجرين ، أكبر الناهين ، ومن أحكم الآمرين .. راحة للذهن من التشتت وللقلب من التشرذم ، وللوقت من الضياع باالرسوخ في فهم الكلمة ، وصياغة المادة ومقصود العبارة ومدلول الجملة ومعرفة أسرار الحكمـة .