الخطاب الديني بين التجديد والتضييع والتخريب
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله:
أراد ثلاثة نفر أن يجددوا سياراتهم التويوتا….فقال أحدهما إني سوف أذهب أجدد سيارتي التويوتا في شركة الهوندا المنافسة لشركة التويوتا…..وقال الثاني: أما أنا فسوف أجدد سيارتي عند العجلاتي….وأما الثالث فقال: أما أنا فسوف أذهب إلى شركة تويوتا، فإن بها مهندسين عندهم خبرة ثلاثون عاما في صناعة التويوتا…..
ثم التقى الثلاثة الأصدقاء بعد عام، وسأل كل واحد منهم عما فعل في تجديد سيارته….فأما الأول فقال: لقد جددت شركة الهوندا سيارتي التويوتا….. ولكن جعلتها تسير بالعكس، وجعلت مكان السائق في آخر السيارة….. فكانت نتيجته متوقعة: وهي أن شركة الهوندا المنافسة لشركة التويوتا قد شوهت السيارة تماما وجعلتها تسير بالعكس، وجعلت السائق يجلس في آخر السيارة، فكل من رآها يضحك ويسخر من السيارة التويوتا، وبذلك استطاعت شركة الهوندا تشويه صورة السيارة التويوتا وتكريه الناس فيها ليعرض الناس عن شراء التويوتا ويقبلوا على شراء الهوندا….
أما الثاني فقال: لقد جددت سيارتي عند العجلاتي، ولكن لا أدري لماذا أشعر وكأني أسوق دراجة بخارية وليست سيارة عادية….فبالطبع لم يستطع العجلاتي تجديد أي شيء في السيارة لأن معلوماته لا تتعدى العجل والدراجات البخارية….
أما الثالث فقال: لقد جددت سيارتي بنجاح وهي الآن أفضل من الأول….
فهكذا ينقسم تجديد الخطاب الديني، وتجديد الإسلام في العصر الحديث إلى ثلاثة أقسام:
الأول: التجديد عن طريق المستشرقين أعداء الإسلام من اليهود والنصارى الذين يكرهون الدين أكثر مما يبغضون أي شيء آخر…فبالطبع سوف يشوهون الدين تماما، ويجعلون من كل محاسن الدين مساوئ، ويلصقون بالدين كل قبيح، حتى تتشوه صورة الدين في أعين الشعوب الإسلامية وغير الإسلامية…
أما الثاني: فمن ليس عنده علم كافي بالعلوم الإسلامية على طريقة السلف الصالح…فإما هو معنزلي..وإما من تلامذة المستشرقين كطه حسين….أو ماسوني من كبار الماسونيين….فما أدخل هؤلاء في الدين ليس بتجديد، إنما هو إفساد دون أن يشعروا بالطبع…. كالعجلاتي الذي ليس عنده علم السيارات فيحاول أن يجدد السيارة، ولكنه يفسد دون أن يشعر…
الثالث: هم الذين عندهم علم السلف الصالح، والذين ظلوا يتعلمون الدين والعلوم الإسلامية على منهج السلف الصالح…فهؤلاء كمهندسي شركة التويوتا الذين عندهم خبرة ثلاثين عاما في التويوتا القديمة….
فلا بد من إتقان القديم أولا ثم يكون التجديد بعد ذلك…أما من ليس عنده العلم بالقديم فلا يجدد القديم، إنما يأتي بشيء آخر: دين آخر غير الدين المعروف منذ عهد النبي صلى الله عليه وسلم، أو سيارة أخرى غير السيارة التويوتا المعروفة…
__________________
أبو سعيد
|