مجلة الخيمة حوار الخيمة دليل المواقع نخبة المواقع Muslim Tents
التسكين المجاني التسكين المدفوع سجلات الزوار بطاقات الخيمة للإعلان في الخيمة
الأسئلة الشائعة قائمة الأعضاء التقويم البحث مواضيع اليوم جعل جميع المنتديات مقروءة

العودة   أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية > القسم الإسلامي > الخيمة الإسلامية
اسم المستخدم
كلمة المرور

 
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
  #1  
قديم 11-08-2004, 06:09 AM
نبيل عطوه نبيل عطوه غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Aug 2004
المشاركات: 7
إفتراضي الحب بين الله وعباده

من كتاب ( الحب بين الله وعباده )


بسم الله الرحمن الرحيم الذي لا يضر مع اسمه شئ في الأرض ولا في السماء , بسم الله الواحد الأحد الفرد الصمد ،الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد، بسم الله مالك الملك يؤتى الملك من يشاء، وينزع الملك ممن يشاء ،ويعز من يشاء ويذل من يشاء بيده الخير، وهو على كل شيء قدير، اللهم صلى على سيدنا محمد إمام المتقين ،وسيد المرسلين،وخاتم النبيين ،وحبيب رب العالمين، أول من تنشق عنه الأرض يوم القيامة ،أول شافع و أول مشفع،و أول من يدخل الجنة صلى الله عليه وسلم، اللهم أحينا على سنته،وأمتنا على ملته ،واحشرنا تحت لواءه ،و أوردنا حوضه، واسقنا من يده الشريفة شربة لا نظمأ بعدها أبدا ،واجعلنا من رفقائه في الجنة صلى الله عليه وسلم.
إلى كل من ذاق حب الله تعالى ،وأحس بنعيم القرب منه ،وأيقن فضله عليه ،ورحمته به ،وعلم أن العزة في التذلل إليه. إلى كل قلب خاشع ،وصدر منشرح، وعين دامعة ،ولسان ذاكر,أهدي إليكم هذه الرسالة لتفرحوا بحب الله لكم ولتسعدوا بحبكم لله ، ولعلها تكون لكم استمرارا في طريق الهدى والنور، ولتكون لكم عونا في مواجهة الشيطان ،وإبطال حيله ،والتغلب علي وساوسه . إلى كل من انحرف عن طريق الله ،ولم يذق حبه ،وجذبه الشيطان جذبا إلى طريق الغواية ،أهدي إليكم هذه الرسالة علها تكون لكم هداية وإرشادا إلى معرفة الله ،والتقرب منه ،ليتسلل إليكم حبه، ولتتعرفوا على رحمته بكم ،ولتكون لكم بداية في إصلاح النفس ،وطهارة القلب من دنس المعاصي، حتى تستقبلوا حب الله لكم بنقاء سريرة، وصفاء نفس، وطهارة روح.
وإن هذه الرسالة أول كتاباتي،وقد شاء الله عز وجل بعد تفكير عميق أن تكون رسالة حب ،تجتمع عليه القلوب، فتزداد نورا وشفافية ،وأردت أن أبني بيني وبينكم جسورا من الحب، تمتد إلى أعماق القلوب ،فلم أجد أعظم وأجل من حب الله يجمعنا ويضمنا ،فلا تؤثر فيه رياح النفس، أو عواصف الهوى، أو وساوس الشيطان، أو ملذات الدنيا، أو شهوات الإنسان ،فمن أنعم الله عليه بالحب لا يكون في قلبه مكانا لغيره ؛وقد قلت لنفسي إن من أهم ما يجمع الحب بين مجموعة من الأشخاص ،هو اشتراك المحبوب بينهم، فيجتمعون يتدارسون سيرته ،ويتجاذبون أطراف الحديث عنه، وتعمهم السعادة إذا ذُكر اسمه ،ويتسابقون في الوصول إلى حبه، ويسهبون في مدحه ،ويساندون أفكاره ،ويتحمسون لها، ويثنون على أفعاله وتصرفاته،وإذا اجتمعوا اجتمعوا على سيرته، وإذا افترقوا افترقوا عليها أيضا، وإذا تحدث استمعوا له بآذان صاغية، وإذا أمر أو نهى أطاعوه، وإذا أراد أن يقابلهم تمنوا لقاءه ،وإذا التقى بهم تمنوا مصافحته و إطالة اللقاء معه ،ثم يحاولون أن يفعلوا ما يرضيه، وإذا تركهم أصابهم الحزن والهم ،وإذا بالغوا في حبه كونوا حزبا يرأسه يتبنون أفكاره ويحاولون أن ينشرونها ،ويستقطبون الناس إليها كل ذلك حباً له .نقول ولله المثل الأعلى، فلكي يتحقق الحب بين العباد وجب عليهم حب الله أولا،فإذا مُلئت قلوبُهم بحب الله اشتاقوا إلى لقاء بعضهم حتى يَطربوا آذانهم بالحديث عنه سبحانه وتعالى، وعن رحمته وعن فضله على العباد ، فيكون تعاملهم مع بعضهم في إطار حب الله كما قال تعالى: (إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لَا نُرِيدُ مِنْكُمْ جَزَاءً وَلَا شُكُورًا). ويكون حب الله هو العامل المشترك بين العباد، فيكون الحب في الله والبغض في الله ،كما في الحديث :عَنْ أَبِي ذَرٍّ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَفْضَلُ الْأَعْمَالِ الْحُبُّ فِي اللَّهِ وَالْبُغْضُ فِي اللَّهِ (رواه أبوداود )
وإذا تحقق في قلوبنا حب الله أطعناه ، والتزمنا منهجه لأنه من أحب أحداً أطاعه، فنتعامل ونسير وفق منهج الله،ويسود بيننا شرع الله، فلا توجد لدينا مشكلة ليس لها حل طالما طبقنا شرعه ،بل يمكن أن نقول أنه لن تظهر بيننا أي مشكلة ،فيسود بيننا الحب والرحمة التي يجب أن يتعامل بهما المسلون، فنحن كالجسد الواحد نحس بالألم جميعا إذا اشتكى منه أي عضو كما قال رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :تَرَى الْمُؤْمِنِينَ فِي تَرَاحُمِهِمْ وَتَوَادِّهِمْ وَتَعَاطُفِهِمْ كَمَثَلِ الْجَسَدِ إِذَا اشْتَكَى عُضْوًا تَدَاعَى لَهُ سَائِرُ جَسَدِهِ بِالسَّهَرِ وَالْحُمَّى (رواه البخاري)
فإذا تعاملنا في إطار الحب لله خضع لنا كل شيء ،وكُتِب لنا جميعا القبول في الأرض، وهان علينا أمر الدنيا، وساد بيننا الود، وذقنا حلاوة الإيمان ،وابتعدنا عن كل الأخلاق السيئة كالحسد والحقد، وكنا كالبناء الواحد يشد بعضه بعضا كما في الحديث قال رسول الله صلى الله علية وسلم: الْمُؤْمِنُ لِلْمُؤْمِنِ كَالْبُنْيَانِ يَشُدُّ بَعْضُهُ بَعْضًا وَشَبَّكَ بَيْنَ أَصَابِعِهِ (رواه البخاري)
وقبل أن نُسهب في الحديث لابد من معرفة الآتي
1. ما هو الحب
2. معني الحب بين الناس
3. العلاقة بين المحب والحبيب
4. أنواع الحب و أعظمها
5. حب الله للعباد
6. حب الرسول صلى الله عليه وسلم لأُمته
7. حب الملائكة للمؤمنين
8. حب العباد لله
أولا - معنى الحب في اللغة
الحب أصله في لغة العرب الصفاء لأن العرب تقول لصفاء الأسنان حبب، وقيل مأخوذ من الحـُباب الذي يعلوا المطر الشديد وعليه عرفوا المحبة بأنها : غليان القلب عند الاحتياج للقاء المحبوب، وقيل غير ذلك .
ثانيا-معنى الحب بين الناس
وأما كلام الناس في وصفه فقيل هو ميل القلب للمحبوب ، و موافقة الحبيب في وجوده وغيبته ، ،وأن يستولي ذكر المحبوب على قلب المحب ،و أن تهب نفسك وروحك لمن أحببته ،وإلا تفكر في أحد غيره ،وأن تغار عليه وأن تحفظ حدوده، وتقوم لمحبوبك بكل ما يحبه منك ،وأن يعمى القلب عن رؤية غير المحبوب وفي الحديث :قال رسول الله صلى الله عليه وسلم حبك للشيء يعمي ويصم (رواه الإمام أحمد)
ثالثا-العلاقة بين المحب والمحبوب
يجب أن توجد رابطة تمثل الموافقة بين المحب والمحبوب، إذ أن أطراف العلاقة ثلاث: أولها المحبوب ولابد أن تتوافر فيه أسباب الجذب من جمال وكمال تجعل الطرف الثاني- وهو المحب - يتعلق وَيُعجَب به ،ويجب أن تتوافر في المحبوب صفات لا يجدها المحب في غيره ؛و أما الطرف الثالث :هي الرابطة التي بينهما فمتى قَويت وتفردت صفات المحبوب زادت الرابطة بين المحب ومحبوبه ،ومتى ضعفت صفاته ضعفت الرابطة بينهما ،ولا يوجد محبوب أعظم من الله سبحانه وتعالى له صفات جمال وجلال ،فإنه جميل يحب الجمال بل الجمال كله له والإجلال كله منه
وإلى لقاء آخر إن شاء الله
__________________
نبيل عطوه
مصر الاسلامية
  #2  
قديم 11-08-2004, 06:38 AM
muslima04 muslima04 غير متصل
عضو مشارك
 
تاريخ التّسجيل: Dec 2003
المشاركات: 872
إفتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته،

جزاك الله خيرا أخي الكريم نبيل عطوه،فعلا كتاب رائع ومؤثر جدا،فقد قرأته من قبل ولله الحمد والشكر،استمر على بركة الله يا أخي،فعلا كتاب يستحق أن يعرفه الإخوة إن شاء الله.

في امان الله .

والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
.
  #3  
قديم 22-08-2004, 04:36 PM
نبيل عطوه نبيل عطوه غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Aug 2004
المشاركات: 7
إفتراضي شكرا للموقع

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اسمحوا لي أولا أن أتوجه بالشكر لكل العاملين بالموقع وكذلك رواده الكرام وأخص بالشكر الأختmuslima04 وحقيقة الأمر أنا لا أستحق كل هذا
وأعتذر عن التأخير لإعداد كتيب بعنوان أنين المذنبين وفور طباعته إن شاء الله سوف أنشره على هذا الموقع
محبة الله لعباده
بعد أن خلق الله الخلق واختصهم بالتكليف، أرسل إلى الإنس والجن رسلا مبشرين بالجنة ونعيمها ،ومنذرين من النار وجحيمها .يدعون الناس إلى عبادة الله الواحد الأحد التي يجب أن تقوم على الحب المتبادل بين الله وعبيده، والحب على ثلاثة أقسام : إلهي وروحاني وطبيعي , فحب الله العبد حب إلهي , وحب جبريل والملائكة لله حب روحاني , وحب العباد له حب طبيعي،
محبة الله للعبد
اعلموا-أكرمكم الله بحبه- أن الله لم يخلق هذا الخلق إلا حبا لعباده، فالله وهو الخالق والمتفرد بصفات الجمال والجلال والكمال ليس في احتياج لنا ،و إنما خلقنا ليسبغ علينا نعمه، ويعمنا بفضله ،والدليل على ذلك :أن الله خلقنا و أوجدنا من عدم ،وهل العدم ينفع أو يضر؟ كما قال تعالي" قَالَ كَذَلِكَ قَالَ رَبُّكَ هُوَ عَلَيَّ هَيِّنٌ وَقَدْ خَلَقْتُكَ مِنْ قَبْلُ وَلَمْ تَكُ شيئا" مريم 9 أي كما خلقك الله تعالى من العدم ولم تكُ شيئاً موجودا ،ًوكذلك قال تعالى (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُون ِمَا أُرِيدُ مِنْهُمْ مِنْ رِزْقٍ وَمَا أُرِيدُ أَنْ يُطْعِمُونِ إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ) الذاريات 56
ويظهر حب الله سبحانه وتعالي على الإنسان في جميع مراحل تطوره من خلق الله له حتى دخوله الجنة.
ومحبة الله لعباده تنقسم إلى قسمين :محبة مطلقة ومحبة خاصة
أولا- محبة الله المطلقة لعباده
1- خلق الإنسان بيده
لقد كرم الله سبحانه وتعالى الإنسان عندما خلقه من غير واسطة، وأنه خلقه بيده كما قال تعالى "قَالَ يَا إِبْلِيسُ مَا مَنَعَكَ أَنْ تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ أَسْتَكْبَرْتَ أَمْ كُنْتَ مِنَ العالين". ص : 75
وهنا نتساءل لو أنك صنعت شيئا بيدك ألا تحب ذلك الشيء ،ولو أنك أعددت طعاما بنفسك ألا تحب أن تأكله ،ولو لم يكن شهيا ، كما كان نبي الله داوود يحب أن يأكل من عمل يده ، كما في الحديث الذي رواه البخاري (عن أَبُو هُرَيْرَةَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّ دَاوُدَ النَّبِيَّ عَلَيْهِ السَّلَام كَانَ لَا يَأْكُلُ إِلَّا مِنْ عَمَلِ يَدِهِ) صحيح كتاب : البيوع باب : كسب الرجل وعمله بيده
ولله دائما المثل الأعلى وهو الذي خلقنا من عدم بيده ،ألا يكون ذلك دليلا على حب الله لنا، ولو أنصفنا نسميه إحسانا إلينا، فنحن نذنب وهو يغفر ويستر، ولكن أصبحنا نحتاج إلى أدله لنثبت محبة الله لنا، مع أنها واضحة وضوح الشمس .
والله قدم لنا محبته وتركنا نختار، فإذا اخترنا محبته كنا من عباده المؤمنين، أعزنا بالقرب منه ،و أغنانا عمن سواه، ولكن إذا تركنا محبته سبحانه لغيره أذلنا لأننا طلبنا العزة من غيره ،وإن ذلنا الآن بين الأمم والشعوب يرجع إلى أننا قصرنا في حق الله، وأننا لم نذل إليه ، فأذلنا غيره ، فهو القائل سبحانه: (وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَلَكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَا يَعْلَمُونَ )المنافقون :8
فالله عندما خلقنا لم يفرق بين مؤمن ومشرك، و إنما أثبت خلقه لكل الموجودات، فبذلك يكون التكريم والإحسان للإنسان عموما ،فمن قبل محبة الله أصبح مؤمنا ،ومن رفض محبة الله أصبح كافرا كما قال تعالى: "هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ فَمِنْكُمْ كَافِرٌ وَمِنْكُمْ مُؤْمِنٌ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ "التغابن :2
2- الله صور الإنسان في أحسن صوره
إن الله خلق الإنسان في أحسن صوره من حيث اعتداله واستوائه ،فلم يخلقه منكبا كالحيوانات ،ولم يخلقه من ذوات الأربع بدليل أن الإنسان لا يقبل أن يكون علي هيئة الحيوان فالله خلقنا في أحسن تقويم كما قال تعالى : "لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ " التين :4
3-نفخ الروح في الإنسان
بعد أن خلقنا الله وسوانا من طين ،نفخ فينا من روحه سبحانه وتعالى والنفخ: هو إجراء الريح في الشيء، وهذا دليل آخر من التكريم والحب، لأن إضافة روح في هذه الآية إضافة إلى نفسه تشريفاً وتكريماً ،وهل التكريم والتشريف الا حبا كما في قوله تعالى:"فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ "الحجر :29
4- سجود الملائكة لآدم
حيث أمر الله سبحانه وتعالى الملائكة أن تسجد لآدم ،وهو سجود تحية وتكريم لا سجود عبادة. -ولله أن يفضل من يريد - فسجدوا إلا إبليس اللعين الذي أبى أن يسجد لأبينا آدم عليه السلام كما قال تعالى:"وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَى وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ "البقرة :34
5- العقــل :
إن الله سبحانه وتعالى وهب الإنسان عقلا يستطيع به أن يدرك الأشياء، ويختار من بدائلها ،وبالعقل يعرف الإنسان ربه عز وجل ،وفضله عليه ،فيؤمن به ويعبده ،ولقد كرم الله الإنسان بالعقل عن سائر مخلوقاته كما قال تعالى :"وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا "الاسراء : 70
6- التسخير
حيث سخر الله كل شئ في الكون لخدمة الإنسان من جماد ونبات وحيوان ،ومن هذه الأشياء تتحقق لنا الاستفادة في البر والبحر والجو ،وفي أمور حياتنا كلها كما في قوله تعالى:"وَسَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا مِنْهُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ " الجاثية : 13أي تفضلاً وتكرماً وإحسانا
7- الرزق
حيث أن الله عز وجل يرزق بني آدم كلهم مؤمنهم وكافرهم، وكذلك جميع خلقه ،فلا رازق غيره فمن سواه يرزقنا ان لم يرزقنا هوسبحانه وتعالى كما في قوله تعالى: (وما من دابة في الأرض إلا على الله رزقها..الآيةْ)هود:6 وقوله تعالى: (أَمْ مَنْ هَذَا الَّذِي يَرْزُقُكُمْ إِنْ أَمْسَكَ رِزْقَهُ بَلْ لَجُّوا فِي عُتُوٍّ ونفور) الملك:21 إذ أنه لا رازق إلا الله ،ولا واهب إلا الله ،ولا رحيم إلا الله سبحانه وتعالى عما يشركون.
و الآن نتساءل أبعد كل هذا التكريم والإحسان من الله تعالى نرفض حبه وعبادته، ألا نعود إلي رشدنا وعقلنا الذي كرمنا الله به ،وننظر في الدعوة التي دعانا الله بها إلى محبته
محبة الله الخاصة
و إنا لنتساءل أيضا إذا كانت كل هذه المحبة المطلقة من الله،فكيف بمحبة الله سبحانه وتعالى لعباده المؤمنين والصالحين ،الذين لا يعصون الله ما أمرهم ،و إذا تحدثنا في أمر هذه المحبة فحدث ولا حرج نقول وبالله التوفيق .
إن الله ما خلق هذه الدنيا إلا ليسبغ نعمه على المؤمنين من عباده ،و الحب بين الله و عباده المؤمنين حب متبادل، و يقول سبحانه في هذا: ((فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ ))المائدة:54 فحين يحبون الله يرد سبحانه على تحية الحب بحب زائد، و هم يردون على تحية الحب منه سبحانه بحب زائد، و هكذا تتوالى زيادات و زيادات، حتى نصل إلى قمة الحب. ولكن فيوضات الله على عباده المؤمنين لا تنتهي أبدا، ولو نظرنا في الآية نجد أن الله قدم محبته أولا ثم تبعها بمحبة العباد له، مما يدل على أن محبة الله لعباده إحسانا منه لا ينتهي ولن ينته.
ويمكن أن نقسم حب الله لعباده المؤمنين إلى قسمين
* محبة الله لعباده المؤمنين في الدنيـا
* محبة الله لعباده المؤمنين في الآخرة

ولنا لقاء إن شاء الله
__________________
نبيل عطوه
مصر الاسلامية
  #4  
قديم 27-08-2004, 06:34 AM
الصورة الرمزية لـ الوافـــــي
الوافـــــي الوافـــــي غير متصل
عضو جديد
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2003
الإقامة: saudia
المشاركات: 24,409
إفتراضي

جزاك الله خيرا أخي نبيل عطوه
ونفعنا بعلمك وجهدك
وأسأل الله أن يوفقك دائما للخير
وسننتظر أن تشاركنا بكتابك الذي تعمل على تأليفه
فنحن مشتاقون إلى ذلك

تحياتي

__________________


للتواصل .. ( alwafi_248@hotmail.com )

{ موضوعات أدرجها الوافـــــي }
  #5  
قديم 28-08-2004, 04:46 PM
نبيل عطوه نبيل عطوه غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Aug 2004
المشاركات: 7
إفتراضي تابع

أولا- محبة الله لعباده المؤمنين في الدنيـا
تأمل كيف أن كل هذا الحب من الله سبحانه وتعالى لكل بني آدم ،وهذا ما يسميه العلماء: عطاء الربوبية يستفيد منه المؤمن والكافر على حد سواء، ولكن عطاء الربوبيه ينتهي بالنسبة للكافر بمجرد موته ،وذلك لأنه رفض عطاء آخر من الله سبحانه وتعالى وهو: عدم قبوله التكليف الذي أمر الله به ،وهو ما يسميه العلماء، عطاء الألوهية ،وهذا ليس تكليفا بقدر ما هو تكريم وتشريف لأن الله أراد لنا النعيم الدائم في الآخرة ،وأن العبادة تكون في مصلحة العبد ،وليس في مصلحة الله .
الحب والقبول في الأرض
إذا أحب الله عبدا أحاطه برعايته وعنايته ،وجعل كل شيء في طاعته، ويسر له كل صعب، وقرب إليه كل بعيد، وهون عليه أمر الدنيا ،فلا يحس بتعب ولانصب ،وكُتب له القبول في الأرض ،وأحبه كل شيء ،وهذا ما يدل عليه الحديث: عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ إِذَا أَحَبَّ اللَّهُ الْعَبْدَ نَادَى جِبْرِيلَ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ فُلَانًا فَأَحْبِبْهُ فَيُحِبُّهُ جِبْرِيلُ فَيُنَادِي جِبْرِيلُ فِي أَهْلِ السَّمَاءِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ فُلَانًا فَأَحِبُّوهُ فَيُحِبُّهُ أَهْلُ السَّمَاءِ ثُمَّ يُوضَعُ لَهُ الْقَبُولُ فِي الْأَرْضِ(صحيح: رواه البخاري وصححه الألباني ) أي أن العبد إذا التمس محبة الله تعالى يقول لجبريل: ألا وإن رحمتي سبقت غضبى ،ألا وإني أنا الرحمن الرحيم، يا جبريل اجعل كل من في السماوات والأرض يحبون هذا العبد، لأنه اختارني على من سواي، واجعل بين المؤمنين مودة ورحمة ودليل ذلك قوله تعالىإِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَنُ وُدًّا) مريم : 96 أي مودة ورحمة .وسأضرب لكم مثالا بسيطا :لو أنك نظرت إلى رجل أسمر اللون ،ولكنه يستقبل فيوضات الله، تجد في وجهه نورا يفيض منه ،أما إذا نظرت إلى رجل أبيض اللون ،ولكن لم ينعم الله عليه بنوره، لا تجد في وجهه نورا، وأيضا إنك قد ترى إنسانا لأول مرة، ولكنك تقول له أنا رأيتك من قبل ذلك، فهذا القبول ما هو إلا فيض من حب الله .
المؤمن في معية الله
إذا أحب الله العبد كان الله معه يرعاه ،ويحيطه بعنايته، ينظر إليه فلا يعذبه أبدا، ولا يسلط عليه أحدا فيؤذيه أو يسوءه، ويُذِل له رقاب من يكرهه ويعاديه، ثم يرزقه الله العزة على الكافرين ،فلا يسمع إلا ما يُرضي الله، ولا يبصر إلا ما يُحبه الله ،وكانت يده ورجله وجميع جوارحه في طاعة الله ،فلا تمتد يده إلى ما يُغضب الله، ولا تسير رجله إلى مُحَرَّم، فتجده دائمَ الذهاب إلى المساجد متعلقا بها كما في الحديث القدسي عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنَّ اللَّهَ قَالَ مَنْ عَادَى لِي وَلِيًّا فَقَدْ آذَنْتُهُ بِالْحَرْبِ وَمَا تَقَرَّبَ إِلَيَّ عَبْدِي بِشَيْءٍ أَحَبَّ إِلَيَّ مِمَّا افْتَرَضْتُ عَلَيْهِ وَمَا يَزَالُ عَبْدِي يَتَقَرَّبُ إِلَيَّ بِالنَّوَافِلِ حَتَّى أُحِبَّهُ فَإِذَا أَحْبَبْتُهُ كُنْتُ سَمْعَهُ الَّذِي يَسْمَعُ بِهِ وَبَصَرَهُ الَّذِي يُبْصِرُ بِهِ وَيَدَهُ الَّتِي يَبْطِشُ بِهَا وَرِجْلَهُ الَّتِي يَمْشِي بِهَا وَإِنْ سَأَلَنِي لَأُعْطِيَنَّهُ وَلَئِنْ اسْتَعَاذَنِي لَأُعِيذَنَّهُ وَمَا تَرَدَّدْتُ عَنْ شَيْءٍ أَنَا فَاعِلُهُ تَرَدُّدِي عَنْ نَفْسِ الْمُؤْمِنِ يَكْرَهُ الْمَوْتَ وأنا أَكْرَهُ مَسَاءَتَهُ (صحيح :رواه البخاري) انظروا إلى حب الله لنا يعلن الحرب على من يؤذي له وليا، ،وكأنه يقول للمؤمن إذا كنت حبيبي جعلتك لا تسمع ولا تبصر إلا ما يرضيني. انه الحب الإلهي!! ولا أريد أن أسهب في شرح الحديث، ولكني اكتفيت بمعنى وحيد منه وهو حب الله لنا ولأوليائه ،وهذه المعية هي المعية الخاصة المذكورة في قوله تعالى إن الله معنا) وقول رسول الله: (ما ظنك باثنين الله ثالثهما) وقوله تعالى (وإن الله لمع المحسنين) وإذا كان الله معنا فمن يكون علينا.
البركة في الرزق
إذا أحب الله العبد بارك له في رزقه ،ورَزَقه القناعة، فلا يشكو من الفقر أبدا .كما في الحديث عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:" يَا أَبَا هُرَيْرَةَ كُنْ وَرِعًا تَكُنْ أَعْبَدَ النَّاسِ وَكُنْ قَنِعًا تَكُنْ أَشْكَرَ الناس"(رواه ابن ماجه وحسنه الألباني) ومن دلائل حب الله لنا سعة العيش، والبركة في الرزق، والطمأنينة في الدنيا، كما قال تعالىوَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى)طه :124 أما من يطع الله فيبسط الله له في رزقه ،ويرزقه القناعة
استجابة الدعاء
من دلائل حب الله لعباده المؤمنين أن يستجيب لدعائهم ،وينعم عليهم بنعمه بمجرد أن يرفع يده للسماء ويقول يا رب كما في قوله (وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ) البقرة:186، وانظر إلى هذا الحديث القدسي عَنْ أَبِي ذَرٍّ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِيمَا رَوَى عَنْ اللَّهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى أَنَّهُ قَالَ يَا عِبَادِي إِنِّي حَرَّمْتُ الظُّلْمَ عَلَى نَفْسِي وَجَعَلْتُهُ بَيْنَكُمْ مُحَرَّمًا فَلَا تَظَالَمُوا يَا عِبَادِي كُلُّكُمْ ضَالٌّ إِلَّا مَنْ هَدَيْتُهُ فَاسْتَهْدُونِي أَهْدِكُمْ يَا عِبَادِي كُلُّكُمْ جَائِعٌ إِلَّا مَنْ أَطْعَمْتُهُ فَاسْتَطْعِمُونِي أُطْعِمْكُمْ يَا عِبَادِي كُلُّكُمْ عَارٍ إِلَّا مَنْ كَسَوْتُهُ فَاسْتَكْسُونِي أَكْسُكُمْ يَا عِبَادِي إِنَّكُمْ تُخْطِئُونَ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وأنا أَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا فَاسْتَغْفِرُونِي أَغْفِرْ لَكُمْ يَا عِبَادِي إِنَّكُمْ لَنْ تَبْلُغُوا ضَرِّي فَتَضُرُّونِي وَلَنْ تَبْلُغُوا نَفْعِي فَتَنْفَعُونِي يَا عِبَادِي لَوْ أَنَّ أَوَّلَكُمْ وَآخِرَكُمْ وَإِنْسَكُمْ وَجِنَّكُمْ كَانُوا عَلَى أَتْقَى قَلْبِ رَجُلٍ وَاحِدٍ مِنْكُمْ مَا زَادَ ذَلِكَ فِي مُلْكِي شَيْئًا يَا عِبَادِي لَوْ أَنَّ أَوَّلَكُمْ وَآخِرَكُمْ وَإِنْسَكُمْ وَجِنَّكُمْ كَانُوا عَلَى أَفْجَرِ قَلْبِ رَجُلٍ وَاحِدٍ مَا نَقَصَ ذَلِكَ مِنْ مُلْكِي شَيْئًا(صحيح: رواه مسلم وصححه الألباني) انظر إلى رقة النداء في يا عبادي -ولله المثل الأعلى- كما يخاطب الأب ولده فيقول له يا بني ،ولم يكلفنا سبحانه مشقة، فكل ما علينا هو أن نطلب فقط، وهو يجيب. نطلب الهداية فيهدنا، نطلب الرزق فيرزقنا، نطلب المغفرة فيغفر لنا.وهنا يجب أن نسأل أيوجد حب مثل ذلك؟! أيضا في الحديث القدسي ٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ اللَّهُ تَعَالَى أَنَا عِنْدَ ظَنِّ عَبْدِي بِي وأنا مَعَهُ إِذَا ذَكَرَنِي فَإِنْ ذَكَرَنِي فِي نَفْسِهِ ذَكَرْتُهُ فِي نَفْسِي وَإِنْ ذَكَرَنِي فِي مَلَإٍ ذَكَرْتُهُ فِي مَلَإٍ خَيْرٍ مِنْهُمْ وَإِنْ تَقَرَّبَ إِلَيَّ بِشِبْرٍ تَقَرَّبْتُ إِلَيْهِ ذِرَاعًا وَإِنْ تَقَرَّبَ إِلَيَّ ذِرَاعًا تَقَرَّبْتُ إِلَيْهِ بَاعًا وَإِنْ أَتَانِي يَمْشِي أَتَيْتُهُ هَرْوَلَةً (صحيح :رواه البخاري) كأنه يقول يا عبدي إذا تقربت إلي فسوف أتقرب إليك بضعف أضعاف ما تتقرب به إلي ، يا عبدي إذا كنت تتعب من المشي فأنا آتي إليك هرولة ،فأنا لا أتعب أبدا، وكما في قوله تعالى: (اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لَا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلَا نَوْمٌ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ)البقرة :255 كأنه يقول لنا ناموا واطمأنوا ،فإن كانت الأم تسهر على ولدها حتى ينام، فإنها أيضا تنام، أما أنا: فأنا الحي الذي لا ينام ولا ينبغي له أن ينام،فأنا قيوم عليكم فاطمأنوا واهدأو ،ولا ترهقوا أنفسكم.
أمن المؤمن عند الموت
وإذا أحب الله العبد أمَّنَه في الدنيا ،ورزقه عند الموت أمنا وثباتا، فيرسل عليه ملائكته يقبضون روحه برفق وحنان، ويُثبتونه عند الموت، ويبشرونه بالجنة ،ويقولون له لا تخف ولا تحزن ،فان الله أرسلنا إليك مبشرين، فاطمئن سننقبض روحك، ونضعها في حنوط من حنوط الجنة، ونصعد بها إلى بارئها، ونناديك بأحب أسمائك إليك،وسيكون مصيرك إلى الجنة كما في قوله تعالى (إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ) فصلت :30فلا تخف ولا تحزن، وأبشر بالجنة التي وعدك الله بها، فهذا جزاء محبتك لله في الدنيا، وأما في الآخرة فلك جزاء عظيم، وكما جاء في الحديث عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى إِذَا أَحَبَّ عَبْدِي لِقَائِي أَحْبَبْتُ لِقَاءَهُ وَإِذَا كَرِهَ لِقَائِي كَرِهْتُ لِقَاءَهُ( رواه النسائي وصححه الألباني4303) وذلك عند موته وإن الله يحب عباده الصالحين الطائعين كما في قوله (إن الله يحب المحسنين) وقوله(إن الله يحب التوابين ويحب المتطهرين) والله لا يحب الكافرين الظالمين كما في قوله( إن الله لا يحب المعتدين ) وقوله (إنه لا يحب المسرفين )وقوله (إن الله لا يحب الخائنين
__________________
نبيل عطوه
مصر الاسلامية
  #6  
قديم 28-08-2004, 06:49 PM
الصورة الرمزية لـ الوافـــــي
الوافـــــي الوافـــــي غير متصل
عضو جديد
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2003
الإقامة: saudia
المشاركات: 24,409
إفتراضي

جزاك الله خيرا أخي الكريم نبيل

واسمح لي أن أشارك معك في بعض العلامات لهذا الحب الكبير

ففي الحديث القدسي يقول الله تعالى :
" ما غضبت على أحد كغضبى على عبد أتى معصية فتعاظمت عليه فى جنب عفوى "

ويقول عز وجل في حديث قدسي آخر :-
"إنى لأجدنى أستحى من عبدى يرفع الى يديه يقول يارب يارب فأردهما فتقول الملائكة الى هنا إنه ليس أهلا لتغفر له فأقول ولكنى أهل التقوى وأهل المغفرة أشهدكم إنى قد غفرت لعبدى"

وقال الله تبارك وتعالى فى الحديث القدسى أيضا :
"يا ابن آدم استطعمتك ولم تطعمنى فيقول: فكيف أطعمك وأنت رب العالمين فيقول: أفلم يستطعمك عبدى فلان أما تعلم انك لو أطعمته لوجدت ذلك عندى"
"يا ابن آدم استسقيتك ولم تسقنى فيقول: فكيف أسقيك وأنت رب العالمين فيقول: أفلم يستسقيك عبدى فلان أما تعلم انك لو اسقيته لوجدت ذلك عندى"
"يا ابن آدم مرضت ولم تعدنى فيقول: فكيف أعودك وانت رب العالمين فيقول: مرض عبدى فلان أما تعلم انك لو عدته لوجدتنى عنده"

ويقول الله تبارك وتعالى:
"يا عبادى إنى حرمت الظلم على نفسى وجعلته بينكم محرما فلا تظالموا
يا عبادى كلكم جائع الا من أطعمته فاستطعمونى أطعمكم
يا عبادى كلكم عار الا من كسوته فاستكسونى أكسكم
يا عبادى كلكم ضال الا من هديته فاستهدونى اهدكم
يا عبادى انكم تخطئون بالليل والنهار وأنا أغفر الذنوب جميعا فاستغفرونى اغفر لكم

كلُّ هذا من علامات الحب بين الله وعبادة
وسننتظر القادم مما تكتبه هنا بإذن الله

تحياتي

__________________


للتواصل .. ( alwafi_248@hotmail.com )

{ موضوعات أدرجها الوافـــــي }
  #7  
قديم 03-09-2004, 04:12 AM
نبيل عطوه نبيل عطوه غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Aug 2004
المشاركات: 7
إفتراضي الحب

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخي الوافي : زادك الله علما ونور بصيرتك بحبه وعلمه لترى من نور الله ملا يراه الآخرون

محبة الله لعباده المؤمنين في الآخرة
الخلــــود في الجنــة
إذا كان المؤمن في الدنيا في أمن الله ،فإنه في الآخرة يكن في رحاب الله، وإذا كان الله أنعم على كل الخلائق في الدنيا، فان كَرَمه علي المؤمن في الآخرة لم يخطر علي بال أحد ،ولن يخطر فان الله وعد أحبابه بجنة فيها من الحور العين ،وكل ما تشتهيه الأنفس ،فالله تكفل بإعداد الجنة للمؤمنين ،كما في الحديث القدسي عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ اللَّهُ أَعْدَدْتُ لِعِبَادِي الصَّالِحِينَ مَا لَا عَيْنٌ رَأَتْ وَلَا أُذُنٌ سَمِعَتْ وَلَا خَطَرَ عَلَى قَلْبِ بَشَرٍ فَاقْرَءُوا إِنْ شِئْتُمْ فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ(صحيح : رواه البخاري )تأمل في قوله أعددت وما تحمل هذه الكلمة من معاني الحب ولله المثل الأعلى إنه أحن علينا من زوجاتنا عندما تستقبلنا بكل حنان وحب ،وتكون قد أعددت لنا الطعام،وقد جعل الله لنا في جنته ما لم يخطر على قلب بشر،ويدل على ذلك قوله (يُطَافُ عَلَيْهِمْ بِصِحَافٍ مِنْ ذَهَبٍ وَأَكْوَابٍ وَفِيهَا مَا تَشْتَهِيهِ الْأَنْفُسُ وَتَلَذُّ الْأَعْيُنُ وَأَنْتُمْ فِيهَا خَالِدُونَ)الزخرف:71 وتدل كلمة خالدين على دوام النعيم، وأن الخلود ينهي على القلق النفسي الذي قد ينتاب العبد من زوال النعمة التي في يديه ،وكلمة مغفرة أيضا تعني الستر يريد الله أن يقول لنا اطمأنوا كما غفرت لكم ذنوبكم في الدنيا ،وسترتها عليكم ،فأنا الآن أسترها عليكم أيضا ،بل محوتها من ذاكرتكم حتى لا تفكروا في هذه الذنوب مرة أخرى، فيكون في أنفسكم حرج من التنعم في جناتي .
رؤية ربــهم
أما أعظم نعمة أنعم الله بها على المؤمنين في الآخرة: هي رؤية ربهم عز وجل ، فيتجلى عليهم سبحانه بنوره ،فلا يرون أحب من ذلك أبدا كما جاء في الحديث عَنْ جَرِيرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ كُنَّا عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَنَظَرَ إِلَى الْقَمَرِ لَيْلَةً يَعْنِي الْبَدْرَ فَقَالَ إِنَّكُمْ سَتَرَوْنَ رَبَّكُمْ كَمَا تَرَوْنَ هَذَا الْقَمَرَ لَا تُضَامُّونَ فِي رُؤْيَتِهِ فَإِنْ اسْتَطَعْتُمْ أَنْ لَا تُغْلَبُوا عَلَى صَلَاةٍ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ غُرُوبِهَا فَافْعَلُوا ثُمَّ قَرَأَ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ الْغُرُوبِ (صحيح :رواه البخاري ) فمن منا لا يرغب في رؤية ربه سبحانه وتعالى ،وهل يوجد حب مثل ذلك الحب الذي أنعم الله علينا به!!
وإذا كنا من المؤمنين فان الله سبحانه وتعالى يرسل إلينا إرسالات حب لا تنتهي حتى نلقى ربنا ، فمن يستقبل هذه الإرسالات يتصل بهذا الحب ،ومن يكون جهاز الاستقبال لدية لا يعمل، لا يستقبل هذا الحب- ولله المثل الأعلى -إذا نظرت إلى إرسال التليفزيون فتجده دائما جاهز لإرسال تردداته، فمن يملك جهاز تليفزيون يستقبل هذا الإرسال ، كذلك المؤمن فان جهاز استقباله يعمل دائما، أما من يرفض حب الله فان جهاز الاستقبال لديه لا يعمل، و لذلك قال سبحانه : ((بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ)) فاحرص دائما أن تتناول من يد ربك المدد الذي لا ينتهي.
كيف تعرف حب الله لك وأنت عاصٍ
و قد يسأل سائل كيف أعرف حب الله لي وأنا عاصٍ ؟فأنا أريد دليل عملي يحدث لي في حياتي حتى أشعر بهذا الحب . قبل أن نتحدث في هذه النقطة نريد أن نسألك بعض الأسئلة ،ونترك لك بعض الوقت تجيب عليها بينك وبين نفسك.
كم مرة أذنبت؟
ما هو حجم هذه الذنوب ؟
هل رآك أحد وأنت تذنب ؟
هل أنت الآن على معصيتك أم أن الله منَّ عليك بالتوبة ؟
و الآن هل أجبت عن هذه الأسئلة في نفسك ؟
نقول لك إن من دلائل حب الله لك ،وفضله عليك، إنك قد أذنبت كثيرا ،و أغرقت نفسك في ظلمة المعصية، حتى ظننت انك لن تعود إلى نور الإيمان، لان ذنبك عظيم، وانك هالك لا محالة ،وقد ضاقت عليك الدنيا بما رحبت ، فإذا كانت هذه هي حالتك، فتأمل فضل الله عليك.
إذا كنت أنت قد عصيت الله، واستبحت حرماته ،فهو لم يقبض روحك، و لم يمنع رزقه عنك، ومازال يرزقك ،ثم نريد أن نسألك
ما هي عقوبة ذنوبك ؟ هل عاقبك الله بها في الحال ؟ ماذا لو عاقبك الله بها في الحال ؟
فإذا كنت قد ارتكبت جريمة الزنا مثلا ،هل عاقبك الله بعقوبة الزنا ،وهي إما الجلد، وإما الرجم، وماذا لو كانت عقوبتك الرجم ؟ أكنت على قيد الحياة الآن ؟ ولو كنت قد سرقت هل عاقبك الله بقطع يدك؟ ولكن الله وهو الحليم أمهلك ،وأعطى لك مزيدا من الفرص، لتعود إليه ،وترجوه أن يغفر لك هذه الذنوب، ثم بعد ذلك منَّ الله عليك بالستر فسترك عن أعين الناس ،حتى لا تكونَ بينهم مذموما مُحْتَقرا، كما في الحديث عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لَا يَسْتُرُ اللَّهُ عَلَى عَبْدٍ فِي الدُّنْيَا إِلَّا سَتَرَهُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ (صحيح :رواه مسلم) وكما سترك الله في الدنيا أمر المؤمنين بسترك أيضا كما جاء في الحديث أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ وَمَنْ سَتَرَ مُسْلِمًا سَتَرَهُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ (صحيح : رواه البخاري ومسلم)ومعنى مَوْءُودَةً : البنت كانت تدفن حية في الجاهلية
أما إذا عاقبك الله بعقوبة جريمتك في الدنيا، فإن ذلك رحمة بك، وبدلا لك من عذاب الآخرة ،فلا يجمع الله بين عقوبة الدنيا وعقوبة الآخرة، كما في الحديث: عَنْ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَنْ أَذْنَبَ فِي الدُّنْيَا ذَنْبًا فَعُوقِبَ بِهِ فَاللَّهُ أَعْدَلُ مِنْ أَنْ يُثَنِّيَ عُقُوبَتَهُ عَلَى عَبْدِهِ وَمَنْ أَذْنَبَ ذَنْبًا فِي الدُّنْيَا فَسَتَرَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَفَا عَنْهُ فَاللَّهُ أَكْرَمُ مِنْ أَنْ يَعُودَ فِي شَيْءٍ قَدْ عَفَا عَنْهُ (رواه احمد وحسنه الترمذي وأقره الذهبي) ومعني يُثَنِّيَ : يجمع
وتخيل وأنك غارق في ذنوبك يبسط الله لك يديه لتتوب ،ويناديك يا عبدي: هل لك رب سواي يغفر لك ذنوبك، هل لك رب سواي يسترك ، كما في قوله تعالى( قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ ) الزمر:53وكما في الحديث عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ يَنْزِلُ رَبُّنَا تَبَارَكَ وَتَعَالَى كُلَّ لَيْلَةٍ إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا حِينَ يَبْقَى ثُلُثُ اللَّيْلِ الْآخِرُ يَقُولُ مَنْ يَدْعُونِي فَأَسْتَجِيبَ لَهُ مَنْ يَسْأَلُنِي فَأُعْطِيَهُ مَنْ يَسْتَغْفِرُنِي فَأَغْفِرَ لَهُ(صحيح : رواه البخاري) وكما في الحديث أيضا عَنْ أَبِي مُوسَى عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يَبْسُطُ يَدَهُ بِاللَّيْلِ لِيَتُوبَ مُسِيءُ النَّهَارِ وَيَبْسُطُ يَدَهُ بِالنَّهَارِ لِيَتُوبَ مُسِيءُ اللَّيْلِ حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ مِنْ مَغْرِبِهَا (صحيح :رواه مسلم) تأمل حب الله لك جعل باب التوبة مفتوحا لك حتى قيام الساعة ، و أما إذا كانت ذنوبك تنوء بحملها أولى العصبة ،وظننت أنك هالك لا محالة ،خاطبك قائلا لك في الحديث القدسي عن أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ قَالَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى يَا ابْنَ آدَمَ إِنَّكَ مَا دَعَوْتَنِي وَرَجَوْتَنِي غَفَرْتُ لَكَ عَلَى مَا كَانَ فِيكَ وَلَا أُبَالِي يَا ابْنَ آدَمَ لَوْ بَلَغَتْ ذُنُوبُكَ عَنَانَ السَّمَاءِ ثُمَّ اسْتَغْفَرْتَنِي غَفَرْتُ لَكَ وَلَا أُبَالِي يَا ابْنَ آدَمَ إِنَّكَ لَوْ أَتَيْتَنِي بِقُرَابِ الْأَرْضِ خَطَايَا ثُمَّ لَقِيتَنِي لَا تُشْرِكُ بِي شَيْئًا لَأَتَيْتُكَ بِقُرَابِهَا مَغْفِرَةً (صحيح : رواه الترمذي وصححه الألباني) ومعنى قراب : أي ما يقارب ملء الأرض
تأمل حب الله لك، وعفوه عنك في هذا الحديث، إنه يغفر لك كل ذنوبك ،حتى لو بلغت السحاب في السماء ،ولو كانت ملء الأرض، وليس ذلك فقط بل يدخلك جنته إذا بادرت بالتوبة ،وندمت على ما فعلت ، بشرط وحيد ألا تشرك به شيئا ،وكما سترك في الدنيا يسترك في الآخرة ،و في الحديث سئل ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا كَيْفَ سَمِعْتَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ فِي النَّجْوَى فَقَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ إِنَّ اللَّهَ يُدْنِي الْمُؤْمِنَ فَيَضَعُ عَلَيْهِ كَنَفَهُ وَيَسْتُرُهُ فَيَقُولُ أَتَعْرِفُ ذَنْبَ كَذَا أَتَعْرِفُ ذَنْبَ كَذَا فَيَقُولُ نَعَمْ أَيْ رَبِّ حَتَّى إِذَا قَرَّرَهُ بِذُنُوبِهِ وَرَأَى فِي نَفْسِهِ أَنَّهُ هَلَكَ قَالَ سَتَرْتُهَا عَلَيْكَ فِي الدُّنْيَا وَأَنَا أَغْفِرُهَا لَكَ الْيَوْمَ فَيُعْطَى كِتَابَ حَسَنَاتِهِ وَأَمَّا الْكَافِرُ وَالْمُنَافِقُونَ فَيَقُولُ الْأَشْهَادُ هَؤُلَاءِ الَّذِينَ كَذَبُوا عَلَى رَبِّهِمْ أَلَا لَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الظَّالِمِين َ" صحيح : رواه البخاري ومسلم وكنفه : ستره وعفوه و النجوى : محادثة الله عبده
و الآن نتساءل أليس كل ذلك حبا لك؟ أذنبت فسترك وأمهلك، وإذا رجعت وتبت قبلك وكرَّمَك، حتى أسبغ عليك نعمه وفي جنته أدخلك، فارجع إلى الله ،فلا ملاذ لك غيره ،ولا مأوى لك سواه، كما في قوله تعالى (أَمْ مَنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الْأَرْضِ أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ قَلِيلًا مَاتذكرون)النمل :62
أيا من لا يخيب إليه راجي ولم يراه الحاج المناجي
أقلني عثرتي واغفر ذنوبي وهب لي منك عفواً واقض حاجي
فما لي غير إقراري بجرمي وعفوك حجة يوم احتجاجي
__________________
نبيل عطوه
مصر الاسلامية
  #8  
قديم 04-09-2004, 04:34 PM
نبيل عطوه نبيل عطوه غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Aug 2004
المشاركات: 7
إفتراضي الحب

الإبتلاء
و قد يسأل سائل إذا كان الله يحبني كل هذا الحب فلما يبتليني بالفقر مثلا أو بالمرض ؟
نقول له اعلم أن من شدة حب الله للعبد ابتلاءه ،وقد تتعجب من ذلك، ولكن لا تعجب، وهل كان الله لا يحب أنبياءه ورسلَه ؟! فانهم كانوا أشد الناس إبتلاءً . واعلم أن البلاء نوعان :بلاء بالنعمة كالمال والولد والسلطان ،فإذا كان هؤلاء عند العبد أحب إليه من الله، أصبحت النعمة نقمة عليهم ،والدليل على أن النعمة بلاء قوله تعالى: (فَأَمَّا الْإِنْسَانُ إِذَا مَا ابْتَلَاهُ رَبُّهُ فَأَكْرَمَهُ وَنَعَّمَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَكْرَمَنِ)الفجر :15 أما النوع الثاني فهو بلاء بالمشقة ،كالفقر والمرض كما في قوله (وَأَمَّا إِذَا مَا ابْتَلَاهُ فَقَدَرَ عَلَيْهِ رِزْقَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَهَانَنِ) الفجر :16
الإشراك في محبة الله
واعلم أن حب الأموال والأولاد مثلا -وهم نعمةٌ من الله- إن كانوا أَحَبَّ إلي العبد من الله سبحانه وتعالى ،فانه قد أشرك في محبة الله سبحانه وتعالى ،كما قال تعالي قُلْ إِنْ كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُمْ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ) التوبة :24واعلم أن محبة المؤمنين لربهم أشد من محبة هؤلاء المشركين لربهم ولأندادهم ، ثم إن اتخاذ الأنداد هو من أعظم الذنوب، كما في الحديث عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ سَأَلْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَيُّ الذَّنْبِ أَعْظَمُ عِنْدَ اللَّهِ قَالَ أَنْ تَجْعَلَ لِلَّهِ نِدًّا وَهُوَ خَلَقَكَ قُلْتُ إِنَّ ذَلِكَ لَعَظِيمٌ قُلْتُ ثُمَّ أَيُّ قَالَ وَأَنْ تَقْتُلَ وَلَدَكَ تَخَافُ أَنْ يَطْعَمَ مَعَكَ قُلْتُ ثُمَّ أَيُّ قَالَ أَنْ تُزَانِيَ حَلِيلَةَ جَارِكَ (صحيح :رواه البخاري) فأنزل الله تصديق ذلك: (وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَا يَزْنُونَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا) الفرقان :68 فدعاء إله آخر مع الله هو اتخاذ ند من دون الله يحبه كحب الله، إذ أصل العبادة المحبة ، وكما قال تعالىيَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ وَأَوْلَادِكُمْ عَدُوًّا لَكُمْ فَاحْذَرُوهُمْ وَإِنْ تَعْفُوا وَتَصْفَحُوا وَتَغْفِرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رحيم)التغابن :14 وكما قال تعالى (إِنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلَادُكُمْ فِتْنَةٌ وَاللَّهُ عِنْدَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ)التغابن :15 إذن كل نعمة تؤدي إلى البعد عن الله فهي فتنة ونقمة، ولا يفرح الإنسان بالنعمة لأنه إن لم يشكر الله عليها، و إن لم تقربه من الله تعالى تكن عليه و بالاً وجحيماً ، أما إذا ابتلى الله عبده ببعض الأمراض مثلا أو بالفقر فصبر واحتسب ذلك عند الله، فسوف يكون من الذين يحبهم الله تعالى كما قال تعالى: (وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ)البقرة 155 وكما قال تعالى (وَاللَّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ) واعلم أن أمر المؤمن كله خير كما في الحديث عَنْ صُهَيْبٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَجَبًا لِأَمْرِ الْمُؤْمِنِ إِنَّ أَمْرَهُ كُلَّهُ خَيْرٌ وَلَيْسَ ذَاكَ لِأَحَدٍ إِلَّا لِلْمُؤْمِنِ إِنْ أَصَابَتْهُ سَرَّاءُ شَكَرَ فَكَانَ خَيْرًا لَهُ وَإِنْ أَصَابَتْهُ ضَرَّاءُ صَبَرَ فَكَانَ خَيْرًا لَهُ (صحيح :رواه مسلم وصححه الألباني انظر حديث رقم : 3980 في صحيح الجامع . ) علمت كيف يحبك الله سبحانه وتعالى إذا صبرت على الأذى والبلاء !!
محبة العبـد لله
والآن وقد تأكد لك وعلمت علم اليقين محبة الله لك، وأنه جعل كل شيء يحبك كما وعد، فجعل الملائكة يحبونك و يستغفرون لك،و وجعل لك القبول في الأرض، وجعل بين المؤمنين مودةً ورحمة، ألا تستحي وتبادل الحب بحب ؟واعلم أن المحبة على قسمين:
المحبة الواجبة : وهي تقتضي أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما ،بحيث لا يحب شيئا يبغضه كما قال تعالي (لَا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ ) المجادلة :22وذلك يقتضي محبة جميع ما أوجبه الله تعالي وبغض ما حرمه الله تعالى .
المحبة المستحبة : وهي أن يحب ما أحبه الله من النوافل والفضائل محبة تامة وهذه حال المقربين الذين قربهم الله إليه كما في الحديث القدسي أن رسول الله قال فيما يرويه عن ربه (وما تقرب إلي عبدي بمثل أداء ما افترضت عليه ولا يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه) صحيح : رواه البخاري وصححه الألباني انظر حديث رقم : 1782 في صحيح الجامع .
ويجب أن نعرف انه لا فرق بين الأركان التعبدية من شهادة أن لاإله إلا الله محمد رسول الله ،وإقام الصلاة، وصوم رمضان وحج البيت من استطاع إليه سبيلا ،وبين عمارة الدنيا ،والتي تؤدي إلى إسعاد الناس .
فالأركان التعبدية ضرورية للشحن الإيماني حتى نستطيع إعمار الدنيا .وأما تقسيم علماء الفقه للأركان إلى عبادات ومعاملات إنما هو تقسيم اصطلاحي
محبة العبد لله
اعلموا أن دلائل محبة العبد لله سبحانه وتعالى هي الطاعة عن بصيرة, فإذا سألتك هل تحب الله سبحانه وتعالى؟ سوف تكون الاجابة: نعم بالطبع وهل يحب الله أحدٌ مثلي. فأقول هل تطيعه هل تصلى هل تصوم ؟ لا تترد في الإجابة
تعصي الإله وأنت تزعم حبه هذا محال في القياس شنيع
لو كان حبك صادقا لأطعته إن المحب لمن أحب مطيع
إذا أراد العبد أن يتأكد من محبته لله لابد وأن تكون عبادته خالصة لوجهه تعالى بمعنى أنه إذا ذهب إلى الصلاة ليصلي لابد أن يسأل نفسه لماذا يذهب للصلاة؟- وهكذا في كل العبادات- فيسأل هل الغاية هي الحصول على أجر هذه الصلاة؟ -وهى مثلا الصلاة بعشر صلوات- وهذا لا حرج فيه إطلاقا ،لأن ذلك وعد الله سبحانه وتعالى لنا، أم أن الغاية هي حب لقاء الله سبحانه وتعالى، والتذلل والخشوع له، والشوق إلى لقاءه، حيث يجب أن تكون عبادتك لله عز وجل خالصة له كما قال تعالى (إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لَا نُرِيدُ مِنْكُمْ جَزَاءً وَلَا شُكُورًا) الإنسان : 9 ثم إذا ذهبت إلى الصلاة هل تريد أن يقصر الإمام في الصلاة حتى تلحق بالمسلسل أو بالمباراة ؟أم تريد أن يطيل في الصلاة حتى تطيل اللقاء مع الله سبحانه وتعالى؟ فتأنس به وينشرح صدرك وتحس أنك في ملكوت الله ،ولكن قبل أن تجيب انظر إلى قول الله تعالى لسيدنا موسى عليه السلام (وَمَا تِلْكَ بِيَمِينِكَ يَا موسى قَالَ هِيَ عَصَايَ أَتَوَكَّأُ عَلَيْهَا وَأَهُشُّ بِهَا عَلَى غَنَمِي وَلِيَ فِيهَا مَآرِبُ أُخْرَى) طه : 18 وهنا يجب أن نسأل لماذا أطال سيدنا موسى عليه السلام في الحديث مع الله ،ولم يكتفي بقوله هي عصاي أتوكأ عليها فقط ،ولكنه زاد - وأهش بها على غنمي -إنما أراد أن يتلذذ بالكلام مع الله سبحانه وتعالى وهذا حال المحبين لا يملوا الحديث مع بعضهم .والآن أيهما أحب إليك: الانصراف مسرعا من الصلاة إلى مشاهدة التليفزيون أم التلذذ بالوقوف بين يدي الله سبحانه وتعالى ؟
المقصود من ذلك ألا ننظر إلى حجم الجزاء فقط بقدر أننا نقصد بهذا العمل التقرب من الله، والحب له، وإن كان هدف الحصول على الجزاء من الله مشروعا أيضا بل واجب الحصول عليه ،لأنه من الله، ولكن حب الله غاية أسمى وأجل، وكذلك في كل العبادات يجب أن تكون الغاية منها هي محبة الله سبحانه فيجب أن يكون الله ورسوله أحب ألينا مما سواهما وهذا واضح من الحديث الآتي عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ ثَلَاثٌ مَنْ كُنَّ فِيهِ وَجَدَ حَلَاوَةَ الإيمان أَنْ يَكُونَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِمَّا سِوَاهُمَا وَأَنْ يُحِبَّ الْمَرْءَ لَا يُحِبُّهُ إِلَّا لِلَّهِ وَأَنْ يَكْرَهَ أَنْ يَعُودَ فِي الْكُفْرِ كَمَا يَكْرَهُ أَنْ يُقْذَفَ فِي النَّار (صحيح :رواه البخاري) فمحبة الله ورسوله تُوجِد حلاوة في القلب لا يحس الإنسان بمثلها، حتى ولو كانت في جماع الزوجة ،فإن كانت هذه لذة عظيمة فإن لذة التضرع إلى الله أعظم وأحلى، ولما لا يكون الله ورسوله أحب إلينا مما سواهما، وقد قدم الله لنا محبته فهو الذي خلقنا ،وهو الذي يرزقنا، وهو الذي أنعم علينا بنعم لا تعد ولا تحصى كما قال تعالى (وَآتَاكُمْ مِنْ كُلِّ مَا سَأَلْتُمُوهُ وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا إِنَّ الْإِنْسَانَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ) ابراهيم :34 فإياك أن تنشغل بالنعمة عن المنعم
أحبك حبين حب الهوى وحبا لأنك أهـل لذاكـا
فأما الذي هو حب الهـوى فشغلي بذكرك عمن سواكـا
وأما الذي أنت أهل لــه فكشفك لي حتى أراكــا
فلا الحمد في ذا ولا ذاك لي ولكن لك الحمد في ذا وذاكا
__________________
نبيل عطوه
مصر الاسلامية
 


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع
بحث في هذا الموضوع:

بحث متقدم
طريقة العرض

قوانين المشاركة
لا بإمكانك إضافة موضوع جديد
لا بإمكانك إضافة مشاركات جديدة
لا بإمكانك إضافة مرفقات
لا بإمكانك تعديل مشاركاتك

كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

حوار الخيمة العربية 2005 م