بسم الله الرحمن الرحيم
إستوقفني هذا الحديث النبوي الشريف كثيراً ، كونه يدعو إلى طاعة ولي الامر (الحاكم ) و لو أخذ مال رعاياه و ضرب ظهورهم
خصوصاً أن فقهاء السلاطين يرددونه كلماعرضت عليهم مظلمة من أحد العباد الضعفاء ، و يتأولونه حتى يكون عذراً لظلم السلطان و التجبر و الخروج عن شرع الله
لذا بحثت في الامر و إستنتجت وفق لفظ الحديث أن ذلك مجرد تفسير خاطيء و تعدي على المعنى الذي أراده الرسول الكريم صلى الله عليه و سلم
و الذي لا يمكن و هو الذي لا ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى أن يشرع ظلم و طغيان ، مهما كانت الاسباب او الاحوال
و حتى يُفهم مرادي ، أعرض الاحاديث التي ورد فيها هذا اللفظ او أشباهه ، ثم لي تعقيب:
قال رسول الله محمد بن عبدالله ، صلى الله عليه و سلم :-
1- (( تكون هدنة على دخن، ثم تكون دعاة الضلالة، قال : فإن رأيت يومئذ
خليفةلله في الأرض فالزمنه، و إن نهك جسمك، و أخذ مالك، فإن لم تره فاهرب في الأرض، و لو أن تموت و أنت عاض بجذل شجرة
"السلسلة الصحيحة" الألباني
2- أتيت الكوفة في زمن فتحت تستر أجلب منها بغالا، فدخلت المسجد، فإذا صدع من الرجال، وإذا رجل جالس، تعرف إذا رأيته أنه من رجال أهل الحجاز، قال : قلت : من هذا؟
فتجهمني القوم، وقالوا : أما تعرف هذا؟ هذا حذيفة صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم
فقال حذيفة : إن الناس كانوا يسألون رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الخير، وكنت أسأله عن الشر. فأحدقه القوم بأبصارهم، فقال :
إني قد أرى الذي تنكرون!إني قلت : يا رسول الله!أرأيت هذا الخير الذي أعطانا الله، أيكون بعده شر، كما كان قبله؟ قال : نعم. قلت : فما العصمة من ذلك؟ قال :
السيف. قلت : يا رسول الله، ثم ماذا؟ قال : إن كان
لله خليفة في الأرض، فضرب ظهرك، وأخذ مالك، فأطعه وإلا فمت وأنت عاض بجذل شجرة.
قلت : ثم ماذا؟
قال : ثم يخرج الدجال معه نهر، ونار، فمن وقع في ناره وجب أجره، وحط وزره، ومن وقع في نهره وجب وزره وحط أجره.
قال : قلت : ثم ماذا؟
قال : ثم هي قيام الساعة
؟
"حسن صحيح أبي داود"
3- تكون هدنة على دخن : … ثم تكون دعاة الضلالة، فإن رأيت يومئذ
خليفة الله في الأرض فالزمه، وإن نهك جسمك، وأخذ مالك، وإن لم تره فاضرب في الأرض، ولو أن تموت وأنت عاض على جذل شجرة حسن الألباني صحيح الجامع
4- عن حذيفة، قال : قلت : يا رسول الله! أيكون بعد هذا الخير شر، كما كان قبله شر؟
قال : نعم، قلت : فما العصمة؟!
قال :
السيف
قلت : وهل بعد السيف بقية؟!
قال : نعم، تكون إمارة على أقذاء، وهدنة على دخن، قلت : ثم ماذا؟!
قال : ثم تنشأ
دعاة الضلال، فإن كان
لله في الأرض خليفة جلد ظهرك، وأخذ مالك؛ فأطعه؛ وإلا فمت وأنت عاض على جذل شجرة
قلت : ثم ماذا؟!
قال : ثم يخرج الدجال بعد ذلك معه نهر ونار، فمن وقع في ناره؛ وجب أجره، وحط وزره، ومن وقع في نهره؛ وجب وزره، وحط أجره
قال : ثم ماذا؟!
قال : ثم ينتج المهر، فلا يركب حتى تقوم الساعة.
"إسناده حسن رجاله ثقات الألباني مشكاة المصابيح "
هذا ما استطعت جمعه من أحاديث الرسول صلى الله عليه و سلم الصحيحة ، و التي بين من خلالها وجوب طاعة الامر و لو ضرب الظهر و أخذ المال
و الواضح ان الرسول الكريم أشار بشكل واضح الى ان تلك الطاعة واجبة لمن هو خليفة لله في الارض ، أي الذي يلتزم بشرائعه و يتبرأ من الكفار ، لا حكام اليوم المشرعين للحرام الموالين للكفار
فلا يمكن- لغوياً على الاقل - ان تطلق على شخص انه خليفة الله عز و جل تجب طاعته بينما هو لا يلتزم بشرائع الذي إستخلفه!
و بالتالي يمكنه ان يضرب ظهرك حداً او ان يأخذ مالك زكاة او جزية.
أما ما عدا ذلك فإنه السيف ، و قد تمت الاشارة الى ذلك في الاحاديث بشكل واضح و صريح.
و حيث إنني لا أجترأ على التفسير ، اكتفيت بألفاظ النبي صلى الله عليه وسلم الصريحة ، و بينت ذلك أعلاه بلون مختلف.
و ليس بعد قول سيدالخلق صلى الله عليه و سلم قول.
و الله من وراء القصد و هو الهادي الى سواء السبيل.