يا مالك الملك
يا مالك الملك و الأكوان والناس
الواحد الفرد ذو السلطان و الباس
العالم السر والأسرار والنجوى
المدرك الحس والأحساس والجاس
أتيت أمزج دمعي بالدم القاني
وأقدم القول بين اليمن والياس
وأحمل النفس عند الباب أكرهها
لكنني رغم بذلي يائس آسي
أتيت أعلن يا رحمن إفلاسي
وأطلب التوب من إغلاس أنفاسي
"رباه عفوك إني كافر جاني "
"أعريت نفسي و أكسيت الهوى الكاسي"*
تبعت في الكون دنيا أنت تكرهها
ولم أبالي بإيمان و إنكاس
وجلت في النفس أهواء تحرمها
ما بين كأس وغانية و إركاس
حتى انقضى العمر لا سمع ولا بصر
ولا مبادٍ ولا دين ولا آس
تلك المغاني لم أهنى بخطبتها
إلا هموم تميد الراسي الجاسي
وتلك يمني وآمالي وآرابي
جميعها أفلت رجس وإركاس
أدعوك أدعوك والآمال تعصف بي
واليمن يضرب أخماس بأسداس
أدعوك والعبرة الحمراء تخنقني
وعار ذنبي يجيش الخافق الآسي
أدعوك والنفس آهات ممزقة
ترجو المتاب وترجو عفو إلباسي
"رباه هل ينقضي عمري ببارقة"*
فأغدو في النار أصلى وزر إركاس
هذا متابي فإن تعفو فعن دنس
أغراه طيش الصبا والوجد والباس
• هذه الأبيات للشاعر الكبير إلياس أبو شبكة بتصرف
|