حكم سماع الاغاني

[سوزان محمد]

بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على رسول الله..

وردت الأدلة العديدة على تحريم الغناء وآلات اللهو والطرب وقد أجمع أهل العلم على ذلك,مما يتسبب فيه من مضار بالغة ومما قد يزين له الشيطان من الوقوع في ما حرم الله,
والغناء كما هو معلوم لمن يسمع له يبعث على (الغفلة) والغفلة حالة أشبه بالسكر
التي تجر ورائها إلى إنشغال القلب عن ما هو أحسن وأصلح ومما تجر إليه من حالات من العشق
والهيام و الوقوع في الفواحش بأنواعها وإنتهاك لحرمات الله, والإبتعاد عن ذكر الله والعمل الصالح.

قال تعالى : {وَاسْتَفْزِزْ مَنِ اسْتَطَعْتَ مِنْهُمْ بِصَوْتِكَ} (هنا يخاطب الله تعالى إبليس وصوت إبليس هو الغناء والطرب )

وثبت أن عائشة أدخلت جاريتين صغيرتين في يوم عيد تغنيان بشيء من شعر العرب، وليستا بمغنيتين، فدخل أبو بكر -رضي الله عنه- فقال: أمزمار الشيطان في بيت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فأقره النبي -صلى الله عليه وسلم- على تسمية الغناء مزمار الشيطان.

قال تعالى { وَتَضْحَكُونَ وَلَا تَبْكُونَ وَأَنْتُمْ سَامِدُونَ} (والسمود هنا هو الغناء الذي يسبب الغفلة التي تبعث على فعل ما حرم الله )

قال تعالى : {أَفَمَنْ زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ فَرَآهُ حَسَنًا فَإِنَّ اللَّهَ يُضِلُّ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ فَلا تَذْهَبْ نَفْسُكَ عَلَيْهِمْ حَسَرَاتٍ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِمَا يَصْنَعُونَ }
قال الله تعالى : {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ}
قال ابن مسعود -رضي الله عنه- "والله الذي لا إله إلا هو أنه الغناء"؛ يعني لهو الحديثوقد روى عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: (الغناء ينبت النفاق في القلب كما ينبت الماء الزرع)

عن ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( إن الله حرم الخمر والميسر والكوبة وكل مسكر ) والكوبة هي : الطبل .

وقد صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال : ( ليكونن من أمتي أقوام يستحلون الحر والحرير والخمر والمعازف) والحر هو : الفرج الحرام - يعني الزنا - والمعازف هي : الأغاني وآلات الطرب .

و عن عمران بن حصين رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " يكون في أمتي قذف وخسف ومسخ " فقال رجل من المسلمين متى ذلك يا رسول الله؟ قال " إذا ظهرت القيان والمعازف وشربت الخمور "

ومما ورد من الأدلة من الكتاب والسنة وحديث أهل العلم يجب على كل مسلم ومسلمة أن يتقي
الله في نفسه و ممن حوله وأن يبتعد عن خطوات الشيطان وحبائله التي لا تجر إلا إلى المصائب
والآفات والفتن وأمراض القلوب ولو تم الإنشغال بما هو أهم كقراءة كتاب الله عز و جل (القرآن الكريم)
والإنصات له وبالأمور التي ليس من ورائها ضرر ولا تعارض الدين لكان أصلح له وأصفى لنفسه,
نسأل الله أن يهدي ضالة المسلمين وأن يدلهم على الخير وحسن اتباعه وأن يبعدهم عن الشر
وحسن إجتنابه.