شفى الله مرضى بالعراق فإنني =على كل مرضى بالعراق شفيق

[يتيم الشعر]

يقولون ليلى في العراق مريضة = فيا ليتني كنت الطبيب المداويا
ويا ليت ليلى والعراق ومن به = بالقرب مني ساكنين جواريا
ويا ليتني أعدو فابلغ مدهم = وياليتني درع عليهم حاميا
ذكرت ليلى والسنين الخواليا =بليلى فلهاني وما كنت لاهيا
ويوم كظل الرمح قصرت ظله = بذات الغضى تزجى المطي النواجيا
بثمدين لاحت نار ليلى وصحبتي = بدا في سواد الليل فردا يمانيا
فقال بصير القوم : لمحة كوكب =بعليا تسامى ضوءها فبداليا
فقلت له : بل نار ليلى توقدت =وليت الغضى ماشي الركاب لياليا
فليت ركاب القوم لم تقطع الغضى =إذا جئتكم بالليل لم أدر ما هيا
فيا ليل كم من حاجة لي مهمة=يظنان كل الظن أن لا تلاقيا
وقد يجمع الله الشتيتين بعدما=وجدت طوال الدهر للحب شافيا
لحا الله أقواما يقولون : إنني= وأعلاق ليلى في فؤادي كما هيا
فشب بنو ليلى وشب بنو ابنها= ولا توبة حتى احتظنت السواريــا
ولم ينسني ليلى افتقار ولا غنى = قضى الله في ليلى و لا ما قضى ليا
خليلي لا والله مـــا أملك الـذي = فهلا بشيء غير ليلى ابتلانيـــا
قضاها لغيري وابتلاني بحبهـــا = فما للنوى ترمي بليلى المراميـــا
فهذي شهور الصيف عنا قد انقضت = وداري بأعلى حضرموت اهتدى ليا
فلو كان واش باليمامـــــة داره = وقد عشت دهرا لا أعد اللياليــا
أعــد الليالي ليلــة بعد ليلــة= أحدث عنك النفس بالليل خاليا
يقولون ليلى في العراق مريضة = فما لك لا تضنى وانت صديق
شفى الله مرضى بالعراق فإنني =على كل مرضى بالعراق شفيق
فإن تك ليلى بالعراق مريضة = فإني في بحر الحتوف غريق
أهيم بأقطار البلاد وعرضها = ومالي الى ليلى الغداة طريق
كأن فؤادي فيه مور بقادح =وفيه لهيب ساطع وبروق
إذا ذكرتها التفس ماتت صبابة = لها زفرة قتّالة وشهيق
سقتني شمس يخجل البدر نورها =ويكسف ضوء البرق وهو بروق
غرابية الفرعين بدرية السنا = ومنظرها بادي الجمال أنيق
أظل رزيح العقل ما أطعم الكرى = وللقلب مني أنة وخفوق
برى حبها جسمي وقلبي ومهجتي =فلم يبق إلا أعظم وعروق
فلا تعذلوني إن هلكت ترحموا= علي ففقد الروح ليس يعوق
وخطوا على قبري اذا مت واكتبوا = قتيل لحاظ مات وهو عشيق
الى الله أشكو ما ألاقي من الهوى = بليلى ففي قلبي جوى وحريق
يقولون ليلى في العراق مريضة =فأقبلت من مصر إليها أعودها
فوالله ما أدرى إذا انا جئتها = أأبرئها من دائها أم أزيدها
تعلق قلبي طفلة عربية =تنعم في الديباج و الحلى و الحلل
لها مقلة لو أنها نظرت بها=إلى راهب قد صام لله و أبتهل
لأصبح مفتوناً معنى بحبه=كأن لم يصم لله يوماً و لم يصل
حجازية العينين مكية الحشى=عراقية الأطراف رومية الكفل
تهامية الأبدان عبسية اللمى =خزاعية الأسنان درية القبل
و لا عبتها الشطرنج خيلى ترادفت =و رخى عليها دارة بالشاه بالعجل
و قد كان لعبى كل دس بقبلة =أقبل ثغراً كالهلال إذا أفل
فقبلتها تسعاً و تسعين قبلةً=وواحدة أيضاً و كنت على عجل
و عانقتها حتى تقطع عقدها= و حتى فصوص الطوق من جيدها انفصل

<******>doPoem(0)