الى امهات المفقودين
خواطر جزائرية يكتبها كاهن المنفى
إلى أمهات المفقودين: لا نامت أعين الجبناء
عذرا على الذل الذي اصابكن
في مسيرة البحث عن فلذات أكبادكن
عندما أراكن حزينات تبحثن
أتمنى لو كنت مفقودا لا فاقدا!
وعندما تعدن بعد البحث الى بيوتكن
أواصل التمعن في وضعنا الشبيه بالبائد
فاجد أن عذابكن لا يوصف
وحالكن يجعل كل عقل شارد
تشرق الشمس وترتفع درجة الحرارة
لكن جسمي يبقى باردا
وتسقط كل اوراق التوت
ويأبى النظام إلا الحفاظ على الوضع السائد!
وتنكشف وجوه الازمة
فيسترها الاعلام الكائد
*****
أنتن الحرائر
أنتن الجزائر
*****
قالوا فلتأخذن النقود
والامور الى مجراها تعود
فقلتن إننا على الاستعداد للذهاب الى ابعد الحدود!
متى يفهم الأوغاد انه لا ثمن للدماء التي سالت كالسدود؟
*****
أنتن العزة
زمن الردة
أنتن الهمة
وقت الشدة
*****
أيتها الأمهات المعذبات في وطن المقابر الجماعية
والتعذيب والظلم والطغيان والجرائم ضد الانسانية
لقد رفعتن شعار "قسماً مانا حابسين"
ونحن نشد على أيديكن في البحث جادين
ونقول معكن: لا للمساومة, لا للنسيان..
لا حل إلا بالكشف عن المطمور في باطن الجبال والوديان!.
*****
أنتن الحرائر
أنتن الجزائر
*****
بحث وبحر وعذاب
مكر وغم وسحاب
سم وهم وضباب
سيحكم الشعب يوما على الطاغوت بالذهاب
وستزول ـ باذن الله ـ سلطة الكلاب
وعندها ستعرفن الحقيقة الكاملة عن فلذات الاكباد والاحباب
ماي 2004
*****
عملاء مدى الحياة!!
في واد مزروع بالأشواك
والمطر يسقط عند الظهيرة المحملة بالحصار
مر اثنان في طريقهما إلى الغابة المجاورة,
لجمع شيء كالأكل...
سمعتهما يتحاوران:
العصافير لم تعد تغرد في الغابة..
وهل بقي عندنا عصافير؟
كلهم رحلوا!!..
في بلادنا أصبحت الكلاب تلعب في الحدائق
وكلاب أخرى تلعب بالنار..
تدشن المقابر وتعمل على غلق أبواب الرزق
بلا أمل ..
يتغنون بالكبرياء
جمهورية الشيطان!
هم كما كانوا
عملاء أبداً..
لا شيء يجمعنا بهم سوى الإنتظار
على حافة الإنهيار!..
أفريل 2002
*****
آه يا وطن !!
عندما كنا هناك..
كان الأمل والحلم يكبران كل يوم.
الزرع كثير.. الضحك..
الثلج,, نعم كنا نلعب بالثلج..
ونقول النكت..
وذهب الثلج,
واختفت البسمة من وجوه الاطفال المعذبة
*****
عاد الحجاج يعاقب الرافضين لحكم العبد..
وزعيم الحشاشين يتظاهر بالحقد
ضحاياهم أطفال رضع, نساء حوامل ..
وشيوخ هلكهم الدهر
شباب الأمة يُنحر في ساحات النصر
فرنسا عادت من نزهتها القصيرة..
استقبلها العملاء بالزغاريد
وكؤوس الخمر..
*****
آه يا وطن كم أنت معذب بما فيك!
لم يعد يرى من أهلك سوى الدم الاحمر
وكثير من أطفال الشوارع والشرف العاري!.
أفريل 2002
*****
كم أنت حقير أيها الوغد!
أترفض الصراحة أيها الوغد؟!
أتبكي حال اليهود وتتجاهل بكاء الأهل؟
أيها المعقد حتى النخاع:
تعال ندلك على طريق التخلص من معاناتك
بلا عودة .. فأترك المعذبين يبحثون عن الشفاء
القرويون والرعاة والأطفال الصغار جداً..
ماهذا ايها الوغد ذلك الذي تقوم به من فتن؟
ألا تملك أهلا تعود إليهم في المساء؟
ماذا تقول لهم إذا سألوك كيف كان النهار؟
هل تصيح فيهم مثل صيحتك في عجوز باكية تبحث عن العدل؟
كم أنت حقير أيها الوغد!
كم أنت حقير..
وتتكلم لغة المستعمر طمعاً في رضاه
وهو يعاملكم كالحريم .. في قصور الخليجيين
آل سعود ورأس الخيمة وأبو ظبي والدوحة ودبي مجتمعين!
فأحمل نعليك وأغرب عن وجهونا..
أغرب من إذاعتك, وأغرب من تلفزيونك..
ولا تتركنا ننشغل بك, وننسى هموم الوطن!..
أفريل 2002
*****
بعيداً عن المنفى..
أرض العنب والنخيل
التين والزيتون,,
أيام الطفولة تجذبنا ..
ومآذن ..
في كل شارع صغير.. في كل حارة
حيث جلسنا نتفرج على الأيام الحبلى
تارة نسجل قهقهات رجال مزعجين
وأخرى نبكي حال المارة المتسولون
في وطن القهر والظلم..
*****
الوطن المبعثر..
كحبات الرمل
كأزهار البرية..
حيث لا فصل بين أجناس الأزهار والورود
كلهم يشربون من الطبيعة..
النرجس بجانب الورد
الأزهار المختلفة الألوان والأشكال..
يتغذون من نفس التربة والماء..
قبل أن يأتي الغريب ..
ويسقي الأشواك التي كانت تقلع في المواسم!.
*****
من أجل الأخوة التي ضربت في أعماق الأرض
من أجل الحب الذي أغتيل,
ذات يوم من أيام الربيع الجميلة..
من أجل الجياع الكثر, والذاهبون إلى المجهول..
تحت حكم الأوغاد..
من أجل هذا, نرفض الظلم المسلط على المستضعفين.
أفريل 2002
*****
مجتمع "اللا ظلام!"
في مجتمع الغاب القوي يأكل الضعيف..
ولكن حتى في مجتمع الغاب هذا, لا يأكل القوي الضعيف من بني جلدته. وفي مجتمع "اللا ظلام" تعّم الفوضى ويقتل القوي الضعيف جداً. وتمزق العلاقات الإجتماعية على ماهي ممزقة رويداً رويداً, حتى يقبض على المجتمع في مقبرة من المقابر الجماعية التي تزداد بواحدة كل يوم تقريباً.
وتدفن القيم الأخلاقية ويحلّ الظلام, فكل ممنوع مرغوب. وفي مجتمع "اللا ظلام" هذا و"اللا قرون الوسطى", يعود المجتمع إلى الحقبة البدائية, أي إلى قبل إكتشاف النار,, إلى مرحلة الظلام الحتمي وبسابق الإصرار والترصد.
وإذا توفرت له فرصة ليرى ماحوله, فسوف.. يجد نفسه في القرون الوسطى!, يتفرج على ملحمة نيرون وهو يحرق روما القديمة.
فهؤلاء النيرونيون عاقدون العزم على مواصلة الكفاح ضد بقايا الإرهاب..
وبقايا الإرهاب هذه. طفل مذبوح وإمرأة بقرت بطنها وعائلة هدم مسكنها وشاب بلا عمل ولا أمل, وشيخ لم يوقر على كبر سنه فمثلوا بجثته..
أكتوبر 1997
|