أريد أن أضيف إن المقال في الموضوع السابق هو للكاتب / محمود عبدالله المنصور ، بينما التعليق في آخر الموضوع هو لي ..
وأضيف مقالاً آخر نشرته صحيفة الرياض السعودية :
أبها - نافع النافع :
مجتمعنا الإسلامي مجتمع متآلف متكامل تسوده الرحمة والعطف والكرم ومشاعر نبيلة فياضة ونفوس مشرقة بالرفق والرحمة تتدفق بالخير والبر والإحسان عبر العديد من الأبواب التي تصب في الخير المطلق.
وسنتحدث اليوم وعبر هذه النوافذ عن الوقف الخيري عند المسلمين..
في الماضي نجد ان الوقف قد شاع بشكل كبير واتسعت دائرته لتشمل الانسان والحيوان..
لقد تبارى المواسون والموسرون من المؤمنين بدافع الرحمة التي قذفها الله في قلوبهم وطمعاً في العمل الصالح المستدام بعد موتهم فأوقفوا أموالهم كلها أو بعضها على إطعام الجائع وسقاية الظمآن وكسوة العريان وايواء الغريب وعلاج المريض وتعليم الجاهل ودفن الميت وكفالة اليتيم حتى الحيوانات أشركوها في الوقف ولم ينسوها.
وهناك الكثير من الأمثلة على الوقوف تجعل الإنسان لا يصدق نفسه ويرفع حاجبه دهشة واعجاباً ومن ذلك:
- وقف الزبادي: وهو وقف تشتري منه صحاف الخزف الصيني فكل خادم كسرت آنيته وحتى لا يتعرض لغضب مخدومه فله ان يذهب الى ادارة الوقف فيترك الإناء المكسور ويأخذ اناء صحيحاً سليماً بدلا منه.. أليس هذا يدعو للدهشة والاعجاب.
وهذا وقف أكثر دهشة وغرابة يتمثل في:
- وقف الغاضبات: وهو وقف يؤسس من ريعه بيت ويعد فيه الطعام والشراب وما يحتاج اليه الساكنون تذهب اليه الزوجة التي يقع بينها وبين زوجها نفور وتظل في هذا البيت تأكل وتشرب معززة مكرمة إلى ان يزول الجفاء ما بينها وبين زوجها وعندما تصفو النفوس تعود إلى بيت زوجها من جديد.
- وقف الأعراس: ولنا ان نتعجب أيضاً حين نسلط الأضواء على هذا الوقف الذي يقوم على إعارة الحلي والملابس والزينة في الأعراس والأفراح فيستعير الفقراء منه ما يلزم في أفراحهم وأعراسهم ثم يعيدون ما استعاروه إلى مكانه وبهذا يتسير للفقير أن يبرز يوم عرسه بحلة لائقة فيكتمل الشعور بالفرح وتنجبر النفوس.. ترى أين نحن اليوم من ذلك واين هم الاغنياء والموسرون وماذا يفعل ببدلة الدخلة "فستان العروس" التي قد تصل تكاليفها الى اكثر من 50الف ريال تستعمل لمرة واحدة ثم تهمل.. فلماذا لا يستفاد منها الآخرون..
- وقف الكلاب الضالة: وهو وقف من عدة جهات ينفق من ريعه على اطعام الكلاب التي ليس لها صاحب استنقاذاً لها من عذاب الجوع. إلى أن تستريح بالموت أو الاقتناء.
- وقف خداع المريض وأسوق هذه الحكاية لأطباء اليوم ليأخذوا منها العبرة والحكمة وهي وظيفة تعتبر من جملة وظائف المعالجة في المستشفيات وهي تكليف اثنين من الممرضين يقفا قريباً من المريض بحيث يسمعهما ولا يراهما فيقول أحدهما لصاحبه: ماذا قال الطبيب عن هذا المريض؟ فيرد عليه الآخر: إن الطبيب يقول: إنه لا بأس عليه فهو مرجو البر، ولا يوجد في علته ما يشغل البال، وربما نهض من فراشه بعد يومين أو ثلاثة أيام..
ترى ما يقول اولئك الاطباء الذين يدخلون اليأس إلى نفوس مرضاهم حين يخبرونهم بأن مرضهم ميؤوس شفاؤه ولا يرجى برؤهم..
- وقف مؤنس المرضى والغرباء: وهو وقف ينفق منه على عدة مؤذنين يكونوا ذوي أصوات رخيمة حسنة الأداد فيرتلون القصائد الدينية طول الليل بحيث يرتل كل منهم ساعة حتى مطلع الفجر سعياً وراء التخفيف على المريض الذي له من يخفف عنه وايناس الغريب الذي ليس له من يؤنسه.
هذه هي بعض من صور الوقف في الاسلام تعطينا دلالة واضحة على عظمة الاسلام ورحمته.ے
__________________
معين بن محمد
|