حرية ...غير شكل ...!

زومبي · #1 20-12-2005, 06:54 AM

مقال كتبه السيد/ محمد عبدالقادر الجاسم .... ينتقد فيه صباح الأحمد رئيس مجلس الوزراء .

لسنا في زمن مبارك الصباح!

ادرك انني قسوت عليك يا شيخ في انتقادي لك, واعلم انني قلت فيك بشكل صريح ومباشر دون مواربة وبلا غمز ولا لمز مالم يقله احد فيك من قبل. تحدثت عن افكارك واسلوب حكمك, عن اختياراتك وقراراتك, عن ادارتك للدولة وتكتيكاتك, عن اسلوب تفكيرك وبطانتك, عن طموحك للحكم, عن حلفائك وادواتك...نعم كنت قاسيا معك وعليك الى درجة لم يألفها الرأي العام الكويتي من قبل. قلت انك انت ولوحدك مسؤول عن تفشي الفساد في البلاد, وانت ولوحدك مسؤول عن تردي كل الأوضاع في البلاد من ازدحام الشوارع بسبب قرارك غير المدروس, كالعادة, بفتح البلاد لكل من هب ودب وبلا ضوابط الى الاخفاق في سياستنا الخارجية التي تدار تحت اشرافك.

ان قناعتي بما قلت لا تتزحزح فلم اكن متسرعا ولا شخصانيا.. وليست لي مصالح خاصة ارغب في تمريرها ولا اطمح الى منصب ولا اسعى للترشيح لعضوية مجلس الأمة.. لقد قلت ما قلت عن قناعة تامة وبتجرد كامل.. وليس بيني وبينك حساب اصفيه, لقد كتبت فيك ثلاثين مقالا او نحو ذلك.. وفعلت ما فعلت دون ايعاز من احد, ولم اعبر الا عن افكاري ولست مهتما بمن يستفيد منها ومن يتضرر, ولست ساذجا حتى اعمل لحساب هذا الشيخ او ذاك, ولست اعبر عن رأي الشيخ سالم العلي او الشيخ محمد الخالد, فمع كل الاحترام والتقدير لهما إلا انني لست ممن يعرض افكاره للبيع, وانت يا شيخ تعي هذه الحقيقة تماما فقد اشتكيتني اكثر من مرة وامرت بإحالتي الى النيابة بتهمة التحريض على قلب نظام الحكم مرة وبتهمة التعدي على سلطات امير البلاد مرة اخرى اثناء عملي في الوطن, ولو كنت ممن "يؤجر او يبيع" فكره وحريته ورأيه لكنت من بطانتك وبلا فكر بلا بطيخ... اليس الأمر كله بيدك! وهاهم بطانتك عقولهم فارغة و دراهمهم "تأبى إلا ان تطل باعناقها" خاصة من ناله من فضيحة بيع الوقود قطرات! كما أنني اعلم يا شيخ انكم يا معشر الشيوخ مهما بلغت خلافاتكم.. ففي النهاية "تتصافون", وفي تاريخكم ما يكفي من سوابق انتهى المطاف بمن حشر نفسه بينكم الى زوايا النسيان. انني اعتز بصداقتي مع من صادقت من الشيوخ وهم ثلاثة أو اربعة على ابعد تقدير لكنها صداقة الأنداد لا صداقة التابع والمتبوع ومن مثلي لا يمكنه ان يكون تابعا, كما انني فخور جدا باستقلاليتي حتى لو كلفتني الكثير.

لقد كتبت عنك يا شيخ وانا انتقي كل كلمة بل كل حرف.. وليس بيني وبينك من جهتي خصومة اوعداوة, بل انا مواطن لا تروق له المجاملة والمهادنة ولا انصاف الحقائق, واكره الكذب. اقول قولي وليفرح من يفرح وليزعل من يزعل. لم تهزني اشاعات اعوانك ولا اساءاتهم فقد اساءوا اليك ولأنفسهم اكثر مما اساءوا الي..

وانت يا شيخ تعلم عن رأيي في ادارتك فقد قلت لك من قبل شفاهة ووجها لوجه بعض ما كتبت وكنت انت "تفرك" بيديك حنقا. انني احترمك لكن لا اهابك ولا اخشاك في مصلحة الكويت, وهكذا تجدر ان تكون علاقتك بشعبك فاحترامك ارقى من الخوف منك, وكما قيل" اشر الناس من يحسن اليه الناس اتقاء شره" ولا اظن انك ترغب ان يعاملك الناس تحت تأثير هذا القول!

والآن.. لماذا قسوت عليك يا شيخ ؟

ببساطة شديدة, لقد قسوت عليك لأن الأمر كله بيدك, والفاسدين والمفسدين يحتمون بك, ولأن مستقبل أولادي بيدك, ولأنني يا شيخ جربت وخبرت معنى ضياع البلد, ولأنني لم ازل اتذكر الحلم الجميل الذي كنا نحيا به ونحن في ظلمة الغزو فصادرتموه في ضياء يوم التحرير.

يا شيخ ان مسؤوليتك كبيرة, فالقرار كله لك.. قرار الحكم وقرار الحكومة وحتى قرار مجلس الامة اصبح بيدك, وعلى قدر المسؤولية تكون المحاسبة. ان اسلوبك في حكم البلاد خطأ, بل هو خطأ متفق عليه لا مختلف حوله.. لقد تكلمت انا بحرية لأنني قررت ألا اجامل على حساب ضياع بلدي, وما عليك انت الا ان تعطي الناس الأمان واسمع منهم.. وحينها سوف تجدني بما قلت عنك رؤوفا رحيما مقارنة بما يود الناس قوله.

ومع كل الاختلاف بيننا, إلا انني يا شيخ مدين لك بالشكر والتقدير ومن حقك علي ان اقدمهما اليك علنا... لقد استمتعت انا وعلى مدى الشهور السته الماضية بممارسة حريتي في التعبير وهي حرية وان لم تمنحني انت اياها لكنك حتما مكنتني منها, ولو قيل بعض ما قلت في اي دولة من دول العالم الثالث لغاب صاحب القول في غياهب الزمان. فلك الشكر على سعة الصدر ايا كانت دواعيها واسبابها, تلقائية كانت ام غير ذلك. لك الشكر حتى لو كنت تدخر موقفك مني الى ما بعد استقرار امورك. انك بصبرك وطولة بالك المميزة على ما كتبت انما تكون قد افتتحت عهدا جديدا من الحرية, وسوف يكتب غيري بحرية, وأحسب ان استمراري في كتاباتي اصبح واجب علي ولن اتوقف ما دامت لدي افكار, واليك منها واحدة.

تجري هذه الايام مشاورات واتصالات وتعقد لقاءات تدور كلها حول محور واحد هو ترتيب بيت الحكم, ويتم هذا كله في اجواء تبدو انها اجواء اتفاق لا اختلاف. وانا لست من انصار التكتم على ما يجري بل انني من المؤمنين بحق الناس في معرفة ما يدور في بلدهم فنحن لسنا في زمن مبارك الصباح والشعب الكويتي ليس مغفلا حتى يعزل عن احداثه الرئيسية, كما ان اشراك الناس في الترتيبات الجارية سوف يسبغ عليها درجة من المشروعية الشعبية المسبقة ويزيل عنها صبغة "التآمر" التي قد تلحقها ان تم التعاطي معها بنوع من السرية والغموض خاصة ان الشيخ صباح, وهو الطرف الرئيسي في الترتيبات, سوف يستفيد من نتائجها وهذا الأمر بحد ذاته يوجب على الشيخ صباح ان يتعامل مع الترتيبات بشفافية تقطع الطريق على اي شبهة منفعة خاصة.

ان التفكير السائد حاليا يتركز على كيفية "تنصيب" الشيخ صباح اميرا للبلاد من جهة الاجراءات الدستورية, ومن الذي ينادي الشيخ صباح اميرا, وهل تتم الاجراءات تحت مظلة قانون توارث الامارة, اي تنفيذ فكرة وراثة الاحياء, ام تتم تحت مظلة "قانون الحياة", بمعنى ان يتم الاتفاق على التفاصيل ولكن يؤجل التنفيذ الى ان تأتي اللحظة الطبيعية. واذا كان الشعب غير معني بتفاصيل الاجراءات الدستورية في التنصيب ولا يهمه سوى ان تتم العملية وفق احكام الدستور وقانون توارث الامارة, فإن المسألة الثانية وهي المتعلقة "بتوقيت" التنفيذ ربما يكون لدى الشعب رأي فيها. فنحن شعب يرتبط بقيادته ارتباطا عاطفيا وربما لا يتقبل الناس تنفيذ فكرة وراثة الاحياء وبالتالي لو جاءت الاجراءات بغير الطريقة التي يفضلها الشعب فلربما تكون النتائج سلبية من الناحية المعنوية مهما تم تسخير الاعلام لاستدرار التعاطف الشعبي.

الامر الآخر الذي يجب التمسك به هو ان تتم الاجراءات, اذا استقر الرأي عليها, بوجود مجلس الامة وليس في فترة غيابه, ولهذه المسألة اهمية مضاعفة سبق لي ان تحدثت عنها فتغييب الرقابة الشعبية اثناء اجراءات نقل السلطة سوف يوصم تلك الاجراءات بعيوب دستورية سوف يذكرها التاريخ حيث تسجل عملية الانتقال باعتبارها عملية خارج رحم الدستور. صحيح ان مجلس الأمة الحالي في اغلب اعضائه غير كفؤ لمواجهة مسائل كبيرة ومهمة كمسألة نقل السلطة الا ان اشتراكه يغلق الباب امام التأويلات كحد ادنى.

وهناك مسألة اخرى مهمة ايضا لا بد من معرفة رأي الشعب فيها وهي مسألة اعادة دمج رئاسة الوزراء مع ولاية العهد, فهناك اكثر من رأي وسط الأسرة الحاكمة حيث يرى البعض الابقاء على الفصل بين الموقعين وهناك من يرى اعادة الدمج, واعتقد شخصيا ان الابقاء على الفصل افضل للممارسة السياسية حيث ان البلاد عانت ولم تزل من عدم قدرة مجلس الامة على محاسبة رئيس الوزراء.

وهناك ايضا مسألة في غاية الاهمية وهي تظهر في حالة استمرار فصل رئاسة الوزراء عن ولاية العهد, فهناك من يطرح داخل الأسرة الحاكمة ايضا فكرة اخراج منصب رئاسة الوزراء من حيازة الأسرة الحاكمة واسناده الى احد افراد الشعب. غير ان خطورة هذا التصور تتجلى اذا كانت معايير اختيار رئيس الوزراء الشعبي سوف تكون ذات معايير اختيار الوزراء او من خلال اسناد رئاسة الوزراء الى احد ابناء "العوايل" المتحالفة مع الشيخ صباح حاليا, حيث ستؤول الامور الى الكارثة آنذاك!!

ان معرفة رأي الشعب فيما يجري الاعداد له حاليا امر مهم.. لذلك فانا ادعو الناس الى مناقشة القضايا التي اثرتها في هذا المقال في الدوواين و تكوين رأي عام ومحاولة التعبير عنه, كما اتمنى ان تتاح الفرصة للصحافة للتطرق للمسائل التي طرحتها ليس في اطار التجاذب والاستقطاب السياسي كما حدث في شهر رمضان الماضي وانما في اطار تدوال القضايا العامة بحرية واستقلالية وموضوعية.

انني اتمنى ان نتداول جميعا القضايا التالية:

مدى قبول تنفيذ فكرة وراثة الاحياء.

حتمية الالتزام بأحكام الدستور وقانون توارث الامارة في نقل السلطة وبوجود مجلس الأمة.

الابقاء على فصل رئاسة الوزراء عن ولاية العهد او اعادة الدمج.

اخراج رئاسة الوزراء من حيازة الأسرة الحاكمة.

معايير اختيار رئيس الوزراء "الشعبي" ان تم اخراج المنصب من حيازة الأسرة الحاكمة.

ان مناقشة هذه القضايا حتى في الدواوين سوف تصل الى اسماع اصحاب القرار وهذا هو المطلوب.

17/12/2005

زومبي · #2 21-12-2005, 05:24 AM

نفيدكم أن كاتب المقال ..... ما زال ينام بين أولاده و في بيته ....... ولمن أراد الإستزادة من أخبار الأستاذ فهذا موقعه الألكتروني : -http://www.aljasem.org/Index.asp?opt=5&art_id=1