مجلة الخيمة حوار الخيمة دليل المواقع نخبة المواقع Muslim Tents
التسكين المجاني التسكين المدفوع سجلات الزوار بطاقات الخيمة للإعلان في الخيمة
الأسئلة الشائعة قائمة الأعضاء التقويم البحث مواضيع اليوم جعل جميع المنتديات مقروءة

العودة   أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية > القسم الإسلامي > الخيمة الإسلامية
اسم المستخدم
كلمة المرور

 
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
  #1  
قديم 20-08-2001, 06:26 PM
عساس العساس عساس العساس غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Aug 2001
المشاركات: 245
Lightbulb أهمية الشخصية في الإسلام – والمنهج الرباني في الاصطفاء.

أهمية الشخصية في الإسلام – والمنهج الرباني في الاصطفاء.

بسم الله الرحمن الرحيم،
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسوله الخاتم محمد بن عبد الله، سيد الأولين والآخرين، والمبعوث رحمة للعلمين، وبعد:

لقد أولى الهدي الإسلامي عناية كبيرة لشخصية الإنسان المسلم، وبين صفاتها وخصائصها وملامحها، وجعل لها أسوة يُقتدى بها. فكان التأسي برسول الله صلى الله عليه وسلم، أعظم السبل لبلوغ صورة الكمال للشخصية المطلوبة. قال الله تبارك وتعالى { لقد كان لكم في رسول الله أُسوةٌ حسنةٌ لمن كان يرجو اللهِ واليوم الأخر وذكر اللهَ كثيراً } (الأحزاب : 21).

ومن أهم صفات هذه الشخصية التي تجسدت في هذه الأسوة:

© الصدق: وهو أُس الخُلق وتاجه وعنوانه، فالصادق لا يَقدِم على فعلِ أي عيب مهما صَغُرَ، لأنه لو سُؤل عن اقترافه له لما وسعه إلا الإقرار، لذلك فهو لا يأتي القبائح ولا يقترب من مظانها. ولأن الكذب هو عكس ذلك تماماً، أي أن من مارسهُ يتخذه ستاراً يتوارى خلفه، فهو لا يقربه أبداً.
© الأمانة: وهي أحد ملامح الصدق ومظاهرة المتألقة.
© الحياء: هو السد العالي، الذي يحجز صاحبه من الوقوع في الرذائل، ولا حتى النظر إليها.
© الوفاء: هو أحد ثمار الصدق، الذي به يحفظ صاحبه الحقوق، ويؤدي الأمانات، ويرعى الذمم، والبر من أشرف صور الوفاء وأزكاها وأعذبها.
© الشجاعة: هي التي يحمي صاحبها بها مكتسباته الحسية والمعنوية، وتجلله بالمهابة التي تبعد عنه السفهاء والجهال.
© الرحمة: هي التي تدني البسطاء والضعفاء، وتجرؤهم على عرض حوائجهم وبيان رغباتهم.
© التواضع: هو الذي يقرب المنكسرين ويدني الأباعد الموتورين.
© العدل: الذي يدخل الطمأنينة على الضعيف والقوي، البعيد والقريب، الفقير والغني، الصغير والكبير.
© الحكمة: التي تحقق كل أمر بالقدر الكافي، وتوازن بين كل المعطيات لتبعد الخلل، وتقارب إلى الكمال في نتائجها ومقرراتها. تُحبب في الإستزادت من العلم لأنه غذاؤها ومهدها الذي ترعرعت فيه.
© الحلم: وهو الذي يمهد للنفوس الاقتراب والعرض، وللقلوب المنقبضة الانبساط، وللصدور المكتومة الانشراح.
© الجود: الذي ينم عن سخاء النفس قبل اليد، والذي يقدم الغير على الذات، ويغلب الأثرة على الاقتصار على النفس، من غير مثالية مفرطة تنسى أساسيات النفس وحقوق الأقرابين ذوي الأولية في المعروف.
© الثبات على الحق: الذي به تحفظ المبادئ وتصان العهود والمواثيق.
© العزم: به تعلو الهمة، وتتأصل المثابرة، وتتولد الطموحات الكبيرة والتطلعات البعيدة والإنجازات العظيمة، والقيادة المُحَفِزَة على البذل والعطاء والتضحية.

وهذه أُطر الشخصية العامة، تنبثق عنها وتتفرع منها وتنضوي تحتها تطبيقات لها، كالود والمحبة، اللين، والرقة، والعطف، والحنان، وصلة الرحم، وإغاثة الملهوف، ونصرة المظلوم، والعفاف عن القبائح والدناءات، وبشاشة الوجه، وغيرها. ولقد اجتمعت كل هذه في رسول الله، صلى الله عليه وسلم، في أزكى وأرقى وأكمل صورها. فال الله عزَّ وجلَّ { وَإِنَّك لَعَلَىَ خُلِقٍ عَظِيِمٍ } (القلم :4).

إلا أن الأخلاق في الإسلام نتاج الإيمان بالله واتباع شرعه، فهي إحدى مسالك ووسائل العبد لبلوغ رضوانه وليست غاية في حد ذاتها. فعندما وصفت أم المؤمنينَ عائشة، رضي الله عنها، أخلاقَ رسولِ اللهِ، صلى اللهُ عليه وسلمَ، قالت: " كان خلقهُ القرآن " فهو صلى الله عليه وسلم، يَصْدُق،ُ ويفيِ، ويَستحِيّ، ويُؤديّ الأمانةَ، ويَعْدِل بين الناسِ، ويُكْرِم الضيفَ، ويَنصرُ المظلومَ، ويُغيثُ الملهوفَ، ويأمرُ بالمعروفِ، وينهى عن المنكرِ، طاعةَ لله تعالى وليس للفخر أو السمعة الحسنة بين الناسِ. فتكون الأخلاق في الإسلام صفة ملازمة للشخصية التي تُنَشِئُ الشريعةُ الإسلاميةُ عليها أبناءَها. فهي نتاجٌ مصاحبٌ لمخافة اللهِ وخشيتهِ. لذلك فهيا أصيلةٌ ومضمونةٌ، ولست عرضٌ، يزول بزوال المصلحةِ المرتبطةُ به، مثل ما يفعل أصحاب الدنيا، فيظهرون الأخلاق الحميدة لتحقيقِ مصالحٍٍ معينةٍ، نفاقاً ورياءً فإذا ما تَحَققت هذه المصالح، زالت الأخلاقُ بزوال الحاجة. فتحافظُ على تألق هذه الشخصية الفذة، ما امتد بها العمر وطالت بها الأيام، بإذن اللهِ تبارك وتعالى. وكذلك لا تتبدل بتغير الأحوال، بل تحافظ على أصالتها في الفقر كما في الغنى، وعند الخوف وأثناء الأمان، وعند الاضطراب كما في الاستقرار، وفي الغربة كما في الوطن، وبين الأهل كما في الغربة، فلا ينفك الخُلق السوي عن الشخصية المسلمة السوية، في جميع أحوالها.

ثُمَ إن اللهَ عزَّ وجلَّ اصطفى نبيه محمد صلى اللهُ عليه وسلمَ، واصطفى لهُ أصحابَهُ. ومن مزيد فضله، أنه علمنا كيف نصطفي من بعده بأن أرانا النهج السليم في الاصطفاء. فأرانا كيف أن رسول اللهِ، صلى الله عليه وسلم، في بدء الدعوةِ، كان ينظرُ فيمن حولَهُ من الرجالِ ذوي الشخصياتِ المتميزةِ، ثُمَ يدعو اللهَ أن يُعِزَّ الإسلامَ بأخيرِهِم وأنْفَعِهِمْْ لِدِينِهِ. فكان يقول صلى اللهُ عليه وسلم، " اللهُم أعِزَّ الإسلامَ بأحدِ الرجلينِ " وذكرَ كتابُ السيرةِ النبويةِ الشريفةِ أنهُ كان يعني " عمر بن الخطاب ، وأبو الحكم عمرو بن هشام " . فكتب اللهُ هذا الخير العظيم لعمرَ بن الخطاب، رضى اللهُ عنه. ومن بعد ذلك، لما عزَّ الإسلامُ، وأصبح مجتمعاً إنسانياً متكاملٌ، أخذ رسول اللهِ، صلى اللهُ عليه وسلمَ، ينشأُ أبناءَ المجتمع الإسلاميِّ على الهدي الإسلاميّ المتميز، ثم ينظر إلى الصفوة منهم، ممن اختصهم اللهُ بنعمِ عن غيرهم، فيصفي منهم ويختارُ، ويرعى ليكونوا رجال الأمةِ الأفذاذ. فواللهِ إن ما يُمارس في الغربِ المتقدمِ حضارياً، هو منهجٌ إسلاميٌ محمديٌ.

كان رسولُ اللهِ يخالطُ أصحابَهُ، خلطةً مباشرةً، فيعرف أحوالهم وأسرارهم وخصائصهم ومُمَيزاتهم على وجه الدقة، فيعهد لكل منهم بما يناسبه ويوافق مقدرته، ومن ثم يرتقي بهم متئداً لا طفرةً، ليُنمي في كل منهم موهبته، ثم يُرسخها فيؤصلها. فقلدهُ حكماءُ الغربِ في هذا الزمان، ولكن بشكل صوريّ. فبينما كان رسول اللهِ يبني مع أصحابه مسجدهم، ويقاتل معهم أعدائهم، ويحفر خندقهم، ويكسبُ محبتهم، وياسرُ أفئدتهم، بالمشاركة الفعلية. ومن ثم يوزع عليهم الجوائز والأوسمة المميزةِ لكل منهم على قدر عطاءِه، فهذا " الصديق أبو بكر " ، وهذا الفاروق ؛ والعبقري " عمر بن الخطان " ، وهذا أمين الأمة " أبو عبيدة عامر بن الجراح " ، وهذا مفدى رسولُ اللهِ " سعد بن أبي وقاص " ، هذا سيف اللهِ المسلول " خالد بن الوليد " وهذا حبر الأمة " عبد الله بن عباس " وهذا أسد الله ورسولِهِ " حمزة بن عبد المطلب " . وكما نلاحظ، فإن كل هذا مرتبط باللهِ وفي طاعتهِ وطلب مرضاتهِ، لأسمى الغايات وأطهرها، وأطيبها وأزكاها. فكانت لها أثارٌ منتجة، ونتائجٌ مؤثرة.

بينما أهلُ الدنيا، اقتبسوها شكلياً ومارسوها صورياً، مشاركتهم في البدء حجراً يثبتوه رمزياً قد لا تكون له أي صلة فعليةٍ بالبناءِ، أو في النهاية بشريط لامعٍ يقصوهُ بمقص من ذهبٍ، وفي كِلا الموقفين، وسط ضجةٍ إعلامية مكثفة بغرض المُباهاةِ والتفاخرِ. وقلدوه صلى الله عليه وسلم، في منح أوسمةٍ وثنيةٍ جافةً جوفاءَ، أوصى بها غيرهم، أضافت للواهبين والموهوبين مزيداً من الكبر والغطرسةِ المبعدة عن الأهداف التي خصصت لها مثل هذه الممارسات والسلوكيات الإسلاميةِ المنشأ، على هدي رسول الله صلى الله عليه وسلم.

فإذا بولاة أمر المسلمين في هذا الزمان، أخذوا يقتبسون هذه الممارسات من الغرب، ناسين مصدرها الأصلي ومنبتها الأساسي، فجاءت مسخاً مشوهاً، واستنساخاً قبيحاً، ثم زادوها بتبذيرهم عند منحها شططاً. واللهِ الأمر من قبل ومن بعد.

فمتى ترجعُ الأمة بقادتها وأفرادها إلى النبعِ الصافي تنهل منه، فهي ليست بحاجة لهذا التقليد المقيت.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
أخوكم / أبو محمد ؛ عساس بن عبد الله العساس.

والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، سيدنا وأمامنا محمد بن عبد الله، وعلى آله وصحبه، ومن اتبع هديه وتقفى خطاهُ، وآخر دعوانا أن الحمد للهِ رب العالمين.
__________________
" المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف وفي كل خير. " ؛ " يعجبني الرجل إذا سيم خطة ضيم قال لا بملئ فيه. "

 


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع
بحث في هذا الموضوع:

بحث متقدم
طريقة العرض

قوانين المشاركة
لا بإمكانك إضافة موضوع جديد
لا بإمكانك إضافة مشاركات جديدة
لا بإمكانك إضافة مرفقات
لا بإمكانك تعديل مشاركاتك

كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

حوار الخيمة العربية 2005 م