مجلة الخيمة حوار الخيمة دليل المواقع نخبة المواقع Muslim Tents
التسكين المجاني التسكين المدفوع سجلات الزوار بطاقات الخيمة للإعلان في الخيمة
الأسئلة الشائعة قائمة الأعضاء التقويم البحث مواضيع اليوم جعل جميع المنتديات مقروءة

العودة   أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية > القسم العام > الخيمة السياسية
اسم المستخدم
كلمة المرور

 
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
  #1  
قديم 13-04-2006, 04:58 PM
fadl fadl غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Mar 2005
المشاركات: 437
إفتراضي بديل حماس مرعب ـ عبد الباري عطوان

Man9ool
www.alquds.co.uk/url

بديل حماس مرعب ـ عبد الباري عطوان
2006/04/13

قرار الاتحاد الاوروبي بفرض مقاطعة مالية علي السلطة الفلسطينية، بعد تشكيل حركة المقاومة الاسلامية حماس حكومتها لا ينحصر في كونه خاطئاً، وانما في وضع الجميع، وخاصة الاوروبيين في مأزق سياسي خطير للغاية.
حركة حماس ربما تكون اقل المتضررين من هذا القرار، لانها ستكون الضحية في نظر الشعب الفلسطيني، ومعظم الشعوب العربية الاخري، والتجارب اثبتت ان هذه الشعوب تتعاطف مع الضحايا في مواجهة الجلادين.
فالرئيس العراقي صدام حسين ما زال بطلاً في نظر الغالبية الساحقة من العرب والمسلمين لانه تحدي الولايات المتحدة، القوة الاعظم في التاريخ، وكان أحد ضحاياها. واصبحت جلسات محاكمته الاكثر مشاهدة في الوطن العربي لانه واصل التحدي من داخل قفص الاتهام، وحاكم جلاديه، وفضح ممارساتهم التدميرية، وجسد الواقع العراقي البائس علي الارض، واثبت انه آخر زعيم عراقي، يمثل العراقيين جميعاً، في مواجهة زعماء الطوائف. فالشارع العربي في معظمه لم يتوقف عند تجاوزات نظامه علي صعيد حقوق الانسان، بل انه غفر له معظمها ان لم يكن كلها، خاصة بعد ان جاءت المقارنات لصالح عهده في نظر الكثيرين، لانه ديفيد الصغير الذي تحدي غولياث العملاق.

المقارنة بين حركة حماس والرئيس صدام حسين ربما لا تكون في محلها تماماً، ولكن اللافت ان معظم العرب باتوا يتعاطفون معها بسبب تكاثر المؤامرات التي تريد افشال حكومتها، وهي التي وصلت الي السلطة عبر صناديق الاقتراع في انتخابات حرة نزيهة، وفي مقابل هذا التعاطف تتزايد الكراهية للغرب والولايات المتحدة الامريكية التي تقدم نفسها علي انها زعيمة العالم الحر والحارس الامين للديمقراطية والحريات.
فاذا كان الخلاف الاوروبي ـ الامريكي قد ظهر علي السطح بجلاء تجاه خطط غزو العراق واحتلاله، فانه من المؤسف القول ان هذه الخلافات تبخرت بسرعة قياسية، وحل محلها اتفاق صلب حول مسألتين اساسيتين، الاولي محاصرة حركة حماس سياسياً ومالياً ودبلوماسياً، ووقف كل الاتصالات معها، والثانية منع ايران من تطوير برامجها النووية بكل الطرق والوسائل.
القاسم المشترك هنا هو البنية العقائدية المشتركة لكل من حماس وايران، اي الاسلام، وهو قاسم يوحد دول الغرب جميعاً ضده، لان هناك قراراً غربياً بمنع اي جماعة اسلامية من الحكم في اي بلد اسلامي. هذا ما حدث مع حركة طالبان في افغانستان، وهذا ما حدث مع جبهة الانقاذ في الجزائر، وهذا ما يحدث حالياً لحكومة حماس .
حماس لن تحكم في الاراضي العربية المحتلة، والنجاح لن يكون مطلقاً من نصيب حكومتها، وبغض النظر عن شرعية الطريقة التي وصلت فيها الي الحكم، وليس من قبيل الصدفة ان تبدأ المؤامرات لافشالها قبل ان تلتقط انفاسها، وتحتفل بفوزها المفاجيء.

التعاطف العربي والاسلامي مع حكومة حماس سيكون مثل التعاطف المماثل مع العراق تحت الحصار، او اثناء الغزو، تعاطفا معنويا محدودا يتبخر أثره بعد فترة، ولا يمكن ترجمته خطوات عملية علي ارض الواقع.
صحيح ان بعض الحكومات العربية تعهدت بتقديم بعض المساعدات العاجلة للسلطة عبر وزارة مالية حماس ، وصحيح ايضاً ان جامعة الدول العربية في شخص امينها العام اعلنت عن فتح حساب في المصرف العربي بالقاهرة لجمع تبرعات للفلسطينيين في بادرة تضامن رائعة، ولكن المشكلة ليست في جمع التبرعات ولكن في كيفية ايصالها.
فما تطالب به حركة حماس من دعم مالي لتسديد رواتب 140 الف موظف شهرياً يفوق المئة مليون دولار شهرياً، وهذا المبلغ قد يصعب تحويله بسبب قرار المقاطعة الامريكي ـ الاوروبي، لان الدولة العبرية، وبمقتضي اتفاق اوسلو باتت مسيطرة تماماً علي النظام المصرفي الفلسطيني ولا يتم تحويل دولار واحد دون علمها.
صديق فلسطيني روي لي حكاية تكشف صعوبة الحصار المالي المفروض حالياً علي مصارف الارض المحتلة، والتحويلات المالية الي اهلها وتلخص بطريقة او بأخري حجم المصاعب التي ستواجه جهود حركة حماس لجمع تبرعات وارسالها الي الارض المحتلة.. هذا الصديق اراد ان يحول مبلغ ثلاثين الف دولار الي شقيقه لمساعدته في شراء شقة فطلب منه المصرف الذي اراد تحويل المبلغ من خلاله كتابة تقرير مرفق بالاوراق الثبوتية، ان هذا المبلغ سيستخدم في عملية الشراء هذه، ولن يستخدم في اغراض اخري.
وعندما استفسر من مدير المصرف عن اسباب هذه التعقيدات قال له ان هناك تعليمات جديدة بعدم تحويل اي اموال الي الداخل الفلسطيني من الممكن ان تستخدم في تمويل حركات ارهابية ، حتي لا يوضع المصرف في القائمة السوداء، او يواجه محاكمات تطالبه بمليارات الدولارات كتعويضات عن تمويل عمليات ارهابية .
وفي ظل مثل هذه التعقيدات، لا نعرف كيف ستحول الحكومات او الجمعيات الخيرية المتعاطفة مع حركة حماس اموالها وتبرعاتها لتخفيف معاناة الفلسطينيين في ظل حكومتها في مواجهة عمليات التجويع التي تمارس ضدهم.

نقاط قوة حركة حماس عديدة من بينها نظافة يد وزرائها ومسؤوليها، وتركيزهم طوال السنوات الماضية علي تلبية الحد الادني من احتياجات المواطن الفلسطيني الحياتية، ولكن ابرز هذه النقاط في تقديرنا عدم وجود بديل مقبول وجاهز يمكن ان يحل محلهم لو نجحت الضغوط في افشال حكومتهم.
حكومة حماس ، وبغض النظر عن نجاحها او فشلها، قد تكون آخر حكومة فلسطينية بمقتضي اتفاقات اوسلو، وبديلها سيكون الفوضي الدموية الكاسحة. فعقارب الساعة لا يمكن ان تعود الي الوراء مطلقاً. وحتي لو عادت، فان الشعب الفلسطيني لن يقبل بعودة امراء الفساد الي السلطة مرة اخري، فقد عاني كثيراً من غرورهم وانتهازية الغالبية الساحقة منهم، والتطوع بتقديم التنازلات دون مقابل.
وزراء حماس لن يسهروا في تل ابيب، ولن يتناولوا العشاء في مطاعم ناتانيا، ونساؤهم لن يتبضعن من شارع ديزنغوف الشهير، ولهذا حظوا بالدعم والمساندة، وحصلوا علي اصوات من يختلف معهم عقائدياً.
البديل لفشل حركة حماس في السلطة، هو حل هذه السلطة، ووضع العالم بأسره امام مسؤولياته. فطالما اختار الغرب ان يشهر سلاح المقاطعة، ويعمل علي تجويع الشعب الفلسطيني عقاباً له علي ممارسة الخيار الديمقراطي الحر بطريقة حضارية غربية، فان علي هذا الغرب ان يتحمل النتائج كاملة فقد كان هو الباديء.
الجماعات الاسلامية التي يريدها الغرب ليس معيارها الاعتدال او التطرف، وانما درجة التوافق مع مشاريعه في الهيمنة، واستعداد قياداتها لكي تتحول اداة في خدمة هذه المشاريع. فعندما قبل حزب الدعوة العراقي هذه الشروط اصبح رئيسه الدكتور ابراهيم الجعفري رئيساً لوزراء العراق الجديد وعندما تعاون المجلس الاعلي للثورة الاسلامية في العراق مع الولايات المتحدة لتغيير النظام العراقي، وتبني مشاريع تقسيم العراق اصبح رئيسه السيد عبد العزيز الحكيم صانع الملوك في العراق، والرجل صاحب النفوذ الاقوي في الزمن الامريكي السعيد.
حماس لا تقبل بالمشروع الامريكي، ولهذا رفضت كل الضغوط التي تريد تجريدها من اسس نجاحها وشعبيتها اي الاعتراف باسرائيل ونبذ المقاومة باعتبارها ارهابا.
مقاطعة حكومة حماس من قبل الغرب هي تجسيد حقيقي لصدام الحضارات، وهو صدام من طرف واحد قوي ضد طرف آخر ضعيف، واثبات جديد بان الحربين الحاليتين في العراق وافغانستان والحرب المقبلة ضد ايران، تنطوي علي عقلية صليبية بطريقة او بأخري.
__________________
abu hafs
 


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع
بحث في هذا الموضوع:

بحث متقدم
طريقة العرض

قوانين المشاركة
لا بإمكانك إضافة موضوع جديد
لا بإمكانك إضافة مشاركات جديدة
لا بإمكانك إضافة مرفقات
لا بإمكانك تعديل مشاركاتك

كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

حوار الخيمة العربية 2005 م