اللامعقول في التدخل بشؤون الطبيعة
			 
			 
			
		
		
		
		اللامعقول في التدخل بشؤون الطبيعة .. 
 
  الأصل في الأشياء فطرتها الطبيعية ، وتدخل البشر في فطرة الأشياء الطبيعية ، أحيانا يصيب و أحيانا يخفق ..  
 
  فعندما دجن الإنسان بعض الحيوانات ، للاستفادة من حليبها و لحومها كالأغنام و الأبقار ، أو حيوانات الركوب كالخيول و الحمير ، أو حيوانات أخرى كالإبل و القطط والكلاب .. فإنه نجح بذلك ، وطور مهاراته حتى أصبح لها علوم ودراسات و قوانين .. 
 
  لكن لنتصور أن أحدا ما قرر أن يحضر أنثى بغل ، ويرغمها على التزاوج مع ذكر من الأحصنة ، أو أحضر دجاجة و أرغمها للتزاوج مع قط .. أظن أن تلك العبثية ، لا بل أجزم أنها ستؤول للفشل الذريع ، حتى لو هدد الطرفين بسلاح نووي ، ليفرح باختراعه و يسجل به لنفسه شهادة براءة ..  
 
  إن ما يجري في العراق ، هو شبيه ، بل مطابق لتلك الحيونة والهمجية التي لا يمكن أن تؤول بها كل التجارب إلا للفشل .. 
 
  فسيادة العراقيين على أرضهم وبروز قواهم المؤثرة ، نتجت مع نمو الحياة ، وتطوراتها الحضارية ، فأصبح السيد سيدا بفعل تطورات منطقية ، رغب بها الشامتون أو الكارهون أم لم يرغبوا .. فاستحق من كان سيدا اسمه ولقبه بفعل قوانين الحضارة ونموها ، ونالها عن جدارة ..  
 
  أما أن تأتي بفأر و تكتب عليه قطعة وتعطيه شهادة بأنه أسد ، حتى لو استعملت كل أساليب الضغط الكونية ، لن يكون الفأر أسدا .. 
 
  وأما أن تأتي بشذاذ آفاق ، تشك كل علوم النسابين بعراقيتهم ، وتلمعهم على شاشات التلفزيون وتجعل منهم حكاما و قضاة و متكلمين ، فهي تجربة لا تكاد تختلف كثيرا عن إجبار بغلة على التزاوج مع حصان أصيل .. وان تم ذلك ، فإنها لن تنجب و ستفشل التجربة .. 
		
	
		
		
		
		
			
				__________________ 
				ابن حوران
			 
		
		
		
		
	
		
			
			
			
			
			
			
			
		 
		
	
	
	 |