أخي الكريم اعتقد انني وجدت ماتريد ولكن بمنتدى،
ولذا سأرسل لك الرابط على الخاص،
واسمح لي أن أنقل بعض المقتطفات عن الكتاب،
الكتاب كما هو ظاهر من اسمه يتحدث عن التأصيل الإسلامي للعلوم النفسية، وعن الجهود المبذولة في هذا الجانب، المعاهد والندوات والمؤتمرات التي تبحث هذا الموضوع، ثم يتكلم عن أهمية هذا الموضوع، وموقف القرآن والسنة منه، ثم يتسائل هل هذا يتطلب اجتهادا؟، وما هي شروط الإجتهاد المطلوبه، وهل علم النفس من فروض الكفاية!!.
ثم يتحدث عن مشروع الفكر الإسلامي، وأين موضع التأصيل الإسلامي للعلوم منه،
وإذا كانت قضية الفكر الإسلامية الثابتة هي الدفاع عن صلاحية الإسلام لقيادة الأمة الإسلامية بل قيادة البشرية، وقدرته على استيعاب التطورات والمستجدات التي تفرزها حركة الحياة، فإن الكاتب يرى بأن مشروع التأصيل الإسلامي للمعرفة هو الأداة التي ينبغي أن يسلكها الفكر الإسلامي في ذلك، وأنها هي الأساس في التقدم الحضاري للأمة.
وأن أول خطوات ذلك هو اقتناع المسلمين بمشروعهم الإسلامي، وإحساسهم بالإنتماء إليه، وفي ذلك ينقل عن الشيخ القرضاوي (لا بد من إيجاد الروح الإسلامية، وبناء "الشخصية الإسلامية" التي يقوم عليها عبء تطبيق الإسلام، وهذه الشخطية تعني "العقلية الإسلامية" التي تفكر بمنطق الإسلام في الحكم على الأشياء والأحداث والأشخاص والمواقف، كما تعني النفسية الإسلامية التي تكيّف تعاملها مع من حولها وما حولها وفقا لمنهج الإسلام).
ثم يتسائل: فكيف تصاغ هذه العقلية وهذه النفسية التي رضيت بالإسلام؟ وكيف يمكن أن يتجدد هذا الرضى في الأجيال المتعاقبة؟
ويقول أن الحياة متغيرة ومتجدده، وقد عولج ذلك في التشريع الرباني بأمرين:
1. تجدد الرسالات والشرائع المراعية لذلك، وهذا كان قبل الرسالة الأخيرة
2. تضمين الرسالة عناصر الخلود وشروط الصلاحية لكل زمان ومكان، ومراعاة التغيرات المحتملة والتطورات المتوقعة، وهذه هو في الرسالة الأخيرة.
والله سبحانه وتعال قد أتم دينه، ورضيه لنا، يقول سبحانه(الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْأِسْلامَ دِيناً (المائدة:3)
يقول الكاتب، والملاحظ أن الرضى ذكر من طرف واحد فقط، لذلك فهنا يكمن سؤال كبير هو: كيف يمكن للأمة الإسلامية في كل عصر أن تبادل الرضى بمثله؟ وكيف يمكن أن تختار دائما ما اختاره الله لها؟
في عصر النبوة كانت ثلاثة وعشرون عاما من الدعوة والتربية قد رفعت الجيل الأول إلى هذا الرضى، وعندما تتزعزع ثقة الأمة في كمال دينها، تفقد الإيمان كونه نعمة، وتكون النتيجة أنها ترفضه ولا ترتضيه. وعندما تستوعب الإمة في أي جيل من أجيالها كمال الإسلام وأفضليته على غيره تدرك عظمة النعمة به فتعلم لماذا ارتضاه الله لها، فلا ترضى حينئذ سواه، والعكس صحيح.
ولا يمكن أن ينهض الفكر الإسلامي بمهمته هذه إلا إذا دافع باستمرار عن كمال الإسلام وصلاحيته للتطبيق، بل وأفضليته على غيره، حتى تكون الإجابة عن السؤال المذكور في قوله تعالى ( أَأَنْتُمْ أَعْلَمُ أَمِ اللَّهُ) (البقرة:140) إجابة صحيحة مسددة.
وعندما نبحث في المنهج النبوي الذي أوصل الجيل الأول إلى اليقين الجازم بكمال الإسلام والرضى التام به، نجد عماده القرآن الكريم الذي يقول الله تعالى فيه (شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدىً لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ) (البقرة:185) فمضمون القرآن هدى وأدلته بينات، وردوده فرقان، ومهمة الفكر الإسلامي هو شرح هذا الهدى ببيناته وفرقانه.
الفكر الإسلامي يؤدي عكس مهمته:
وعندما بدأ الغرب أولى احتكاكاته بالعالم الإسلامي كان واعيا بأهمية الجبهة الفكرية في صراعها الحضاري، فقام المبشرون والمستشرقون، تأليفا وتحقيقا وتدريسا، بتوجيه مسار الفكر الإسلامي وجهة تكرس عزل الإسلام عن الأمة، بدل ردها إليه.
فمرت بالفكر الإسلامي الحديث مرحلة استشراقية محصلتها التشكيك في صدق العقيدة، وعدل الشريعة، وتكون ركام من السموم في دائرة الاستشراق ثم ألقي به في ساحة الفكر الإسلامي، ونشأ على معلوماته أو تأثر به جزئيا أو كليا جيل من المفكرين المسلمين.
وأصبح الفكر الإسلامي يؤدي عكس مهمته وانشغل بنقاشات فلسفية وكلامية لا علاقة لها بالمشاكل الواقعية للمسلمين، وأمضى على ذلك زمانا حتى أصبح الفكر الإسلامي يرادف تلك النقاشات الكلامية التاريخية.
وكما عانى الفكر الإسلامي من هذا التطبيق على مستوى الموضوع، مورس عليه تضييق مماثل على مستوى المنهج، فبعد أن كان الإسلام يحكم الحياة السياسية والاجتماعية للمسلمين دخل الاستعمار وأدخل معه العلمانية وانتدب المناهج التعليمية لترسيخها في الفكر، كما انتدب القوة السياسية والعسكرية لتثبيتها في الواقع.
وهكذا أصبح هناك مفكرون لبراليون وماركسيون، وقد اتخذوا الإسلام وتاريخه مادة للاستشهاد على صلاحية نماذجهم السياسية!!. وأغفل الدور الأصيل للفكر الإسلامي وهو الاستدلال على صلاحية الإسلام والدفاع عن كماله.
هذا المشكل المنهجي بالإضافة إلى المشكل الموضوعي دفعا الفكر الإسلامي بعيدا عن مهمته الحضارية، مما استدعى تصحيحا شاملا من داخل الفكر الإسلامي نفسه.
ولقد تبين أن مشكلات الفكر الإسلامي تعود إلى وضعية العلوم الإنسانية في أوساطنا التعليمية والثقافية، فأصبح تأصيل الفكر الإسلامي وتحريره من العلمانية مرتبطا بالتأصيل الإسلامي لهذه العلوم، وكل خطوة يخطوها الفكر الإسلامي في ذلك خطوة لتأصيل نفسه، فهذه العلوم وفرضياتها هي التي تحدد مفهوم الحضارة الحديثة لمعنى الإنسان وغايته ومغزى وجوده
تأصيل في الفكر من أجل تأصيل في العلم:
لم يكن احتلال الفكر الاستعماري لساحة الفكر الإسلامي ليستمر طويلا فقد ظهر الإتجاه الأصيل من جديد يتحدث عن الفكر الإسلامي انطلاقا من الإسلام لا انطلاقا من العلمانية لبرالية أو ماركسية.
ونجد الكاتب هنا يركز على الاستقلال الثقافي الإسلامي، وذلك يتكون بمنظوره من محصلة العلوم وليس نتيجة لعلم واحد أو العلوم الطبيعية فقط، لذلك يتحدث عن استقلال ثقافي حتى في العلوم الطبيعة وكل ما من شأنه أن يكون الشخصية والثقافة والفكر، لذلك يقول:
فعلى مستوى الموضوع: تم تكسير الطوق الذي حصر اهتمامات الفكر الإسلامي في قضايا فلسفية وكلامية ليصبح مجاله هو التأصيل الإسلامي للمعرفة، وأصبح الحديث عن مجالات مفتوحة ذات موضوعات متعددة:
منقول
يتبع بإذن الله
__________________
لا تُجادل الأحمـق..فقد يُخطـئ الناس في التفريـق بينكمـا
آخر تعديل بواسطة Orkida ، 23-07-2006 الساعة 11:50 AM.
|