رمسيس الثاني يستعرض الألوف في شوارع القاهرة !
في هذه الليلة (ليلة 25/8) يحتفى في مصر بنقل تمثال رمسيس الثاني العملاق، من الميدان الأكبر في القاهرة والمعروف بتمثال رمسيس، إلى قرب منطقة الهرم. تستغرق رحلة نقله حوالي 12 ساعة، ضمن هالة أسطورية وإعلامية.استغرق فحص حال التمثال وإمكانية نقله 3 سنوات.وأجريت منذ شهرين تجربة نقل لمجسم بنفس وزن التمثال لمعاينة الرحلة قبل حصولها. وكل ذلك يكشف حجم التكاليف المنفقة في سبيل هذا الحدث.
وإن جاز لنا أن نعلق على الحدث، فلنا أن نقول:
- كنا نرجو أن نقيم وبصنع أيدينا احتفالات نصر، وإعمار، وتوفير فرص عمل، ورفع البؤس البئيس عن الشعب المصهور منذ عصر الفراعنة السابقين واللاحقين.
- هل من حق هذا الفرعون (رمسيس الثاني) أن يتفرعن حياً وبعد ما يزيد عن ثلاثة آلاف سنة، وهو يستعرض في رحلته الألوف المنبهرة على جوانب الطرق وهي تلتهم جبروته بعيونها.
- سمعنا ونسمع مقولة: " إن التاريخ سيلعن كل الجبابرة والطواغيت، ولن ترحمهم الأجيال القادمة". هذا الجبار الذي زرع مصر بالمعابد، والتماثيل، وأرهق شعبه بالعمل الشاق، و رفع عرشه على جماجم المستضعفين، هل لعنه التاريخ؟ وهل هذا رد الأجيال؟
- ليطمئن عتاة حكامنا وفراعنتنا، إلى أنهم مهما ظلموا وأسرفوا في انتهاك إنسانية شعوبهم، فسيكافئهم أبناء الغد وحكام المستقبل، ليبرروا صنائعهم.
- نحن مع احترام الآثار، وتقدير التاريخ، والبحث العلمي، لكن للاعتبار، لا للانبهار! القرآن شد أنظارنا إلى الماضي البعيد، للتعرف على مكتسبات من غبر؛ لنعلم أنهم عمروا الأرض أكثر مما عمرناها، و بنوا، وشادوا.. لكنهم بادوا! ونحن ننظر إليهم وإلى مظالمهم نظرة إشفاق، واتخذنا لقب فرعون مثلاً للطاغية الذي سيكون مآله الخبال والنكال والخسران. قال تعالى: (أفلم يسيروا في الأرض فينظروا كيف كان عاقبة الذين من قبلهم، كانوا أكثر منهم وأشد قوة وآثاراً في الأرض، فما أغنى عنهم ما كانوا يكسبون). " غافر: 82". وقال تعالى: (فوقاه الله سيئات ما مكروا وحاق بآل فرعون سوء العذاب، النار يعرضون عليها غدواً وعشياً ويوم تقوم الساعة أدخلوا آل فرعون أشد العذاب) " غافر: 45/46".
معلومات سريعة حول " رمسيس الثاني":
* حكم مصر مدة 66 سنة، توفي في أول تسعيناته. له نحو 90 ولداً.
* قاد عدة حملات شمالاً إلى بلاد الشام. قامت القوات المصرية تحت قيادته بالاشتباك مع قوات الحثيين.
* دفن في وادي الملوك و اكتشفت مومياؤه عام 1881 ، ونقلت إلى المتحف المصري بالقاهرة بعد خمس سنوات. *الفحوص الطبية على موميائه تظهر آثار شعر أحمر أو مخضب. ويعتقد أنه عانى من روماتيزم حاد في المفاصل في سني عمره الأخيرة، وكذلك عانى من أمراض في اللثة.
أقدم من قال إن رمسيس الثاني هو فرعون موسى، كان يوسيبيوس القيصاري (275 - 339 م). ويبدو هذا الرأي مرجوحاً، حيث لا مبررات علمية لهذا الرأي سوى التخمين؛ إضافة إلى أن الفحوص الدقيقة على موميائه لم تظهر أنه تعرض للغرق.
|