مجلة الخيمة حوار الخيمة دليل المواقع نخبة المواقع Muslim Tents
التسكين المجاني التسكين المدفوع سجلات الزوار بطاقات الخيمة للإعلان في الخيمة
الأسئلة الشائعة قائمة الأعضاء التقويم البحث مواضيع اليوم جعل جميع المنتديات مقروءة

العودة   أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية > القسم الإسلامي > الخيمة الإسلامية
اسم المستخدم
كلمة المرور

 
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
  #1  
قديم 14-12-2000, 02:34 PM
أشعري أشعري غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Jul 2000
المشاركات: 498
Post الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم من المؤذنين بعد الأذان بدعة حسنة

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله،

الإخوة الأعزاء،

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،

قال تعالى: "إِنَّ اللهَ وَمَلاَئِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَآ أَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلّـِمُوا تَسْلِيماً".

اعلموا إخواني في الدين أن الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم من المؤذنين بعد الأذان بدعة حسنة (وقد بينا نحن والإخوة الكرام كالجواهري والمراقب الفاروق وناصح وغيرهم أن البدعة منها حسن ومنها سىء وأنه ليس كل البدع على الإطلاق سيئة، فليراجع ذلك في محله هنا في هذه الخيمة).

فإن ما يفعله المؤذنون من الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم بعد الأذان هو بدعة حسنة ولها أصل في الشرع ألا وهو قوله صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي رواه مسلم: "إذا سمعتم المؤذن فقولو مثلما يقول ثم صلوا عليّ" وهذا يكفي دليلاً في جواز الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم من المؤذنين عقب الأذان.

وقد بدأت الصلاة على النبي من قبل المؤذنين بعد كل أذان في زمن السلطان حاجي بن الأشرف شعبان، فقد قال الحافظ السيوطي في كتابه "الوسائل إلى مسامرة الأوائل" (ص9): "أول ما زيد الصلاة والسلام بعد كل أذان في المنارة في زمن السلطان حاجي بن الأشرف شعبان بن حسين بن الناصر محمد بن المنصور قلاوون بأمر المحتسب نجم الدين الطنبدي وذلك في شعبان سنة إحدى وتسعين وسبعمائة (791هـ) وكان حدث قبل ذلك في أيام السلطان صلاح الدين بن أيوب أن يُقال في كل ليلة قبل أذان الفجر بمصر والشام السلام على رسول الله واستمر ذلك إلى سنة سبع وستين وسبعمائة فزيد بأمر المحتسب صلاح الدين البرلسي أن يُقال: الصلاة والسلام عليك يا رسول الله، ثم جُعل عقب كل أذان سنة إحدى وتسعين”.

وهذا الأمر جائز بإجماع المذاهب الأربعة، وإليكم بعض النقول من المذاهب الأربعة في جواز الصلاة على النبي بعد الأذان من قبل المؤذنين:

المذهب الحنفي:
قال الشيخ محمد علاء الدين الحصكفي الحنفي في كتابه "الدر المختار": "فائدة: التسليم بعد الأذان في ربيع الآخر سنة سبعمائة وإحدى وثمانين في عشاء ليلة الإثنين، ثم يوم الجمعة، ثم بعد عشر سنين حدث في الكل إلا المغرب، ثم فيها مرتين، وهو بدعة حسنة"، انظر حاشية ابن عابدين (ج1/390).

المذهب المالكي:
قال الشيخ شمس الدين محمد عرفة الدسوقي المالكي في "حاشيته على الشرح الكبير" (ج1/193): "وأما الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم بعد الأذان فبدعة حسنة أوّل حدوثها زمن الناصر صلاح الدين يوسف بن أيوب". ونود التوضيح هنا أن تقدير كلام الدسوقي هو أنه في زمن الناصر صلاح الدين الأيوبي محرر الأقصى حدث الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم قبل أذان الفجر، إلا أنه أول ما جعل بعد كل أذان كهيئته المعروفة اليوم ففي زمن السلطان حاجي بن الأشرف شعبان كما نقلنا ذلك عن السيوطي، فاقتضى التوضيح.

المذهب الشافعي:
قال الحافظ السخاوي الشافعي وهو تلميذ الحافظ ابن حجر العسقلاني في كتابه "القول البديع في الصلاة على الحبيب الشفيع" (ص92): "قد أحدث المؤذنون الصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم عقب الأذان للفرائض الخمس إلا الصبح والجمعة فإنهم يقدمون ذلك فيها على الأذان وإلا المغرب فإنهم لا يفعلونه أصلاً لضيق وقتها ..."، إلى أن قال: "وقد اختلف في ذلك هل هو مستحب أو مكروه أو بدعة أو مشروع، واستُدِل للأول بقوله تعالى: {وَافْعَلُوا الْخَيْرَ} ومعلوم أن الصلاة والسلام من أَجَلّ القُرّب لا سيما وقد تواردت الأخبار على الحث على ذلك مع ما جاء في فصل الدعاء عقب الأذان والثلث الأخير من الليل وقرب الفجر "والصواب" أنه بدعة حسنة يؤجر فاعله بحسن نيته"، انتهى كلامه.

المذهب الحنابلي:
وفي كتاب "منتهى الإرادات" للحنابلة (ج1/113-114): "وسُنّ لمؤذن وسامع أن يصليَ على النبي صلى الله عليه وسلم إذا فرغ ويقول: اللهم رب هذه الدعوة التامة والصلاة القائمة ءات سيدنا محمد الوسيلة والفضيلة وابعثه مقاماً محموداً الذي وعدته"، انتهى.

فهذه النقول تثبت ان هذا الأمر المحدث هو من باب البدعة الحسنة فالعلماء من المذاهب الأربعة أجازوا هذا الأمر بعد حدوثه ولم يسكتوا عن تبيان حكم الدين فيه، فالمذاهب الأربعة ولله الحمد متفقة على جواز هذا الأمر.

وقد يقول قائل: إن الخطاب في "قولوا"و"صلوا" الواردة في الحديث(1) لغير المؤذن فلذلك فإن الأمر بالصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم عقب الأذان لمن يسمع الأذان من المؤذن لا للمؤذن نفسه.

يُرد على هذه الشبهة بأننا لا نسلّم أن استعمال ضمير الغائب في حق المؤذن يدل على استثنائه، فهذا الكلام مردود، والذي ردّه هو الإمام النووي حيث قال في كتابه "روضة الطالبين" (ج1/203) تحت عنوان في صفة المؤذن وءادابه: "ويستحب أن يكون صيّتاً، حسن الصوت ..."، إلى أن قال: "وأن يُصلِّيَ المؤذن ومن سمع الأذان على رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد الأذان". انتهى كلام النووي.

وكذلك رد مثل هذه الشبهة الإمام شمس الدين الرملي الملقب بالشافعي الصغير في كتابه "نهاية المحتاج إلى شرح المنهاج" (ج1/422) فقال: "ويسن لكلٍّ من مؤذن وسامع ومستمع وكذا مقيم لحديث ورد فيه رواه ابن السني وذكره المصنف في أذكاره (يقصد بالمصنف الإمام النووي) أن يصليَ ويسلم على النبي صلى الله عليه وسلم"، انتهى، والحديث الذي أشار إليه الإمام الرملي هو الحديث الذي نتكلم عنه، فها هو الرملي يستدل بهذا الحديث على جواز صلاة المؤذن على النبي صلى الله عليه وسلم بعد الأذان.

فمن يخصص المؤذن بالمنع من الصلاة والسلام على النبي صلى الله عليه وسلم يحتاج إلى دليل، وإذا لم يكن هناك دليل فهذا التخصيص من باب التحكم (وهو كذلك) لعدم وجود دليل يخصص المنع للمؤذن، فلا تلتفت أخي المسلم لمن يحرم الصلاة والسلام على النبي بعد الأذان، فهذا أمر حسن رضيه المسلمون منذ أكثر من سنة قرون، ولا نقول أنه واجب أو فرض لكنه أمر حسن لا يجوز تحريمه.

وفي الختام نقول ما قاله الله تعالى:
"إِنَّ اللهَ وَمَلاَئِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَآ أَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلّـِمُوا تَسْلِيماً".

اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد كلما ذكرك الذاكرون وغفل عن ذكرك الغافلون.

والله من وراء القصد.

---------------------------------------
(1) قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إذا سمعتم المؤذن فقولو مثلما يقول ثم صلوا عليّ"، رواه مسلم.
  #2  
قديم 14-12-2000, 10:24 PM
الفاروق الفاروق غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Oct 2000
المشاركات: 474
Post

تبارك الله ما شاء الله والله أكبر
نعم البيان من نعم ناقل, جزاك الله عنا خير جزاء يا أيها الطيب

أحب أن أنبه على مسألة أصولية مهمة جدا جدا جدا وهي كما قال بعض أكابر العلماء:

العبـــــــــــــــــــــــــــــــــــرة بالتحقيـــــــــــــــــــــــــــق

هكذا هو علم الدين فالعبرة بالتحقيق وليست بكثرة القيل والقال وتسويد الصحف, فالعاقل من يعمل بما هو موافق لدين الله وإن كان من حيث الظاهر قد كثر مخالفوه فإن العبرة بالتحقيق وليست بترديد الهمج الرعاع أتباع كل ناعق كما روي عن سيدنا علي عليه السلام

فهنيئا لنا بهذا التحقيق الذي أتيتنا به وشكرا
  #3  
قديم 15-12-2000, 01:42 AM
الخليجي الخليجي غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Sep 2000
المشاركات: 370
Talking

بـوركـت يا اشعري بوركت
  #4  
قديم 15-12-2000, 04:00 AM
الفاروق الفاروق غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Oct 2000
المشاركات: 474
Post

الأخ أشعري
أحب أن أزيد فائدة وهي أن الله تعالى يقول: يا أيها الذين ءامنوا صلوا عليه وسلموا تسليما.

وهذا أمر مطلق لم يرد تقييده فيبقى على إطلاقه ولو سلمنا جدلا بأن المؤذن يقول بعد الأذان سرا من دون جهر " اللهم صل على رسول الله " أو " الصلاة والسلام عليك يا رسول الله " لكان أمرا عظيما فيه ثواب.

فما بالك بمن يقول هذا جهرا ليسمع الناس الصلاة على رسول الله ويذكرهم إن نسوا, بل هو في هذا دالٌّ على الخير والنبي عليه الصلاة والسلام يقول: الدال على الخير كفاعله. رواه البزّار والطبراني في المعجم الكبير بإسناد صحيح كما في الجامع الصغير لشيخ الحفاظ السيوطي.

وقد قال الإمام الكبير الماوردي الشافعي المشهور:ندب الله سبحانه إلى التعاون بالبر وقرَنه بالتقوى له, لأن في التقوى رضا الله تعالى وفي البر رضا الناس، ومن جمع بين رضا الله تعالى ورضا الناس فقد تمت سعادته وعمت نعمته.

فما لعقل أولئك قد أصيب بمخالفة السنة بدعوى التقوى والعياذ بالله؟ فلم يبق إلا استحباب هذا الفعل الذي فيه خير وحث على الخير ولم يبق للمحرِّم إلا إعلانه مخالفة سنة رسول الله عليه الصلاة والسلام وقد أبلج الحق

الفاروق
  #5  
قديم 15-12-2000, 05:31 AM
أشعري أشعري غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Jul 2000
المشاركات: 498
Post

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله،

الإخوة الأعزاء،

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،

نحن نحاول القيام بتوعية المسلمين لأمور دينهم على قدر استطاعتنا ونرجو من الله القبول، وطوبى لمن أخلص نيته لله تعالى وطلب رضا الله لا محمدة الناس، ونذكر الجميع أن الخلاص بالإخلاص.

والله من وراء القصد.
  #6  
قديم 16-12-2000, 05:29 AM
أشعري أشعري غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Jul 2000
المشاركات: 498
Post

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله،

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،

الأخ الصقر،

لقد تكلمنا كثيرا في موضوع البدعة سابقا وربما لم تتابع أخي الصقر الموضوع في حينه، وقد سبق أن بيّنا أن البدعة تنقسم إلى قسمين بدعة حسنة وبدعة سيئة، وإليك أخي الصقر هذا البيان السريع الذي نبين فيه معنى البدعة وأقسامها، فنقول:

البدعة لغةً: ما أُحدث على غير مثال سابق، وفي الشرع: المُحدَث الذي لم ينصَّ عليه القرءان ولا جاء في السنة، كما ذكر ذلك اللغوي المشهور الفيومي في كتابه "المصباح المنير" مادة "ب د ع"، وذكر ذلك أيضا الحافظ اللغوي محمد مرتضى الزبيدي في "تاج العروس" مادة "ب د ع"، وهي تنقسم على قسمين: بدعة ضلالة: وهي المحدثة المخالفة للقرءان والسنة، وبدعة هدى: وهي المحدثة الموافقة للكتاب والسنة.

وكلامنا هذا موافق لكلام الأئمة المعتبرين من المذاهب الأربعة لا سيما إمامنا عالم قريش الشافعي الذي ملأ طباق الأرض علما، فقد روى الحافظ البيهقي في كتابه "مناقب الشافعي" (ج1/469) عن الإمام الشافعي أنه قال: "المحدثات من الأمور على ضربين: أحدهما ما أُحدث مما يخالف كتاباً أو سنةً أو أثراً أو إجماعاً، فهذه البدعة الضلالة، والثانية: ما أُحدث من الخير لا خلاف فيه لواحد من هذا، وهذه محدثة غير مذمومة"، انتهى.

والبدعة منقسمة إلى الأحكام الخمسة وهي الواجب والمندوب والمباح والمكروه والحرام كما نص عليه العلماء من المذاهب الأربعة، ولنذكر الآن من نص على هذا التقسيم من علماء المذاهب الأربعة ليتبين لك أخي "الصقر" حقيقة الأمر:
المذهب الحنفي:
1- الشيخ ابن عابدين الحنفي حيث قال في حاشيته (1/376): "فقد (((تكون البدعة واجبة))) كنصب الأدلة للرد على أهل الفرق الضالة، وتعلّم النحو المفهم للكتاب والسنة، ومندوبة كإحداث نحو رباط ومدرسة، وكل إحسان لم يكن في الصدر الأول، ومكروهة كزخرفة المساجد، ومباحة كالتوسع بلذيذ المآكل والمشارب والثياب"، انتهى، فانظر أخي "الصقر" إلى هذا الكلام من الشيخ ابن عابدين وهو الذي لا يخفى علمه وتبحره في المذهب الحنفي.
2- الإمام بدر الدين العيني حيث قال في شرحه لصحيح البخاري (ج11/126) عند شرحه لقول عمر بن الخطاب رضي اللّه عنه: "نعمت البدعة" وذلك عندما جمع الناس في التراويح خلف قارىءٍ وكانوا قبل ذلك يصلون أوزاعاً متفرقين: "والبدعة في الأصل إحداث أمر لم يكن في زمن رسول الله صلى الله عليه وسلم (((ثم البدعة على نوعين))) إن كانت مما تندرج تحت مستحسن في الشرع فهي بدعة حسنة وإن كانت مما يندرج تحت مستقبح في الشرع فهي بدعة مستقبحة"، انتهى.

المذهب المالكي:
1- الإمام محمد الزرقاني المالكي حيث قال في شرحه للموطأ (ج1/238) عند شرحه لقول عمر بن الخطاب رضي اللّه عنه: "نعمت البدعة هذه": ".. فسماها بدعة لأنه صلى اللّه عليه وسلم لم يسنّ الاجتماع لها ولا كانت في زمان الصديق، وهي لغة ما أُحدث على غير مثال سبق وتطلق شرعاً على مقابل السنة وهي ما لم يكن في عهده صلى اللّه عليه وسلم، (((ثم تنقسم إلى الأحكام الخمسة)))"، انتهى، والأحكام الخمسة هي الواجب والمندوب والمباح والمكروه والحرام كما ذكرناه سابقاً.
2- الشيخ أحمد بن يحيى الونشريسي المالكي وقد نقل إجماع المالكية على تقسيم البدعة هذا التقسيم فقال في كتاب المعيار المعرب (ج1/357-358) ما نصه: "وأصحابنا وإن اتفقوا على إنكار البدع في الجملة فالتحقيق الحق عندهم أنها (((خمسة أقسام)))"، ثم ذكر الأقسام الخمسة وأمثلة على كل قسم ثم قال: "فالحق في البدعة إذا عُرضت أن تعرض على قواعد الشرع فأي القواعد اقتضتها ألحقت بها".

المذهب الشافعي:
1- سلطان العلماء العز بن عبد السلام حيث قال في كتابه "قواعد الأحكام" (ج2/172-174) : "البدعة منقسمة إلى: واجبة ومحرّمة ومندوبة ومكروهة ومباحة"، ثم قال: "والطريق في ذلك أن تُعرض البدعة على قواعد الشريعة، فإن دخلت في قواعد الإيجاب فهي واجبة، أو في قواعد التحريم فهي محرمة، أو الندب فمندوبة، أو المكروه فمكروهة، أو المباح فمباحة"، انتهى.
2- الحافظ أحمد بن حجر العسقلاني أمير المؤمنين في الحديث حيث قال في الفتح (ج4/298) عند شرحه لقول عمر بن الخطاب رضي الله عنه: "نعمت البدعة تلك": "والبدعة أصلها ما أحدث على غير مثال سابق وتطلق في الشرع في مقابل السنة فتكون مذمومة، والتحقيق أنها إن كانت مما تندرج تحت مستحسن في الشرع فهي حسنة وإن كانت مما تندرج تحت مستقبح في الشرع فهي مستقبحة وإلا فهي من قسم المباح وقد تنقسم إلى الأحكام الخمسة"، انتهى.

المذهب الحنبلي:
الشيخ شمس الدين محمد بن أبي الفتح البعلي الحنبلي حيث قال في كتابه "المطلع على أبواب المقنع" (ص334) من كتاب الطلاق: "والبدعة مما عُمل على غير مثال سابق، والبدعة بدعتان: بدعة هدى وبدعة ضلالة، والبدعة منقسمة بانقسام أحكام التكليف الخمسة".

بعد هذه النقول من المذاهب الأربعة فلا يسوغ لقائل أن ينفي وجود بدعة حسنة، ولسائل أن يسأل: من أين أتى هؤلاء العلماء وعلى رأسهم الإمام الشافعي بهذا التقسيم للبدعة والرسول صلى الله عليه وسلم يقول في الحديث الذي رواه أبو داود: "وإياكم ومحدثات الأمور فإن كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة".

والجواب على ذلك من حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي رواه الشيخان عن عائشة رضي اللّه عنها أنها قالت: "قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد"، ورواه مسلم بلفظ: "من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد"، فأَفْهَمَ رسولُ اللّه صلى اللّه عليه وسلم بقوله: ((ما ليس منه)) أن المحدَث إنما يكون رداً أي مردوداً إذا كان على خلاف الشريعة وأن المُحدث الموافق للشريعة ليس مردوداً.

ونجيب على هذا السؤال أيضاً بقوله صلى الله عليه وسلم الذي رواه مسلم من حديث جرير بن عبد اللّه البَجَلي رضي اللّه عنه أنه قال: "قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: مَن سنّ في الإسلام سنّة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها بعده من غير أن ينقص من أجورهم شىء، ومن سنّ في الإسلام سنة سيئة كان عليه وزرها ووزر من عمل بها من بعده من غير أن ينقص من أوزارهم شىء".

فحتى لا يقع التضارب بين أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم الثلاثة الماضية قال الإمام النووي في شرحه لصحيح مسلم (ج6/54): "قوله صلى اللّه عليه وسلم: "وكل بدعة ضلالة"، هذا عام مخصوص والمراد غالب البدع"، انتهى كلام النووي، ثم قسّم البدعة إلى خمسة أقسام: واجبة ومندوبة ومحرمة ومكروهة ومباحة، وقال: "فإذا عُرف ما ذكرته عُلِم أن الحديث من العام المخصوص وكذا ما أشبهه من الأحاديث الواردة، ويؤيد ما قلناه قول عمر بن الخطاب رضي اللّه عنه في التراويح: "نعمت البدعة"، ولا يمنع من كون الحديث عاماً مخصوصاً قوله: كل بدعة، مؤكداً بـ"كل"، بل يدخله التخصيص مع ذلك كقوله تعالى: "تُدَمِّرُ كُلَّ شَىْءٍ" ، انتهى كلام النووي. ومعنى الآية: تدمر الريحُ كلَّ شىء مَرّت عليه من رجال عادٍ وأموالها، وهي مرت على الجبال والوديان ولم تدمرها.

والحاصل أن حديث أبي داود لفظه عام وهو "وكل بدعة ضلالة" ومعناه مخصَّص بحديث البخاري ومسلم "من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد" وحديث مسلم: "من سنّ في الإسلام سنة حسنة..."، وبهذا يكون حديث الرسول صلى الله عليه وسلم قد فُسّر بالحديث، فخير ما يُفسّر به الوارد بالوارد كما نص عليه الحافظ العراقي في ألفيته في علم الحديث فقال:
وخير ما فسّرته بالوارد................كالدُّخ بالدخان لابن صائد

ولإتمام الفائدة نذكر أمثلة من البدع الحسنة:
- جمعُ الناس خلف قارىء واحد في صلاة التراويح كما فعل أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه فيما رواه عنه البخاري في صحيحه ومالك في الموطأ، وقد قال عمر بعد أن رأى اجتماعهم: "نعمت البدعة تلك".

- ومنها الأذان الثاني الذي زاده عثمان بن عفان رضي الله عنه في فترة خلافته، ففي "صحيح البخاري" ما نصه: "عن السائب بن زيد قال: كان النداء يوم الجمعة أوّله إذا جلس الإمام على المنبر، على عهد النبي صلى اللّه عليه وسلم وأبي بكر وعمر رضي اللّه عنهما، فلما كان عثمان رضي اللّه عنه وكثر الناس زادَ النداء الثالث على الزوراء".

- ومنها أيضاً تنقيط المصاحف ففي كتاب "المصاحف" (ص158) للحافظ أبي داود السجستاني وبسنده عن هارون بن موسى أنه قال: "أوّل من نقط المصاحف يحيى بن يعمر"، وكان قبل ذلك يُكتب بلا نقط، فلما فعل هذا لم يُنكر عليه ذلك، مع أن الرسول صلى اللّه عليه وسلم ما أمر بنقط المصحف، فمن قال كل شىء لم يُفعل في عهد رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم بدعة ضلالة فليبدأ بكشط النقط من المصاحف.

- ومنها أيضاً المآذن والمحاريب المجوفة.

- ومنها أيضاً الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم من المؤذنين جهراً عقب الأذان.

ونود لفت انتباهك أخي "الصقر" أن الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم من المؤذنين جهراً عقب الأذان أمر مستحب ولكنه لم يكن في عهد النبي صلى الله عليه وسلم وإنما حدث بصورته المعمول بها الآن في كثير من الأقطار الإسلامية في سنة 791هـ كما بينا في موضوعنا السابق.

نرجو أن نكون قد وضحنا أمر البدعة وأنها ليست دائما بدعة ضلالة وإنما يدخل عليها التقسيم إلى بدعة حسنة وبدعة سيئة.

والله من وراء القصد.
  #7  
قديم 17-12-2000, 04:29 AM
أشعري أشعري غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Jul 2000
المشاركات: 498
Post

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله،

الصقر،

يبدو أننا سنعيد ما قلناه سابقاً، لا بأس إذا كان في سبيل تصحيح مفاهيم إسلامية مفهومة بشكل خاطئ لدى البعض، ونود أن نقول لك أنك لم تقرأ الموضوع السابق عن البدعة ولم تقرأ الموضوع الحالي الذي اضفناه في هذا الموضوع.

للأسف أنت لم تقرأ موضوعنا الجديد عن البدعة، وإن كنت قرأته فأكيد أنك لم تفهم ما هو مكتوب فيه.

ولقد تطاولت فتجاوزت حدك لانك وقعت في أعلام علماء الإسلام كما سنبين للقارئ الكريم ذلك، وسيكون ردنا عليك من باب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بعد أن كان كلامنا معك من باب إفهام أخ بعض ما التبس عليه.

أما أنك لم تفهم أو لم تقرأ ما كتبنا في البدعة، فذلك للأسباب التالية:

1- قلت في ردك الأخير: "فمن المعروف أن كل بدعة في الدين محرمةوضلالة."
الرد: نحن لا نسلم لك بهذا لأن ادعاءك أنه "من المعروف" أن كل بدعة ضلالة محرمة يعني أن هذا أمر منتشر بين علماء المسلمين يعرفه فقيههم ومحدثهم ومجتهدهم، لأن شيئا معروفاً من الدين لا يخفى على علماء الإسلام، ولقد أثبتنا أن علماء الإسلام قالوا أنه ليست كل البدع محرمة، وكلامهم هذا ليس مخالفاً لحديث الرسول صلى الله عليه وسلم الذي استنتجت منه هذه النتيجة الغريبة، فهم قد وفقوا بين الحديث "كل بدعة ضلالة" وغيره من الأحاديث كما بينا في آخر موضوعنا في البدعة الذي سبق ردك الأخير.

لقد ذكرنا لك ولغيرك أن العلماء من المذاهب الأربعة قد قسموا البدعة وأن الشافعي قال هي على قسمين، وتأتي أنت وتقول بكل "تحكم" أنه شىء معروف أن كل البدع محرمة، كيف يكون معروفاً والعلماء قد أجمعوا على جواز وجود بدعة حسنة، نقل إجماعهم الحافظ السيوطي في كتابه "الأمر بالاتباع والنهي عن الإبتداع" (ص 12) حيث قال:
"والحوادث (أي البدع) تنقسم إلى بدعة مستحسنة وإلى بدعة مستقبحة, فالبدعة المستحسنة (((متفق))) على جواز فعلها والاستحباب لها رجاء الثواب لمن حسنت نيته فيها وهي كل مبتدع موافق لقواعد الشريعة غير مخالف لشىء ولا يلزم من فعله محظور شرعي". انتهى كلام السيوطي.

انظر كيف ينقل الإجماع على جواز فعل البدعة المستحسنة، والله لقد قلت كلمة تدل أنك لا تدري ماذا يخرج من رأسك، والدليل رميك لعلماء الإسلام بأنهم يجهلون أمراً ادعيت أنه معروف وهو قولك أن كل البدع محرمة.

وقد تقول: أنا اعتمدت على حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم "كل بدعة ضلالة"، ونحن نقول لك أن "كل" في هذا الحديث لا تعني الاستغراق الشامل بدليل قول النبي صلى الله عليه وسلم: "كل عين زانية"، فلفظة "كل" في هذا الحديث لا تعني الاستغراق الشامل وذلك لأن أعين الأنبياء والمرسلين معصومة من أن تكون زانية، فليس كل موقع وردت فيه لفظة "كل" تدل على الاستغراق الشامل، من لنا بإفهامك.

2- مما يدل أنك لم تقرأ مقالنا في البدع، وإن قرأته فلم تفهمه قولك: "ومن قسم البدعة أخي العزيز فهو مخالف لقول الرسول صلى الله عليه وسلم فإن كل بدعة ضلالة".
الرد: هذا اتهام منك صريح لمن ذكرنا من العلماء أنهم مخالفون لحديث النبي صلى الله عليه وسلم مع علمهم به، ولا أظن أن مثل الحافظ ابن حجر لم يسمع بحديث "كل بدعة ضلاة" أو السيوطي أو الإمام الشافعي، أتعلم ماذا يعني هذا؟

إنه يعني أنهم علموا الحديث ومع ذلك خالفوه، هل علمت الآن مدى المصيبة التي أوقعت نفسك فيها، فعلماء المسلمين الذين قسموا البدعة بنظرك مخالفون للنبي صلى الله عليه وسلم، ما أبشع هذا التطاول، ولا أظن المراقب "الفاروق" سيسكت عن هذا، ولن نسكت نحن أيضاً عن هذا الاتهام الموجه لعلماء المسلمين أمثال:
الشافعي، النووي، سلطان العلماء العز بن عبد السلام، السيوطي، ابن حجر العسقلاني، القرافي المالكي، ابن عابدين الحنفي، والبدر العيني، والزرقاني المالكي، والونشريسي الذي نقل إجماع المالكية على تقسيم البدعة، والبعلي الحنبلي، فهؤلاء وغيرهم من علماء المسلمين يقسمون البدعة، وتأتي أنت فتقول أنهم يخالفون النبي صلى الله عليه وسلم، وهل تظن أن هؤلاء الجبال يخالفون النبي وأنت الذي توافقه؟!! هيهات هيهات، تعلم قواعد الكتابة أولاً قبل أن تخوض في مثل هذه المباحث.

3- أما الدليل الثالث أنك لم تقرأ ما كتبناه وإن قرأته فلم تفهمه فهو قولك: "إن سيدنا عمر رضي اللع عنه يقصد بقولة (نعمت البدع هذه)بخصوص صلاة التراويح لأن سيدنا عمر رضي الله عنة يقصد بدعة بمعناها اللغوي وليس الشرعي".
الرد: لقد نقلنا تفسير الحافظ ابن حجر لقول عمر هذا وكيف استنتج هو وغيره من العلماء من كلمة عمر أن البدعة منها حسنة وليست كلها سيئة، وتأتي أنت لتقول أن عمر يقصد بها المعنى اللغوي وليس الشرعي، من قال لك أن عمر قصد هذا رغم ان جهابذة الإسلام كابن حجر فهموا خلاف ما تقول، أم أنك فهمت ما غاب عن ابن حجر وغيره من علماء هذه الأمة، وكيف تكون لغوية وهي تخص عبادة لله، والبدعة اللغوية عندك تكون في العادات والمخترعات، ولنا على عبارتك الأخيرة هذه رد سنقوله في محله إن شاء الله.

هذا ردنا عليك لإثبات انك لم تقرأ موضوعنا وإن قرأته فلم تفهمه، أما ما سيأتي فهو رد لبعض النقاط الواردة في مقالك، وهي:

1- قولك أنه لك رأي في البدعة، وقد بينتَ رأيك وهو رأي مخالف للإجماع، فرأيك هذا لا وزن له إذا كان مخالفاً للإجماع ويخطّئ علماء المسلمين، ثم كيف يكون لك رأي في مسألة أصولية كمسألة البدعة وأنت لا تحسن الإملاء، إذهب وتعلم قواعد الكتابة خير لك.

2- تقسيمك للبدعة على أن المباح منها هو ما كان في العادات كالمخترعات، وهذا كلام من لم يشتم رائحة علم الأصول وذلك أن العادات والمخترعات تدخل تحت أحكام الدين فمنها ما هو محرم ومنها ما هو مكروه ومنها ما هو مباح، وأنت تدعي أنها مباحة فقط، ثم هل ذكرت لنا من يقول بكلامك هذا من علماء المسلمين؟ فهل تنقيط المصحف في نظرك من العادات والمخترعات، وهل ترتيب الأدلة للرد على أهل الأهواء من العادات والمخترعات، وهل وضع مصطلحات شرعية في الفقه والحديث وسائر العلوم من العادات والمخترعات، وهل زيادة عثمان لأذان ثان يوم الجمعة من العادات والمخترعات، وهل بناء المآذن من العادات والمخترعات، وهل التسمي بـ "شيخ الإسلام" من العادات والمخترعات؟؟؟

هذا من ناحية، أما الناحية الأخرى فأين من يؤيدك من علماء الإسلام فيما ذهبت إليه، أم هو التقوّل بالهوى؟!.

3- قولك أنه من وسائل الشرك البناء عليها (أي القبور)، أما علمت أن قبر النبي صلى الله عليه وسلم عليه بناء، فهل تتهم الأمة أنها قصّرت عن حماية قبر نبيها من وسائل الشرك التي تزعم.

بعد هذا الرد، والذي اضطررتنا أن نكون قاسين عليك به على غير عادتنا لتفيق من الوهم الذي تتخيله، نرجو أن تعيد قراءة موضوع البدعة الذي كتبناه سابقاً بعين الإنصاف وليس بعين مغمضة، وأن تتقي الله في علماء المسلمين وتكف لسانك عنهم، وأن تتكلم بما يوافق الدليل الشرعي، فإلقاء الكلام جزافاً من غير دليل ولا برهان غير مقبول في خيمتنا العزيزة.

والله من وراء القصد.
  #8  
قديم 17-12-2000, 06:08 PM
طالب طالب غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Oct 2000
المشاركات: 222
Post

بسم الله الرحمن الرحيم

للأسف الشديد اننا نعيش في عصر كثر فيه الجهل و كثر فيه المتكلمون بأرائهم و كأن أمر ديننا كأمر أي شيئ أخر ! فاصبح القول بالرأي هين جدا على بعض الناس !!!

عزيزي صقر: ادعوك بكل روح طيبة ان تراجع ما كتبه الأخ أشعري ستجد انه نقل لك أقوال أسياد علماء الدين (ولا تنسى ان العلماء ورثة الأنبياء) فألاخ أشعري لم يأتي برأيه كما فعلت انت !
لذلك نرجو منك أن تكون على حسن ظننا فيك و تترجاع عن طعنك بالعلماء واعلم عزيزي صقر ان منهج الطعن بالعلماء اهل السنة هو منهج الرافضة فهل ترض ان تكون انت يدالعون لهم ؟؟؟؟ طبعا لا !
عزيزي صقر تب الى الله و لا ترجع الى هذا الطعن ابدا عفا الله عنك و هداك .

أخي أشعري الحبيب بارك الله بك و رزقك و إيانا ظل عرشه يوم لا ظل الا ظله


  #9  
قديم 18-12-2000, 02:46 AM
أشعري أشعري غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Jul 2000
المشاركات: 498
Post

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله،

الصقر،

إذا لم تحترم علماء المسلمين واتهمتهم بمخالفة الرسول صلى الله عليه وسلم ومنهم المجتهد والحافظ والمحدث فهل نتوقع منك احترامنا!!! فمن ناحية الاحترام يكفينا منك أن تحترم العلماء "ورثة الانبياء".

وقد بينا المسألة كما نص عليها علماء المسلمين المقتدين برسول الله صلى الله عليه وسلم، وإحالتك لنا على كتاب "جامع العلوم والحكم" لابن رجب الحنبلي فإننا نراك تقصد قوله في البدعة: "ما أُحدث مما لا أصل له في الشريعة يدّل عليه، أما ما كان له أصل من الشرع يدّل عليه فليس ببدعة شرعاً وإنْ كان بدعة لغةً".

فهل التزمت به أنت أولاً قبل أن تطلب منا الرجوع إلى الكتاب، فهو لم ينكر وجود بدعة حسنة إلا أنه رفض أن يسميها "بدعة حسنة"، فهو لم ينكر ما أحدث وكان له أصل في الشرع، وهو بذلك موافق لمن قالوا بوجود البدعة الحسنة من العلماء فإنهم قالوا أن لها أصلاً من الشرع، ولا نظن بهم أن يحسنوا ما لا يعضده أصل من الشرع.

أما رفض ابن رجب الحنبلي أن يسميها "بدعة حسنة" فهو رفض للتسمية لا للمعنى، وإن كنتَ على رأي ابن رجب فإننا نتوقع منك ألا ترفض الصلاة على النبي جهراً بعد الأذان من المؤذنين لأن لها أصلاً من الشرع.

ونتوقع منك ألا ترفض عمل المولد النبوي لأن له أصلاً من الشرع كما نص على ذلك السيوطي في رسالته "حسن المقصد في عمل المولد" موافقاً للحافظ ابن حجر.


والله من وراء القصد.
  #10  
قديم 18-12-2000, 12:22 PM
Lets-Unite Lets-Unite غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Dec 2000
المشاركات: 128
Post

Brilliant Words
ما شاء الله. إن هذا حوار رائع ومنفع. سبحان الله، كم إنني مندهش بأسلوب الأخ أشعري. ما شاء الله فما أبقيت تبيان لي وتوضيح إلا وقد بينته ووضحته. كنت في بدأ القراءة قد جمعت أسألة كي تفهمنا قصدك منها، لكن ما شاء الله قد أجبت عليها قبل أن أسئلها وأنا أكتفي بذلك. بارك الله فيك.

وأنا أرى قول الشافعي الذي ذكرته كافٍ وكذا غيره وازاني تبياناً أن هناك بدع حسنة صلاة التراويح جماعة، والصلاة على النبي بعد الآذان حيث تفعل في المساجد عندنا هنا في كندا وكذا الموالد النبوية الضخمة بمسيرات كبيرة. وأيضاً مما أعرف أن تنقيط القرءان كان بدعة حسنة حيث أنه لم يكن منقط على أيام الرسول.

وشكري أيضاً إلى الأخ صقر الذي أشار إلى أمور مهمة ومغمضة لبعض فالحمدلله أن إشارته كانت نافعة حيث أن الرد كان شافياً. جزاكم الله خيراً.
 


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع
بحث في هذا الموضوع:

بحث متقدم
طريقة العرض

قوانين المشاركة
لا بإمكانك إضافة موضوع جديد
لا بإمكانك إضافة مشاركات جديدة
لا بإمكانك إضافة مرفقات
لا بإمكانك تعديل مشاركاتك

كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

حوار الخيمة العربية 2005 م