ما جاء به محمد صلى الله عليه وسلم
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين الذي هدانا صراطه المستقيم صراط الذين أنعم عليهم
فأكمله سبحانه وأتمه وأتم به علينا النعمة ورضيه لنا دينا وجعلنا من
أهله وجعله خاتما لكل دين وشرعة ناسخا لجميع الشرائع من قبله وبعث به
خاتم أنبيائه ورسله محمدا صلى الله عليه وسلم قال تعالى ( وأن هذا صراطي
مستقيما فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله ذلكم وصاكم به
لعلكم تتقون ) وجعل نهايته رضوان الله والجنة قال تعالى ( قد جاءكم من
الله نور وكتاب مبين يهدي به الله من اتبع رضوانه سبل السلام ويخرجهم من
الظلمات الى النور بإذنه ويهديهم الى صراط مستقيم ) واصلي واسلم على
نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين 0
اما بعد ,
قال تعالى ( أفغير دين الله يبغون وله أسلم من في السموات والارض طوعا
وكرها واليه يرجعون )
لما كانت أمم الارض منتشر فيها الشرك والوثنية بعث الله عز وجل النبي
الرسول الخاتم لجميع الأنبياء والمرسلين المبشر به من المسيح ومن قبله
الأنبياء والمرسلين داعيا الى ملة ابراهيم ودين المرسلين قبل ابراهيم
وبعده داعيا الى التوحيد الخالص ونبذ الشرك أرضيه وسماويه وسد ذريعة
هذا وهذا فنهى عن اتخاذ القبور مساجد ونهى عن الصلاة عليهاوإليها وعن
تشريفها وهذا لسد ذرائع الشرك الأرضي الآتي من تعظيم الموتى في قوم نوح
عليه السلام ونهى عن الصلاة وقت طلوع الشمس ووقت غروبها لسد ذرائع
الشرك السماوي الآتي من عبادة الكواكب في قوم ابراهيم عليه السلام 0
والخلاصة : أن الإيمان بالله تعالى الذي هو المطلوب من جميع الثقلين الجن
والإنس وتحقيق هذا الإيمان بالإعتقاد الجازم بأن الله تعالى رب كل شيء
ومليكه وأنه متصف بصفات الكمال والجلال وأنه سبحانه هو المستحق
للعبادة وحده لا شريك له والقيام بذلك علما" وعملا ولا يتحقق ذلك إلا
بإتباع خاتم الأنبياء والمرسلين محمد صلى الله عليه وسلم الذي بين للناس
أنه من يتبع خطوات الشيطان فإنه في ضلال مبين قال تعالى ( لا تتبعوا
خطوات الشيطان انه لكم عدو مبين إنما يأمركم بالسوء والفحشاء وأن
تقولوا على الله ما لا تعلمون ) البقرة فهذا الشيطان يبين لمن اتبع
سبيله أن دين اليهودية على الحق وأن دين النصارى أيضا على الحق ولكن
هذا مستحيل لأن الله عز وجل لم ينزل به من سلطان انه تعالى بين أن من
يتبع الرسول محمد صلى الله عليه وسلم قد فاز بالجنان ومن تبع الشيطان
والأديان الباطلة فهو خالد مخلد في النيران ولا شك أن النار لا تقوى
أجساد البشر عليها فلماذا الإصرار على الباطل ورفض الحق قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم ( ستفترق اليهود الى احدى وسبعون فرقة كلها في النار
إلا واحدة وتفترق النصارى الى اثنتين وسبعون فرقة كلها في النار إلا
واحدة وستفترق أمتي الى ثلاث وسبعون فرقة كلها في النار إلا واحدة قالوا
من هي يا رسول الله ؟ قال ما أنا عليه وأصحابي ) وهذا يبين أن الفرقة
الناجية من النار من اليهود هي التي اتبعت رسولها موسى عليه السلام
وتصديقه بما أخبر به عن النبي صلى الله عليه وسلم وأنه على الهدى والدين
الصحيح , والفرقة الناجية من النار من النصاري هي أيضا من اتبعوا
عيسى عليه السلام وهم الحواريون الذين صدقوا رسالته وما أخبر به عن
محمد صلى الله عليه وسلم , فيجب على كل من أراد العلا أن يؤمن بالله
وكتبه ورسله وملائكته فالإيمان بالكتب المنزلة هي من أركان الإيمان وأصول
الإعتقاد بجميع كتب الله المنزلة على أنبيائه ورسله وأن كتاب الله القرآن
الكريم هو أخر كتب الله نزولا وآخرها عهدا برب العالمين نزل به جبريل الامين
من عند رب العالمين على نبيه ورسوله الامين محمد صلى الله عليه وسلم وأنه
ناسخ لكل كتاب أنزل من قبل الزبور والتوراة والانجيل وغيرها فالقرآن
الكريم هو آخر الكتب التي يجب على الناس أجمعين الإيمان به قال تعالى ( ومن
يكفر به من الأحزاب فالنار موعده ) هود وأما ما في أيدي اليهود
والنصارى اليوم من التوراة والأناجيل المتعددة والأسفار والإصحاحات التي
بلغت العشرات ليست هي عين التوراة المنزلة على موسى عليه السلام ولا عين
الإنجيل المنزل على عيسى عليه السلام فنقطاع أسانيدها وإحتوائها على
كثير من التحريف والتبديل والأغاليط والاختلاف فيها واختلاف أهلها عليها
واضطرابهم فيها وأن ما كان منها صحيحا فهو منسوخ بالإسلام وما عداه
فهو محرف مبدل فهي دائرة بين النسخ والتحريف , فيا من أراد الجنة
ورضوان الله تعالى وأراد ابعاد جسده عن النار أمنوا بالله ورسوله تفوزوا
ولا تتبعوا خطوات الشيطان لأن هذا الشيطان سيتبرأ يوم القيامة من كل
من اتبعه قال تعالى ( وقال الشيطان لما قضي الامر ان الله وعدكم وعد الحق
ووعدتكم فأخلفتكم وما كان لي عليكم من سلطان إلا أن دعوتكم فاستجبتم
لي فلا تلوموني ولوموا أنفسكم ما أنا بمصرخكم وما أنتم بمصرخي إني كفرت
بما أشركتمون من قبل أن الظالمين لهم عذاب أليم ) ابراهيم
واخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين
|