(3)
بسم الله الرحمن الرحيم
http://www.khayma.net/hewar/Forum2/HTML/001393.html http://www.khayma.net/hewar/Forum2/HTML/001408.html
تابع ..
( قول ابن تيمية بوصول ثواب قراءة الميت )
وقال الشيخ ابن تيمية رحمه الله تعالى في الفتاوي 24/324 وسئل عن قراءة أهل الميت تصل إليه ؟ والتسبيح والتحميد والتهليل والتكبير إذا أهداه إلى الميت يصل إلي ثوابها أم لا ؟
فأجاب : ( ل إلى الميت قراءة أهله وتسبيحهم وتكبيرهم وسائر ذكرهم لله تعالى إذا أهدوه إلى الميت وصل إليه والله أعلم ) وانظر أيضا 24/315 من الفتاوي المذكورة .
وسئل ابن تيمية أيضا عن قوله تعالى (( وأن ليس للإنسان إلا ما سعى )) وقوله صلى الله عليه وآله وسلم ( إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث صدقة جارية ، أو علم ينتفع به ، أو ولد صالح يدعو له ) فهل يقتضي ذلك إذا مات لا يصل إليه شيء من أفعال البر ؟
فأجاب : ( الحمد لله رب العالمين . ليس في الآية ولا في الحديث أن الميت لا ينتفع بدعاء الخلق له ، وبما يعمل عنه من البر ، بل أئمة الإسلام متفقون على انتفاع الميت بذلك ، وهذا مما يعلم بالاضطرار من دين الإسلام ، وقد دل عليه الكتاب والسنة ، فمن خالف ذلك كان من أهل البدع ) انتهى
وقد أطال الإجابة بما يعلم من فتاويه 24/306-313
( قول ابن القيم بوصول ثواب القراءة للميت )
وقال الشيخ ابن القيم رحمه الله تعالى في كتاب الروح طبعة حيدر آباد الثانية ص13 ما نصه : ( وقد ذكر عن جماعة من السلف أنهم أوصوا أن يقرأ عند قبورهم وقت الدفن . قال عبد الحق : يروى أن عبد الله بن عمر أمر أن يقرأ عند قبره سورة البقرة . وممن رأى ذلك علي بن عبد الرحمن . وكان الإمام أحمد ينكر ذلك أولا حيث لم يبلغه فيه أثر ثم رجع .
وقال الخلال في كتاب الجامع : ( القراءة عند القبور ) أخبرنا العباس بن محمد الدوري ، ثنا يحيى بن معين ، ثنا مبشر الحلبي ، حدثني عبد الرحمن بن العلاء بن الجلاج عن أبيه قال : قال أبي : إذا أنا مت فضعني في اللحد وقل : بسم الله وعلى سنة رسول الله ، وسن علي التراب سنا ، واقرأ عند رأسي بفاتحة البقرة وخاتمتها ، فإني سمعت عبد الله بن عمر يقول ذلك .
قال عباس الدوري : سألت أحمد بن حنبل قلت : تحفظ في القراءة عند القبر شيئا ؟ فقال : لا ، وسألت يحيى بن معين فحدثني بهذا الحديث .
قال الخلال : وأخبرني الحسن بن أحمد الوراق ، حدثني علي بن موسى الحداد ، وكان صدوقا . قال : كنت مع أحمد بن حنبل ومحمد بن قدامة الجوهري في جنازة ، فلما دفن الميت جلس رجل ضرير يقرأ عند القبر . فقال له أحمد : يا هذا إن القراءة عند القبر بدعة ، فلما خرجنا من المقابر قال محمد بن قدامة لأحمد بن حنبل : يا أبا عبد الله ما تقول في مبشر الحلبي ؟ قال ثقة . قال : كتبت عنه شيئا ؟ قال : نعم . قال : فأخبرني مبشر عن عبد الرحمن بن اللجلاج عن أبيه أنه أوصى إذا دفن أن يقرأ عند رأسه بفاتحة البقرة وخاتمتها ، وقال : سمعت ابن عمر يوصي بذلك . فقال له أحمد : فارجع وقل للرجل : يقرأ . (1)
وقال الزعفراني : سألت الشافعي عن القراءة عند القبر ، فقال : لا بأس بها .
وذكر الخلال عن الشعبي قال : كانت الأنصار إذا مات لهم الميت اختلفوا إلى قبره يقرأون عنده القرآن )
وفي ص188 من كتاب الروح عزا ابن القيم وصول ثواب العبادات البدنية للميت كالصلاة والصوم وقراءة القرآن والذكر للإمام أحمد وجمهور السلف ، وعدم الوصول إلى أهل البدع من علماء الكلام .
وفي ص205 من كتاب الروح أيضا في الجواب عن قوله تعالى (( وأن ليس للإنسان إلا ما سعى )) ما لفظه : ( وقالت طائفة أخرى : القرآن لم ينف انتفاع الرجل بسعي غيره وإنما نفى ملكه لغير سعيه ، وبين الأمرين من الفرق ما لا يخفى .
وأخبر تعالى أنه لا يملك إلا سعيه ، وأما سعي غيره فهو ملك لساعيه ، فإن شاء أن يبذله لغيره ، وإن شاء أبقاه لنفسه ، وهو سبحانه لم يقل لا ينتفع إلا بما سعى ، وكان شيخنا –يعني ابن تيمية- يختار هذه الطريقة ويرجحها ) انتهى
وقد أسهب ابن القيم رحمه الله تعالى وأجاد في دحض شبه المانعين . فمن ذلك في ص206 من كتاب الروح ما نصه : وأما استدلالكم بقوله صلى الله عليه وآله وسلم : ( إذا مات ابن آدم انقطع عمله ) فاستدلال ساقط ، فإنه صلى الله عليه وآله وسلم لم يقل انقطع انتفاعه وإنما أخبر عن انقطاع عمله . وأما عمل غيره فهو لعامله ، فإن وهبه له فقد وصل إليه ثواب عمل العامل لا ثواب عمله هو ، فالمنقطع شيء والواصل إليه شيء آخر .
ثم قال أيضا :
وأما قولكم الإهداء حوالة ، والحوالة إنما تكون بحق لازم ، فهذه حوالة المخلوق على المخلوق ، وأما حوالة المخلوق على الخالق فأمر آخر لا يصح قياسها على حوالة العبيد بعضهم على بعض .
وهل هذا إلا من أبطل القياس وأفسده ، والذي يبطله إجماع الأمة على انتفاعه بأداء دينه وما عليه من الحقوق وإبراء المستحق لذمته والصدقة والحج عنه بالنص الذي لا سبيل إلى رده ودفعه ، وكذلك الصوم ، وهذه الأقيسة الفاسدة لا تعارض نصوص الشرع وقواعده . انتهى
يتبع إن شاء الله ،،،،
----
(1) انظر إلى أخلاق الإمام أحمد رحمه الله تعالى وسرعة رجوعه للحق .