رمضان في القاهرة المملوكية
رمضان في القاهرة المملوكية
وكان لرمضان في العصر المملوكي وضعه المميز عن باقي شهور السنة وقد اشار الى ذلك بعض المؤرخين واكدوا في مؤلفاتهم حرص السلاطين المملوكيين في مصر على التوسع في الاحسان والصدقة طيلة ايام الشهر الفضيل
ويبرز من بين هؤلاء السلاطين السلطان برقوق الذي اعتاد ان يذبح طوال مدة حكمه في كل يوم من ايام رمضان خمسا وعشرين بقرة يتصدق بلحومها على الفقراء اضافة الى انواع الطبيخ وءالاف ارغفة الخبز وقد جعل هذا السلطان للمساكين في هذا الشهر مطابخ لافطارهم وتوزيع الصدقات عليهم
اما السلطان بيبرس الجاشنكير الذي كان في القرن السابع الهجري فقد بلغ عدد الطاعمين في المطابخ ايامه خمسة ءالاف نفس في كل يوم من ايام رمضان
وفوق ذلك اعتاد هؤلاء السلاطين ان يعتق واحدهم ثلاثين رقا في رمضان عن كل يوم واحد ويضاف الى ذلك التوسعة على العلماء وطلاب العلم حيث تصرف لهم رواتب اضافية وبخاصة من السكر الذي كان وقتها كالعملة النادرة اذ ان كمية استهلاكه تتضاعف في رمضان بسبب الاكثار من صنع الحلوى
ويصف الرحالة ابن بطوطة طريقة احتفال المصريين برؤية هلال رمضان في القرن الثامن الهجري وذلك في احدى المدن المصرية وهي"ابيار"فيقول انه في يوم الركوب لرؤية الهلال وهو يوم التاسع والعشرين من شعبان يجتمع فقهاء المدينة بعد العصر بدار القاضي الشافعي ويقف على باب الدار نقيب المتعممين فاذا وصل احد الفقهاء او الاعيان تلقاه ذلك النقيب ومضى بين يديه قائلا"بسم الله .....سيدنا فلان الدين......" فيقوم له القاضي ومن معه ويجلسه النقيب في مكان يليق به فاذا تكاملوا هناك ركبوا جميعا وعلى رأسهم القاضي وتبعهم من في المدينة من الرجال والصبيان حتى اذا ما انتهوا الى موضع خارج المدينة ينزل القاضي ومن معه يرتقبون الهلال فاذا عادوا بعد صلاة المغرب وبين ايديهم المشاعل والمصابيح مضاءة كان ذلك دليلا على ثبوت رؤية الهلال وعندئذ يوقد التجار المشاعل بحوانيتهم وتكثر الانوار في الطرقات والدروب والمساجد حتى يتحول الليل نهارا"
وتجدر الاشارة انه لما كان ليل رمضان يشهد نشاطا كبيرا فمن مجد الى بيت الله ومن عائد ومن الى السوق ومن منه ومن واصل رحم الى ما هنالك من النشاطات الاجتماعية والعملية لذا تطلب الامر انارة الاسواق والطرقات مما جعل كثرة الاضواء في ليل رمضان سمة من سمات المدن الاسلامية في هذا الشهر العظيم
-------------------- الشادي
|