رسالة إلى (مــحــمـد)
من يفهم رسالة محمد
أين يهرب ضمير العالم، أين تختبىء كل نفس بشرية تحمل داخلها
مشاعر أو بقايا منها، انها نظرات الفزع التي ادمت القلوب
وبكت لرؤيا العيون..... فكيف لنا أن نبقى جامدين ونحن نرى ذلك
الطفل (محمد) وهو يصيح رعبا ويحتمي بوالده، وكلاهما لا يحملان
سوى جسد غير منيع، وانتهت لحظة الزمن تلك بألم خاطف استراحت
بعده الروح وسقط (محمد) صريعا بينما كان والده(جمال) مستندا
الى الحائط غائبا عن وعيه وقد سقط رأسه الى اليمين كأنه يهدي
تلك النفس البريئة الى الطريق الذي عليها ان تسلكه أو كأنه
وقد أثخنته الجراح يراقب روح ابنه وهي تغادر عالمنا الى حيث
الراحة التي لم تجدها هنا..... فكيف لا يبكي المسلمون والمسلمات.
كيف لا يبكون جميعهم دون استثناء وهم يتابعون فصول
المأساة....صراخ الطفل ونظراته التي حملت كل معاني الخوف
والظلم والطغيان كما حملت كل تاريخنا ، كل هزائمنا وكل
خلافاتنا،لقد طُبع ذلك المشهد في تاريخنا، وسوف يبقى دليلا علينا
جميعا وسنرى جميعا ونسمع صرخات (محمد) ورعبه ونظرات الفزع
الجامدة في عينيه سنراها كلما نظرنا الى أعين
أطـفـالـنا.....أما(محمد) الذي ابتعد عنا فانه كان مسؤوليتنا
جميعا،وصراخه بين ذراعي والده كان نداء لنا جميعا، فكيف لم
يسمعه احد وكيف لم يفهم (محمد) قادتنا الذين يحملون مسؤلية
أمتنا ، فنحن نراهم يجتمعون وربما يبتسمون وما زالت نظرات
الطفل معلقة في كل صحف العالم تنقل المأساة لنا ولهم......ولو
كنت مكانهم او ملكت اذاعة الخطاب لنقلت رسالة (محمد) بدموع
هذه الارض ..رسالة الطفل الذي سقط بين ذراعي ابيه وقد اغمض
عينيه بيديه حتى لا يرى عالمنا الممتلىء بالخطايا...انها رسالة
(محمد) من لم يفهمها فليعد الى لحظات الفزع تلك ويقرأها من جديد..
اليك يا (محمد) أقول: والله ثم والله إنك فزت ورب الكعبة، والله ثم
والله سوف يقف قاتلك موقف ما وقفه انسان بهذه الدنيا،والرعب
الذي عشته يا (محمد) بالنسبة لرعب قاتلك يومئذ هو قمة
السعادة,والله إنك لشهيد نم يا ولدي فما لك عند المولى خير من هذه الدنيا وما فيها.
وهنيئأ يا ابو(محمد) ،هنيئأ يا ام (محمد) فعندكم شهيد يتشفع
لكم عند الله الذي لا إله إلا هو، هنيئا لكم يا اهل الشهيد هنيئا لكم.
|