مجلة الخيمة حوار الخيمة دليل المواقع نخبة المواقع Muslim Tents
التسكين المجاني التسكين المدفوع سجلات الزوار بطاقات الخيمة للإعلان في الخيمة
الأسئلة الشائعة قائمة الأعضاء التقويم البحث مواضيع اليوم جعل جميع المنتديات مقروءة

العودة   أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية > القسم الإسلامي > الخيمة الإسلامية
اسم المستخدم
كلمة المرور

 
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
  #1  
قديم 10-11-2000, 07:22 AM
NASIH NASIH غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Sep 2000
المشاركات: 39
Lightbulb القرآن الكريم نزل بلسان عربي مبين

قال سيف الله الصقيل ناصر الحق الإمام الشيخ السيد طارق بن محمد السعدي في كتابه: (( هدي القرآن في صفات الرحمن )) :
(( لقد صرَّح ربُّنا اللهُ جل جلاله ورسولُه سيّدُنا محمد صلى الله عليه وسلم في غير موضع من القرآن والسُّنّة بأن لغةَ القرآن والسُّنَّة التي هي لغة الشّرع والدّين الذي خاطب الله تعالى به العالمين هي : ( اللغة العَرَبيّة ) .
فقال اللهُ تعالى: { إنا جعلناه قرآنا عربيّا لعلكم تعقلون }[ الزخرف: 3 ]، { كتاب فصّلت آياته قرآنا عربيا لقوم يعلمون }[ فصلت: 3 ]، { قرآناً عربياً غير ذي عِوجٍ لعلّهم يتّقون }[ الزمر: 28 ] .
وهذا بيان واضح جلي في كون خطاب الله تعالى للعالمين يُدرك المراد به من خلال عرضه على قواعد اللغة العربية ومسالكها جملة وتفصيلا .
ومعلوم:
 أن ألفاظ اللغة العربيّة تُعْقَلُ وتُعْلَمُ على وجهين لا ثالث لهما، هما: ( الحقيقة ) و( المجاز )(1).
فأما ( الحقيقة ) فهي: ما بقي على موضوعه الأوّل في اللغة. أي: استُعمل في موضوعه الأوّل ، كلفظ ( اليد ) للجارحة .
وأما ( المجاز ) فهو: ما تُجُوِّزَ به عن موضعه. أي: اسـتُعمل في غير موضوعه الأول، كلفظ ( اليد ) للنعمة ..
فكل لفظ نُقِل ـ بطريق الواضع الأول أو العُرف أو الشرع ـ عن موضعه اللغوي الأوّل إلى آخر فهو مجاز.
 وأنّ الحقيقة غيرُ المجاز، وإلا كان إخراج معنى اللفظ عن أحدهما إلى الآخر لغوا.
 وأن اللفظ لا يُفسّر على معناه الحقيقي، كما لا يؤول معناه إلى المجاز فيُفَسّر به (2) إلا بدليلٌ.
فلا يُقال في لفظ ( اليد ) ـ مثلا ـ: ليس معناه ( يد حقيقيّة ) هي العضو الجارحة المتصل بالكتف .. الخ، ولا ( يد مجازيّة ) هي القدرة أو النعمة أو غير ذلك مما يُصطَلح عليه في معناه!!
ولا يُقال: معناه يد حقيقيّة ليست عضواً .. الخ، ولا بمعنى من معاني المجاز!! أو العكس!!
ولا يُقال: معناه يد حقيقيّة بمعنى مجازي!! أو العكس!!
ولا يُقال: معناه يد حقيقية، أو على معنى مجازي كالقدرة أو النعمة الخ .. إلا بدليل.
فمن أنكر شيئاً من ذلك في الشرع، فهي دعوى بأن الشرع جاء على جانب من جوانب اللغة العربيّة دون غيره، وهو ما دلّ الدّليل المتقدّم وغيره على خلافه.
ومن ادّعى أن لألفاظ الشّرع أو بعضها معان على غير ما ذكرنا، فهي دعوى بأن الشرع جاء بما ليس في اللغة العربيّة، وهو ما يردّه الدّليل أيضا.

ولفهم الخطاب: ينبغي إعمال الكلام لا إهماله (3)، أو ضرب بعضه ببعض (4).
فإن قال قائل: ( رأيت بحراً مِن العِلْم )، لا يصح أن يُقتطَع من الجُملة قوله ( رأيت بحراً ) ويُهْمل الآخر فيُقال: رأى ماء كثيراً!! ولا أن يُقال: البحر من الماء الكثير لا من العلم فالعبارة متناقضة!! .. الخ!! بل تُعرض الجملة جميعا على أصول اللغة وقواعدها ومعانيها. ولو فعلنا ذلك في هذه الجملة لعرفنا أن المُرادَ بها: ( رؤية عالِم ).
وكما يأتي ذلك متّصلاً ( في عبارة واحدة ) يأتي منفصلاً ( في عبارات متعدّدة ):
فلو قال قائلٌ: ( رأيت بحراً ) وكذا .. فتكلم كثيراً .. ثم قال: ( وكان البحر في بيت متواضع )، أو: ( ولم أرَ الماءَ )، أو غير ذلك من العبارات أو الإشارات المُفهِمة للمراد بالبحر، حُمِل الأوّل على الآخر وفُسِّر به.
ولو ورد نفيُ شيء بلفظ يستغرق جميع وجوهه كـ( المثليّة ) مع لفظ يراد به معنى يثبت المثليّةَ أو وجهاً منها أو عَدَمَها كـ( اليد )، بقي الأول على عمومه وإطلاقه؛ لعدم وجود دليل على تخصيصه ببعض معانيه أو أفراده، وعدم صلاحية لفظ ( اليد ) لذلك؛ حيث يصح حمله على ما يناسب عموم المثليّة بلا إهمال أو ضرب، وفُسّر الأخيرُ على ما يناسبه: وهو ما تعدم فيه المثليّة من معانيه (5).
وهذا أشهر من أن يُذكر في لغة العرب .

وبناء على ذلك كلّه: لمّا خاطبنا اللهُ تعالى في الشرع عن نفسه، وأخبرنا بأحديّته، وأنه ليس كمثله شيء، ولا تُدركه العقول، عَلِمْنا: أنه سبحانه لم يُرِد بما أطلقه على نفسه من الألفاظ معانيها في الخلق.
فلم يُرِد سبحانه بـ( القدرة ) ـ مثلاً ـ الطاقة المتولدة في الأجسام .. الخ، كما هي القدرة عندنا؛ بل أراد: إفهامنا أنه مُتّصف بصفة يتأتّى بها إيجادُ كُلّ ممكن وإعدامه.
ولم يُرِد سبحانه بـ( اليد ) ـ مثلاً ـ الجارحة المعروفة (6)؛ بل أراد به: معنى مجازيّا يُعرف من القرائن المُحتَفّة به، ثم إذا عُرف ـ كأن كان المراد به القُدرة ـ حُمل على غير حقيقته في الخَلق (7)ـ على ما بيّناه في معنى القدرة فيما تقدّم ـ.
وقال البعض: نفوّض معرفة مراد الله تعالى بنحو لفظ ( اليد ) إليه سبحانه. وهو مذهب صحيح إن قام على اعتقاد المُفوّض بأن المعنى مهما كان فليس على معاني الخلق والحقائق المعروفة عندهم.

وليُعلم: أن من المعاني والحقائق المعروفة عند الخلق ( الكيفيّة والحدّ والكَمّيّة ). فمن اعتقد أو زعم أن لله تعالى كَيْفَا أو حدّاً أو كَمّا ـ جملة أو تفصيلا ـ فقد خَرَق التّوْحِيْدَ والتّنْزيْه، ووقع في التَّجْسِيْم والتّشْبيْه.

قاعدة: سواءٌ أكان للّفظ المضاف إلى الله تعالى معنى واحدا أم أكثر، أو عُرِف مرادُه به أم لا، وجب نفي المعنى الخلقيّ عنه جملة وتفصيلا (8).
وبالجملة : فإن المؤمن يُثبت لله تعالى كل ما وصف به نفسه مع نفي كلّ المعاني الخلقيّة عنه سبحانه (9).
وهذا لا يوصل إلى الحِيْرَة كما يُمَوِّه البعض!! بل يوصل إلى العجز عن إدراك الله تعالى. تحقيقاً لقول الله جل جلاله: { لا تُدركه الأبصار }[ الأنعام: 103 ] .
وبه يتبيّن أن المُفَسِّر للفظ اليد ونحوه بما يجوز فيه للقرائن المحتفّة به ـ وهو ما يسمّى ( المُؤَوِّل ) ـ ليس معطّلا، بل عاقل عالم موحّد (10).

تنبيه: إن اللفظ يُرَادُ به معناه، والعكس صحيح. فإن أطلِق لفظُ ( اليد ) ـ مثلاً ـ حُمِل على المعنى الموضوع له حقيقة أو مجازاً ـ بحسب الدّليل ـ، وإن كان بمعنى اليد حقيقة سُمِّيَ باليد الحقيقية التي هي العضو الجارحة .. الخ، أو بمعنى اليد المجازي سمِّيَ باليد المجازيَّة التي هي القدرة أو النعمة .. الخ. سواءٌ صرَّح بذلك المُطْلِقُ أم لا.
لا يَظُنُّ غيرَ ذلك إلا متقولٌ على لسان العرب وشرع الله تعالى بهواه، فسواءٌ عليه بعد ذلك إن ادعى الاتّباع والإخلاص وما في معناهما مما يُتَّخذ شعارات ـ ( طنانة ورنانة ) ـ في زماننا هذا أم لا، فإنّه ممن اتخذ إلهه هواه فأضله وما أغناه.
ولو كان تغير الاسم أو إنكار المُسَمَّى يغني لقال مَنْ شاء ما شاء .
ومن ثم كان من أثبت لله تعالى صفات الأجسام مجسّما وإن لم يصَرِّح بذلك أو أنكره لعنجُهيَّة فيه (11).
فالحمد لله الذي حفظ لنا ديننا من التحريف ، وعقولنا من الضلال والتخريف (12).
ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ
(1) ـ ومن زعم وجود وجه ثالث !! طالبناه بالدّليل عليه ، ولن يجده ولو مُدَّ في عمره سنون أو بلغ رأسه السماءومن زعم وجود وجه ثالث !! طالبناه بالدّليل عليه ، ولن يجده ولو مُدَّ في عمره سنون أو بلغ رأسه السماء
(2) ـ وهو المقصود بلفظ ( التأويل ) عند أهل الحق. وهو ما لا يريد أن يفهمه أو الاعتراف به مخالفوهم العنجهيون ليتسنى لهم تضليل الجهّال .
(3) ـ فإن جاز حمل اللفظ على كلّ معانيه: لم يجز تخصيصه ببعضها إلا بدليل، وإلا كان تعطيلا. أو على معنى من المعاني: لم يجز تعميمه إلا بدليل.
(4) ـ فإن ورد لفظ يجوز أن يدل على كل معانيه أو يشمل كل أفراده كلفظ ( مثل ) الذي يجوز أن يستغرق كل معانيه وأفراده، فيُراد به كل وجوه المماثلة، مع لفظ يدلّ على معنى من معانيه كلفظ ( يد ) الذي إما أن يدل على الجارحة أو على معنى مجازي، وكان الأوّل في معرض النفي: حُمِل الأخير على ما يناسب الأوّل، وهو المجاز، إذ لا إهمال في ذلك لشيء من دلالات اللفظين ولا ضربا لأحدهما بالآخر. بخلاف حمله على الحقيقة فإنه يُخصص المثليّة في معنى من معانيها ويحصرها في فرد من أفرادها: هو التطابق، بينما تشمل هي التطابق فما دونه كما ذكرنا. وسنفصّل ذلك لاحقا.
(5) ـ وسوف يأتي تفصيل هذا المثال عند الكلام على معنى ( المثل ) فيما بعد إن شاء الله تعالى .
(6) ـ لا أقصِد طبعا اليد المعروفة في الشّكل والصّورة، وإنما قصدت: اليد المعروفة في عضويتها ووظيفتها .. الخ .
(7) ـ ولا أقصد طبعا غير شكله وصورته ، بل غير حقيقته .
(8) ـ فأما ( النفي جملة ) فهو نفي نفس الشيء كاليد الحقيقية الجارحة، و ( تفصيلا ) فهو نفي كون اليد يدا كيد الإنسان أو .. الخ . وحيث ما ذكرت ( الجملة والتفصيل ) في كتابي هذا أريد بها هذا المعنى غالبا .
وذكرت نفي التفصيل بعد نفي الجملة مع أنه يغني عنه مبالغة في الأمر لضرورة الحذر منه .
(9) ـ والتي منها ( الكيفية ) و ( الحد ) و ( الكميّة ) كما أشرنا سابقا ، لأن ذلك مُدرك والله تعالى غير مُدرك كما أخبَر .
(10) ـ ومن زعم أن ذلك تعطيل فقد نادى بالجهل على نفسه . سيما وهو يفسّر بعض الألفاظ ـ كالجناح والخرطوم .. الخ ـ على هذا المبدأ .
وسوف يأتي تفصيل هذا الأمر في باب نعقده لردّ شُبهات هؤلاء المبتدعة .
(11) ـ لذلك قال الحافظ ابن حجر العسقلاني:" فمن أجرى الكلام [ في الصّفات ] على ظاهره أفضى به الأمر إلى التّجسيم .. ".اهـ [ فتح الباري: 13 / 432 ] .
(12) ـ فإن ( الخرف ) والضّلال قد بلغ بمن ذكرنا من الزائغين مبلغه، حتى أنك تقول لأحدهم ما معنى ( اليد ) ؟ فيقولُ : هي يدٌ حقيقيّة ليست كأيدينا!! فتقول له : تعني عضواً جارحة .. الخ؟ فيقول لك: لا!! فتقول له: إذاً تعني معناها المجازي؟ فيقول لك لا!!
وعندئذ لا ننسى أنّه ليس في اللغة العربيّة سوى الوجهان اللذان سألناه عنهما مما يُفيد بأنه خرج بزَعمه معنى غيرهما عن حد اللغة وادعى في الشّرع ما ليس فيه ، اتباعا لهواه ورأيه .
والأعجب !! أن بعضهم يقول لك : ليست كأيدينا ، كما أن يد الفيل مثلا لا تشبه يد النملة!! ويريدك بعد ذلك أن تصدق أنه لا يعتقد أنها عضواً!! أو أنّه عاقل!!
وهكذا في الوجه وغيره ..، حتى يقول لك قائلهم: ( الدّجال أعور وربّكم ليس بأعور ) على هذه القاعدة!! ثمّ يدّعون العقل والعلم والتنزيه وعدم التّجسيم والتّشْبيه!!!
وما يؤسف: أنّ صوت هؤلاء المبتدعة بدعوتهم يلقى صدى عند الجهال من الحمقى والمغفّلين ممن قد يكون لهم حظّ من علم دني أو مركز أو مال، فيعينهم فيما وبما تحت يديه على باطلهم.
وكم أخرسوا أفواها، واشتروا أناسا، وأضلّوا آخرين بذلك ..
حتى أن كلامنا يصير عند البعض غريباً!! مع أنّ الغريب مزاعمُ هؤلاء المبتدعة.
وإنّا لنرى نبوءة سيدنا رسول الله محمّد صلى الله عليه وسلم بعودة الإسلام غريبا كما بدأ غريبا تلوح في الأفق، بعد أن أشعل سلف هؤلاء المبتدعة فتيلها وأججت أذيالهم هؤلاء نيرانها ..
فأسأل الله تعالى وأتوجّه إليه بحبيبه المصطفى سيدنا رسول الله محمّد صلى الله عليه وسلم: أن يجعل لي بجهدي المتواضع في هذا الأمر سهما في عودة الإسلام، وفخراً لسيّدي رسول الله محمّد صلى الله عليه وسلم بين إخوانه وأصحابه وأحبابه وعلى أعدائه وأنصارهم من الأنام، وعفواً عن تقصيري الخَلْقي في الثّناء عليه تعالى على الكمال والتّمام. آمين يا ربّ العالمين السّلام . )) انتهى كلامه حفظه الله
ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ
للاتصال بفضيلته واستفتائه: talsaadi@hotmail.com
 


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع
بحث في هذا الموضوع:

بحث متقدم
طريقة العرض

قوانين المشاركة
لا بإمكانك إضافة موضوع جديد
لا بإمكانك إضافة مشاركات جديدة
لا بإمكانك إضافة مرفقات
لا بإمكانك تعديل مشاركاتك

كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

حوار الخيمة العربية 2005 م