الجهاد في سبيل الله (2)
( 2 )
تعريف الجهاد في سبيل الله
1-الجهاد في اللغة ، مأخوذ من الجهد ، وهو بذل الطاقة ، أو الوسع ، أو هو المشقة.
قال الراغب رحمه الله في مفرداته : " الجَهد والجُهد : الطاقة والمشقة ، وقيل الجهد بالفتح المشقة ، والجُهد الوسع "
وقال ابن حجر في الفتح (6/3) : " والجهاد بكسر الجيم ، أصله لغة المشقة . "
2-وهو في الشرع – عند غالب الفقهاء – قتال المسلم الكافر ، بعد دعوته إلى الإسلام أو الجزية ، وإبائه .
مراجع : بدائع الصنائع (9/4299) الشرح الصغير على أقرب المسالك للدردير (2/267) فتح الباري (6/3) مطالب أولي النهى (2/497)
وهذا التعريف ليس شاملا لمعنى الجهاد الشرعي .
وأشمل تعريف له ما ذكره شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله ، حيث قال : " والجهاد هو بذل الوسع – وهو القدرة – في حصول محبوب الحق " وقال في موضع آخر " وذلك أن الجهاد حقيقته الاجتهاد في حصول ما يحبه الله من الإيمان والعمل الصالح ، ومن دفع ما يبغضه الله من الكفر والفسوق والعصيان " مجموع الفتاوى (10/191-192) .
فهذا التعريف يشمل كل أنواع الجهاد التي يقوم بها المسلم ، يشمل اجتهاده في طاعة الله بامتثال أمره واجتناب نهيه في نفسه ، واجتهاده في دعوة غيره – مسلما كان أو كافرا - إلى طاعة الله ، واجتهاده في قتال الكفار لإعلاء كلمة الله ، وغير ذلك .
والقيد " في سبيل الله " شرط في كون الجهاد شرعيا ، وهو يخرج كل سعي واجتهاد لا يقصد به وجه الله … وسيأتي الكلام على هذا القيد بالتفصيل في مكانه .
__________________
الأهدل
|